الرئيس التونسي في الجزائر لبحث الأزمة الليبية

في أول زيارة رسمية له

الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون في استقبال نظيره التونسي قيس سعيد (وكالة الأنباء الجزائرية)
الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون في استقبال نظيره التونسي قيس سعيد (وكالة الأنباء الجزائرية)
TT

الرئيس التونسي في الجزائر لبحث الأزمة الليبية

الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون في استقبال نظيره التونسي قيس سعيد (وكالة الأنباء الجزائرية)
الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون في استقبال نظيره التونسي قيس سعيد (وكالة الأنباء الجزائرية)

وصل الرئيس التونسي قيس سعيّد، اليوم (الأحد)، إلى الجزائر، في أوّل زيارة رسمية له منذ توليه الرئاسة قبل ثلاثة أشهر، يجري خلالها مباحثات مع الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، تتناول خصوصاً الوضع في ليبيا.
وأفاد التلفزيون الحكومي بأن الرئيس تبون كان في استقبال قيس سعيّد في مطار هواري بومدين. وتوجه بعد ذلك إلى «مقام الشهيد»، لوضع إكليل من الزهور على نصب الجندي المجهول.
وكانت الرئاسة الجزائرية أكدت، في بيان، أن الرئيسين «سيجريان خلال الزيارة محادثات حول وسائل وسبل تعزيز التعاون بين البلدين الشقيقين، كما سيتطرقان إلى الوضع الدولي والإقليمي، خصوصاً في ليبيا وفلسطين المحتلة».
كما أعلنت الجزائر أنها، استجابة لطلب السلطات التونسية، ستقوم بترحيل عشرة تونسيين من مدينة يوهان الصينية حيث ظهر الفيروس الغامض الذي ينتمي إلى سلالة متلازمة الالتهاب التنفسي الحاد (سارس)، بحسب بيان للرئاسة نقله التلفزيون الحكومي، الذي أوضح أن طائرة أقلعت من الجزائر، فجر اليوم، لهذا الغرض.
وعزا الرئيس التونسي تأخير زيارته للجزائر إلى انتظار نهاية المسار الانتخابي في هذا البلد الجار، كما أوضح في أول لقاء تلفزيوني له مساء الخميس. وقال: «كان هناك انتخابات في الجزائر ثم جاءت مسألة تشكيل الحكومة في تونس منذ 15 نوفمبر (تشرين الثاني) إلى الآن».
وبينما يتبنى قيس سعيّد قيم ثورة 2011 التي أسقطت زين العابدين بن علي وانتخب على أساس ذلك، يواجه الرئيس الجزائري معارضة شديدة من الحراك الشعبي المستمر منذ نحو سنة، ورفض الانتخابات التي فاز بها تبون.
ولم يحضر الرئيس التونسي لحفل أداء اليمين لتولي تبون الرئاسة.
في المقابل، استقبل قيس سعيد المناضلة الجزائرية خلال حرب تحرير الجزائر والداعمة للحراك الشعبي، جميلة بوحيرد، وقلدها وسام الجمهورية التونسية. وقال للتلفزيون: «أعتز جدّاً لأنها نادتني: يا بُني». وأضاف بخصوص المحادثات المنتظرة حول ليبيا أن «الجزائر وطننا الشقيق (...) لنا نفس المقاربة مع الجزائر ضد أي تدخل دول أجنبية». وتابع أن «تونس متضررة من الوضع في ليبيا، والجزائر كذلك متضررة. ويمكن أن نلتقي حول حل يكون مصدره الشعب الليبي».
وتأتي الزيارة الرسمية بعد أسبوع من احتضان الجزائر لاجتماع وزراء خارجية الدول المجاورة لليبيا.
كما ستشمل المحادثات مجالات التجارة بين البلدين والطاقة والسياحة، بحسب بيان الرئاسة التونسية.
وتتعاون تونس والجزائر في ملف محاربة الإرهاب لمواجهة المجموعات المسلحة النشطة في الجبال الحدودية حيث قامت بهجمات متكررة.
وتعتمد تونس على الغاز الجزائري، وإلى حد كبير على التجارة مع جارتها، لا سيما بعد تأثُّر صادرات تونس من خسارة السوق الليبية.



مصر: «كشك باب النصر» يعيد الجدل بشأن «التعدي» على الآثار

مطالب بإعادة النظر في الصورة الجمالية للقاهرة التاريخية (تصوير: عبد الفتاح فرج)
مطالب بإعادة النظر في الصورة الجمالية للقاهرة التاريخية (تصوير: عبد الفتاح فرج)
TT

مصر: «كشك باب النصر» يعيد الجدل بشأن «التعدي» على الآثار

مطالب بإعادة النظر في الصورة الجمالية للقاهرة التاريخية (تصوير: عبد الفتاح فرج)
مطالب بإعادة النظر في الصورة الجمالية للقاهرة التاريخية (تصوير: عبد الفتاح فرج)

جدد بناء «كشك نور» بالطوب الأحمر، في مكان بارز بمنطقة الجمالية الأثرية في مصر، مطالب خبراء أثريين بتشديد الرقابة على المناطق الأثرية وحمايتها من الاعتداء بالاستناد إلى قانون حماية الآثار.

ويرى الخبير الأثري الدكتور محمد حمزة أن واقعة بناء كشك كهرباء داخل «حرم موقع أثري»، صورة من أوجه مختلفة للاعتداء على الآثار في مصر، حسبما يقول لـ«الشرق الأوسط»، ويضيف: «يمثل هذا الكشك مثالاً لحالات البناء العشوائي التي لا تراعي خصوصية المناطق الأثرية، وتشويهاً معمارياً مثل الذي شهدته بنفسي أخيراً ببناء عمارة سكنية في مواجهة جامع «الحاكِم» الأثري في نهاية شارع المعز التاريخي، بما لا يتلاءم مع طراز المنطقة، وأخيراً أيضاً فوجئنا بقرار بناء مسرح في حرم منطقة سور مجرى العيون الأثرية، وهناك العديد من الأمثلة الأخيرة الخاصة بهدم آثار كالتعدي على قبة الشيخ عبد الله بمنطقة عرب اليسار أسفل قلعة صلاح الدين الأيوبي، وتلك جميعها صور من الاعتداء التي تتجاهل تماماً قوانين حماية الآثار».

كشك كهرباء باب النصر (حساب د. محمد حمزة على فيسبوك)

وحسب الدكتور محمد عبد المقصود، الأمين العام الأسبق للمجلس الأعلى للآثار، فإن بناء هذا الكشك «هو حالة متكررة لمخالفة قانون حماية الآثار بشكل واضح»، حسبما يقول لـ«الشرق الأوسط»، مضيفاً: «يجب أن تتم إزالته، فهو يؤثر بشكل واضح على بانوراما المكان الأثري، علاوة على أنه كيان قبيح ولا يليق أن يتم وضعه في موقع أثري، ويتسبب هذا الكشك في قطع خطوط الرؤية في تلك المنطقة الأثرية المهمة».

ويضيف عبد المقصود: «المؤسف أن وزارة السياحة والآثار لم تعلق على هذا الأمر بعد، مثلما لم تعلق على العديد من وقائع الاعتداء على مواقع أثرية سواء بالبناء العشوائي أو الهدم قبل ذلك، رغم أن الأمر يقع في نطاق مسؤوليتهم».

قانون الآثار المصري يمنع بناء مبان أعلى من المنشآت الأثرية (تصوير: عبد الفتاح فرج)

وأثار تشويه بعض نقوش مقبرة مريروكا الأثرية في منطقة سقارة بالجيزة (غرب القاهرة) ضجة واسعة في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، وسط دعوات بضرورة تطبيق قانون حماية الآثار الذي تنص المادة 45 منه رقم 117 لسنة 1983 وتعديلاته، على أنه «يعاقَب كل من وضع إعلانات أو لوحات للدعاية أو كتب أو نقش أو وضع دهانات على الأثر أو شوّه أو أتلف بطريق الخطأ أثراً عقارياً أو منقولاً أو فصل جزءاً منه بالحبس مدة لا تقل عن سنة وغرامة لا تقل عن 10 آلاف جنية ولا تزيد على 500 ألف جنيه أو إحدى هاتين العقوبتين».

الآثار الإسلامية تتوسط غابة من الكتل الخرسانية (تصوير: عبد الفتاح فرج)

وترى الدكتورة سهير حواس، أستاذة العمارة والتصميم العمراني بقسم الهندسة المعمارية بجامعة القاهرة، أن منطقة القاهرة التاريخية مسجلة وفقاً لقانون 119 لسنة 2008، باعتبارها منطقة أثرية لها اشتراطات حماية خاصة، وتقول في حديثها لـ«الشرق الأوسط»: «تشمل تلك الحماية القيام بعمل ارتفاعات أو تغيير أشكال الواجهات، وأي تفاصيل خاصة باستغلال الفراغ العام، التي يجب أن تخضع للجهاز القومي للتنظيم الحضاري ووزارة الثقافة».

شكاوى من تشويه صور الآثار الإسلامية بالقاهرة (تصوير: عبد الفتاح فرج)

وحسب القانون يجب أن يتم أخذ الموافقة على وضع أي كيان مادي في هذا الفراغ بما فيها شكل أحواض الزرع والدكك، وأعمدة الإضاءة والأكشاك، سواء لأغراض تجميلية أو وظيفية؛ لذلك فمن غير المفهوم كيف تم بناء هذا الكشك بهذه الصورة في منطقة لها حماية خاصة وفقاً للقانون.

ويرى الخبير الأثري الدكتور حسين عبد البصير أنه «لا بد من مراعاة طبيعة البيئة الأثرية، خاصة أن هناك العديد من الطرق التي يمكن بها تطويع مثل تلك الضرورات كتوسيع الطرق أو البنية التحتية أو إدخال تطويرات كهربائية بطريقة جمالية تلائم النسيج الجمالي والبصري للأماكن الأثرية».