البيان الوزاري يُنجز غداً تمهيداً لإحالته إلى مجلس النواب

TT

البيان الوزاري يُنجز غداً تمهيداً لإحالته إلى مجلس النواب

تضع الحكومة اللبنانية اللمسات الأخيرة على بيانها الوزاري، المزمع الانتهاء من صياغته في اللجنة الوزارية المخصصة لإعداده، غداً الاثنين، تمهيداً لإحالته إلى البرلمان بغرض حصول الحكومة على الثقة على أساسه.
وترأس رئيس مجلس الوزراء الدكتور حسان دياب، أمس، الاجتماع الثامن للجنة الوزارية المكلفة صوغ البيان الوزاري، في حضور أعضاء اللجنة، وسط دعوات لأن تضع الحكومة برنامجاً اقتصادياً ومالياً وإصلاحياً، وبوقف الهدر ومعالجة الأزمة الاقتصادية والمعيشية.
وأنهت اللجنة المكلفة صياغة البيان الوزاري عملها أمس، ووزّعت نسخاً على جميع الوزراء لإبداء ملاحظاتهم والعودة، الاثنين، لقراءة أخيرة قبل عرض النص النهائي على مجلس الوزراء خلال 48 ساعة. ونُقل عن مصادر وزارية أن البيان الوزاري «يركز على المواضيع المالية والاقتصادية»، كما أنه «حدد سقوفاً زمنية لبعض الخطوات والإصلاحات».
وقالت مصادر سياسية إن الاجتماع النهائي للجنة سيكون الاثنين، لمناقشة ملاحظات القوى السياسية عليه، ثم يحدد موعد لاجتماع لمجلس الوزراء لإقراره، ما يعني أن مناقشته في البرلمان قد تكون في نهاية هذا الأسبوع أو في الأسبوع المقبل، بالنظر إلى أن من المقرر أن يغادر رئيس مجلس النواب نبيه بري، إلى ماليزيا، يوم الخميس المقبل، للمشاركة في اللقاء البرلماني الذي سيعقد في السابع من فبراير (شباط) الحالي تحت عنوان «برلمانيون من أجل القدس»، على أن يعود الأحد ليلاً.
وتمنى رئيس «الحزب التقدمي الاشتراكي» وليد جنبلاط، «أن يشمل البيان الوزاري المطالب المعيشية للمواطن، التي تزداد يوماً بعد يوم، وأن تحدد بوضوح كيفية إصلاح قطاع الكهرباء، كونه يسود الانطباع بأن السفن التركية أصبحت ملكاً لكهرباء لبنان، ومن يستأثر بها منذ أعوام كأي مولد غير شرعي، الأمر الذي يفسر الكلفة الباهظة للتشغيل والربح الفاحش».
واعتبر عضو تكتل «الجمهورية القوية» النائب زياد الحواط، أن «معالجة الأزمة المالية والنقدية لا تبدأ بالاقتطاع من أموال المودعين، إنما بخطة اقتصادية واضحة، وبوقف الهدر، ومعالجة أزمة الكهرباء والاتصالات، مروراً بالمرفأ، وصولاً إلى التهرب الجمركي والضريبي».
وحذرت عضو كتلة «المستقبل» النائبة رولا الطبش، الحكومة، من وضع لبنان في مواجهة مع أشقائه العرب ومع العالم، مشددة على أن تضع الحكومة برنامجاً اقتصادياً ومالياً وإصلاحياً، وأن تستكمل إنجازات الحكومات السابقة. وأوضحت الطبش أن «الحكومة السابقة استطاعت أن تحشد دعماً دولياً استثنائياً عبر مؤتمر سيدر، وكان من المحتمل أن يؤمّن أكثر من 11 مليار دولار لمشاريع استثمارية وبنى تحتية، ووضعت ورقة إصلاحية وافق عليها مجلس الوزراء بالإجماع»، مشددة على ضرورة أن تعمل الحكومة على توفير المناخ المؤاتي لوضع مقررات «سيدر» موضع التنفيذ.
يأتي ذلك في ظل تطمينات تحدث عنها نواب من كتل سياسية مشاركة في الحكومة، إذ عبّر عضو كتلة «التنمية والتحرير» النائب محمد نصر الله عن تفاؤله بـ«أداء الحكومة الذي سيوصل إلى بيان وزاري يحمل وعوداً إيجابية للبنانيين».
وقال: «ننطلق إلى ذلك من خلال محطات عدة ظهرت في أداء الحكومة أثبتت فيها جدية ومسؤولية عالية في التعاطي مع إعداد البيان الوزاري، لا سيما منها التركيز على الشأن الاقتصادي من خلال فريق العمل الذي شكله رئيس الحكومة حسان دياب، الذي يعود إليه بالاستشارة من أجل التركيز على النقاط الأساسية المهمة التي يجب أن ينطلق منها لمعالجة الأزمة الاقتصادية، والتي تشكل المشكلة الأساس والعقدة الأولى أمام الحكومة، وهي إعادة الوضع الاقتصادي إلى سكة الاستقرار الوطني العام الذي ينشده اللبنانيون».
ودعا تكتل «بعلبك - الهرمل» النيابي، الحكومة، إلى البدء بالمعالجات ووقف الانهيار، وذلك في اجتماعه الشهري في مكتبه في بعلبك. وأكد «ضرورة إعطاء فرصة للحكومة للسير في الإصلاحات الضرورية لمحاربة الفساد والمفسدين، واستعادة الأموال المنهوبة، ووضع حدّ لارتفاع أسعار المواد الاستهلاكية التي يحتاج إليها المواطن الذي فقد جزءاً كبيراً من قدرته الشرائية بفعل التفلت في الأوضاع المالية والاقتصادية».



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».