«القوات» تتهم وزراء «التيار الوطني» بهدر أموال في وزارتي الاتصالات والطاقة

TT

«القوات» تتهم وزراء «التيار الوطني» بهدر أموال في وزارتي الاتصالات والطاقة

أعلن نواب حزب «القوات اللبنانية» امتلاكهم مستندات تؤكد حصول هدر وسوء إدارة للمال العام في وزارتي الطاقة والاتصالات تصل إلى حد السرقة الموصوفة، وسيذهبون بها إلى القضاء.
وتحدَّث باسم التكتل النائب أنطوان حبشي، الذي لفت إلى أنَّ ما تم عرضه «يثبت أن هناك هدرا للمال العام وسوء استعمال قد يصل بالتوصيف إلى حدود السرقة وحجم الهدر ويدلُّ أن المشكلة ليست بموظف إنما بنهجٍ سياسي». ولفت إلى أنهم «قدموا جملة كتب لوزارتي الاتصالات والطاقة، وبعد مرور كل المهل القانونية، قدمت كل من كهرباء لبنان ومجلس الإنماء والإعمار المعلومات، أما مؤسسة كهرباء قاديشا فلم تقدم على الخطوة نفسها ومثلها منشآت النفط ووزارة الاتصالات»، مضيفا «عندما لا يعطوننا المعلومات نصبح قاب قوسين من اليقين أن هناك فساداً، والمعلومات التي وصلتنا حقيقية».
وقال حبشي «عدم إعطائنا الموازنات يدل أنهم ربما يحاولون تسوية الوضع في منطقة ينتخب فيها الوزير جبران باسيل والوزارة المعنية بيد تياره منذ سنوات». وأكد «لم نحصل على أي معلومة من منشآت النفط، لأنهم لو أعطونا الموازنة لعرفنا كيف تدخل الأموال إليها وكيف تصرف».
وكشف حبشي عن طلب قدموه للحصول على معلومات عن عقود التراضي في معمل الزوق، وكانت الخلاصات أن هناك خطة وضعها باسيل تقوم على تأهيل معملي الجية والزوق وتأهيلهما يكفي لسنة 2027 وفق كتاب معطى من النائب سيزار أبي خليل لـكهرباء لبنان. ورفع حبشي خلال المؤتمر مستنداً قال إنه «يؤكد أن العمل في المعملين يدوم حتى ٢٠٢٧، إلا أننا تفاجأنا بالوزيرة السابقة ندى بستاني تؤكد أن التأهيل سيتوقف وسيتم بناء معمل آخر».
وأكد حبشي أن المستندات تؤكد وجود هدر للمال وسوء إدارة بوزارة الطاقة يتحمل مسؤوليته الوزراء المتعاقبون منذ ٢٠٠٨.
وعن الفساد في وزارة الاتصالات، لفت حبشي إلى أننا «قدمنا كتابين عن عقود تمت وعلمنا أنها رست على شركات وتم لاحقاً فسخها وذهبت لشركات أخرى بقيمة أعلى، وعندما لا يصلنا شيء من المعلومات التي نريدها من الاتصالات فهذا يعني رفضاً ضمنياً يؤكد شكنا»، وفي يدنا مستند يؤكد أن أوجيرو تدفع التأمين الصحي الشخصي للمدير العام وهو 6527 دولارا سنويا».
كما كشف حبشي أنَّ «المشتريات الشخصية لمدير عام الاستثمار والصيانة في وزارة الاتصالات، تُدفع من هيئة أوجيرو وتبلغ 28 مليون ليرة».
وأعرب حبشي عن استعدادهِ «لوضع هذه الملفات عبر التواصل الاجتماعي لتكون بيد كل الناس»، مضيفاً، «اتركوا عينكم على القضاء فنريد أن نعرف السيارات الموضوعة باسم أوجيرو هل بالفعل يأخذ منها القضاة، وهل القاضي الذي أعطته أوجيرو سيارة قادر على الحكم على ملفات فساد في أوجيرو؟».



رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
TT

رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

حظيت رسائل «طمأنة» جديدة أطلقها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، خلال احتفال الأقباط بـ«عيد الميلاد»، وأكد فيها «قوة الدولة وصلابتها»، في مواجهة أوضاع إقليمية متوترة، بتفاعل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي.

وقال السيسي، خلال مشاركته في احتفال الأقباط بعيد الميلاد مساء الاثنين، إنه «يتابع كل الأمور... القلق ربما يكون مبرراً»، لكنه أشار إلى قلق مشابه في الأعوام الماضية قبل أن «تمر الأمور بسلام».

وأضاف السيسي: «ليس معنى هذا أننا كمصريين لا نأخذ بالأسباب لحماية بلدنا، وأول حماية فيها هي محبتنا لبعضنا، ومخزون المحبة ورصيدها بين المصريين يزيد يوماً بعد يوم وهو أمر يجب وضعه في الاعتبار».

السيسي يحيّي بعض الأقباط لدى وصوله إلى قداس عيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

وللمرة الثانية خلال أقل من شهر، تحدث الرئيس المصري عن «نزاهته المالية» وعدم تورطه في «قتل أحد» منذ توليه المسؤولية، قائلاً إن «يده لم تتلوث بدم أحد، ولم يأخذ أموال أحد»، وتبعاً لذلك «فلا خوف على مصر»، على حد تعبيره.

ومنتصف ديسمبر (كانون الأول) الماضي، قال السيسي في لقاء مع إعلاميين، إن «يديه لم تتلطخا بالدم كما لم تأخذا مال أحد»، في إطار حديثه عن التغييرات التي تعيشها المنطقة، عقب رحيل نظام بشار الأسد.

واختتم السيسي كلمته بكاتدرائية «ميلاد المسيح» في العاصمة الجديدة، قائلاً إن «مصر دولة كبيرة»، مشيراً إلى أن «الأيام القادمة ستكون أفضل من الماضية».

العبارة الأخيرة، التي كررها الرئيس المصري ثلاثاً، التقطتها سريعاً صفحات التواصل الاجتماعي، وتصدر هاشتاغ (#مصر_دولة_كبيرة_أوي) «التريند» في مصر، كما تصدرت العبارة محركات البحث.

وقال الإعلامي المصري، أحمد موسى، إن مشهد الرئيس في كاتدرائية ميلاد المسيح «يُبكي أعداء الوطن» لكونه دلالة على وحدة المصريين، لافتاً إلى أن عبارة «مصر دولة كبيرة» رسالة إلى عدم مقارنتها بدول أخرى.

وأشار الإعلامي والمدون لؤي الخطيب، إلى أن «التريند رقم 1 في مصر هو عبارة (#مصر_دولة_كبيرة_أوي)»، لافتاً إلى أنها رسالة مهمة موجهة إلى من يتحدثون عن سقوط أو محاولة إسقاط مصر، مبيناً أن هؤلاء يحتاجون إلى التفكير مجدداً بعد حديث الرئيس، مؤكداً أن مصر ليست سهلة بقوة شعبها ووعيه.

برلمانيون مصريون توقفوا أيضاً أمام عبارة السيسي، وعلق عضو مجلس النواب، محمود بدر، عليها عبر منشور بحسابه على «إكس»، موضحاً أن ملخص كلام الرئيس يشير إلى أنه رغم الأوضاع الإقليمية المعقدة، ورغم كل محاولات التهديد، والقلق المبرر والمشروع، فإن مصر دولة كبيرة وتستطيع أن تحافظ علي أمنها القومي وعلى سلامة شعبها.

وثمّن عضو مجلس النواب مصطفى بكري، كلمات السيسي، خاصة التي دعا من خلالها المصريين إلى التكاتف والوحدة، لافتاً عبر حسابه على منصة «إكس»، إلى مشاركته في الاحتفال بعيد الميلاد الجديد بحضور السيسي.

وربط مصريون بين عبارة «مصر دولة كبيرة» وما ردده السيسي قبل سنوات لقادة «الإخوان» عندما أكد لهم أن «الجيش المصري حاجة كبيرة»، لافتين إلى أن كلماته تحمل التحذير نفسه، في ظل ظهور «دعوات إخوانية تحرض على إسقاط مصر

وفي مقابل الكثير من «التدوينات المؤيدة» ظهرت «تدوينات معارضة»، أشارت إلى ما عدته تعبيراً عن «أزمات وقلق» لدى السلطات المصرية إزاء الأوضاع الإقليمية المتأزمة، وهو ما عدّه ناجي الشهابي، رئيس حزب «الجيل» الديمقراطي، قلقاً مشروعاً بسبب ما تشهده المنطقة، مبيناً أن الرئيس «مدرك للقلق الذي يشعر به المصريون».

وأوضح الشهابي، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أنه «رغم أن كثيراً من الآراء المعارضة تعود إلى جماعة الإخوان وأنصارها، الذين انتعشت آمالهم بعد سقوط النظام السوري، فإن المصريين يمتلكون الوعي والفهم اللذين يمكنّانهم من التصدي لكل الشرور التي تهدد الوطن، ويستطيعون التغلب على التحديات التي تواجههم، ومن خلفهم يوجد الجيش المصري، الأقوى في المنطقة».

وتصنّف السلطات المصرية «الإخوان» «جماعة إرهابية» منذ عام 2013، حيث يقبع معظم قيادات «الإخوان»، وفي مقدمتهم المرشد العام محمد بديع، داخل السجون المصرية، بعد إدانتهم في قضايا عنف وقتل وقعت بمصر بعد رحيل «الإخوان» عن السلطة في العام نفسه، بينما يوجد آخرون هاربون في الخارج مطلوبون للقضاء المصري.

بينما عدّ العديد من الرواد أن كلمات الرئيس تطمئنهم وهي رسالة في الوقت نفسه إلى «المتآمرين» على مصر.