مقررات مؤتمر «سيدر» قائمة والاستفادة منه رهن الإصلاحات

TT

مقررات مؤتمر «سيدر» قائمة والاستفادة منه رهن الإصلاحات

قالت مصادر سياسية مطلعة على الاجتماع المالي الاقتصادي الذي ترأسه رئيس الحكومة حسان دياب في السراي الحكومي، أول من أمس، إنه غلب عليه طابع الاستماع مع المصارف وحاكم «مصرف لبنان» رياض سلامة، إلى الوضعين المالي والاقتصادي في البلاد، وإنه جرى التأكيد على أن مقررات مؤتمر «سيدر» لا تزال قائمة، وأن لبنان يحتاج إلى الإسراع في القيام بالإصلاحات للاستفادة منها.
وقالت المصادر إن دياب كان في معظم الوقت مستمعاً، وطرح أسئلة للاطلاع على واقع المصارف والعلاقة بينها وبين «مصرف لبنان». وأثيرت خلال الجلسة قضية «الظروف القاهرة»، وتم شرح الإجراءات التي تتخذها المصارف مع «مصرف لبنان»، حيث أكد المصرفيون المعنيون أنها «إجراءات قاهرة ومؤقتة ريثما تعود الأمور إلى طبيعتها»، وطرح سلامة والمصرفيون فكرة أنه لا بد من قوننة الإجراءات كي يتم تطبيقها وفق قاعدة وحدة المعايير.
وأثير موضوع «المجلس المركزي» في «مصرف لبنان»، وجرى التأكيد على أنه معطل؛ بالنظر إلى أن نواب الحاكم الأربعة (السني والشيعي والأرمني والدرزي) لم يتم تعيينهم منذ وقت طويل، فضلاً عن أن مفوض الحكومة لدى «مصرف لبنان» انتهت ولايته، و«لا بد من استكمال التعيينات ليعود (المجلس المركزي) إلى حيويته».
وقالت المصادر: «كان هناك حرص من رئيس الحكومة على بلورة رؤية موحدة للتعاون والتنسيق، يكون إطارها العام مدرجاً في صلب البيان الوزاري؛ على أن يصار لاحقاً إلى وضع خطة مشتركة ثلاثية الأطراف، تشترك فيها الدولة من خلال وزارة المال، مع (مصرف لبنان)، و(جمعية المصارف)، لضبط الإيقاع بهدف وقف التخبط الذي تصاعد مع بدء الانتفاضة»، مشددة على ضرورة أن تكون هناك شراكة وأعلى درجات التنسيق في الشراكة والتعاون.
وأشارت المصادر إلى أن المجتمعين «أثأروا مع ممثلي البنك الدولي موضوع القروض الميسرة التي خصصها البنك الدولي للدولة اللبنانية لإعادة تأهيل وتطوير واستحداث مرافق حيوية، وجرى تمديد مهلة الاستفادة منها بعد انتهاء فترة السماح والتمديد لها، لأن المشاريع لم تنفذ على ضوء خلافات بين الأقطاب على المنطقة التي سيتم فيها التنفيذ»، وشددت المصادر على أنه «آن الأوان لتحسم الدولة جهات الاستفادة من تلك القروض وتنفيذها بما لا يتطلب تمديداً آخر لفترة السماح» علماً بأن قيمة القروض تناهز 1.5 مليار دولار. وقالت المصادر إنه «جرى التعهد بالإسراع في تنفيذ المشاريع والاستفادة من هذه القروض».
كما أثير مع ممثلي البنك الدولي ملف الكهرباء، وجرى التأكيد على أنه «لا بد من إحداث نقلة نوعية بقطاع الكهرباء، وآن الأوان للتخلي عن الحلول المؤقتة لصالح الحلول الدائمة، لأن الحلول المؤقتة صارت مكلفة وترتب عجزاً بملياري دولار في السنة، في وقت يرتفع فيه منسوب العجز وينسحب على خدمة الدين التي ترتفع». كما أثير موضوع الهيئات الناظمة، خصوصاً لقطاع الكهرباء، وضرورة تعيينها.
وتوقف الاجتماع أمام مؤتمر «سيدر»، وأكد المجتمعون أن «هناك إصلاحات مالية وإدارية يجب المضي فيها للاستفادة من جرعة الدعم البالغة 11 مليار دولار للنهوض بالوضع الاقتصادي والمالي، وللتخفيف من الأعباء المترتبة على الأزمة التي تتفاقم وتضع البلد على حافة الانهيار».



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.