ترقب مشوب بالقلق للخروج باتفاق شامل لأطراف محادثات سد «النهضة»

مع استمرار مفاوضات سد النهضة في واشنطن لليوم الثالث على التوالي أمس (الخميس)، وعدم وضوح الرؤية بشأن الخروج باتفاق حول مختلف التفاصيل، أعربت مصادر سودانية وإثيوبية في واشنطن لـ«الشرق الأوسط» عن أملها التوصل إلى اتفاق بشأن مفاوضات سد النهضة، حتى ينهي حالة من القلق بين الدول الثلاث استمرت تسع سنوات.
وقال بعض ممثلي الجالية السودانية من المقيمين في واشنطن، إن التوصل إلى اتفاق بين الدول الثلاث في مفاوضاتهم التي استمرت ثلاثة أيام يجب أن يكون عادلاً ومفيداً للأطراف الثلاثة لا لطرف دون الآخر، وإن هناك مصالح مهمة لدى جميع الأطراف من التعاون فيما بينها وصولاً إلى اتفاق مناسب.
وأوضحت أنه رغم وجود العديد من التفاصيل المرتبطة بالسد من حيث توقيت ملئه وتشغيله، ينبغي أن يراعي انعكاسات ذلك على دولتي المصب، مصر والسودان، بالإضافة إلى مراعاة رغبة الجانب الإثيوبي في الحصول على الكهرباء منه لخدمة الاقتصاد ولكن دون أن يؤثر ذلك على احتياجات شعبي دولتي المصب.
من جانبهم أشار مواطنون إثيوبيون من العاملين بالعاصمة الأميركية إلى أنه لا مجال للحديث عن خلاف أصلاً، بشأن موضوع إنشاء السد خصوصاً فيما بين مصر وإثيوبيا، لأن الدولتين لهما مصالح مشتركة كثيرة، وجذور عميقة من التعاون ومنذ زمن بعيد.
وأكدوا أن هناك العديد من المدن والقرى الإثيوبية غارقة في الظلام وفي حاجة ماسّة للكهرباء، ومن ثم فإن هذا المشروع سيساعد في إحياء هذه القرى والمدن من جديد، ولا مجال للحديث عن أن إثيوبيا سوف تتسبب في تعطيش الشعب المصري في ظل أن الدولتين وكذلك السودان على علم تام بأهمية هذا السد للاقتصاد الإثيوبي وظروفه الصعبة على مدى عقود من الزمن وأن هذا السد سيعطي دفعة كبيرة للشعب الإثيوبي للأمام.
وفي هذا السياق أبدى عدد من المواطنين انطباعاتهم على «تويتر» عما نُشر بشأن استمرار المفاوضات لليوم الثالث في مقر وزارة الخزانة الأميركية بواشنطن، والتي ضمّت وزراء الخارجية والري من مصر والسودان وإثيوبيا بالإضافة إلى ممثلي البنك الدولي ووزارة الخزانة الأميركية.
وقال متابع، في تعليقه «إن الأمل ضعيف، والحل، إن وُجد، لن يكون مُرضياً لمصر والمصريين»، وقال آخر في تعليق باللغة الإنجليزية «أشعر أنها قضية خلافية ومحل تنازع وخصوصاً منذ أن بدأت إثيوبيا قبل عام تقريباً حالة من التمرد والتشدد في موقفها بشأن هذا السد». وقال متابع ثالث إنه من المأمول إحداث توازن في هذه القضية.
ونشر المستشار أحد حافظ المتحدث باسم الخارجية المصرية، تغريدة أمس (الخميس)، على «تويتر»، ذكر فيها أن المفاوضات ما زالت مستمرة بين الأطراف بمشاركة وزيري الخارجية والري المصريين في الاجتماعات التي دعت إليها الإدارة الأميركية كلاً من مصر وإثيوبيا والسودان وبحضور البنك الدولي، بهدف التوصل إلى اتفاق شامل حول قواعد ملء وتشغيل سد النهضة.