مرصد الأزهر: استهداف المساجد يفضح مزاعم الجماعات الإرهابية

قال إن تفجير «بوكو حرام» لدور العبادة كشف «منهجها الدموي»

TT

مرصد الأزهر: استهداف المساجد يفضح مزاعم الجماعات الإرهابية

قال مرصد الأزهر لمكافحة التطرف في القاهرة، إن «تعظيم بيوت الله واحترامها قولاً وعملاً وإعمارها، هي قيم عليا في ‏الإسلام، لا ينكرها إلا التنظيمات الإرهابية، التي أضحت المساجد أداتها في قتل المصلين وترويع ‏الآمنين، وهو ما يفضح (مزاعمها وفكرها المعوج وعقيدتها الزائفة)»، مضيفاً: «لا تزال جماعة ‏(بوكو حرام) ‏الإرهابية تستغل التجمعات الشعبية في دور العبادة، لتقوم باستهدافها، ‏وإصابة أكبر عدد من الأبرياء، في صورة تكشف صراحة عن (منهجها الدموي)»؛ حيث «دأبت (بوكو ‏حرام) على استهداف المساجد وتفجيرها، والاعتداء على روادها من المصلين المسالمين».‏
وأكد مصدر في الأزهر لـ«الشرق الأوسط»، أن «(بوكو حرام) الإرهابية تؤكد يوماً بعد آخر مدى همجيتها وإجرامها، ومدى تعطشها لسفك دماء الأبرياء، واستعدادها لاستهداف كل من يعارض توجهاتها وأفكارها»، مضيفاً أن «تلك الجماعة التي ترفع لافتة الإسلام زوراً وبهتاناً، للتحريم والتكفير والتفجير، بدأت بتحريم التعليم الغربي بصفة عامة، ومن هنا جاءت تسميتها، واستمرت في ذلك حتى وقعت هي في الحرام ذاته».
وأعلنت الشرطة النيجيرية أخيراً مقتل شخص وإصابة 13، جراء هجوم انتحاري مزدوج، استهدف مسجداً في ولاية بورنو شمال شرقي نيجيريا، في صلاة الفجر.
و«بوكو حرام» تتمركز بشكل مكثف في كل من الكاميرون وتشاد ونيجيريا والنيجر. وتعتبر نيجيريا هي الدولة الأم للجماعة، التي تُعد أكثر الجماعات الإرهابية دموية.
وقال مرصد الأزهر: «يعود تأسيس (بوكو حرام) إلى عام 2002. وذلك في مدينة مايدوجوري النيجيرية... وكلمة (بوكو حرام) هي كلمة هاوساوية تعني (التعليم الغربي حرام)؛ لذا كان الهدف الرئيس لتلك الجماعة مناهضة التعليم الغربي ومنع انتشاره؛ لأنه من وجهة نظرهم قد ألحق الضرر بآلاف المسلمين الذين يعانون البطالة والتهميش، وكانت تلك الجماعة في بادئ أمرها تضم نخبة من المثقفين والأكاديميين».
ووفق المرصد: «قامت (بوكو حرام) حتى عام 2018 بنحو 430 تفجيراً إرهابياً، قام بتنفيذ أغلبها ما يقرب من 244 امرأة، والبقية من العناصر التابعة للجماعة». ويرى مرصد الأزهر لمكافحة التطرف «ضرورة تضافر الجهود من أجل سد الثغرات الأمنية على حدود الدول الأفريقية، لمنع تدفق مزيد من الإرهاب العابر للحدود، ومنع وصول مزيد من الدعم لـ(بوكو حرام)، وذلك من أجل تحقيق الاستقرار والتنمية المستدامة في المنطقة».
كما دعا المرصد «المسلمين في جميع أنحاء العالم إلى حماية بيوت الله من اعتداء هؤلاء المجرمين، ورفض ‏كافة الأفكار التي تبرر لهؤلاء الشرذمة تنفيذ مزيد من الأعمال الأشد إجراماً في حق بيوت الله، وبيان حقيقة الشعارات الإسلامية التي يتسترون بها، ثم تناقضها أفعالهم وممارساتهم الدموية».



رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
TT

رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

حظيت رسائل «طمأنة» جديدة أطلقها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، خلال احتفال الأقباط بـ«عيد الميلاد»، وأكد فيها «قوة الدولة وصلابتها»، في مواجهة أوضاع إقليمية متوترة، بتفاعل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي.

وقال السيسي، خلال مشاركته في احتفال الأقباط بعيد الميلاد مساء الاثنين، إنه «يتابع كل الأمور... القلق ربما يكون مبرراً»، لكنه أشار إلى قلق مشابه في الأعوام الماضية قبل أن «تمر الأمور بسلام».

وأضاف السيسي: «ليس معنى هذا أننا كمصريين لا نأخذ بالأسباب لحماية بلدنا، وأول حماية فيها هي محبتنا لبعضنا، ومخزون المحبة ورصيدها بين المصريين يزيد يوماً بعد يوم وهو أمر يجب وضعه في الاعتبار».

السيسي يحيّي بعض الأقباط لدى وصوله إلى قداس عيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

وللمرة الثانية خلال أقل من شهر، تحدث الرئيس المصري عن «نزاهته المالية» وعدم تورطه في «قتل أحد» منذ توليه المسؤولية، قائلاً إن «يده لم تتلوث بدم أحد، ولم يأخذ أموال أحد»، وتبعاً لذلك «فلا خوف على مصر»، على حد تعبيره.

ومنتصف ديسمبر (كانون الأول) الماضي، قال السيسي في لقاء مع إعلاميين، إن «يديه لم تتلطخا بالدم كما لم تأخذا مال أحد»، في إطار حديثه عن التغييرات التي تعيشها المنطقة، عقب رحيل نظام بشار الأسد.

واختتم السيسي كلمته بكاتدرائية «ميلاد المسيح» في العاصمة الجديدة، قائلاً إن «مصر دولة كبيرة»، مشيراً إلى أن «الأيام القادمة ستكون أفضل من الماضية».

العبارة الأخيرة، التي كررها الرئيس المصري ثلاثاً، التقطتها سريعاً صفحات التواصل الاجتماعي، وتصدر هاشتاغ (#مصر_دولة_كبيرة_أوي) «التريند» في مصر، كما تصدرت العبارة محركات البحث.

وقال الإعلامي المصري، أحمد موسى، إن مشهد الرئيس في كاتدرائية ميلاد المسيح «يُبكي أعداء الوطن» لكونه دلالة على وحدة المصريين، لافتاً إلى أن عبارة «مصر دولة كبيرة» رسالة إلى عدم مقارنتها بدول أخرى.

وأشار الإعلامي والمدون لؤي الخطيب، إلى أن «التريند رقم 1 في مصر هو عبارة (#مصر_دولة_كبيرة_أوي)»، لافتاً إلى أنها رسالة مهمة موجهة إلى من يتحدثون عن سقوط أو محاولة إسقاط مصر، مبيناً أن هؤلاء يحتاجون إلى التفكير مجدداً بعد حديث الرئيس، مؤكداً أن مصر ليست سهلة بقوة شعبها ووعيه.

برلمانيون مصريون توقفوا أيضاً أمام عبارة السيسي، وعلق عضو مجلس النواب، محمود بدر، عليها عبر منشور بحسابه على «إكس»، موضحاً أن ملخص كلام الرئيس يشير إلى أنه رغم الأوضاع الإقليمية المعقدة، ورغم كل محاولات التهديد، والقلق المبرر والمشروع، فإن مصر دولة كبيرة وتستطيع أن تحافظ علي أمنها القومي وعلى سلامة شعبها.

وثمّن عضو مجلس النواب مصطفى بكري، كلمات السيسي، خاصة التي دعا من خلالها المصريين إلى التكاتف والوحدة، لافتاً عبر حسابه على منصة «إكس»، إلى مشاركته في الاحتفال بعيد الميلاد الجديد بحضور السيسي.

وربط مصريون بين عبارة «مصر دولة كبيرة» وما ردده السيسي قبل سنوات لقادة «الإخوان» عندما أكد لهم أن «الجيش المصري حاجة كبيرة»، لافتين إلى أن كلماته تحمل التحذير نفسه، في ظل ظهور «دعوات إخوانية تحرض على إسقاط مصر

وفي مقابل الكثير من «التدوينات المؤيدة» ظهرت «تدوينات معارضة»، أشارت إلى ما عدته تعبيراً عن «أزمات وقلق» لدى السلطات المصرية إزاء الأوضاع الإقليمية المتأزمة، وهو ما عدّه ناجي الشهابي، رئيس حزب «الجيل» الديمقراطي، قلقاً مشروعاً بسبب ما تشهده المنطقة، مبيناً أن الرئيس «مدرك للقلق الذي يشعر به المصريون».

وأوضح الشهابي، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أنه «رغم أن كثيراً من الآراء المعارضة تعود إلى جماعة الإخوان وأنصارها، الذين انتعشت آمالهم بعد سقوط النظام السوري، فإن المصريين يمتلكون الوعي والفهم اللذين يمكنّانهم من التصدي لكل الشرور التي تهدد الوطن، ويستطيعون التغلب على التحديات التي تواجههم، ومن خلفهم يوجد الجيش المصري، الأقوى في المنطقة».

وتصنّف السلطات المصرية «الإخوان» «جماعة إرهابية» منذ عام 2013، حيث يقبع معظم قيادات «الإخوان»، وفي مقدمتهم المرشد العام محمد بديع، داخل السجون المصرية، بعد إدانتهم في قضايا عنف وقتل وقعت بمصر بعد رحيل «الإخوان» عن السلطة في العام نفسه، بينما يوجد آخرون هاربون في الخارج مطلوبون للقضاء المصري.

بينما عدّ العديد من الرواد أن كلمات الرئيس تطمئنهم وهي رسالة في الوقت نفسه إلى «المتآمرين» على مصر.