يحق لجماهير يونايتد الغضب لكن مهاجمة منزل وودوارد جرم فاحش

مستوى السخط العام حول النادي العريق وملاكه يبدو أعمق كثيراً من كونه مجرد رد فعل على النتائج الرديئة

ملثمون يلقون بألعاب نارية باتجاه منزل وودوارد الرئيس التنفيذي ليونايتد
ملثمون يلقون بألعاب نارية باتجاه منزل وودوارد الرئيس التنفيذي ليونايتد
TT

يحق لجماهير يونايتد الغضب لكن مهاجمة منزل وودوارد جرم فاحش

ملثمون يلقون بألعاب نارية باتجاه منزل وودوارد الرئيس التنفيذي ليونايتد
ملثمون يلقون بألعاب نارية باتجاه منزل وودوارد الرئيس التنفيذي ليونايتد

مع كل عام يمر، يزداد مانشستر يونايتد إخفاقاً عن العام السابق بينما لا يجري اتخاذ أي فعل تجاه ذلك. ورغم ذلك، فإن مهاجمة منزل إيد وودوارد الرئيس التنفيذي للنادي كان عملاً يتجاوز كل الخطوط الحمراء.
هل تتذكرون الأيام الخوالي الطيبة عندما اعتاد الجميع وصف جماهير مانشستر يونايتد بالأدب الجم والكياسة؟ كانت هناك مؤشرات واضحة على أن توجهات الجماهير أصبحت أشد قسوة الأسبوع الماضي، عندما غادر الكثيرون من مشجعي النادي استاد أولد ترافورد مبكراً بينما استغل آخرون الهزيمة أمام بيرنلي كفرصة للدعاء بأن تنزل السماء أشد تصاريف القدر وأقساها على عائلة غليزر (مالكة النادي) التي تفتقر بشدة إلى الشعبية وكذلك ممثليها داخل شمال غربي إنجلترا، وإن كان يبقى تحولاً صادماً أن ينتقل قطاع من الجماهير من ترديد أقبح العبارات بحق إيد وودوارد داخل ملعب كرة قدم إلى التوجه إلى حيث يعيش ومهاجمة منزله.
في المقابل، جاء رد فعل النادي مناسباً تماماً لمحاولة تهديد وإخافة نائب الرئيس التنفيذي للنادي بتعهده بحظر كل من يثبت تورطه في الهجوم من دخول النادي مدى الحياة. الحقيقة لا ينتظر المرء عقاباً أقل عن ذلك، لكن يظل هناك احتمال أن من حاصروا منزل وودوارد مدججين بألعاب نارية وشعلات ليسوا ممن يواظبون الحضور إلى أولد ترافورد بانتظام على أي حال. وربما لا يمثل هذا الفصيل المجموعة الجوهرية من أنصار ومشجعي النادي، وإنما الاحتمال الأكبر أنهم مجموعة شعرت بالسخط إما بسبب ارتفاع تكلفة التذاكر الموسمية أو صعوبة الدخول إلى المباريات الكبرى هذه الأيام.
وفتحت الشرطة البريطانية تحقيقاً في الحادث وأحاطت منزل وودوارد في محاوله للوصول إلى المشاغبين الذين ظهرت صور لهم من خلال كاميرات التأمين مقنعين ويشعلون الألعاب النارية.
وتضمنت اللقطات التي انتشرت عبر مواقع التواصل الاجتماعي عبارات يرددها البعض: «إيد وودوارد سوف يموت».
وكان وودوارد موضعاً لاحتجاجات جماهير مانشستر يونايتد في الأسابيع الأخيرة، بسبب الأداء المتذبذب للفرق، وعدم قدرته على التعاقد مع لاعبين جدد.
وكان وودوارد نصح الراحل مالكولم غليزر وعائلته بشراء النادي عام 2005. قبل أن يصبح واحداً من كبار المسؤولين بالنادي. وأصبحت عائلة غليزر أيضاً موضع احتجاج من جانب الجماهير، حيث تطالب دائماً برحيلهم والابتعاد عن الفريق.
والملاحظ أن مستوى السخط العام حول مانشستر يونايتد في الوقت الراهن يبدو أعمق كثيراً عن كونه مجرد رد فعل لعدد من النتائج الرديئة أو أسلوب قيادة المدرب أولي غونار سولسكاير للفريق الأول. وبينما تعتبر الهجمات الشخصية ضد أعضاء مجلس إدارة النادي تجاوزاً لجميع الخطوط الحمراء، فإنه من الممكن النظر إلى هذه التحركات المباشرة باعتبارها رداً على سلبية المسؤولين التنفيذيين التي ابتلي بها النادي على مدار سنوات حتى الآن.
المعروف أن أحداً لم يرغب في سيطرة غليزر على النادي في المقام الأول، ولم يرغب أحد في تقييد نادٍ ناجح ومزدهر بمستويات هائلة من الديون، ولا في تعيين محاسب على رأس شؤون كرة القدم ولم يرغب أي منا في أن يعاين يوماً مثل هذه اللامبالاة الخانقة التي يبديها الملاك الأميركيون إزاء أوضاع النادي الآخذة في التردي.
اليوم، أصبحت الاستثمارات الأجنبية في أندية كرة القدم الإنجليزية واحدة من حقائق الحياة التي يتعين علينا التكيف معها. ومع ذلك، فإنه لدى مقارنته بمانشستر سيتي أو ليفربول، حيث نجحت عملية صنع قرارات تنفيذية ملهمة، بجانب ضخ قدر كبير من الأموال في بث حياة جديدة في النادي، نجد أن مانشستر يونايتد كان تعيس الحظ بملاكه الحاليين.
عاماً بعد آخر، يزداد مانشستر يونايتد سقوطاً عن العام السابق، بينما يقف مسؤولو النادي دون أن يحركوا ساكناً. ومن المؤكد أن عملية الانهيار كانت لتبدأ قبل ذلك بكثير وتظهر نتائجها أمام الجميع في وقت مبكر عما حدث بالفعل لولا وجود سير أليكس فيرغسون في منصب مدرب الفريق عندما اشترى آل غليزر النادي. وجاء تداعي النادي منذ رحيل أكثر المدربين نجاحاً في تاريخه، جلياً أمام الجميع على نحو لا تخطئه العين، وبدا واضحاً أن التوجه الذي يدفع وودوارد النادي نحوه مثير لخيبة أمل مستمرة. ورغم مشاهدة جماهير مانشستر يونايتد هذه الإدارة الرديئة لناديهم المحبوب، فإنه ليس بوسعهم فعل شيء سوى الإعلان عن مشاعرهم بصورة أو بأخرى والاستعداد لأن يجري تجاهلها مرة أخرى.
من جهته، قال سولسكاير الأسبوع الماضي إنه يتفهم شعور الجماهير بالإحباط، مضيفاً أن هذا أمر طبيعي داخل نادي بحجم مانشستر يونايتد عندما لا تكون النتائج على المستوى المقبول. ويبدو حديثه في جزء منه صحيح، لكن ما ينبغي التنويه إليه هنا أنه رغم تقدم أندية مثل ليفربول ومانشستر سيتي بفارق أميال كروية عن مانشستر يونايتد، يبدو آل غليزر راضين بهذا الأداء الضعيف، بينما يبدو وودوارد متخوفاً من الإقدام على إقرار تحول دراماتيكي كبير على مستوى إدارة الفريق مرة أخرى، خشية أن يبدو في صورة سخيفة أمام الجميع. وفي مجمله، يبدو هذا وضعاً لم يسبق أن عايشه النادي في تاريخه من قبل.
جدير بالذكر أن النادي سبق وأن عاين وقوع هجمات غير مسؤولة ضد ممتلكات لمديرين به. مثلاً، تعرض منزل موريس واتكينز لهجوم عام 2004 عندما انتشرت أنباء بيعه أسهم لآل غليزر. ومع هذا، قليلون من كان يمكنهم تخيل أن يستمر الصراع ذاته بعد 16 عاماً. ومع هذا، ينبغي أن ننتبه جميعاً إلى عدم السقوط في فخ تمجيد الهجوم الفاحش الذي وقع مؤخراً، وجعله يبدو وكأنه صنيعة مجموعة من المناضلين، بينما هو في حقيقة الأمر بعيد كل البعد عن ذلك.
الحقيقة أن مانشستر يونايتد مجرد ناد لكرة القدم، وليس هناك أي ذرائع تبيح تعريض السلامة الشخصية لأي إنسان للخطر، الأمر الذي أكده معلق قناة «بي بي سي» الإذاعية إيان دينيس الأسبوع الماضي عندما صدم بالصيحات الدموية المعادية لوودوارد أثناء مباراة بيرنلي. أما أولئك الذين شعروا بأن «بي بي سي» ربما كانت متحفظة على نحو مبالغ فيه بعض الشيء في موقفها هذا، باعتبار أن الناس الذين دفعوا أموالاً لحضور المباراة من حقهم التعبير عن سخطهم بالصورة الوحيدة المتاحة أمامهم، فإنهم الآن عاينوا بأنفسهم كيف أن شيئاً يقود إلى آخر، وأنه بصورة عامة ليس من اللائق أو المقبول أن تجول جماهير الكرة في الأرجاء مرددة تهديدات القتل ضد منافسيها كما لو كنا نشاهد حشوداً دموية في فيلم رعب. وعادة ما يبدأ التاريخ الطويل والمؤسف للعنف بمجال كرة القدم من الشعور بالتضامن والحماية الذي يضفيه على المرء وجوده ضمن حشود تتبع تفكيراً مشابهاً لها، مما قد يدفع المرء في النهاية إلى الأفراط والتجاوز في تصرفاته.
بوجه عام، يميل مشجعو كرة القدم منذ فترة طويلة نحو المبالغة في رد الفعل، ولا تبدو القصة المؤسفة التي نحن بصددها اليوم باستثناء. إلا أنه في بعض الأحيان تحمل الجماهير بداخلها مظالم حقيقية، وجماهير مانشستر يونايتد كانت تردد «اطردوا مجلس الإدارة»، الأسبوع الماضي، وهي مدركة أن هتافاتها سيجري تجاهلها مرة أخرى وأن أحداً لا يعيرها أي اهتمام. المؤكد أن النادي في حالة يرثى لها وأن ثمة فصائل وفرقاً متناحرة بداخله، والمؤكد كذلك أنه في حالة انهيار ويبدو أن جماهيره هي الطرف الوحيد المهتم بالأمر لكنه لا يملك سوى رفع صوته بالشكوى والأنين.



خيسوس: طبيعي أن تكون المباراة «مشحونة»

خيسوس خلال المؤتمر الصحفي لنهائي السوبر السعودي (تصوير: مشعل القدير)
خيسوس خلال المؤتمر الصحفي لنهائي السوبر السعودي (تصوير: مشعل القدير)
TT

خيسوس: طبيعي أن تكون المباراة «مشحونة»

خيسوس خلال المؤتمر الصحفي لنهائي السوبر السعودي (تصوير: مشعل القدير)
خيسوس خلال المؤتمر الصحفي لنهائي السوبر السعودي (تصوير: مشعل القدير)

أشار البرتغالي جورجي خيسوس، المدير الفني لفريق الهلال، إلى إمكانية مشاركة البرازيلي مالكوم أمام النصر، في المباراة التي تجمعهما، اليوم السبت في كأس السوبر السعودي.

وقال خيسوس، في المؤتمر الصحافي الخاص بالمباراة: «مجدداً الهلال طرف في نهائي آخر ضد منافس قوي، ستكون مباراة قوية. ستظهر صورة الكرة السعودية التي وصلت إلى المستوى العالي، والعالم يشاهد».

وأضاف: «الفريقان يملكان لاعبين كثراً على مستوى عالٍ من الجودة، وبالطبع نبحث عن أن نظهر الوجه القوي للكرة السعودية».

وتابع: «المباراة ستكون منقولة على مستوى العالم ودول أوروبا والبرازيل، نرغب في أن نظهر أفضل صورة للكرة السعودية، نرغب في أن نظهر ما أظهرناه في الموسم الماضي».

وواصل: «في كل مكان بالعالم النهائيات والديربيات يكون فيها شد ذهني لا يمكن السيطرة عليه بالكامل، المستوى هذا من الصعب أن نتحكم خلاله في ردة الفعل. هناك بعض اللحظات التي يكون فيها شحن وهي طبيعية».

وبسؤاله عن موقف البرازيلي مالكوم من المباراة، أوضح خيسوس: «لقد تدرب مع الفريق اليوم، وبناءً على ذلك سنتخذ القرار الأنسب، كل شيء سيعتمد على التمرين الأخير».

وأردف: «مالكوم من أفضل اللاعبين الموجودين على مستوى الهلال والدوري، وبالنسبة لي بصفتي مدرباً معرفة مالكوم التكتيكية مهمة، وهو حل مهم لنا، يجعل الأمور أسهل».

ورفض خيسوس الحديث عن لاعبه سعود عبد الحميد الذي ارتبط بالانتقال إلى صفوف روما الإيطالي خلال فترة الانتقالات الصيفية الحالية.

وأكد: «الهلال يملك قائمة قوية من اللاعبين، وفترة الإعداد كانت من أجل العمل على استعداد اللاعبين، خصوصاً مثل الموجودين خارج الفريق الموسم الماضي؛ مثل حمد اليامي الذي كان بالشباب، ويملك إمكانات جيدة».

وواصل: «نحن معتادون على حب الجماهير الذي يتحرك معنا، لامسنا هذا الأمر العام الفائت، نحاول أن نمنحهم بطولة أخرى، وقفوا معنا، ودعمونا، ونحن موجودون لأجل إرضاء الجماهير».

وأتم خيسوس حديثه بالإشادة بمهاجمه ميتروفيتش، قائلاً: «إنه محترف على مستوى عالٍ داخل وخارج الملعب، بداية الإعداد كانت رائعة؛ إذ خسر بعض الوزن، ميتروفيتش مثال لنوعية المحترف المثالي».

من جانبه، يأمل الصربي ألكسندر ميتروفيتش، مهاجم الهلال في الفوز بكأس السوبر على حساب النصر.

وقال ميتروفيتش في المؤتمر الصحافي: «ستكون مباراة قوية ضد منافس قوي، لعبنا أمامهم في الموسم الماضي، ونتمنى أن نكون الطرف المنتصر».

وأفاد: «لا يوجد شيء اختلف في الإعداد لمواجهة النصر. إنها مثل أي مباراة أخرى، نركز على أنفسنا وتنفيذ تعليمات المدرب أفراداً ومجموعة».

وأكمل: «ستكون مباراة كبيرة حافلة بالحضور الجماهيري، نحن محظوظون بوجود الجماهير داخل أرضنا وخارجها».

واختتم: «السعادة ستكون أكبر إن انتصرنا مع تسجيلي للأهداف، ولكن الهدف الرئيسي إسعاد الجماهير والفوز باللقب».