وفد عباس إلى غزة من أجل «إنهاء الانقسام»

«أبو مازن» يمكن أن يزور القطاع رداً على خطة ترمب

الرئيس محمود عباس يستعد لإلقاء كلمة مساء الثلاثاء في رام الله (إ.ب.أ)
الرئيس محمود عباس يستعد لإلقاء كلمة مساء الثلاثاء في رام الله (إ.ب.أ)
TT

وفد عباس إلى غزة من أجل «إنهاء الانقسام»

الرئيس محمود عباس يستعد لإلقاء كلمة مساء الثلاثاء في رام الله (إ.ب.أ)
الرئيس محمود عباس يستعد لإلقاء كلمة مساء الثلاثاء في رام الله (إ.ب.أ)

قال مسؤولون فلسطينيون إن وفداً من فصائل منظمة التحرير، قرر الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن) تشكيله، سيصل إلى قطاع غزة خلال أيام من أجل إجراء مباحثات مع حركة «حماس» لتجاوز الانقسام الحالي، بما يسمح للرئيس نفسه بزيارة غزة لاحقاً.
وقال أمين سر منظمة التحرير الفلسطينية، صائب عريقات، إن وفداً من حركة «فتح» والفصائل سيصل إلى قطاع غزة الأسبوع المقبل، للقاء «حماس»، وتتلو ذلك زيارة يقوم بها عباس للقطاع. وأضاف: «إذا تم التوافق بعد لقاء حركتي فتح و(حماس) بغزة سيحضر الرئيس إلى القطاع».
وجاءت هذه التطورات بعد اتصال هاتفي جرى بين عباس ورئيس المكتب السياسي لـ«حماس» إسماعيل هنية الذي بادر إلى الاتصال بالرئيس الفلسطيني، ودعاه إلى لقاء فوري من أجل التصدي لخطة السلام الأميركية، المعروفة باسم «صفقة القرن».
وأكد عباس أنه وعد هنية بزيارة غزة، موضحاً أن «الكل يشعر بالخطر. الفصائل كلها (تشعر بالخطر). تحدثت مع السيد إسماعيل هنية. قال لي هنية نريد أن نلتقي. قلت له فوراً، وفي غزة سنبدأ مرحلة جديدة وسنتجاوز الصغائر». ودعا عباس الفلسطينيين، بعد إعلان خطة ترمب أول من أمس، إلى رصّ الصفوف وتعميق الوحدة.
واتصل هنية بعباس بعدما دعا الأخير قادة «حماس» و«الجهاد الإسلامي» إلى حضور اجتماع للقيادة الفلسطينية، في حدث غير مسبوق، والتقى بهم فعلاً. وهذه المرة الأولى التي يبدي فيها عباس استعداده لزيارة قطاع غزة منذ سيطرة «حماس» عليه في العام 2007. وفي العام 2014 أرسل عباس وفداً قيادياً إلى غزة نجح بعد يومين بإعلان اتفاق تشكيل حكومة توافق وطني، لكنها فشلت في توحيد شطري الوطن الفلسطيني.
وتعد هذه اللقاءات المرتقبة أول لقاءات مباشرة منذ عامين، بعدما رفضت حركة «فتح» أي مباحثات جديدة حول المصالحة، مطالبة «حماس» بتسليم القطاع وفق اتفاق 2017. وهو ما رفضته «حماس» متمسكة باتفاق 2011. وتريد «حماس» اتفاق 2011 لأنه يقضي بتشكيل حكومة وحدة، مهمتها إجراء انتخابات بعد أشهر، ويعطيها الحق بالتدخل في إعادة تشكيل عقيدة الأجهزة الأمنية، ويشمل منظمة التحرير في الاتفاق. لكن «فتح» تريد اتفاق 2017 لأنه يقضي بتسليم «حماس» الحكومة التي تسيطر عليها في قطاع غزة، فوراً، بما يشمل الأمن والمعابر والجباية والقضاء وسلطة الأراضي. وشهدت العلاقة بين «فتح» و«حماس» كثيراً من الاتهامات في الأعوام السابقة بسبب خلافات حول تمكين الحكومة العقوبات على قطاع غزة ومباحثات التهدئة مع إسرائيل. لكن الطرفين يتطلعان الآن إلى بداية جديدة ومختلفة.
وقال الناطق باسم الرئاسة، نبيل أبو ردينة، إن «الموقف الفلسطيني الموحد خلف سياسة الرئيس محمود عباس، الرافض لصفقة القرن، هو بمثابة رسالة لإسرائيل وأميركا بأن شعبنا الفلسطيني موحد خلف قيادته لإسقاط هذه الصفقة التي لن تمر، وستفشل كما فشلت كل المؤامرات السابقة». وأضاف: «إن جميع الفصائل الفلسطينية شاركت في اجتماع القيادة، وأكدت دعمها لموقف الرئيس محمود عباس، وسيكون هناك اجتماع موسع للفصائل الفلسطينية في غزة الأسبوع المقبل لتمتين الوحدة الوطنية ولمواجهة الصفقة الأميركية - الإسرائيلية».
وقال حسين الشيخ، عضو اللجنة المركزية لحركة «فتح»، إن عباس أخذ قراراً بإرسال وفد من القيادة الفلسطينية من كل الفصائل إلى القطاع من أجل «تعزيز وحدة الموقف السياسي لإسقاط المؤامرة». وأضاف: «الرئيس عباس التقط المبادرة الإيجابية من رئيس المكتب السياسي لحركة (حماس) إسماعيل هنية».
وأكدت «فتح» أنها اتخذت قراراً بجعل الانقسام من الماضي. وقال عضو المجلس الثوري لـ«فتح»، المتحدث باسمها، أسامة القواسمي، إن من أهم نتائج اجتماعات القيادة برئاسة الرئيس محمود عباس، وبحضور جميع فصائل منظمة التحرير، وممثلين عن حركتي «حماس» و«الجهاد»، هو «جعل الانقسام وراء ظهورنا، والانخراط في العمل النضالي الشعبي موحدين، والاتفاق على برنامج نضالي موحد، والبدء بتغيير الدور الوظيفي للسلطة الوطنية تحت ولاية أوسلو، والانتقال لوظيفة الدولة».
ورحبت حركة «حماس»، من جهتها، بكل القادمين إلى غزة. وأكد إسماعيل هنية «رفض أي اتفاق أو صفقة أو مشروع ينتقص من الحقوق الثابتة للشعب الفلسطيني». وقال هنية موجهاً حديثه للرئيس محمود عباس: «رسالتنا لأبو مازن أنه يجب أن نعمل في خندق واحد ونتفق على استراتيجية تقوم على إنهاء حالة الانقسام». وتابع: «إن إرسال الرئيس عباس وفداً من الضفة الغربية إلى غزة يؤسس لمرحلة جديدة من الحوار الوطني».



3.5 مليون يمني من دون مستندات هوية وطنية

المهمشون في اليمن يعيشون على هامش المدن والحياة الاقتصادية والسياسية منذ عقود (إعلام محلي)
المهمشون في اليمن يعيشون على هامش المدن والحياة الاقتصادية والسياسية منذ عقود (إعلام محلي)
TT

3.5 مليون يمني من دون مستندات هوية وطنية

المهمشون في اليمن يعيشون على هامش المدن والحياة الاقتصادية والسياسية منذ عقود (إعلام محلي)
المهمشون في اليمن يعيشون على هامش المدن والحياة الاقتصادية والسياسية منذ عقود (إعلام محلي)

على الرغم من مرور ستة عقود على قيام النظام الجمهوري في اليمن، وإنهاء نظام حكم الإمامة الذي كان يقوم على التمايز الطبقي، فإن نحو 3.5 مليون شخص من المهمشين لا يزالون من دون مستندات هوية وطنية حتى اليوم، وفق ما أفاد به تقرير دولي.

يأتي هذا فيما كشف برنامج الأغذية العالمي أنه طلب أكبر تمويل لعملياته الإنسانية في اليمن خلال العام المقبل من بين 86 دولة تواجه انعدام الأمن الغذائي.

لا يزال اليمن من أسوأ البلاد التي تواجه الأزمات الإنسانية في العالم (إعلام محلي)

وذكر المجلس النرويجي للاجئين في تقرير حديث أن عناصر المجتمع المهمش في اليمن يشكلون 10 في المائة من السكان (نحو 3.5 مليون شخص)، وأنه رغم أن لهم جذوراً تاريخية في البلاد، لكن معظمهم يفتقرون إلى أي شكل من أشكال الهوية القانونية أو إثبات جنسيتهم الوطنية، مع أنهم عاشوا في اليمن لأجيال عدة.

ويؤكد المجلس النرويجي أنه ومن دون الوثائق الأساسية، يُحرم هؤلاء من الوصول إلى الخدمات الأساسية، بما في ذلك الصحة، والتعليم، والمساعدات الحكومية، والمساعدات الإنسانية. ويواجهون تحديات في التحرك بحرية عبر نقاط التفتيش، ولا يمكنهم ممارسة الحقوق المدنية الأخرى، بما في ذلك تسجيل أعمالهم، وشراء وبيع وتأجير الممتلكات، والوصول إلى الأنظمة المالية والحوالات.

ووفق هذه البيانات، فقد أفاد 78 في المائة من المهمشين الذين شملهم استطلاع أجراه المجلس النرويجي للاجئين بأنهم لا يمتلكون بطاقة هوية وطنية، في حين يفتقر 42 في المائة من أطفال المهمشين إلى شهادة ميلاد.

ويصف المجلس الافتقار إلى المعلومات، وتكلفة الوثائق، والتمييز الاجتماعي بأنها العقبات الرئيسة التي تواجه هذه الفئة الاجتماعية، رغم عدم وجود أي قوانين تمييزية ضدهم أو معارضة الحكومة لدمجهم في المجتمع.

وقال إنه يدعم «الحصول على الهوية القانونية والوثائق المدنية بين المهمشين» في اليمن، بما يمكنهم من الحصول على أوراق الهوية، والحد من مخاطر الحماية، والمطالبة بفرص حياة مهمة في البلاد.

أكبر تمويل

طلبت الأمم المتحدة أعلى تمويل لعملياتها الإنسانية للعام المقبل لتغطية الاحتياجات الإنسانية لأكثر من 17 مليون شخص في اليمن يواجهون انعدام الأمن الغذائي الحاد، بمبلغ قدره مليار ونصف المليار دولار.

وأفاد برنامج الأغذية العالمي في أحدث تقرير له بأن التمويل المطلوب لليمن هو الأعلى على الإطلاق من بين 86 بلداً حول العالم، كما يُعادل نحو 31 في المائة من إجمالي المبلغ المطلوب لعمليات برنامج الغذاء العالمي في 15 بلداً ضمن منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وشرق أوروبا، والبالغ 4.9 مليار دولار، خلال العام المقبل.

الحوثيون تسببوا في نزوح 4.5 مليون يمني (إعلام محلي)

وأكد البرنامج أنه سيخصص هذا التمويل لتقديم المساعدات الإنسانية المنقذة للحياة في اليمن، حيث خلّف الصراع المستمر والأزمات المتعددة والمتداخلة الناشئة عنه، إضافة إلى الصدمات المناخية، 17.1 مليون شخص يعانون من انعدام الأمن الغذائي الحاد.

وأشار البرنامج إلى وجود 343 مليون شخص حول العالم يعانون من انعدام الأمن الغذائي الحاد، بزيادة قدرها 10 في المائة عن العام الماضي، وأقل بقليل من الرقم القياسي الذي سجل أثناء وباء «كورونا»، ومن بين هؤلاء «نحو 1.9 مليون شخص على شفا المجاعة، خصوصاً في غزة والسودان، وبعض الجيوب في جنوب السودان وهايتي ومالي».

أزمة مستمرة

أكدت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أن اليمن لا يزال واحداً من أسوأ البلاد التي تواجه الأزمات الإنسانية على مستوى العالم، حيث خلقت عشر سنوات من الصراع تقريباً نقاط ضعف، وزادت من تفاقمها، وتآكلت القدرة على الصمود والتكيف مع ذلك.

وذكرت المفوضية الأممية في تقرير حديث أن اليمن موطن لنحو 4.5 مليون نازح داخلياً، وأكثر من 60 ألف لاجئ وطالب لجوء. وهؤلاء الأفراد والأسر المتضررة من النزوح معرضون للخطر بشكل خاص، مع انخفاض القدرة على الوصول إلى الخدمات الأساسية وسبل العيش، ويواجهون كثيراً من مخاطر الحماية، غالباً يومياً.

التغيرات المناخية في اليمن ضاعفت من أزمة انعدام الأمن الغذائي (إعلام محلي)

ونبّه التقرير الأممي إلى أن كثيرين يلجأون إلى آليات التكيف الضارة للعيش، بما في ذلك تخطي الوجبات، والانقطاع عن الدراسة، وعمل الأطفال، والحصول على القروض، والانتقال إلى مأوى أقل جودة، والزواج المبكر.

وبيّنت المفوضية أن المساعدات النقدية هي من أكثر الطرق سرعة وكفاءة وفاعلية لدعم الأشخاص الضعفاء الذين أجبروا على الفرار من ديارهم وفي ظروف صعبة، لأنها تحترم استقلال الشخص وكرامته من خلال توفير شعور بالطبيعية والملكية، مما يسمح للأفراد والأسر المتضررة بتحديد ما يحتاجون إليه أكثر في ظروفهم.

وذكر التقرير أن أكثر من 90 في المائة من المستفيدين أكدوا أنهم يفضلون الدعم بالكامل أو جزئياً من خلال النقد، لأنه ومن خلال ذلك تستطيع الأسر شراء السلع والخدمات من الشركات المحلية، مما يعزز الاقتصاد المحلي.