أنقرة تتهم موسكو بخرق اتفاقيات إدلب

TT

أنقرة تتهم موسكو بخرق اتفاقيات إدلب

اتهم الرئيس التركي رجب طيب إردوغان روسيا بعدم احترام الاتفاقيات الموقعة مع بلاده بشأن شمال محافظة إدلب الواقعة في شمال غربي سوريا، قائلا إن تركيا أبلغت روسيا أن صبرها ينفد بخصوص استمرار القصف في إدلب، بينما تعهدت وزارة الدفاع التركية بالرد بأقوى وسيلة وبلا تردد على أي هجوم تشنه قوات النظام السوري على نقاط المراقبة التابعة للجيش التركي في إدلب.
وأضاف إردوغان «أبرمنا مع روسيا هذه الاتفاقيات، إذا كانت روسيا لا تحترمها فسنفعل الأمر نفسه. للأسف في الوقت الحالي روسيا لا تحترمها».
وتابع إردوغان، في تصريحات لصحافيين رافقوه في رحلة عودته من السنغال أمس (الأربعاء)، إنه لم يعد هناك شيء اسمه «مسار آستانة» بشأن سوريا، في إشارة منه إلى استمرار النظام السوري في انتهاك اتفاقيات وقف إطلاق النار.
وقال الرئيس التركي: «لم يتبق شيء اسمه مسار آستانة، علينا نحن، تركيا وروسيا وإيران، إحياؤه مجددا والنظر فيما يمكن أن نفعله... في حال التزمت روسيا باتفاقي سوتشي وآستانة، فإن تركيا ستواصل الالتزام بهما. روسيا لم تلتزم حتى الآن بالاتفاقيتين».
وأضاف إردوغان «تركيا تعتبر حاليا لاعبا أساسيا على الطاولة في الشرق الأوسط... المسؤولون الأتراك يواصلون التشاور مع نظرائهم الروس حول الأوضاع في إدلب، ونقول للروس أوقفوا هذه الهجمات، وإلا فإن صبرنا بدأ ينفد، وسنقوم بما يلزم».
وأكد إردوغان أن تركيا لا تسعى إلى اقتطاع أجزاء من الأراضي السورية، و«تعمل فقط على حماية المظلومين في هذا البلد».
وبشأن ما تقوله روسيا بشأن مكافحتها الإرهاب في إدلب، قال إردوغان: «من هم الإرهابيون، هل تسمّون الذين يدافعون عن أراضيهم وديارهم بالإرهابيين، هؤلاء مقاومون، ولو سألتهم عن الأربعة ملايين سوري الموجودين حاليا في تركيا، لقالوا إن هؤلاء أيضا إرهابيون، مع أنهم فروا من ظلم النظام السوري ولجأوا إلى تركيا».
وكان إردوغان أعلن أول من أمس أن أعمال بناء مساكن مؤقتة للنازحين بمحافظة إدلب السورية، تقيهم برد الشتاء القارس، جارية على قدم وساق.
وقال، في تصريحات في داكار، إن هناك موجة نزوح من إدلب نحو حدودنا، وقد اتخذنا التدابير اللازمة للتعامل مع هذا الوضع، لافتا إلى أن المساكن المؤقتة التي سبق وأعلن عنها «يتم بناؤها بسرعة»، وبمجرد الانتهاء من تشييدها سيتم إسكان نازحين فيها.
في السياق ذاته، هددت تركيا بالرد على أي هجوم ضد نقاط المراقبة التابعة لها في منطقة خفض التصعيد في محافظة إدلب، التي تحاول قوات النظام السوري استعادة السيطرة عليها.
وقالت وزارة الدفاع التركية، في بيان: «سنرد من دون تردد في إطار الحق المشروع في الدفاع عن النفس على أي محاولة تهديد لنقاط المراقبة التركية في المنطقة». واتهمت الوزارة النظام السوري بخرق وقف إطلاق نار دخل حيز التنفيذ في يناير الجاري «عبر مواصلتها قتل المدنيين الأبرياء» والتسبب في «مأساة إنسانية كبرى».



مصر: الإفراج عن الناشط السوري ليث الزعبي وترحيله

سوريون يغادرون مصر بعد سقوط بشار (مواني البحر الأحمر)
سوريون يغادرون مصر بعد سقوط بشار (مواني البحر الأحمر)
TT

مصر: الإفراج عن الناشط السوري ليث الزعبي وترحيله

سوريون يغادرون مصر بعد سقوط بشار (مواني البحر الأحمر)
سوريون يغادرون مصر بعد سقوط بشار (مواني البحر الأحمر)

أفرجت السلطات الأمنية المصرية عن الناشط السوري الشاب ليث الزعبي، بعد أيام من القبض عليه وقررت ترحيله عن مصر، و«هو ما توافق مع رغبته»، بحسب ما كشف عنه لـ«الشرق الأوسط» صديقه معتصم الرفاعي.

وكانت تقارير إخبارية أشارت إلى توقيف الزعبي في مدينة الغردقة جنوب شرقي مصر، بعد أسبوع واحد من انتشار مقطع فيديو له على مواقع التواصل الاجتماعي تضمن مقابلة أجراها الزعبي مع القنصل السوري في القاهرة طالبه خلالها برفع علم الثورة السورية على مبنى القنصلية؛ ما تسبب في جدل كبير، حيث ربط البعض بين القبض على الزعبي ومطالبته برفع علم الثورة السورية.

لكن الرفاعي - وهو ناشط حقوقي مقيم في ألمانيا ومكلف من عائلة الزعبي الحديث عن قضية القبض عليه - أوضح أن «ضبط الزعبي تم من جانب جهاز الأمن الوطني المصري في مدينة الغردقة حيث كان يقيم؛ بسبب تشابه في الأسماء، بحسب ما أوضحت أجهزة الأمن لمحاميه».

وبعد إجراء التحريات والفحص اللازمين «تبين أن الزعبي ليس مطلوباً على ذمة قضايا ولا يمثل أي تهديد للأمن القومي المصري فتم الإفراج عنه الاثنين، وترحيله بحرياً إلى الأردن ومنها مباشرة إلى دمشق، حيث غير مسموح له المكوث في الأردن أيضاً»، وفق ما أكد الرفاعي الذي لم يقدّم ما يفيد بسلامة موقف إقامة الزعبي في مصر من عدمه.

الرفاعي أوضح أن «أتباع (الإخوان) حاولوا تضخيم قضية الزعبي والتحريض ضده بعد القبض عليه ومحاولة تصويره خطراً على أمن مصر، وربطوا بين ضبطه ومطالبته برفع علم الثورة السورية في محاولة منهم لإعطاء القضية أبعاداً أخرى، لكن الأمن المصري لم يجد أي شيء يدين الزعبي».

وشدد على أن «الزعبي طوال حياته يهاجم (الإخوان) وتيار الإسلام السياسي؛ وهذا ما جعلهم يحاولون إثارة ضجة حول قضيته لدفع السلطات المصرية لعدم الإفراج عنه»، بحسب تعبيره.

وتواصلت «الشرق الأوسط» مع القنصلية السورية في مصر، لكن المسؤولين فيها لم يستجيبوا لطلب التعليق، وأيضاً لم تتجاوب السلطات الأمنية المصرية لطلبات توضيح حول الأمر.

تجدر الإشارة إلى أن الزعبي درس في كلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة، وبحسب تقارير إعلامية كان مقيماً في مصر بصفته من طالبي اللجوء وكان يحمل البطاقة الصفراء لطلبات اللجوء المؤقتة، وسبق له أن عمل في المجال الإعلامي والصحافي بعدد من وسائل الإعلام المصرية، حيث كان يكتب عن الشأن السوري.

وبزغ نجم الزعبي بعد انتشار فيديو له يفيد بأنه طالب القنصل السوري بمصر بإنزال عَلم نظام بشار الأسد عن مبنى القنصلية في القاهرة ورفع عَلم الثورة السورية بدلاً منه، لكن القنصل أكد أن الأمر مرتبط ببروتوكولات الدبلوماسية، وأنه لا بد من رفع عَلم الثورة السورية أولاً في مقر جامعة الدول العربية.

ومنذ سقوط بشار الأسد في 8 ديسمبر (كانون الأول) الماضي، ولم يحدث بين السلطات في مصر والإدارة الجديدة بسوريا سوى اتصال هاتفي وحيد بين وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي ووزير خارجية الحكومة المؤقتة السورية أسعد الشيباني، فضلاً عن إرسال مصر طائرة مساعدات إغاثية لدمشق.