معرة النعمان... كانت!

معرة النعمان، التي كانت معقلا رئيسيا للمظاهرات ومفعمة بالحياة في السنوات السبع الماضية، تحولت اليوم إلى مدينة أشباح مع سيطرة قوات النظام السوري عليها. ولم يبق منها سوى جدران لا تزال تحمل شعارات يتيمة رفعها شبان معارضون يوماً ما.


في هذه المدينة ولد أبو العلاء المعري، وهو احمد بن عبدالله بن سليمان، في العام ٩٧٣، وفقد بصره في سن مبكرة بعد إصابته بالجدري، لكن ذلك لم يحل دون طلبه العلم. وأبو العلاء من الأبرز بين أقرانه العرب والشعراء العباسيين، وعُرف بالزهد والتقشف وكونه نباتياً، وأطلق عليه لقب «رهين المحبسين»، نظراً إلى فقدانه البصر وبقائه في المنزل أعواماً طويلة.


انضمت معرة النعمان في ريف إدلب الجنوبي في عام 2011 إلى حركة الاحتجاجات ضد النظام. وتحولت تدريجياً إلى أحد رموز التظاهر في محافظة إدلب. ومع تحول حركة الاحتجاجات إلى نزاع مسلح، سيطرت الفصائل المعارضة على المدينة في عام 2012.
وحتى بعد سيطرة الفصائل عليها، لم تتوقف المظاهرات في «المعرة» ضد النظام وضد «جبهة النصرة». وقبل كل يوم جمعة، كان ناشطون فيها يتجمعون لتحضير الهتافات وكتابة اللافتات. وفي كل مظاهرة، كانت تعلو لافتات بأسماء قرى الريف المشاركة.


اليوم، بعد دخول قوات النظام إليها، يطغى الدمار على مناطق واسعة من المدينة ومبانيها وتبعثرت أسواق كانت تعج يوماً بالزبائن من سوق المجوهرات إلى سوق الغنم وسوق الدجاج وغيرها. وبدت أبنية أخرى مهجورة تماماً ومحال قد أقفلت واجهاتها.


وبلغ عدد سكان معرة النعمان قبل أربعة أشهر 150 ألفاً، وباتت اليوم شبه خالية جراء موجات النزوح.