كيف يمكن للدول منع انتشار «كورونا» عالمياً؟

ارتفعت حصيلة القتلى المرتبطة بفيروس كورونا الجديد في الصين إلى 132 شخصاً اليوم (الأربعاء) مع تسجيل قرابة 1500 إصابة جديدة، ليصل إجمالي عدد المصابين إلى أكثر من ستة آلاف حالة في مختلف أنحاء البلاد.
ولا يزال هناك الكثير الذي لا نعرفه عن الفيروس، لكن السلطات الصينية تعتقد أنه ينتقل من إنسان إلى آخر بطرق عدة، وأنه يمكن أن ينتقل بين الناس قبل ظهور الأعراض عليهم.
ونقلت شبكة «سي إن إن» الأميركية عن ديفيد هيمان، مساعد مدير عام منظمة الصحة العالمية للأمراض المعدية قوله إن هناك بعض الإجراءات المهمة التي يمكن للدول اتخاذها لمنع انتشار الوباء عالمياً.
وأوضح هيمان أن من أهم هذه الإجراءات هي عزل المصابين بالفيروس داخل المستشفيات ومنعهم من الاحتكاك بغيرهم، بالإضافة إلى فحص جميع الأشخاص الذين كانوا على اتصال بالمريض في الفترة السابقة لإصابته بالفيروس، ووضعهم تحت المراقبة.
وأضاف هيمان أن هذه هي الطريقة التي تمت بها السيطرة على انتشار وباء «سارس» عام 2003.
وتابع هيمان أن من بين الإجراءات الأخرى التي تلعب دوراً مهماً هو حظر السفر من وإلى المناطق التي انتشر بها الفيروس، وهو الإجراء الذي اتخذته الصين بالفعل، حيث فرضت عزلاً على ووهان، مركز انتشار الفيروس، وما لا يقل عن 10 مدن أخرى وأغلقت وسائل النقل بهذه المناطق مع وضع نقاط تفتيش على الطرق الرئيسية المؤدية لهذه المدن.
ورحب خبراء الصحة بهذه الخطوة التي وصفوها بالـ«جريئة»، قائلين إنها قد تساهم بشكل كبير في وقف انتشار الفيروس الجديد.
ومن بين الإجراءات الأخرى لمنع تفشي الوباء عالمياً هو تطوير لقاح له بشكل سريع يتناسب مع طبيعته السريعة في الانتشار. ولا توجد لقاحات مضادة للفيروس الجديد حتى الآن، لكن العلماء وخبراء الصحة في جميع أنحاء العالم يعملون في الوقت الراهن على تطوير أمصال وأدوية مضادة له.
إلا أن هيمان قال إنه يستبعد أن ينجح العلماء في تطوير لقاح للفيروس في وقت قريب. وتابع: «حتى في حالة تم تطوير لقاح بشكل سريع، فإنه لن يستخدم لعلاج المصابين بالفيروس، بل يمكن إعطاؤه فقط للأشخاص الذين لم يتعرضوا بعد له منعاً لانتقال العدوى لهم».
ومن بين الإجراءات التي اتخذتها الصين لمواجهة الوباء ومنع انتشاره هو زيادة إنتاج الكمامات الطبية.
ولا يجوز للأشخاص ارتداء الكمامة لأكثر من يوم واحد وذلك لأن البكتريا تتجمع داخلها ويمكن أن تتسبب في مرض الشخص بدلاً من حمايته.
ونصح هيمان الأشخاص بجميع أنحاء العالم بإجراء الاختبارات والفحوصات اللازمة بالمستشفيات، حتى وإن لم تظهر عليهم أي أعراض مقلقة، وذلك كوسيلة فعالة لمحاربة الفيروس في مراحله الأولى ومنع نقله للآخرين.