رحلة إلى الماضي في متنزه الديناصورات

رحلة إلى الماضي في متنزه الديناصورات
TT

رحلة إلى الماضي في متنزه الديناصورات

رحلة إلى الماضي في متنزه الديناصورات

مثلما يكشف اسمه، ترجع أهمية هذا المتنزه الكندي إلى ارتباطه باكتشافات ذات صلة بعصر الديناصورات، تلك الكائنات العملاقة التي ألهبت خيال الإنسان منذ أن بدأ في اكتشاف هياكلها وحفرياتها في وقت قريب نسبياً.
وتبعاً للموقع الرسمي لمنظمة «اليونيسكو»، فإنه إلى جانب روعة المناظر الطبيعية به، يضم بعض أهم الاكتشافات الحفرية المتعلقة بـ«عصر الزواحف»؛ خصوصاً 35 نوعاً من الديناصورات يعود تاريخها إلى نحو 75 مليون عام.
يقع المتنزه في قلب منطقة الأرض الرديئة في ولاية ألبرتا، على بعد 48 كيلومتراً إلى الشمال الشرقي من مدينة بروكس. ويشير مصطلح «الأرض الرديئة» إلى أراضٍ شديدة الوعورة. الرحلة إليها تكون في أعمق نقطة معروفة في التاريخ، نحو 75 مليون عام ماضية، لهذا لا عجب في أن ينضم المتنزه إلى قائمة التراث الإنساني الخاصة بـ«اليونيسكو»، والتي أكدت عبر موقعها أن المتنزه «لا يضاهيه مكان آخر، من حيث عدد وتنوع العينات عالية الجودة، والتي - حتى يومنا هذا - تمثل أكثر من 44 نوعاً، و34 جنساً، و10 عائلات من الديناصورات، يعود تاريخها لفترة تتراوح بين 75 - 77 مليون عام».
ومع هذا، ربما قد يظن البعض أن المكان لا يعدو كونه صحراء قاحلة وعرة، بها بعض من حفريات موغلة في القدم، إلا أن الواقع أن هذا المكان كان بعيداً تماماً عن كونه صحراء قاحلة. فمنذ 75 مليون عام كان المناخ شبه استوائي، مع وجود غابات كثيفة تغطي سهلاً ساحلياً، بينما تدفقت أنهار شرقاً عبر السهل نحو بحر داخلي دافئ. حتى الأراضي شديدة الوعورة الحالية كانت تمر بها قديماً أنهار كبرى، ثم كونت تراكمات الرمال والطمي التي خلفتها وراءها جدران الوادي والتلال الوعرة الحالية.
وداخل متنزه الديناصورات، سيجد الزائر مجموعة من الخيارات الممتعة التي ربما تكون المشكلة الوحيدة فيها عدم القدرة على الاستمتاع بها جميعاً مرة واحدة، ما دفع الموقع الرسمي إلى التنويه بضرورة الحجز المسبق بفترة كافية، لتجنب أي خيبة أمل.
تتيح الهيئة المسؤولة عن إدارة المتنزه بناء معسكرات داخله، بجانب عديد من مسارات السير التي يجري تنظيم جولات بها على مدار العام. وتتراوح مدة الرحلة بها ما بين 20 دقيقة وساعة، حسبما يوضح الموقع الرسمي لمتنزهات ألبرتا. وينوه الموقع إلى أن الجزء الأكبر من المتنزه يعد محمية طبيعية تتمتع بثراء استثنائي؛ من حيث أنواع الطيور والحيوانات والنباتات، وبالتالي فإن الدخول إليه يجري عبر جولات منظمة ومحدودة، لحماية المكان والسلامة العامة.
وتبعاً للمعلومات الواردة في الموقع، تتاح هذه الجولات تحت إشراف مرشد، في مايو (أيار)، ويونيو (حزيران)، وسبتمبر (أيلول)، وأكتوبر (تشرين الأول).


مقالات ذات صلة

المسافرون الأميركيون يفقدون ملايين الحقائب كل عام

يوميات الشرق آلاف الحقائب التي خسرتها شركات الطيران في متجر الأمتعة بألاباما (سي إن إن)

المسافرون الأميركيون يفقدون ملايين الحقائب كل عام

داخل المساحة التي تبلغ 50 ألف قدم مربع، وإلى مدى لا ترى العين نهايته، تمتد صفوف من الملابس والأحذية والكتب والإلكترونيات، وغيرها من الأشياء المستخرجة من…

«الشرق الأوسط» (لندن)
سفر وسياحة «ساحة تيفولي» في كوبنهاغن (الشرق الأوسط)

دليلك إلى أجمل أضواء وزينة أعياد الميلاد ورأس السنة حول العالم

زينة أعياد الميلاد ورأس السنة لها سحرها. يعشقها الصغار والكبار، ينتظرونها كل سنة بفارغ الصبر. البعض يسافر من بلد إلى آخر، فقط من أجل رؤية زينة العيد.

جوسلين إيليا (لندن)
سفر وسياحة أسواق العيد في ميونخ (الشرق الاوسط)

جولة على أجمل أسواق العيد في ألمانيا

الأسواق المفتوحة تجسد روح موسم الأعياد في ألمانيا؛ حيث تشكل الساحات التي تعود إلى العصور الوسطى والشوارع المرصوفة بالحصى

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد جانب من المنتدى التاسع لمنظمة الأمم المتحدة لسياحة فن الطهي المقام في البحرين (الشرق الأوسط) play-circle 03:01

لجنة تنسيقية لترويج المعارض السياحية البحرينية السعودية

كشفت الرئيسة التنفيذية لهيئة البحرين للسياحة والمعارض سارة أحمد بوحجي عن وجود لجنة معنية بالتنسيق فيما يخص المعارض والمؤتمرات السياحية بين المنامة والرياض.

بندر مسلم (المنامة)
يوميات الشرق طائرة تُقلع ضمن رحلة تجريبية في سياتل بواشنطن (رويترز)

الشرطة تُخرج مسنة من طائرة بريطانية بعد خلاف حول شطيرة تونة

أخرجت الشرطة امرأة تبلغ من العمر 79 عاماً من طائرة تابعة لشركة Jet2 البريطانية بعد شجار حول لفافة تونة مجمدة.

«الشرق الأوسط» (لندن)

«الصحراء البيضاء» في مصر... متعة المغامرة والتخييم

الصحراء البيضاء متعة المغامرة (أدوب ستوك)
الصحراء البيضاء متعة المغامرة (أدوب ستوك)
TT

«الصحراء البيضاء» في مصر... متعة المغامرة والتخييم

الصحراء البيضاء متعة المغامرة (أدوب ستوك)
الصحراء البيضاء متعة المغامرة (أدوب ستوك)

تعدّ الصحاري من أكثر المغامرات إثارةً في العالم، فبعيداً عن الاعتقاد بأنها مجرد مساحات من الفراغ الشاسع، تكشف هذه الوجهات عن سلاسل جبلية وحياة برية فريدة، وثقافات تقليدية، ومناظر طبيعية خلابة مطلية بألوان نقية متنوعة.

وترتبط مصر في الأذهان بمجموعة من الأماكن الأثرية المتفردة المختلفة، لكنها إلى جانب ذلك تحتضن أمكنة لا مثيل لها، فهي أيضاً موطن «الصحراء البيضاء»، التي تتميز بعجائب جيولوجية تقدم للزائر مغامرةً فريدةً، تشعرك عبر تفاصيلها وكأنك تطأ كوكباً آخر؛ لذلك فهي مثالية للذين يبحثون عن قضاء عطلة لا تسقط من الذاكرة.

اُختيرت «الصحراء البيضاء» من قبل موقع «Trip Advisor» المختص بشؤون «السياحة والسفر»، لتتصدر المركز الأول لأفضل وأغرب 20 موقعاً سياحياً فريداً على مستوى العالم؛ فتلك الصحراء الواقعة في «واحة الفرافرة» بمحافظة الوادي الجديد، على مسافة نحو 500 كيلومتر من القاهرة، من أفضل المقاصد السياحية في مصر.

الصحراء البيضاء متعة المغامرة (الهيئة العامة للاستعلامات)

وتُعدّ الصحراء البيضاء «محمية متنزه وطني» وفقاً لتصنيف الاتحاد الدولي لصون الطبيعة (LUCN)، وتتلخص خصائصها في أنها من المَعالم الطبيعية المهمة، كما تعدّ مصدر دخل مهماً لأهل الواحات، فضلاً عن كونها تمثل قيمةً تاريخيةً وأثريةً كبيرةً.

يُغيِّر لك هذا المكان، الذي يشغل مساحة نحو 3 آلاف كيلومتر مربع، مفهومَك التقليدي للصحراء بوصفها «مجرد» مكان من الكثبان الرملية والحرارة المرتفعة؛ فحين تزورها تُفاجأ بأن اللون الأبيض يغطي معظم أرجائها؛ وهو سر تسميتها، تستقبلك تكويناتها الصخرية التي تتخذ شكلا ًسريالياً، بعضها على هيئة أشكال مألوفة مثل عيش الغراب، وبعضها يتمتع بأشكال غير معروفة؛ ما جعلها تشبه المناظر الطبيعية الثلجية.

سيأخذك المكان إلى عصور قديمة، تمتد إلى آلاف السنين، وستتخيل تلك اللحظات التي هبَّت عليها الرياح القوية خلال هذه العصور، وأسهمت في إنشاء هذه التكوينات.

الصحراء البيضاء (الهيئة العامة للاستعلامات)

وأنصحك بمشاهدة هذه التكوينات النحتية عند شروق الشمس أو غروبها خصوصاً، فعندما تضيئها الشمس بظلالٍ ورديةٍ برتقاليةٍ، أو عندما يكتمل القمر، يضفي ذلك على المناظر الطبيعية مظهراً قطبياً وكأنه شبح ضخم، فتشعر بمزيد من أجواء الإثارة والمغامرة.

ستستحوذ الرمال المحيطة بالنتوءات الصخرية على اهتمامك، إذ ستجدها مليئة بالكوارتز، وأنواع مختلفة من البيريت الحديدي الأسود العميق، بالإضافة إلى الحفريات الصغيرة.

على مقربة من هذه التكوينات يوجد جبلان مسطحان يطلق عليهما بعض المرشدين السياحيين اسم «القمتين التوأم»، وهما نقطة رئيسية للمسافرين، وتعدّ هذه المنطقة وجهةً مفضلةً لدى منظمي الرحلات السياحية المحليين، حيث يمكنك الاستمتاع بالمناظر الخلابة من أعلى التلال المتناظرة المحيطة، التي تتخذ جميعها شكل تلال النمل العملاقة.

الصحراء البيضاء (الهيئة العامة للاستعلامات)

بعد ذلك مباشرة، ستجد طريقاً شديد الانحدار؛ وهو الممر الرئيسي الذي يؤدي إلى منخفض الفرافرة، ويمثل نهاية «الصحراء البيضاء»، لكن هذا لا يعني أن رحلتك انتهت؛ فثمة أماكن ونشاطات أخرى يمكن أن تمارسها.

يستطيع عشاق الحياة البرية، أو الاختصاصيون الاستمتاعَ بمشاهدة الحيوانات البرية النادرة المُهدَّدة بالانقراض مثل الغزال الأبيض والكبش الأروي، كما تضم المحمية بعض الأشجار الصحراوية.

لا ينبغي أن تفوتك زيارة جبل الكريستال، وهو في الواقع صخرة كبيرة مكونة بالكامل من الكوارتز، ويقع الجبل بجوار الطريق الرئيسي، ويمكن التعرف عليه بسهولة من خلال الفتحة الكبيرة في منتصفه.

الصحراء البيضاء (أدوب ستوك)

أيضاً لا ينبغي أن تفوّت متعة تأمل السماء ومراقبة النجوم، انغمس في عجائب هذا المكان الرائع ليلاً، فعندما تتحول السماء إلى اللون الوردي ثم أعمق درجات اللون البرتقالي الناري، بعد الغروب، ستتلاشى الأشكال الصخرية، ويحل الصمت في كل مكان، في هذه اللحظة ستجد البدو يدعونك إلى الجلوس حول نار مشتعلة، والاستمتاع بالدجاج المدفون، وكوب الشاي الساخن، في أثناء التخييم بالمكان.