مقتل عميد متقاعد بهجوم مسلح في بغداد

جانب من المواجهات بين المتظاهرين وقوات الامن (ا.ب)
جانب من المواجهات بين المتظاهرين وقوات الامن (ا.ب)
TT

مقتل عميد متقاعد بهجوم مسلح في بغداد

جانب من المواجهات بين المتظاهرين وقوات الامن (ا.ب)
جانب من المواجهات بين المتظاهرين وقوات الامن (ا.ب)

أفاد مصدر أمني عراقي، اليوم (الثلاثاء)، بأن عميدا متقاعدا قتل بهجوم مسلح في بغداد، بحسب وكالة الأنباء الألمانية.
وقال المصدر إن «مسلحين مجهولين أطلقوا النار صباح اليوم باتجاه عميد متقاعد في حي الجمعيات التابع لمنطقة الدورة جنوب بغداد، ما أدى إلى مقتله في الحال». وأضاف أن «قوة أمنية طوقت مكان الحادث، ونقلت الجثة إلى الطب العدلي، فيما فتحت تحقيقا في ملابساته». ولم تتضح على الفور المزيد من التفاصيل.
إلى ذلك، قتل مسلحون اثنين من المحتجين بالرصاص في مدينة الناصرية جنوب العراق الليلة الماضية بينما تحولت إحدى مناطق العاصمة بغداد إلى ساحة معركة (الاثنين)، وهو ثالث أيام حملة قوات الأمن لإنهاء المظاهرات المستمرة منذ شهور.
وقُتل خمسة محتجين على الأقل في اشتباكات في مطلع الأسبوع الجاري، كما أصابت صواريخ مجمع السفارة الأميركية في المنطقة الخضراء شديدة التحصين في بغداد والتي تضم كذلك مقرات حكومية. وأدان سفراء 16 دولة في العراق، بينها فرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة، أمس استخدام قوات الأمن والجماعات المسلحة للرصاص الحي وطالبوا بإجراء تحقيق يعتد به في مقتل ما يزيد على 500 محتج منذ أكتوبر (تشرين الأول).
وفي سياق متصل، أفاد مصدر عسكري عراقي بأن طائرات إف 16 العراقية توقفت عن طلعاتها الجوية بعد انسحاب الخبراء الأميركيين من قاعدة بلد الجوية (80 كم شمال بغداد).
وقال مصدر في قاعدة بلد الجوية، طلب عدم ذكر اسمه، لوكالة الأنباء الألمانية إن «انسحاب الخبراء الأميركيين من القاعدة ونقلهم إلى مكان آخر أدى إلى توقف تحليق طائرات إف 16 الأميركية وتوقف عملياتها القتالية ضد تنظيم (داعش)». وأضاف أن «تشغيل الطائرات يتم بصورة كاملة، بموجب شروط التعاقد، بواسطة الخبراء والفنيين الأميركيين فضلا عن عمليات الصيانة والتوجيه باستثناء طواقم القيادة التي تتم عن طريق طيارين عراقيين جرى تدريبهم في الولايات المتحدة الأميركية».
وكان نحو 600 من الخبراء والفنيين الأميركيين قد غادروا القاعدة إلى مكان آخر بعد تصاعد وتيرة التهديدات بين أميركا وإيران على خلفية مقتل قائد فيلق القدس الإيراني في غارة جوية أميركية قرب مطار بغداد مطلع الشهر الجاري.
ويمتلك العراق نحو 36 طائرة من طراز إف 16 الأميركية المقاتلة حصل عليها على شكل دفعات بموجب عقد أبرم بين الطرفين في عام 2008.



غروندبرغ في صنعاء لحض الحوثيين على السلام وإطلاق المعتقلين

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
TT

غروندبرغ في صنعاء لحض الحوثيين على السلام وإطلاق المعتقلين

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)

بعد غياب عن صنعاء دام أكثر من 18 شهراً وصل المبعوث الأممي هانس غروندبرغ إلى العاصمة اليمنية المختطفة، الاثنين، في سياق جهوده لحض الحوثيين على السلام وإطلاق سراح الموظفين الأمميين والعاملين الإنسانيين في المنظمات الدولية والمحلية.

وجاءت الزيارة بعد أن اختتم المبعوث الأممي نقاشات في مسقط، مع مسؤولين عمانيين، وشملت محمد عبد السلام المتحدث الرسمي باسم الجماعة الحوثية وكبير مفاوضيها، أملاً في إحداث اختراق في جدار الأزمة اليمنية التي تجمدت المساعي لحلها عقب انخراط الجماعة في التصعيد الإقليمي المرتبط بالحرب في غزة ومهاجمة السفن في البحر الأحمر وخليج عدن.

وفي بيان صادر عن مكتب غروندبرغ، أفاد بأنه وصل إلى صنعاء عقب اجتماعاته في مسقط، في إطار جهوده المستمرة لحث الحوثيين على اتخاذ إجراءات ملموسة وجوهرية لدفع عملية السلام إلى الأمام.

وأضاف البيان أن الزيارة جزء من جهود المبعوث لدعم إطلاق سراح المعتقلين تعسفياً من موظفي الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية والمجتمع المدني والبعثات الدبلوماسية.

صورة خلال زيارة غروندبرغ إلى صنعاء قبل أكثر من 18 شهراً (الأمم المتحدة)

وأوضح غروندبرغ أنه يخطط «لعقد سلسلة من الاجتماعات الوطنية والإقليمية في الأيام المقبلة في إطار جهود الوساطة التي يبذلها».

وكان المبعوث الأممي اختتم زيارة إلى مسقط، التقى خلالها بوكيل وزارة الخارجية وعدد من كبار المسؤولين العمانيين، وناقش معهم «الجهود المتضافرة لتعزيز السلام في اليمن».

كما التقى المتحدث باسم الحوثيين، وحضه (بحسب ما صدر عن مكتبه) على «اتخاذ إجراءات ملموسة لتمهيد الطريق لعملية سياسية»، مع تشديده على أهمية «خفض التصعيد، بما في ذلك الإفراج الفوري وغير المشروط عن المعتقلين من موظفي الأمم المتحدة والمجتمع المدني والبعثات الدبلوماسية باعتباره أمراً ضرورياً لإظهار الالتزام بجهود السلام».

قناعة أممية

وعلى الرغم من التحديات العديدة التي يواجهها المبعوث الأممي هانس غروندبرغ، فإنه لا يزال متمسكاً بقناعته بأن تحقيق السلام الدائم في اليمن لا يمكن أن يتم إلا من خلال المشاركة المستمرة والمركزة في القضايا الجوهرية مثل الاقتصاد، ووقف إطلاق النار على مستوى البلاد، وعملية سياسية شاملة.

وكانت أحدث إحاطة للمبعوث أمام مجلس الأمن ركزت على اعتقالات الحوثيين للموظفين الأمميين والإغاثيين، وتسليح الاقتصاد في اليمن، مع التأكيد على أن الحلّ السلمي وتنفيذ خريطة طريق تحقق السلام ليس أمراً مستحيلاً، على الرغم من التصعيد الحوثي البحري والبري والردود العسكرية الغربية.

وأشار غروندبرغ في إحاطته إلى مرور 6 أشهر على بدء الحوثيين اعتقالات تعسفية استهدفت موظفين من المنظمات الدولية والوطنية، والبعثات الدبلوماسية، ومنظمات المجتمع المدني، وقطاعات الأعمال الخاصة.

الحوثيون اعتقلوا عشرات الموظفين الأمميين والعاملين في المنظمات الدولية والمحلية بتهم التجسس (إ.ب.أ)

وقال إن العشرات بمن فيهم أحد أعضاء مكتبه لا يزالون رهن الاحتجاز التعسفي، «بل إن البعض يُحرم من أبسط الحقوق الإنسانية، مثل إجراء مكالمة هاتفية مع عائلاتهم». وفق تعبيره.

ووصف المبعوث الأممي هذه الاعتقالات التعسفية بأنها «تشكل انتهاكاً صارخاً للحقوق الإنسانية الأساسية»، وشدّد على الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المعتقلين، مع تعويله على دعم مجلس الأمن لتوصيل هذه الرسالة.

يشار إلى أن اليمنيين كانوا يتطلعون في آخر 2023 إلى حدوث انفراجة في مسار السلام بعد موافقة الحوثيين والحكومة الشرعية على خريطة طريق توسطت فيها السعودية وعمان، إلا أن هذه الآمال تبددت مع تصعيد الحوثيين وشن هجماتهم ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن.

ويحّمل مجلس القيادة الرئاسي اليمني، الجماعة المدعومة من إيران مسؤولية تعطيل مسار السلام ويقول رئيس المجلس رشاد العليمي إنه ليس لدى الجماعة سوى «الحرب والدمار بوصفهما خياراً صفرياً».