تونس: «النهضة» تدعو لحكومة «تراعي التمثيل البرلماني»

TT

تونس: «النهضة» تدعو لحكومة «تراعي التمثيل البرلماني»

دعا حزب «حركة النهضة»، ذو الغالبية البرلمانية إلى تشكيل «حكومة وحدة موسعة تراعي التمثيل البرلماني»، لكنه لم يستبعد الذهاب إلى إجراء انتخابات برلمانية جديدة في حل فشلت جهود تشكيل هذه الحكومة برئاسة إلياس الفخفاخ.
قال عبد الكريم الهاروني رئيس مجلس شورى «النهضة»، إن المكتب التنفيذي للحزب أوصى بالتهيؤ لكل الاحتمالات بعد فشل حكومة الجملي في نيل ثقة البرلمان، وتكليف الفخفاخ بدلاً عنه بتأليف حكومة أخرى. ولم يستبعد الذهاب لانتخابات مبكرة، وعليه أوصى بأن يبقى المجلس الشوري في حالة انعقاد دائم بانتظار المدة القانونية لتشكيل حكومة الفخفاخ بحلول 20 فبراير (شباط) المقبل.
وبينما قال الهاروني إن المفاوضات المتعلقة بتشكيل الحكومة لا تزال في بدايتها، فإنه دعا الفخفاخ إلى توسيع المشاورات مع جميع الكتل البرلمانية. وقال إن حكومة الأحزاب الأربعة (في إشارة إلى «النهضة» و«التيار الديمقراطي» و«حركة الشعب» و«حركة تحيا تونس»)، لم تعد ناجعة ومن الصعب أن تنجح، إذ يكفي أن يختلف حزبان حتى تسقط الحكومة.
وانتقد الهاروني مصطلح «حكومة الرئيس» الذي أطلقته حركة الشعب (حزب قومي)، مشيراً إلى أنه «مصطلح غريب عن تونس»، مبيناً أن الحكومة المقبلة هي «حكومة الشعب» الذي يمثله نواب منتخبون.
وأكد رئيس «النهضة» راشد الغنوشي، خلال لقائه مع الفخفاخ، ضرورة تشكيل الحكومة المقبلة طبقاً للتمثيل البرلماني للأحزاب، وهو ما يعني أن يسند إلى حزبه أكبر عدد من الحقائب الوزارية. وأشار إلى أن «النهضة» لا تعترض على تحييد وزارات الداخلية والدفاع والعدل وتعيين شخصيات مستقلة على رأسها.
وأسفرت انتخابات 6 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، عن فوز «النهضة» بالمرتبة الأولى بـ52 مقعداً برلمانياً، و«قلب تونس» بـ38 مقعداً، فيما حل «التيار الديمقراطي» ثالثاً بـ22 مقعداً، و«حركة الشعب» رابعة بـ15 مقعداً»، وحازت حركة «تحيا تونس» 14 مقعداً فقط.
وكان مجلس شورى «النهضة» الذي انعقد أول من أمس، قد دعا إلى «توسيع المشاورات لتشمل مختلف الكتل النيابية وذلك لتوفير حزام سياسي واسع مثلما ورد في نص التكليف الصادر عن رئيس الجمهورية بما يضمن الوصول إلى حكومة وحدة وطنية ذات مضمون اجتماعي ديمقراطي»، كما دعا إلى التعجيل باستكمال المؤسسات الدستورية في تونس وفي مقدمتها المحكمة الدستورية.
وكان الفخفاخ قد صرح بأنه بدأ ببناء الحزام السياسي للحكومة المقبلة على أساس الأطراف التي صوّتت للقيم التي جسّدها رئيس الجمهورية قيس سعيّد في الدور الثاني من الانتخابات الرئاسية، بناءً على أفكار الثورة. وأكد في مؤتمر صحافي عقده يوم الجمعة الماضي، أنه لن يُشرك حزبي «قلب تونس» (نبيل القروي) و«الحزب الدستوري الحر» (عبير موسي) في مشاورات تشكيل الحكومة التي ستكون مصغرة ولا يزيد عدد حقائبها على 25، وأن الحزبين سالفَي الذكر سيكونان في صفوف المعارضة، لأنهما «ليسا في مسار انتظارات الشعب خلال هذه المرحلة، لا سيما بعد انتخابات 2019 وبخاصة الانتخابات الرئاسية».
في غضون ذلك، واصل الفخفاخ مشاورات تشكيل الحكومة، وعقد أمس لقاءات مع شخصيات سياسية واجتماعية على رأسها محمد الناصر رئيس البرلمان ورئيس الجمهورية السابق، ومصطفى بن جعفر رئيس المجلس الوطني التأسيسي ومؤسس حزب التكتل الديمقراطي من أجل العمل والحريات الذي ينتمي له الفخفاخ، وعبد الرحمان الهذيلي رئيس المنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية (منظمة حقوقية مستقلة) وعدد من الأساتذة الجامعيين والوجوه الثقافية.
على صعيد آخر، انتقد عياض اللومي النائب البرلماني عن حزب «قلب تونس»، اختيار رئيس الجمهورية لإلياس الفخفاخ لتشكيل الحكومة، وقال إنه يُخفي رغبة شخصية للرئيس سعيّد تتمثل في حل البرلمان تطبيقاً لأجندة خاصة، على حد تعبيره. وأضاف اللومي في تصريح إذاعي أن سعيّد كان أمامه العديد من الأسماء المرشحة، وهي برأيه محل إجماع من عدد مهم من الأحزاب الممثَّلة في البرلمان، لكنه أصر على اختيار إلياس الفخفاخ رغم أن حزبه غير ممثَّل في البرلمان، دون أن يقدم أي مبرر لهذا الاختيار المفاجئ.



رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
TT

رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

حظيت رسائل «طمأنة» جديدة أطلقها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، خلال احتفال الأقباط بـ«عيد الميلاد»، وأكد فيها «قوة الدولة وصلابتها»، في مواجهة أوضاع إقليمية متوترة، بتفاعل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي.

وقال السيسي، خلال مشاركته في احتفال الأقباط بعيد الميلاد مساء الاثنين، إنه «يتابع كل الأمور... القلق ربما يكون مبرراً»، لكنه أشار إلى قلق مشابه في الأعوام الماضية قبل أن «تمر الأمور بسلام».

وأضاف السيسي: «ليس معنى هذا أننا كمصريين لا نأخذ بالأسباب لحماية بلدنا، وأول حماية فيها هي محبتنا لبعضنا، ومخزون المحبة ورصيدها بين المصريين يزيد يوماً بعد يوم وهو أمر يجب وضعه في الاعتبار».

السيسي يحيّي بعض الأقباط لدى وصوله إلى قداس عيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

وللمرة الثانية خلال أقل من شهر، تحدث الرئيس المصري عن «نزاهته المالية» وعدم تورطه في «قتل أحد» منذ توليه المسؤولية، قائلاً إن «يده لم تتلوث بدم أحد، ولم يأخذ أموال أحد»، وتبعاً لذلك «فلا خوف على مصر»، على حد تعبيره.

ومنتصف ديسمبر (كانون الأول) الماضي، قال السيسي في لقاء مع إعلاميين، إن «يديه لم تتلطخا بالدم كما لم تأخذا مال أحد»، في إطار حديثه عن التغييرات التي تعيشها المنطقة، عقب رحيل نظام بشار الأسد.

واختتم السيسي كلمته بكاتدرائية «ميلاد المسيح» في العاصمة الجديدة، قائلاً إن «مصر دولة كبيرة»، مشيراً إلى أن «الأيام القادمة ستكون أفضل من الماضية».

العبارة الأخيرة، التي كررها الرئيس المصري ثلاثاً، التقطتها سريعاً صفحات التواصل الاجتماعي، وتصدر هاشتاغ (#مصر_دولة_كبيرة_أوي) «التريند» في مصر، كما تصدرت العبارة محركات البحث.

وقال الإعلامي المصري، أحمد موسى، إن مشهد الرئيس في كاتدرائية ميلاد المسيح «يُبكي أعداء الوطن» لكونه دلالة على وحدة المصريين، لافتاً إلى أن عبارة «مصر دولة كبيرة» رسالة إلى عدم مقارنتها بدول أخرى.

وأشار الإعلامي والمدون لؤي الخطيب، إلى أن «التريند رقم 1 في مصر هو عبارة (#مصر_دولة_كبيرة_أوي)»، لافتاً إلى أنها رسالة مهمة موجهة إلى من يتحدثون عن سقوط أو محاولة إسقاط مصر، مبيناً أن هؤلاء يحتاجون إلى التفكير مجدداً بعد حديث الرئيس، مؤكداً أن مصر ليست سهلة بقوة شعبها ووعيه.

برلمانيون مصريون توقفوا أيضاً أمام عبارة السيسي، وعلق عضو مجلس النواب، محمود بدر، عليها عبر منشور بحسابه على «إكس»، موضحاً أن ملخص كلام الرئيس يشير إلى أنه رغم الأوضاع الإقليمية المعقدة، ورغم كل محاولات التهديد، والقلق المبرر والمشروع، فإن مصر دولة كبيرة وتستطيع أن تحافظ علي أمنها القومي وعلى سلامة شعبها.

وثمّن عضو مجلس النواب مصطفى بكري، كلمات السيسي، خاصة التي دعا من خلالها المصريين إلى التكاتف والوحدة، لافتاً عبر حسابه على منصة «إكس»، إلى مشاركته في الاحتفال بعيد الميلاد الجديد بحضور السيسي.

وربط مصريون بين عبارة «مصر دولة كبيرة» وما ردده السيسي قبل سنوات لقادة «الإخوان» عندما أكد لهم أن «الجيش المصري حاجة كبيرة»، لافتين إلى أن كلماته تحمل التحذير نفسه، في ظل ظهور «دعوات إخوانية تحرض على إسقاط مصر

وفي مقابل الكثير من «التدوينات المؤيدة» ظهرت «تدوينات معارضة»، أشارت إلى ما عدته تعبيراً عن «أزمات وقلق» لدى السلطات المصرية إزاء الأوضاع الإقليمية المتأزمة، وهو ما عدّه ناجي الشهابي، رئيس حزب «الجيل» الديمقراطي، قلقاً مشروعاً بسبب ما تشهده المنطقة، مبيناً أن الرئيس «مدرك للقلق الذي يشعر به المصريون».

وأوضح الشهابي، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أنه «رغم أن كثيراً من الآراء المعارضة تعود إلى جماعة الإخوان وأنصارها، الذين انتعشت آمالهم بعد سقوط النظام السوري، فإن المصريين يمتلكون الوعي والفهم اللذين يمكنّانهم من التصدي لكل الشرور التي تهدد الوطن، ويستطيعون التغلب على التحديات التي تواجههم، ومن خلفهم يوجد الجيش المصري، الأقوى في المنطقة».

وتصنّف السلطات المصرية «الإخوان» «جماعة إرهابية» منذ عام 2013، حيث يقبع معظم قيادات «الإخوان»، وفي مقدمتهم المرشد العام محمد بديع، داخل السجون المصرية، بعد إدانتهم في قضايا عنف وقتل وقعت بمصر بعد رحيل «الإخوان» عن السلطة في العام نفسه، بينما يوجد آخرون هاربون في الخارج مطلوبون للقضاء المصري.

بينما عدّ العديد من الرواد أن كلمات الرئيس تطمئنهم وهي رسالة في الوقت نفسه إلى «المتآمرين» على مصر.