تونس: حزب النهضة يرفض «حكومة الرئيس» ويريد وحدة وطنية

الرئيس التونسي قيس سعيد (أرشيف - رويترز)
الرئيس التونسي قيس سعيد (أرشيف - رويترز)
TT

تونس: حزب النهضة يرفض «حكومة الرئيس» ويريد وحدة وطنية

الرئيس التونسي قيس سعيد (أرشيف - رويترز)
الرئيس التونسي قيس سعيد (أرشيف - رويترز)

أكّد حزب حركة النهضة الاسلامية في تونس، اليوم (الإثنين)، تمسكه بتوسيع قاعدة المشاورات مع الكتل البرلمانية لتأليف حكومة وحدة وطنية ورفضه «حكومة الرئيس» قيس سعيد.
وأعلن الحزب موقفه اليوم عقب اجتماع مجلس الشورى، الهيئة الأعلى داخل حركة النهضة، وقال إن على رئيس الحكومة المكلف الياس فخفاخ أن يستمد شرعية الحكومة من البرلمان، لا من رئاسة الجمهورية.
وطالب رئيس مجلس الشورى في الحزب عبد الكريم الهاروني، في مؤتمر صحافي، بحكومة وحدة وطنية، لافتاً إلى الصعاب الاقتصادية والاجتماعية التي تمر بها البلاد والأخطار التي تحيط بالتجربة الديمقراطية، ولا سيما النزاع في ليبيا المجاورة.
وكان الرئيس قيس سعيد قد كلف الفخفاخ الاثنين الماضي تأليف حكومة في مدة شهر بحسب الدستور، على اثر فشل حكومة الحبيب الجملي، مرشح حركة النهضة الفائزة في الانتخابات التشريعية في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، في نيل ثقة البرلمان في وقت سابق من الشهر الجاري.
وقال الفخفاخ إنه سيعمل على تأليف الحكومة انطلاقاً من قاعدة الاحزاب الداعمة لسعيد في الدور الثاني للانتخابات الرئاسية، ومن بينها حركة تحيا تونس والتيار الديمقراطي وحركة الشعب وحركة النهضة. ويعني هذا إبعاد حزب قلب تونس الليبرالي الذي حل ثانيا في الانتخابات وفاز بـ38 مقعداً في البرلمان، وكان رئيسه نبيل القروي منافس سعيد في الدور الثاني للانتخابات الرئاسية، بالإضافة إلى الحزب الدستوري الحر (17 مقعداً).
وقال الهاروني: «ندعو الفخفاخ الذي سيبحث عن شرعية الحكومة في البرلمان وليس في الرئاسة، الى توسيع التشاور مع الكتل البرلمانية وتوفير حزام سياسي وبرلماني واسع. الحكومة مطالبة بالإصلاحات وبالاستقرار، وانسحاب حزب قد يعني نهاية الحكومة». وأضاف: «هذا رأي النهضة، وهي جادة في هذا الطلب من أجل مصلحة تونس. يجب أن نبتعد عن الحسابات الضيقة، فليس هناك حكومة رئيس الجمهورية، لا نريد الاستماع لهذا المصطلح. من يريد تشكيل حكومة عليه الذهاب إلى البرلمان».
والنظام السياسي في تونس برلماني معدل، حيث يمثل البرلمان محور الحكم فيما تنحصر صلاحيات الرئيس في مجالات الدفاع والأمن القومي والسياسة الخارجية. ومبدئيا يمكن أن تضمن الاحزاب الأربعة المعنية أولاً بالمشاورات، بما فيها حركة النهضة، الأغلبية المطلقة التي تحتاجها الحكومة لنيل ثقة البرلمان لكنها لن تكون أغلبية مريحة. كما سيجعل انسحاب النهضة مصيرها على المحك في البرلمان.



اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
TT

اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)

استبعدت الحكومة اليمنية تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم، داعية إيران إلى رفع يدها عن البلاد ووقف تسليح الجماعة، كما حمّلت المجتمع الدولي مسؤولية التهاون مع الانقلابيين، وعدم تنفيذ اتفاق «استوكهولم» بما فيه اتفاق «الحديدة».

التصريحات اليمنية جاءت في بيان الحكومة خلال أحدث اجتماع لمجلس الأمن في شأن اليمن؛ إذ أكد المندوب الدائم لدى الأمم المتحدة، عبد الله السعدي، أن السلام في بلاده «لا يمكن أن يتحقق دون وجود شريك حقيقي يتخلّى عن خيار الحرب، ويؤمن بالحقوق والمواطنة المتساوية، ويتخلّى عن العنف بوصفه وسيلة لفرض أجنداته السياسية، ويضع مصالح الشعب اليمني فوق كل اعتبار».

وحمّلت الحكومة اليمنية الحوثيين المسؤولية عن عدم تحقيق السلام، واتهمتهم برفض كل الجهود الإقليمية والدولية الرامية إلى إنهاء الأزمة اليمنية، وعدم رغبتهم في السلام وانخراطهم بجدية مع هذه الجهود، مع الاستمرار في تعنتهم وتصعيدهم العسكري في مختلف الجبهات وحربهم الاقتصادية الممنهجة ضد الشعب.

وأكد السعدي، في البيان اليمني، التزام الحكومة بمسار السلام الشامل والعادل والمستدام المبني على مرجعيات الحل السياسي المتفق عليها، وهي المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل، وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، وفي مقدمتها القرار «2216».

عنصر حوثي يحمل صاروخاً وهمياً خلال حشد في صنعاء (رويترز)

وجدّد المندوب اليمني دعم الحكومة لجهود المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة، هانس غروندبرغ، وكل المبادرات والمقترحات الهادفة لتسوية الأزمة، وثمّن عالياً الجهود التي تبذلها السعودية وسلطنة عمان لإحياء العملية السياسية، بما يؤدي إلى تحقيق الحل السياسي، وإنهاء الصراع، واستعادة الأمن والاستقرار.

تهديد الملاحة

وفيما يتعلق بالهجمات الحوثية في البحر الأحمر وخليج عدن، أشار المندوب اليمني لدى الأمم المتحدة إلى أن ذلك لم يعدّ يشكّل تهديداً لليمن واستقراره فحسب، بل يُمثّل تهديداً خطراً على الأمن والسلم الإقليميين والدوليين، وحرية الملاحة البحرية والتجارة الدولية، وهروباً من استحقاقات السلام.

وقال السعدي إن هذا التهديد ليس بالأمر الجديد، ولم يأتِ من فراغ، وإنما جاء نتيجة تجاهل المجتمع الدولي لتحذيرات الحكومة اليمنية منذ سنوات من خطر تقويض الميليشيات الحوثية لاتفاق «استوكهولم»، بما في ذلك اتفاق الحديدة، واستمرار سيطرتها على المدينة وموانيها، واستخدامها منصةً لاستهداف طرق الملاحة الدولية والسفن التجارية، وإطلاق الصواريخ والمسيرات والألغام البحرية، وتهريب الأسلحة في انتهاك لتدابير الجزاءات المنشأة بموجب قرار مجلس الأمن «2140»، والقرارات اللاحقة ذات الصلة.

حرائق على متن ناقلة النفط اليونانية «سونيون» جراء هجمات حوثية (رويترز)

واتهم البيان اليمني الجماعة الحوثية، ومن خلفها النظام الإيراني، بالسعي لزعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة، وتهديد خطوط الملاحة الدولية، وعصب الاقتصاد العالمي، وتقويض مبادرات وجهود التهدئة، وإفشال الحلول السلمية للأزمة اليمنية، وتدمير مقدرات الشعب اليمني، وإطالة أمد الحرب، ومفاقمة الأزمة الإنسانية، وعرقلة إحراز أي تقدم في عملية السلام التي تقودها الأمم المتحدة.

وقال السعدي: «على إيران رفع يدها عن اليمن، واحترام سيادته وهويته، وتمكين أبنائه من بناء دولتهم وصنع مستقبلهم الأفضل الذي يستحقونه جميعاً»، ووصف استمرار طهران في إمداد الميليشيات الحوثية بالخبراء والتدريب والأسلحة، بما في ذلك، الصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة، بأنه «يمثل انتهاكاً صريحاً لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، لا سيما القرارين (2216) و(2140)، واستخفافاً بجهود المجتمع الدولي».