«كوبي أقوى من أي مروحية»... صدمة عالمية بعد وفاة الأسطورة براينت

طفل يقف أمام رسم لكوبي براينت في فنزويلا (أ.ب)
طفل يقف أمام رسم لكوبي براينت في فنزويلا (أ.ب)
TT

«كوبي أقوى من أي مروحية»... صدمة عالمية بعد وفاة الأسطورة براينت

طفل يقف أمام رسم لكوبي براينت في فنزويلا (أ.ب)
طفل يقف أمام رسم لكوبي براينت في فنزويلا (أ.ب)

أحدث مصرع كوبي براينت أسطورة دوري كرة السلة الأميركي للمحترفين في حادث تحطم مروحية أدى إلى مقتل ثمانية أشخاص آخرين بينهم ابنته جيانا (13 عاماً)، أمس (الأحد)، «ألماً لا يمكن وصفه» في الولايات المتحدة وعبر البحار، وتصدر خبر الوفاة العناوين، ليس فقط في الولايات المتحدة، بل في أرجاء العالم كافة.
ولقي براينت، المتوج بلقب الدوري الأميركي خمس مرات بقميص لوس أنجليس ليكرز، إضافة إلى ذهبيتين أولمبيتين مع منتخب بلاده، حتفه أمس (الأحد) نتيجة تحطم مروحية كانت تقله في كالاباساس، مدينة لوس أنجليس جنوب ولاية كاليفورنيا، حسبما ذكرت وكالة الصحافة الفرنسية.
وأعرب مفوض الدوري الأميركي آدم سيلفر عن حزنه الكبير، قائلاً: «عائلة الـ(إن بي إيه) حزينة للوفاة المأساوية لكوبي براينت وابنته جيانا. على مدى 20 موسماً، أظهر كوبي ما هو ممكن حين تلتقي الموهبة مع الرغبة الكبيرة للفوز. كان أحد أفضل اللاعبين في تاريخ لعبتنا محققاً إنجازات أسطورية... ولكننا سنتذكره بشكل أكبر لأنه ألهم الأشخاص من حول العالم لالتقاط كرة سلة والمنافسة بأفضل ما لديهم».
ولم يكن رأي أسطورة شيكاغو بولز مايكل غوردن الذي لطالما شُبِهَ براينت به، مختلفاً عن سيلفر إذ نعى «بلاك مامبا» بالقول إنه سيتم تذكر براينت كأحد أعظم اللاعبين في اللعبة، مضيفاً: «لا يمكن للكلمات أن تصف الألم الذي أشعر به». وأضاف غوردن المتوج بلقب الدوري ست مرات: «أحببت كوبي، لقد كان بمثابة الأخ الصغير بالنسبة لي».
وتكررت هذه المشاعر من قبل العملاق شاكيل أونيل الذي توج بثلاثة ألقاب بصحبة براينت في زمالة شابتها بعض التوترات. وقال أونيل في حسابه على «تويتر»: «لا توجد هناك كلمات تعبر عن الألم الذي أشعر به جراء كارثة خسارة ابنة أخي جيجي وأخي. كوبي براينت، أحبك وسأفتقدك. تعازي الحارة لعائلة براينت وعائلات الضحايا الذين سقطوا في الحادث. أشعر بالإعياء في الوقت الحالي (من شدة الحزن)».
ورأى نجم الملاكمة الفليبيني ماني باكياو، المعروف بعشقه لكرة السلة، أن «العالم خسر اليوم أسطورة، لكن التأثير والإرث اللذين تركهما خلفه سيستمران إلى الأبد».
وأهدى نجم المنتخب البرازيلي لكرة القدم نيمار الهدف الثاني الذي سجله لفريقه باريس سان جرمان ضد ليل (2 - صفر) الأحد في الدوري الفرنسي إلى روح براينت، واصفاً وفاة الأخير بأمر «محزن للغاية لعالم الرياضة ولنا جميعاً، ليس فقط لمحبي كرة السلة وذلك بسبب كل ما فعله من أجل الرياضة».
https://twitter.com/neymarjr/status/1221559608797540353
وتذكر أسطورة الغولف الأميركي تايغر وودز الذي بدأ مسيرته الاحترافية في نفس العام الذي دخل فيه براينت إلى الدوري الأميركي في 1996. الصفات التنافسية للأخير وأهم ما رأى فيه «النار»، موضحاً: «كان تنافسياً بشكل حارق جداً. كانت لديه رغبة شديدة للفوز، وقد أحضرها معه كل ليلة (في كل مباراة)».
وتابع وودز: «في أي وقت كان في المباراة، كان يتولى مراقبة أفضل لاعب (في الفريق الخصم) ويحجمه طيلة 40 دقيقة. أعتقد أن هذه إحدى أفضل صفاته طوال مسيرته». وعاد وودز الذي عانى بدوره من إصابات خلال مسيرته الأسطورية، بالذاكرة إلى الفترة التي تعرض خلالها براينت لتمزق في وتر أخيل، لكنه بقي على أرض الملعب من أجل تنفيذ رميتين حرتين.
كانت تلك مجرد واحدة من اللحظات المميزة التي دونها براينت في مسيرته، لكن بالنسبة إلى كثيرين الحزن ناجم عما كان بإمكانه أن يحققه بعد أن أنهى مسيرته في الدوري الأميركي للمحترفين عام 2016.
ورأى الرئيس الأسبق للولايات المتحدة باراك أوباما، العاشق لكرة السلة، في تغريدة على «تويتر» أن «كوبي كان أسطورة في الملعب، وبدأ للتو ما يمكن أن يكون بنفس القدر من أهمية في الفصل الثاني من حياته».
https://twitter.com/BarackObama/status/1221552460768202756
وبالنسبة لأسطورة بوسطن سلتيكس لاري بيرد فإن «نجمه كان مستمراً في الارتفاع يومياً ولم يكن يعرف حدوداً بسبب مواهبه الفكرية والإبداعية الكثيرة ورغبته في رد الجميل للآخرين. كان شغفه باللعبة وعائلته والآخرين واضحاً في كل ما أنجزه».
وفي لوس أنجليس، تجمهر المشجعون بالقرب من مكان الحادث وخارج مركز تمارين ليكرز من أجل تذكر براينت والضحايا، كما تجمع آخرون خارج ملعب الفريق «ستايبلس سنتر»، حيث ألقى مصرع براينت بظلاله على حفل توزيع جوائز «غرامي» لأفضل الأعمال الموسيقية.
وتوجهت مقدمة الحفل المغنية والمؤلفة أليشيا كيز إلى الحضور بالقول: «ها نحن، معاً، في أهم أمسية للموسيقى من أجل الاحتفال بأفضل الفنانين. لكن لكي أكون صادقة معكم، نشعر جميعاً بحزن هائل الآن. لأنه في وقت سابق من اليوم، فقدت لوس أنجليس وأميركا والعالم بأسره بطلاً. ونقف هنا وقلبنا محطم حرفياً في قلب المنزل (ستايبلس سنتر) الذي بناه كوبي براينت».
ونشر الممثل الأميركي ويل سميث عبر حسابه على «إنستغرام» صورة قديمة تجمعه ببراينت.
https://www.instagram.com/p/B7zd6H8hKpi/
كما نعى أسطورة كرة السلة قائد فريق ريـال مدريد الإسباني، سيرغيو راموس، وكتب عبر صفحته الرسمية عبر «فيسبوك»: «لا أستطيع تصديق ذلك. كنت كرة السلة والعاطفة والتألق والعقل الرابح وأخلاقيات عملك. كنت قائداً عبقرياً للجميع».
https://www.facebook.com/SergioRamosOficial/posts/3024432407590417
وعلى صعيد اهتمامات الصحف، خرجت مجلة «سبورتس إيلوسترايتد» الأميركية بصورة لابن الـ41 عاماً الذي اعتزل اللعب عام 2016، بالأبيض والأسود، كاتبة «كوبي براينت، 1978 - 2020».
وكتب بيل بلاشك في «لوس أنجليس تايمز»، صحيفة المدينة التي تعشق براينت: «كيف يحدث ذلك؟ كوبي أقوى من أي مروحية. لم يكن بحاجة حتى إلى مروحية. طار إلى العظمة طيلة 20 عاماً، حاملاً معه مدينة خُطِفَت أنفاسها».
وفي الطرف الآخر من البلاد على الساحل الشرقي، نشر موقع صحيفة «نيويورك تايمز» نبذة مطولة عن براينت، مشيداً بـ«مسيرته الاستثنائية»، مع ذكره لتهمة الاغتصاب التي وجهت للاعب عام 2003 في كولورادو قبل أن تسقط الدعوى.
وكتب جايسون غراي في صحيفة «وول ستريت جورنال» مقالاً بعنوان «ماذا يعني كوبي براينت؟»، معتبراً أن نجم ليكرز السابق «جسد الشخص المهيمن (ألفا) في الرياضة المعاصرة». وتابع: «في الملعب، كان (ألفا) حقاً، للأفضل، وأحياناً للأسوأ، في العظمة والهزيمة، مطالباً بحمل المباراة بأكملها على كتفيه عندما تكون الأمور على المحك، وحتى عندما لا تكون كذلك بتاتاً».
وعم الحزن القارة الأوروبية بنفس القدر، لا سيما في إيطاليا حيث قضى براينت جزءاً من طفولته بصحبة والده الذي كان محترفاً هناك. وخرجت صحيفة «غازيتا ديلو سبورت» بعنوان «لا تراجيديا»، أي المأساة بالإيطالية، مذكرة بقدرة براينت على «تحدث الإيطالية بطلاقة» أثناء إقامته في البلاد. ونشرت الصحيفة أيضاً مقطع فيديو لبراينت أيام الصغر يلعب كرة السلة في بيستويا، توسكانا.
https://twitter.com/Gazzetta_it/status/1221659095154905088
وبدورها، استذكرت صحيفة «كورييري ديلو سبورت» عشق براينت لإيطاليا وكرة القدم، حيث كان من مشجعي نادي ميلان، ناقلة عن أسطورة روما والمنتخب الإيطالي فرانشيسكو توتي قوله إنه كان «شرفاً لي أن أتعرف على البطل الأميركي».
وفي فرنسا، حيث عاش براينت لفترة وجيزة أيضاً عندما كان مراهقاً، كرست صحيفة «ليكيب» الرياضية تسع صفحات لموت النجم، أسفل صورة لبراينت ومن خلفه الأفق الباريسية.
واستذكرت «ليكيب» تصريح لبراينت أدلى به للصحيفة عام 2017 قال فيه بأن «كرة السلة وحدها لا تحدد شخصيتي».
وتحدثت «ماركا»، المجلة الرياضية الأكثر شعبية في إسبانيا، عن «الألم والمجد» بعد مصرع براينت، فيما كتب روي وارد في صحيفة «سيدني مورنينغ هيرالد» الأسترالية: «يُنهَكُ معظم اللاعبين من ماراثون الدوري الأميركي للمحترفين أو يستنفذون طاقاتهم بسبب 82 مباراة، بالإضافة إلى الأدوار الإقصائية (بلاي أوف)، سنة بعد سنة»، مستطرداً بأن كوبي كان أحد النادرين الذين خالفوا القاعدة لأنه «عمل على نفسه حتى يتمكن من الوقوف في كل رحلة على الطريق (مباراة خارج ملعب فريقه)، كل إصابة، كل صافرة استهجان، كل تسديدة خاطئة وكل خسارة».
ورغم انشغال البلاد بوباء كورونا القاتل الذي أصيب به أكثر من 2700 شخص في أنحاء البلاد، أحدث مصرع براينت صدمة كبيرة جداً في الصين، العاشقة لكرة السلة وحيث يحظى نجم ليكرز السابق بمكانة خاصة جداً.
فقد شوهد وسم «كوبي مات» أكثر من 1.2 (واحد واثنين من عشرة) مليار مرة على شبكة «ويبو» الاجتماعية الموازية لـ«تويتر»، ونشرت أكثر من مليون رسالة بعد ساعات قليلة من إعلان وفاته. وكتب أحد مستخدمي الإنترنت الصينيين «كوبي ليس لاعب كرة سلة، إنه مدرب حياتي»، فيما رفض آخر تصديق خبر وفاة مثاله الأعلى، كاتباً أن الخبر «مزيف، مزيف، لا أستطيع أن أصدق ذلك».
وفي رسالته الأخيرة المنشورة في حسابه على موقع «ويبو»، أرسل براينت تمنياته لمشجعيه الصينيين بمناسبة السنة القمرية الجديدة، قائلاً: «أتمنى لكم السعادة والصحة والسحر الداخلي لمزيد من النجاح في عام الجرذ» بحسب تقويم الأبراج في الصين.


مقالات ذات صلة

«إن بي إيه»: روز يعتزل بعد مسيرة امتدت لـ16 عاماً

رياضة عالمية ديريك روز (أ.ب)

«إن بي إيه»: روز يعتزل بعد مسيرة امتدت لـ16 عاماً

أعلن ديريك روز أفضل لاعب سابقا في دوري كرة السلة الأميركي للمحترفين اعتزاله اليوم الخميس بعد مسيرة امتدت 16 عاماً.

«الشرق الأوسط» (لوس أنجليس)
رياضة عالمية رفع أتامان 3 أصابع بيد وإصبعاً بالأخرى في إشارة إلى فوز غلطة سراي (وسائل إعلام تركية)

صراع القوى بين فناربخشه وغلطة سراي ينتقل لملاعب كرة السلة

قال فريق فناربخشه لكرة السلة إنه لن يسمح للاعبيه بالانضمام إلى منتخب البلاد بعد أن أظهر مدرب المنتخب التركي دعمه لغريمه الأزليّ غلطة سراي.

«الشرق الأوسط» (إسطنبول)
رياضة سعودية نخبة من لاعبي 3x3 وأبطال الأولمبياد سيشاركون في البطولة (الشرق الأوسط)

نيوم تحتضن بطولة كرة السلة 3x3 العالمية

أعلن الاتحاد الدولي لكرة السلة عن انضمام بطولة كرة السلة  3x3 إلى فعاليات ألعاب شاطئ نيوم، حيث ستقام المنافسات من 7 إلى 9 نوفمبر في نيوم، السعودية.

«الشرق الأوسط» (نيوم)
رياضة عالمية جويل إمبيد نجم فيلادلفيا سفنتي سيكسرز (أ.ب)

جويل إمبيد باقٍ في فيلادلفيا سفنتي سيكسرز مقابل 193 مليون دولار

وافق فريق فيلادلفيا سفنتي سيكسرز ونجمه جويل إمبيد على صفقة تمديد أقصى بقيمة 193 مليون دولار.

The Athletic (فيلادلفيا)
رياضة عالمية بريان غورجيان (أ.ف.ب)

غورجيان يتخلى عن مهامه مدرباً لسلة أستراليا

تخلى بريان غورجيان عن مهامه مدرباً للمنتخب الأسترالي لكرة السلّة للرجال، وفقاً لما أفاد الاتحاد الوطني للعبة، الأربعاء، بعدما قاد «بومرز» خلال حقبتين.

«الشرق الأوسط» (سيدني)

ذهبية الجندي تخفف الضغط على البعثة الأولمبية المصرية

الجندي (أ.ب)
الجندي (أ.ب)
TT

ذهبية الجندي تخفف الضغط على البعثة الأولمبية المصرية

الجندي (أ.ب)
الجندي (أ.ب)

خفف تتويج المصري أحمد الجندي بالميدالية الذهبية لمسابقة "الخماسي الحديث" للرجال، بجانب فضية اللاعبة سارة سمير في "رفع الأثقال" الضغط على البعثة الأولمبية المصرية في أولمبياد باريس بعد سلسلة من الاخفاقات المتتالية والتي عرضت البعثة إلى حالة من الهجوم العنيف من قبل الجمهور والنقاد المصريين.

حالة من "الارتياح النسبي" لدى البعثة المصرية الأولمبية وسط حالة من الهجوم وعدم الرضا عن النتائج التي حققتها، لاسيما أنها

احتفاء واسع في مصر بأحمد الجندي بعد فوزه بالميدالية الذهبية (أ.ب)

وفاز اللاعب المصري أحمد الجندي بالميدالية الذهبية الوحيدة لمصر في "أولمبياد باريس" بمسابقة الخماسي الحديث للرجال، محطماً الرقم القياسي العالمي في المسابقة بعدما وصل إلى 1555 نقطة، فيما كان الرقم القديم 1482، فيما حققت المصرية سارة سمير الميدالية الفضية لبلادها في وزن 81 كيلوغراما في رفع الأثقال للسيدات.

وتداول مستخدمو مواقع "التواصل" صور البطلين، وسط موجة من الاحتفاء، والتأثر لاسيما بمقطع الفيديو الذي راج للاعبة المصرية سارة سمير وهي تبكي لعدم حصولها على الميدالية الذهبية، وسط دعم من البعثة المصرية وتهنئتها بـ"الفضية" بعد منافسة شرسة.

ووجه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، الأحد، رسالة تهنئة، للثلاثي أحمد الجندي وسارة سمير ومحمد السيد، بعد تحقيقهم لثلاث ميداليات في دورة الألعاب الأوليمبية.

وأعلنت وزارة الشباب والرياضة، الأحد، إطلاق اسم سارة سمير صاحبة الميدالية الفضية على مركز "شباب الهوانيا" في محافظة الإسماعيلية (شرق القاهرة)، كما أعرب وزير الشباب والرياضة المصري أشرف صبحي عن سعادته بتحقيق أحمد الجندي للميدالية الذهبية في الخماسي الحديث، وقال صبحي في تصريحات إعلامية لقناة (بي إن سبورتس): " كنا ننتظر في باريس من ست إلى ثماني ميداليات، كان لدينا تقييم جيد لكل الألعاب ولم نضع كرة القدم أو كرة اليد في الحسابات ولكنها ظهرت بشكل جيد، وقمنا في الدورة السابقة بطوكيو بتحقيق ست ميداليات لوجود رياضة الكاراتيه التي نحن الأول على العالم في هذه الرياضة".

سارة سمير الفائزة بالميدالية الفضية (أ.ف.ب)

وواجهت البعثة المصرية الأكبر عربياً وأفريقياً بأولمبياد باريس انتقادات حادة لاسيما بعد خسارة منتخب كرة اليد المصري مباراته في ربع النهائي أمام إسبانيا بصورة مفاجئة، وهي الهزيمة التي تبعت خسائر جماعية أخرى في ألعاب مثل: الرماية والملاكمة والسلاح وتنس الطاولة والمصارعة والوثب العالي ورمي الرمح والسباحة التوقيعية والغطس، علاوة على عدم تحقيق لاعبين مصنفين دولياً في مراكز متقدمة أي ميدالية مثل زياد السيسي في لعبة سلاح الشيش، رغم التعويل عليه لتحقيق ميدالية لمصر إلا أنه أضاع فرصة الحصول على الميدالية البرونزية بعد تحقيقه المركز الرابع بعد خسارته أمام بطل إيطاليا، وكذلك لم ينجح كل من عزمي محيلبة في الرماية، وعبد اللطيف منيع في المصارعة الرومانية من إحراز ميداليات.

كما صدمت هزيمة منتخب مصر لكرة القدم أمام منتخب المغرب بنتيجة 6 أهداف مقابل لا شيء في المنافسة على الميدالية البرونزية الجمهور المصري.

منتخب مصر تعرض لهزيمة ثقيلة من المغرب (وزارة الشباب والرياضة المصرية)

وحسب البرلماني المصري عمرو السنباطي، عضو لجنة الشباب والرياضة بمجلس النواب، فإن تقدير أداء البعثة الأولمبية المصرية يجب أن يستند إلى الخطة أو التوقعات التي كانت تستهدفها بالأساس، ويتساءل في حديثه مع "الشرق الأوسط": "هل كان طموحنا الوصول إلى ثلاث ميداليات في الأولمبياد رغم أنها تعتبر أكبر بعثة مصرية؟ الأمر يحتاج إعادة النظر في الاستراتيجيات على المدى القصير والطويل، والتركيز على الرياضيات الأولمبية، فالكاراتيه ليس لعبة أولمبية بالأساس، وتم إدراجها في طوكيو بشكل استثنائي".

ويضيف: "أحمد الجندي وسارة سمير حققا فوزا أولمبياً مُقدرا، لكنهما قد لا يشاركان في الدورة الأولمبية المقبلة، ما يطرح سؤالاً عن تجهيز الصف الثاني والثالت في الألعاب الأولمبية، وتأهيل أجيال منافسة، وهذا كلام نكرره منذ دورة طوكيو الماضية، رغم مضاعفة الإنفاقات على هذا القطاع".

الجندي بطل الخماسي الحديث (أ.ف.ب)

ويعتبر الناقد الرياضي أيمن أبو عايد، أن النتائج التي حققها كل من أحمد الجندي وسارة سمير "حفظاً لماء وجه البعثة الأولمبية"، ويضيف لـ"الشرق الأوسط": "النتائج التي وصلنا إليها تأتي وسط شكاوى من اللاعبين من التقصير في الإعداد والتأهيل والتدريب الخاص وسط ظروف رياضية ضاغطة، وقد مهدت لنا تصريحات البعثة أننا بصدد تحقيق من ست إلى تسع ميداليات، ويبدو أن تلك كانت مبالغة وإسراف في القول، حتى لو لم يحالفنا الحظ في بعض المرات كما حدث مع لاعب المبارزة زياد السيسي بعد إخفاقه في الحصول على البرونزية".

سارة سمير (رويترز)

يضيف أبو عايد: "نتائج البعثة لا تتخطى ما وصلنا إليه من قبل، رغم الوعود مع كل دورة أولمبية بنتائج أفضل، وصار هذا خطاب نسمعه كل أربعة أعوام، حيث تظل تقارير لجان التحقيق في نتائج البعثة الأوليمبية حبيسة الأدراج، فمن غير المنطقي أن تحصل دولة عدد سكانها أكثر من 100 مليون نسمة على 3 ميداليات فقط".

الجندي خفف الضغط على البعثة الأولمبية المصرية (رويترز)

وأعلن المهندس ياسر إدريس، رئيس اللجنة الأولمبية المصرية بالتنسيق مع الدكتور أشرف صبحي وزير الشباب والرياضة، الأحد، رفع قيمة مكافآت الفوز بالميداليات خلال أولمبياد باريس 2024 إلى 5 ملايين جنيه (الدولار يساوي 49.2 جنيه) للميدالية الذهبية، و4 ملايين جنيه للميدالية الفضية، و3 ملايين للبرونزية، بخلاف صرف مكافأة فورية لكل فائز ألف يورو وساعة يد قيمة.

وشاركت مصر بأكبر بعثة في تاريخها بأولمبياد باريس بـ149 لاعباً ولاعبة و16 لاعباً احتياطياً؛ 79 من الرجال و52 من السيدات، في 24 لعبة أوليمبية، منها 4 ألعاب جماعية، وهي كرة القدم، وكرة اليد، والكرة الطائرة، والكرة الطائرة الشاطئية سيدات.