الجزائر: 6 أحزاب معارضة تدين «قمع» الحراك الشعبي

طالبت بالإفراج فوراً عن سجناء الرأي... و«إزالة العقبات التي تعترض الحريات»

احزاب المعارضة خلال اجتماعها في العاصمة الجزائرية أمس (أ.ف.ب)
احزاب المعارضة خلال اجتماعها في العاصمة الجزائرية أمس (أ.ف.ب)
TT

الجزائر: 6 أحزاب معارضة تدين «قمع» الحراك الشعبي

احزاب المعارضة خلال اجتماعها في العاصمة الجزائرية أمس (أ.ف.ب)
احزاب المعارضة خلال اجتماعها في العاصمة الجزائرية أمس (أ.ف.ب)

أدانت 6 أحزاب جزائرية معارضة «القمع الذي يتعرض له المتظاهرون» كل يوم جمعة خلال الاحتجاجات الأسبوعية الجارية منذ 11 شهراً. وجاء ذلك بعد أن تم أول من أمس اعتقال 5 متظاهرين، ليضافوا إلى المئات بالسجون، وخارجها ممن ينتظرون المحاكمة. كما يأتي بعد أيام من تصريح الرئيس الجديد عبد المجيد تبون بأنه «يحترم الحراك الشعبي المبارك»، غير أن المظاهرات في الميدان لا تزال تشهد تضييقاً كبيراً.
والتقى أمس بالعاصمة قادة «جبهة القوى الاشتراكية»، أقدم حزب معارض، و«التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية»، و«حزب العمال»، الذي تقضي رئيسته لويزة حنون عقوبة 15 سنة سجناً، «والحركة الديمقراطية والاجتماعية»، و«الحزب الاشتراكي للعمال»، و«الاتحاد من أجل التغيير والرقي» لبحث الأوضاع في البلاد، في ضوء مساعٍ أطلقها تبون، أهمها إنشاء «لجنة خبراء» تخص تعديل الدستور، وبدء حوار مع الطبقة السياسية لإنهاء الأزمة السياسية، والتحضير لقانون يجرم خطاب الكراهية والعنصرية. وتسمى الأحزاب الخمسة نفسها «ميثاق قوى البديل الديمقراطي»، لكنها لا تضم أبرز حزبين معارضين: الإسلامي «حركة مجتمع السلم» والنخبوي «جيل جديد».
ورفضت الحكومة الترخيص لـ«البديل» بعقد اجتماعه بـ«المعرض الدولي»، وهو فضاء فسيح بالضاحية الشرقية العاصمة، فتم نقله إلى مقر «التجمع من أجل الديمقراطية». وعدّ ذلك، كما جاء في تصريحات قادة «البديل» بمثابة «دليل إضافي على أن ممارسات النظام هي نفسها لم تتغير». في إشارة إلى الحظر الذي كان يطال الاجتماعات العامة لهذه الأحزاب خلال فترة حكم الرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة (1999 - 2019).
يشار إلى أن مسألة الحوار مع الرئيس الجديد تقسم أعضاء «البديل»، بين موافق ورافض. فـ«التجمع من أجل الثقافة» أعلن أنه لن يلتقي الرئيس «لأنه غير شرعي»، فيما أظهر «الاتحاد من أجل الرقي» ترحيباً بالمسعى.
وقال محسن بلعباس، رئيس «التجمع»، في بداية أشغال الاجتماع إن «الثورة السلمية التي مست كل جهات الوطن منذ شهر فبراير (شباط) 2019 أيقظت الضمير الجماعي حول ضرورة إعادة البناء الوطني، وأكدت وجود إرادة شعبية لتغيير النظام السياسي. والنظام الذي تمّ فرضه على البلاد منذ الاستقلال سبب كوارث للبلاد ومؤسساتها، وخلف مشاكل كبيرة في كل القطاعات، كما خرّب النسيج الاجتماعي وتسبب في ظاهرة الهجرة السرية، التي مست كل شرائح وفئات المجتمع. وهي وضعية ستكون لها نتائج وخيمة بالنسبة للأمة». مشيرا إلى أن «حراك 22 فبراير وضع أُسساً صلبة لبناء دولة القانون، ومجتمع تقدمي كي يطوي صفحة الديكتاتورية العسكرية بصفة نهائية». وجاء في «أرضية» مشتركة، أصدرتها الأحزاب الخمسة، مطالبة السلطة بـ«وقف أعمال قمع الحراك، والإفراج فوراً عن المعتقلين السياسيين، وسجناء الرأي، وإسقاط كل التهم عنهم، مع رد الاعتبار لهم سياسياً وتعويضهم مادياً». كما تضمنت أيضا «إزالة جميع العقبات التي تعترض الحقوق والحريات، كالحق في حرية التعبير والتنقل والتظاهر في الشارع، وحرية الإعلام وتأسيس الجمعيات والأحزاب».
يشار إلى أن وزارة الداخلية غالباً ما ترفض التعاطي مع طلبات تأسيس أحزاب، إذا كان أصحابها معارضين للسلطة. ومن بين الذين لم يتمكنوا من تأسيس حزب كريم طابو، الناشط السياسي الذي يوجد في السجن بتهمة «إضعاف معنويات الجيش».
ودعا «البديل» في «أرضيته» إلى «إنهاء كل التدابير الرامية إلى بيع الثروة الوطنية، مع إلغاء كل القوانين ذات الصلة». في إشارة إلى قانون المحروقات، الذي تم اعتماده في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، والذي يمنح تسهيلات للشركات النفطية العالمية، تتمثل في تقاسم الإنتاج أساساً. ويهدف المسعى، حسب الحكومة، إلى استقطاب الاستثمارات في ميدان المحروقات، بالنظر إلى تراجع الإنتاج في السنوات الأخيرة.
في غضون ذلك، قال «مجتمع السلم»، أمس، في ختام نهاية اجتماع «مجلسه الشوري»، إن مراجعة الدستور «أولوية وطنية ملحة من أجل تغيير طبيعة النظام السياسي، وضمان الحريات الأساسية دون قيد، والفصل بين السلطات، بما يحفظ هوية وسيادة الشعب الجزائري عن طريق الاستفتاء الحر والنزيه»، مشدداً على «التعجيل بوضع رؤية اقتصادية، يساهم فيها جميع الشركاء الفاعلين لإخراج الجزائر من التبعية للريع، وتحقيق الرفاه للمواطنين، وضمان الحقوق للأجيال القادمة».



تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
TT

تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

سلطت أحدث التقارير الحقوقية في اليمن الضوءَ على آلاف الانتهاكات التي ارتكبتها الجماعة الحوثية ضد المدنيين في 3 محافظات، هي العاصمة المختطفة صنعاء، والجوف، والحديدة، بما شملته تلك الانتهاكات من أعمال القمع والقتل والخطف والتجنيد والإخضاع القسري للتعبئة.

وفي هذا السياق، رصد مكتب حقوق الإنسان في صنعاء (حكومي) ارتكاب جماعة الحوثيين نحو 2500 انتهاك ضد المدنيين في صنعاء، خلال عامين.

بقايا منازل فجرها الحوثيون في اليمن انتقاماً من ملاكها (إكس)

وتنوّعت الانتهاكات التي طالت المدنيين في صنعاء بين القتل والاعتداء الجسدي والاختطافات والإخفاء القسري والتعذيب ونهب الممتلكات العامة والخاصة وتجنيد الأطفال والانتهاكات ضد المرأة والتهجير القسري وممارسات التطييف والتعسف الوظيفي والاعتداء على المؤسسات القضائية وانتهاك الحريات العامة والخاصة ونهب الرواتب والتضييق على الناس في سُبل العيش.

وناشد التقرير كل الهيئات والمنظمات الفاعلة المعنية بحقوق الإنسان باتخاذ مواقف حازمة، والضغط على الجماعة الحوثية لإيقاف انتهاكاتها ضد اليمنيين في صنعاء وكل المناطق تحت سيطرتها، والإفراج الفوري عن المخفيين قسراً.

11500 انتهاك

على صعيد الانتهاكات الحوثية المتكررة ضد السكان في محافظة الجوف اليمنية، وثق مكتب حقوق الإنسان في المحافظة (حكومي) ارتكاب الجماعة 11500 حالة انتهاك سُجلت خلال عام ضد سكان المحافظة، شمل بعضها 16 حالة قتل، و12 إصابة.

ورصد التقرير 7 حالات نهب حوثي لممتلكات خاصة وتجارية، و17 حالة اعتقال، و20 حالة اعتداء على أراضٍ ومنازل، و80 حالة تجنيد للقاصرين، أعمار بعضهم أقل من 15 عاماً.

عناصر حوثيون يستقلون سيارة عسكرية في صنعاء (أ.ف.ب)

وتطرق المكتب الحقوقي إلى وجود انتهاكات حوثية أخرى، تشمل حرمان الطلبة من التعليم، وتعطيل المراكز الصحية وحرمان الموظفين من حقوقهم وسرقة المساعدات الإغاثية والتلاعب بالاحتياجات الأساسية للمواطنين، وحالات تهجير ونزوح قسري، إلى جانب ارتكاب الجماعة اعتداءات متكررة ضد المناوئين لها، وأبناء القبائل بمناطق عدة في الجوف.

ودعا التقرير جميع الهيئات والمنظمات المحلية والدولية المعنية بحقوق الإنسان إلى إدانة هذه الممارسات بحق المدنيين.

وطالب المكتب الحقوقي في تقريره بضرورة تحمُّل تلك الجهات مسؤولياتها في مناصرة مثل هذه القضايا لدى المحافل الدولية، مثل مجلس حقوق الإنسان العالمي، وهيئات حقوق الإنسان المختلفة، وحشد الجهود الكفيلة باتخاذ موقف حاسم تجاه جماعة الحوثي التي تواصل انتهاكاتها بمختلف المناطق الخاضعة لسيطرتها.

انتهاكات في الحديدة

ولم يكن المدنيون في مديرية الدريهمي بمحافظة الحديدة الساحلية بمنأى عن الاستهداف الحوثي، فقد كشف مكتب حقوق الإنسان التابع للحكومة الشرعية عن تكثيف الجماعة ارتكاب مئات الانتهاكات ضد المدنيين، شمل بعضها التجنيد القسري وزراعة الألغام، والتعبئة الطائفية، والخطف، والتعذيب.

ووثق المكتب الحقوقي 609 حالات تجنيد لمراهقين دون سن 18 عاماً في الدريهمي خلال عام، مضافاً إليها عملية تجنيد آخرين من مختلف الأعمار، قبل أن تقوم الجماعة بإخضاعهم على دفعات لدورات عسكرية وتعبئة طائفية، بغية زرع أفكار تخدم أجنداتها، مستغلة بذلك ظروفهم المادية والمعيشية المتدهورة.

الجماعة الحوثية تتعمد إرهاب السكان لإخضاعهم بالقوة (إ.ب.أ)

وأشار المكتب الحكومي إلى قيام الجماعة بزراعة ألغام فردية وبحرية وعبوات خداعية على امتداد الشريط الساحلي بالمديرية، وفي مزارع المواطنين، ومراعي الأغنام، وحتى داخل البحر. لافتاً إلى تسبب الألغام العشوائية في إنهاء حياة كثير من المدنيين وممتلكاتهم، مع تداعيات طويلة الأمد ستظل تؤثر على اليمن لعقود.

وكشف التقرير عن خطف الجماعة الحوثية عدداً من السكان، وانتزاعها اعترافات منهم تحت التعذيب، بهدف نشر الخوف والرعب في أوساطهم.

ودعا مكتب حقوق الإنسان في مديرية الدريهمي المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل لإيقاف الانتهاكات التي أنهكت المديرية وسكانها، مؤكداً استمراره في متابعة وتوثيق جميع الجرائم التي تواصل ارتكابها الجماعة.