الصين تنشر مسعفين من الجيش في «بؤرة كورونا»... وإجراءات لاحتواء الفيروس

وصلت اليوم (السبت) فرق مسعفين من مدن شنغهاي وجوانجدونج ومن جيش التحرير الشعبي الصيني إلى مدينة ووهان، وسط الصين؛ حيث بؤرة تفشي السلالة الجديدة من فيروس كورونا، لتقديم العون الطبي للمصابين.
ووضعت السلطات الصينية 1200 (ألفا ومائتين) من المسعفين رهن الاستدعاء في مدينة ووهان فقط، في حين أعلنت اللجنة الوطنية للصحة في الصين ارتفاع حصيلة الوفيات بالبلاد جراء الإصابة بالفيروس إلى 41 شخصا، ووصول حالات الإصابة المؤكدة إلى 1287 شخصا في 30 إقليما حتى اليوم (السبت)، 500 حالة منها في ووهان، عاصمة إقليم هوبي، حسب ما ذكرت وكالة الأنباء الألمانية.

وأمرت الصين اليوم (السبت) بفرض إجراءات على مستوى البلاد للكشف عن حالات الإصابة المشتبهة بفيروس كورونا المستجد على القطارات والطائرات والحافلات.
وأفاد بيان لجنة الصحة الوطنية بأنه سيتم وضع محطات للكشف عن الإصابات وسيتم نقل الركاب الذين يُشتبه بإصابتهم «فوراً» إلى مركز صحي. وأمرت السلطات بتعقيم القطار أو الطائرة أو الحافلة بعد عزل الحالات المشتبهة.
وأفاد البيان بأن على «جميع إدارات النقل» فرض تدابير وقاية ومراقبة «مشددة» تشمل إجراءات للكشف عن الفيروس في المطارات ومحطات القطارات والحافلات والموانئ، وأكد أنه سيتم تطبيق الإجراءات على جميع المسارات وعند النقاط الحدودية والجمركية، حسب ما ذكرت وكالة الصحافة الفرنسية.
ويوصي الأمر الهيئات المعنية بقطاع السفر بأن تقدم تفاصيل بشأن الأشخاص الذين كانوا على اتصال بالحالة المصابة، كأولئك الذين سافروا في العربة نفسها على سبيل المثال. ويطبّق الأمر على جميع المناطق والمقاطعات.
وأضاف البيان أن على جميع المناطق وضع «خطط استجابة طارئة» لتفشي المرض تشمل تدريب الكوادر الطبية.

وجاء الإعلان بينما أغلقت السلطات خمس مدن جديدة بها نحو 56 مليون نسمة، اليوم (السبت)، في محاولة لاحتواء المرض، ليشمل حظر السفر المفروض في مقاطعة هوبي وسط البلاد 18 مدينة.
ونشرت السلطات 450 موظفاً صحياً عسكرياً، لدى بعضهم خبرة في مكافحة مرضي «سارس» و«إيبولا» في مدينة ووهان، التي ظهر فيها الفيروس للمرة الأولى، وفق ما أفادت وسائل إعلام رسمية اليوم (السبت).
وقالت صحيفة ليبريشن على الإنترنت إن مدينة شنغهاي الصينية أغلقت كل دور السينما خلال عطلات السنة القمرية الجديدة التي تستمر حتى 30 يناير (كانون الثاني).
وأدى تفشى فيروس كورونا الجديد في الصين إلى تأجيل عرض سبعة أفلام صينية كان من المقرر عرضها لأول مرة خلال عطلات السنة القمرية في البلاد التي تعد عادة أفضل أسبوع خلال العام في إيرادات السينما بالصين.

وفي محاولة لاحتواء تفشي فيروس كورونا، عزلت الصين 12 مدينة و43 مليون شخص، بعدما أوقفت وسائل النقل العام عن العمل وعلقت التجمعات العامة. غير أن هذه الجهود ربما يكون له تأثير ضئيل، حيث بدأ أمس (الجمعة) العام القمري الجديد في الصين، وقد سافر مئات الملايين بالفعل في أنحاء البلاد، وخارجها للاحتفال بالعطلة، حسب ما ذكرت وكالة الأنباء الألمانية.
وبدأت الصين أمس (الجمعة) العمل في إقامة مستشفى جديد بمدينة ووهان لتقديم العلاج للمصابين بكورونا، ومن المقرر استكمال العمل في المنشأة الجديدة بسعة ألف سرير، في غضون ستة أيام، لتكون جاهزة بحلول الأول من فبراير (شباط) وستستقبل المرضى بعد يومين.
يشار إلى أن الفيروس الجديد ينتمي لنفس سلالة الفيروسات التي سببت متلازمة الالتهاب الرئوي الحاد (سارس)، وهو مرض أصاب حوالي 8000 شخص في أنحاء العالم خلال عامي 2003 – 2002، توفى منهم حوالي 800.
وتم تسجيل حالات إصابة بالفيروس في اليابان وكوريا الجنوبية وتايوان وتايلاند وفيتنام وسنغافورة وماليزيا وباكستان والولايات المتحدة، وكذلك في إقليمي هونغ كونغ وماكاو الصينيين.