الحكومة المصرية تؤكد توفر الوقود في شمال سيناء

استيراد الغاز الطبيعي على خط الإشاعات وسط نفي رسمي

TT

الحكومة المصرية تؤكد توفر الوقود في شمال سيناء

نفت الحكومة المصرية حزمة إشاعات ترددت أخيراً عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وأثارت بلبلة في الشارع، من بينها مزاعم تتعلق بـ«وجود أزمة وقود في شمال سيناء، واستيراد كميات كبيرة من الغاز الطبيعي». وفي تحرك رسمي دحضت الحكومة أمس، ما أثير عن «حرمان قرى مصرية من الرعاية الصحية، ووقف نشاط بعض شركات التطوير العقاري بالعاصمة الإدارية الجديدة، ودمج كتابي التربية الدينية الإسلامية والمسيحية في كتاب واحد».
وكشف «المركز الإعلامي لمجلس الوزراء» المصري، عن أنه في ضوء ما تردد من أنباء حول استيراد مصر كميات كبيرة من الغاز الطبيعي لسد العجز من الاستهلاك المحلي، تواصل المركز مع وزارة البترول والثروة المعدنية، التي أكدت أن «مصر نجحت في تحقيق الاكتفاء الذاتي من الغاز الطبيعي، منذ أول أكتوبر (تشرين الأول) عام 2018؛ بل تحولت إلى مُصدر له خلال الربع الأخير من العام نفسه، وقد استطاع القطاع الخاص المصري الوصول لاتفاقيات للتعاقد على شراء الغاز من الحقول الإسرائيلية، ليمر بالشبكة القومية للغازات المصرية، ويتم إسالته بمصانع الإسالة المصرية وتصديره لأوروبا بعد ذلك، بما يعزز مشروع مصر للتحول إلى مركز إقليمي لتجارة وتداول الغاز والبترول»، مشددة على «ارتفاع حجم إنتاج مصر من الغاز الطبيعي يومياً ليصل إلى نحو 7.2 مليار قدم مكعبة غاز يومياً، وكذلك توفير نحو 1.5 مليار دولار سنوياً نتيجة إيقاف استيراد الغاز المسال».
كما نفت وزارة البترول أيضاً ما تردد عن «وجود أزمة وقود في مدينة العريش بشمال سيناء»، قائلة إن «جميع المواد البترولية متوفرة في محافظة شمال سيناء بشكل طبيعي، ومحطات الوقود بالمحافظة تعمل بكامل طاقتها، ويتوفر بها المنتجات البترولية كافة، وفق الأسعار المعمول بها في السوق حالياً»، مشددة على «الأهمية التي توليها الدولة المصرية لشمال سيناء، والالتزام الكامل بتذليل جميع العقبات أمام مواطنيها، وتوفير جميع مستلزماتهم».
كما رد «المركز الإعلامي لمجلس الوزراء» أمس، على ما أثير أيضاً حول «وقف نشاط بعض شركات التطوير العقاري في العاصمة الإدارية الجديدة، لعدم الالتزام بالمواصفات القياسية للمشروعات المنفذة». وقالت شركة العاصمة الإدارية الجديدة، «لا صحة لعدم التزام أي شركة من شركات التطوير العقاري بالمواصفات القياسية خلال تنفيذ المشروعات بالعاصمة الإدارية»، مشددة على «متابعتها المستمرة لكل الشركات العقارية الحاصلة على أراض داخل المشروع، بجانب التزام جميع شركات التطوير العقاري ببنود التعاقد من اشتراطات ومواصفات التنفيذ، وكذلك تقديم تقرير فني يتضمن معدلات وأسلوب التنفيذ بشكل دوري».
وتخطط الحكومة لنقل وزاراتها المختلفة وموظفيها إلى العاصمة الجديدة، وبدء عملهم بحلول منتصف العام الحالي. وفي يونيو (حزيران) الماضي طالب الرئيس عبد الفتاح السيسي، خلال اجتماع مع رئيس مجلس الوزراء بـ«الالتزام بالخطط المقررة للأعمال الإنشائية في العاصمة الإدارية الجديدة».
من جهتها، نفت وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني دمج كتابي التربية الدينية الإسلامية والمسيحية في كتاب واحد، بأي مرحلة من المراحل الدراسية بالمدارس، مشددة على «أهمية تدريس مادتي التربية الدينية الإسلامية والمسيحية، مع احترام خصوصية الأديان والمعتقدات المتعلقة بكل دين»، موضحة أنها «بصدد إصدار كتاب إضافي (للقيم والأخلاق) يحتوي على منهج وطني يضم التعاليم والقيم الدينية، وذلك بهدف تثقيف الطلاب بسماحة وسلام الأديان».
وتناشد الحكومة المصرية من وقت لآخر جميع وسائل الإعلام بتحري الدقة والموضوعية في نشر الأخبار، والتواصل مع الجهات المعنية للتأكد، قبل نشر معلومات لا تستند إلى أي حقائق، وتؤدي إلى إثارة غضب المواطنين، حسب تعبيرها.
ونفت وزارة الصحة والسكان، أمس، أنباء حول «حرمان 1500 قرية مصرية من الرعاية الصحية»، مشددة على «توافر جميع الخدمات الطبية اللازمة للمواطنين بشكل مستمر بكل الوحدات الصحية والمستشفيات الحكومية بمختلف محافظات مصر، وأنه تم إطلاق العديد من المبادرات والقوافل الطبية بهدف توفير الرعاية الصحية لجميع المواطنين على مستوى ربوع مصر، لا سيما المناطق النائية والقرى الأكثر احتياجاً».
إلى ذلك، نفى «المركز الإعلامي لمجلس الوزراء» انخفاض منسوب مياه نهر النيل. وذكر المركز أنه «قام بالتواصل مع وزارة الموارد المائية والري، التي أكدت أن منسوب المياه بنهر النيل وتغيره على مدار العام أمر طبيعي، ويخضع لبرامج إدارة المياه، والتي تأخذ في اعتبارها مجموعة من المحددات أهمها احتياجات القطاعات المختلفة من المياه، وكذلك توقعات الأمطار والسيول».
يأتي هذا في وقت أكد الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، أمس، على ضرورة «الاهتمام بتطوير المناطق المحيطة بالصالات المشاركة في بطولة كأس العالم لكرة اليد للرجال عام 2021، ورفع كفاءة الطرق، والاهتمام بالزراعة والتشجير بها».



«سوريو مصر» يفضلون التريث قبل اتخاذ قرار العودة

لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
TT

«سوريو مصر» يفضلون التريث قبل اتخاذ قرار العودة

لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)

بعد مرور نحو أسبوع على سقوط نظام بشار الأسد في سوريا، يفضل اللاجئون والمهاجرون السوريون في مصر التريث والصبر قبل اتخاذ قرار العودة إلى بلادهم التي تمر بمرحلة انتقالية يشوبها الكثير من الغموض.

ويتيح تغيير نظام الأسد وتولي فصائل المعارضة السورية السلطة الانتقالية، الفرصة لعودة المهاجرين دون ملاحقات أمنية، وفق أعضاء بالجالية السورية بمصر، غير أن المفوضية العامة لشؤون اللاجئين في القاهرة ترى أنه «من المبكر التفكير في عودة اللاجئين المسجلين لديها، إلى البلاد حالياً».

وازدادت أعداد السوريين في مصر، على مدى أكثر من عقد، مدفوعة بالتطورات السياسية والأمنية في الداخل السوري؛ إذ ارتفع عدد السوريين المسجلين لدى مفوضية اللاجئين إلى نحو 148 ألف لاجئ، غير أن تلك البيانات لا تعكس العدد الحقيقي للجالية السورية بمصر؛ إذ تشير المنظمة الدولية للهجرة إلى أن تعدادهم يصل إلى 1.5 مليون.

ولم تغير تطورات الأوضاع السياسية والأمنية في الداخل السوري من وضعية اللاجئين السوريين بمصر حتى الآن، حسب مسؤولة العلاقات الخارجية بمكتب مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في القاهرة، كريستين بشاي، التي قالت في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إن «السوريين المسجلين كلاجئين لدى المفوضية يتلقون خدماتهم بشكل طبيعي»، مشيرة إلى أنه «لا يوجد أي إجراءات حالية لمراجعة ملف اللاجئين المقيمين بمصر، تمهيداً لعودتهم».

وتعتقد بشاي أنه «من المبكر الحديث عن ملف العودة الطوعية للاجئين السوريين لبلادهم»، وأشارت إلى إفادة صادرة عن المفوضية العامة لشؤون اللاجئين مؤخراً، تدعو السوريين في الخارج لـ«التريث والصبر قبل اتخاذ قرار العودة لبلادهم».

وكانت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين قد نصحت المهاجرين السوريين في الخارج «بضرورة التحلي بالصبر واليقظة، مع قضية العودة لديارهم». وقالت، في إفادة لها الأسبوع الماضي، إن «ملايين اللاجئين يواصلون تقييم الأوضاع قبل اتخاذ قرار العودة»، وأشارت إلى أن «الصبر ضروري، على أمل اتخاذ التطورات على الأرض منحى إيجابياً، ما يتيح العودة الطوعية والآمنة والمستدامة».

ووعدت المفوضية، في بيانها، بـ«مراقبة التطورات بسوريا، مع الانخراط مع مجتمعات اللاجئين، لدعم الدول في مجال العودة الطوعية والمنظمة، وإنهاء أزمة النزوح القسري الأكبر في العالم»، وأشارت في الوقت نفسه إلى أن «الاحتياجات الإغاثية داخل سوريا لا تزال هائلة، في ظل البنية التحتية المتهالكة، واعتماد أكثر من 90 في المائة من السكان على المساعدات الإنسانية».

وحسب مسؤولة العلاقات الخارجية بمكتب مفوضية اللاجئين في القاهرة، يمثل اللاجئون السوريون المسجلون لدى المفوضية نحو 17 في المائة من تعداد اللاجئين في مصر، بواقع 148 ألف لاجئ سوري، من نحو 863 ألف لاجئ من أكثر من 60 جنسية. ويأتي ترتيبهم الثاني بعد السودانيين.

وباعتقاد مدير عام مؤسسة «سوريا الغد»، ملهم الخن، (مؤسسة إغاثية معنية بدعم اللاجئين السوريين في مصر)، أن «قضية عودة المهاجرين ما زال يحيطها الغموض»، مشيراً إلى «وجود تخوفات من شرائح عديدة من الأسر السورية من التطورات الأمنية والسياسية الداخلية»، ورجّح «استمرار فترة عدم اليقين خلال الفترة الانتقالية الحالية، لنحو 3 أشهر، لحين وضوح الرؤية واستقرار الأوضاع».

ويفرق الخن، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، بين 3 مواقف للمهاجرين السوريين في مصر، تجاه مسألة العودة لبلادهم، وقال إن «هناك فئة المستثمرين، وأصحاب الأعمال، وهؤلاء تحظى أوضاعهم باستقرار ولديهم إقامة قانونية، وفرص عودتهم ضئيلة».

والفئة الثانية، حسب الخن، «الشباب الهاربون من التجنيد الإجباري والمطلوبون أمنياً، وهؤلاء لديهم رغبة عاجلة للعودة، خصوصاً الذين تركوا أسرهم في سوريا»، أما الثالثة فتضم «العائلات السورية، وهؤلاء فرص تفكيرهم في العودة ضعيفة، نظراً لارتباط أغلبهم بتعليم أبنائهم في المدارس والجامعات المصرية، وفقدان عدد كبير منهم منازلهم بسوريا».

وارتبط الوجود السوري في مصر باستثمارات عديدة، أبرزها في مجال المطاعم التي انتشرت في مدن مصرية مختلفة.

ورأى كثير من مستخدمي مواقع «السوشيال ميديا» في مصر، أن التغيير في سوريا يمثّل فرصة لعودة السوريين لبلادهم، وتعددت التفاعلات التي تطالب بعودتهم مرة أخرى، وعدم استضافة أعداد جديدة بالبلاد.

وتتيح مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، مساعدات لراغبي العودة الطوعية من اللاجئين، تشمل «التأكد من أن العودة تتم في ظروف آمنة، والتأكد من أن الأوضاع في البلد الأصلي آمنة»، إلى جانب «تقديم دعم نقدي لتغطية النفقات الأساسية والسفر»، حسب مكتب مفوضية اللاجئين في مصر.

ويرى مسؤول الائتلاف الوطني السوري، عادل الحلواني، (مقيم بمصر)، أن ملف عودة المهاجرين «ليس أولوية في الوقت الراهن»، مشيراً إلى أن «جميع السوريين يترقبون التطورات الداخلية في بلادهم، والهدف الأساسي هو عبور سوريا الفترة الانتقالية بشكل آمن»، معتبراً أنه «عندما يستشعر المهاجرون استقرار الأوضاع الداخلية، سيعودون طواعية».

وأوضح الحلواني، لـ«الشرق الأوسط»، أن «حالة الضبابية بالمشهد الداخلي، تدفع الكثيرين للتريث قبل العودة»، وقال إن «الشباب لديهم رغبة أكثر في العودة حالياً»، منوهاً بـ«وجود شريحة من المهاجرين صدرت بحقهم غرامات لمخالفة شروط الإقامة بمصر، وفي حاجة للدعم لإنهاء تلك المخالفات».

وتدعم السلطات المصرية «العودة الآمنة للاجئين السوريين إلى بلادهم»، وأشارت الخارجية المصرية، في إفادة لها الأسبوع الماضي، إلى أن «القاهرة ستواصل العمل مع الشركاء الإقليميين والدوليين لتقديم يد العون والعمل على إنهاء معاناة الشعب السوري الممتدة، وإعادة الإعمار، ودعم عودة اللاجئين، والتوصل للاستقرار الذي يستحقه الشعب السوري».