لقد جربت جميع الحلول الممكنة تقريباً لعلاج ركبتك البالية، لكن ما تبقى من الحلول قد يشمل بعض الخيارات المحفوفة بالمخاطر.
يعاني نصفنا تقريباً من التهاب مفصل الركبة في الكبر بعدما يتآكل الغضروف الذي يعمل كوسادة بين العظام، لنشعر حينها بألم شديد عندما تطحن العظام بعضها بعضاً.
ولدى كثير من الناس يكون التهاب المفاصل شديداً للدرجة التي تدفع البعض إلى التفكير في ركبة بديلة. ونظراً لأن الجراحة باتت خياراً مكلفاً ومعقداً، فربما تتساءل عما يمكن فعله لتخفيف آلام الركبة. لكن حذار، فبعض العلاجات وهمية وخطيرة العواقب.
تحذيرات طبية
- احذر مما يلي:
> أول علامة على أن علاج آلام الركبة الذي تشاهده (في الإعلانات) ليس هو الخيار الأفضل، هو عندما يقول الإعلان إن العلاج الذي يقدمه هو الحل المؤكد.
أحد هذه العلاجات هو تثبيت جهاز امتصاص الصدمات في الركبة implanted shock absorber، الذي نرى العديد منها في الأسواق. ويقول الدكتور سكوت مارتن، أستاذ مشارك لجراحة العظام بكلية الطب جامعة هارفارد: «هذه الأجهزة لا تعمل، وهناك الكثير من المنتجات المختلفة التي لم يتم اختبارها من خلال البحث العلمي الدقيق، وخاصة الجديدة منها ولذلك عليك أن تتجنبها».
> علاج آخر عليك تجنبه هو علاج الحَقن التجديدي (الذي يوصف بأنه علاج من الطب البديل)، وهو عبارة عن حقنة مهيجة مثل الغلوكوز تعطى في الركبة والتي يقال إنها من المفترض أن تحفز الجسم لبدء عملية الشفاء. يقول الدكتور مارتن: «لا يوجد شيء في العلم يدعم هذا الادعاء. إنه مجرد ماء محلّى بالسكر».
> يقدم بعض العيادات حقن الأوزون (نفس الغاز الذي يحيط بالأرض) أو تضيف الأوزون لحقن علاج الحقن التجديدي، مدعيةً أنه يُصلح الغضروف والعظام. لكن الأوزون مادة سامة وخطيرة للغاية على الإنسان ومحظورة من «إدارة الأغذية والعقاقير» في العلاجات الطبية ويجب تجنبها.
> علاج آخر مشكوك فيه هو حقن الخلايا الجذعية injections of stem cells في الركبة. تتمتع الخلايا الجذعية بالقدرة على التحول إلى أنواع أخرى من الخلايا، ويُعتقد أن الخلايا الجذعية تساعد في تجديد المفاصل التالفة. وفي هذا الصدد، يقول الدكتور مارتن إننا لا نعرف حتى الآن ما إذا كان هذا النهج يمكن أن يساعد في هذا الاتجاه، إذ إنه ليس هناك الكثير الأبحاث التي تدعم تلك الفكرة. بالإضافة إلى ذلك، فإن العلاج يمكن أن يكون مكلفاً للغاية، حيث يصل سعر عمليات الحقن إلى 40 ألف دولار أميركي. كما أنه يتسبب في مخاطر مثل انتقال العدوى أو حدوث كسر إذا كان الشخص الذي يقوم بتلك العملية غير متمرس في تقنيات حصد الخلايا من العظام. إذا كنت مهتماً بهذا الأسلوب، ينصح الدكتور مارتن بتجنب عيادات الخلايا الجذعية المحلية والذهاب فقط إلى مركز البحوث الأكاديمية لإجراء دراسة استقصائية.
نتائج مختلطة
- بعض العلاجات ذات نتائج مختلطة:
> إحداها هي الوخز بالإبر، وهي تقنية صينية تتضمن إدخال إبر دقيقة في الوصلات العصبية. يعد هذا الأسلوب وسيلة آمنة ما دام يتم ذلك من قبل اختصاصي معتمد في الوخز بالإبر. لكن الدراسات تختلف حول مدى فاعلية ألم الركبة، إذ يقول الدكتور مارتن: «لن يؤذيك هذا الأسلوب، لكن عليك أن تؤمن بنجاحه... فإرادة الشفاء هي نصف الشفاء».
> علاج آخر قد يساعد في هذا الاتجاه هو حقن الركبة بالبلازما الغنية بالصفائح الدموية platelet - rich plasma (PRP)، وهو حل مركز من الصفائح الدموية المستخرجة من دمك. تحتوي الصفائح الدموية على بروتينات تسمى «عوامل النمو» التي يُعتقد أنها تحفز استجابة الجسم للشفاء. لكن البلازما الغنية بالصفائح الدموية مرتفعة الكلفة (مئات أو آلاف الدولارات لكل علاج). ويقول الدكتور مارتن إن «الدراسات تشير إلى أن البلازما لها تأثير مضاد للالتهابات، لكن ليس هناك الكثير من الأدلة القاطعة على أنها تضمن راحة مستديمة».
> المكملات من دون وصفة طبية مثل «الغلوكوزامين» glucosamine و«شوندروتن» chondroitin قد تقلل من الألم. وفي هذا الصدد، يقول الدكتور مارتن: «نحو 50% من المرضى نجحوا مع هذا العلاج... نعم هو لا يعمل على إصلاح الغضروف، لكنّ الدراسات تُظهر أنه يساعد في تخفيف الألم».
علاجات أكثر مصداقية
> المعيار الذهبي لعلاج الركبتين هو إنقاص الوزن وتقوية العضلات (خصوصاً عضلات الفخذين) بالعلاج الطبيعي. الخطوتان يمكن أن تضغطا على ركبتيك، مما يقلل من الألم. ولكن قد يكون من الصعب التخلص من الوزن الزائد، وأحياناً تكون آلام الركبة شديدة لدرجة أنها تمنع أي شخص من البدء في العلاج الطبيعي.
للوصول إلى نقطة يمكن عندها ممارسة الرياضة، يلجأ العديد من الأشخاص إلى حقن «الستيرويدات» لتقليل الالتهاب أو حمض «الهيالورونيك» لتكملة السائل الذي يشحم المفاصل بشكل طبيعي. يقول الدكتور مارتن: «دراستان أُجريتا في هذا الصدد أظهرتا تقارباً في درجة تخفيف الآلام عند استخدام حمض الهيالورونيك وعند استخدام الستيرويدات، حيث كان التأثير واحداً في العقارين. لكن يبدو أن الستيرويد يعمل بشكل أفضل عندما يكون هناك التهاب. الآثار مؤقتة ولكن في بعض المرضى يمكن أن يعطي راحة كبيرة».
> استبدال الركبة. يقترح الدكتور مارتن تأخير الجراحة لأطول فترة ممكنة، بعد استنفاد الخيارات المعتمدة علمياً. يقول، «في وقت ما، عندما يتآكل الجسد يكون قد حان وقت الحصول على بديل للركبة. أنت تريد أن تفعل ذلك قبل أن تمنعك صحتك من القيام به، خصوصاً إذا كنت في دوامة هبوط وتراجع صحي وقبل أن تفقد القدرة على الاعتماد على نفسك».
- رسالة هارفارد الصحية، خدمات «تريبيون ميديا».