نهم توحد اليمنيين وتكبد الميليشيات الحوثية خسائر بالمئات

استعادة سلاسل جبلية... والجيش يؤكد تقدمه وخوض مواجهات ضارية

بقايا الصاروخ الذي أطلقه الحوثيون على مسجد في مأرب قبل أيام (رويترز)
بقايا الصاروخ الذي أطلقه الحوثيون على مسجد في مأرب قبل أيام (رويترز)
TT

نهم توحد اليمنيين وتكبد الميليشيات الحوثية خسائر بالمئات

بقايا الصاروخ الذي أطلقه الحوثيون على مسجد في مأرب قبل أيام (رويترز)
بقايا الصاروخ الذي أطلقه الحوثيون على مسجد في مأرب قبل أيام (رويترز)

وسط إجماع يمني على ضرورة استعادة العاصمة صنعاء من بوابتها الشمالية الشرقية تواصلت المعارك التي يخوضها الجيش اليمني بدعم وإسناد من تحالف دعم الشرعية في جبهات مديرية «نهم» الواقعة شمال شرقي صنعاء ضد الميليشيات الحوثية التي تكبدت خلال الأيام الثلاثة الماضية مئات القتلى والجرحى والأسرى، وفق ما أكدته مصادر يمنية عسكرية.
وفي حين تحاول الجماعة الموالية لإيران التغطية على خسائرها بالاستمرار في استهداف مدينة مأرب بالصواريخ، أفادت مصادر محلية في المدينة بسقوط صاروخ حوثي جديد (الأربعاء) على حي سكني، ما أسفر عن مقتل امرأة وإصابة ستة مدنيين آخرين بجراح.
وذكرت المصادر العسكرية اليمنية أن قوات الجيش استطاعت تحرير مناطق واسعة في السلاسل الجبلية في مديرية نهم، ومن بينها سلسلة «جبال جرشب» بعد معارك ضارية شهدتها ميمنة الجبهة التي تمتد على مسافة أكثر من 60 كيلومترا من الشمال إلى الجنوب.
وبينما تحاول الجماعة تجاهل المعركة في وسائل إعلامها، ذكرت مصادر إعلامية يمنية وأخرى سعودية أن عبد الخالق الحوثي شقيق زعيم الجماعة المعين قائدا من قبلها لما كانت تسمى «قوات الحرس الجمهوري» أصيب مساء (الثلاثاء) إصابة بالغة جراء قصف جوي لمقاتلات التحالف في مديرية نهم.
وذكرت مصادر طبية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط» أن الجماعة أعلنت حالة الطوارئ القصوى في المستشفيات الحكومية كافة الخاضعة لها، لاستقبال جثث القتلى والجرحى الذين سقطوا في معارك الأيام الماضية في جبهات نهم، بالتزامن مع استنفار قادة الجماعة في أحياء صنعاء بحثا عن مزيد من المجندين. وأوضحت مصادر عسكرية يمنية أن الجماعة الحوثية أقدمت على الزج بالمئات من عناصرها تحت غطاء ناري عنيف في الجهة الشمالية من جبهة نهم في سياق سعيها لقطع طريق مأرب الجوف، غير أن قوات الجيش اليمني صدت الهجوم وشنت هجوما مضادا شاملا على امتداد الجبهة من الشمال وصولا إلى صرواح ومنطقة «حريب نهم» في الجهة الجنوبية مع استمرار التوغل في قلب الجبهة.
ولم تعلن القوات الحكومية عن الخسائر في صفوفها إلا أن مصادر عسكرية يمنية أكدت مقتل العميد في الجيش اليمني قائد اللواء 203 زيد الشومي خلال المعارك الضارية.
وقال المركز الإعلامي للجيش الوطني، إن قوات الجيش تمكنت من استعادة سلسلة «جبال جرشب» في مديرية نهم شرق العاصمة، وسط تقدم كبير للجيش وخسائر بشرية في صفوف ميليشيات الحوثي المدعومة من إيران.
ومع استمرار المعارك التي كانت اندلعت عقب استهداف الحوثيين لمسجد في أحد معسكرات الجيش اليمني في مأرب وقتل أكثر من 100 جندي وإصابة العشرات، كان الناطق الرسمي باسم المنطقة العسكرية السابعة العقيد عبد الله الشندقي أكد في وقت سابق أن 72 حوثياً قتلوا خلال المواجهات في جبهة نهم شرق صنعاء.
وتزامنت المعارك في نهم مع اشتعال المواجهات أيضا في محافظة البيضاء المجاورة، وفي صرواح غرب مأرب، وجبهات العقبة والمصلوب والمتون في محافظة الجوف، شمالا.
ودكت مدفعية الجيش الوطني، الثلاثاء، تجمعات وتعزيزات تابعة لميليشيات الحوثي الانقلابية شمال مديرية نهم، وألحقت بها خسائر بشرية ومادية كبيرة، وفقا لما أكده مصدر عسكري نقل عنه المركز الإعلامي للقوات المسلحة اليمنية.
وقال المصدر اليمني إن «مدفعية الجيش الوطني استهدفت آليات قتالية وأطقما كانت تحمل تعزيزات بشرية تابعة للميليشيات الحوثية شمال سلسلة جبال جرشب التابعة لمديرية نهم، وأسفر القصف عن تدميرها ومقتل جميع من كانوا على متنها».
وأكد المصدر أن «الجيش الوطني يخوض معارك ضارية ضد ميليشيات الحوثي الانقلابية على امتداد جبهات القتال في مديرية نهم، حيث تمكن خلالها من تحرير عدد من المواقع الاستراتيجية آخرها سلسلة جبال جرشب». وذكر المصدر أن «المعارك المتواصلة أسفرت عن سقوط عشرات القتلى والجرحى والأسرى في صفوف الميليشيات الحوثية بينهم قيادات ميدانية، إلى جانب خسائر كبيرة في المعدات القتالية»، مشيرا إلى أن «المعارك لا تزال مستمرة، وسط تقدّم ثابت للجيش الوطني، وارتباك في صفوف الميليشيات الحوثية إثر الضربات القوية والمباغتة».
من جهته، قال قائد المنطقة العسكرية السابعة في الجيش اليمني اللواء الركن محسن الخُبّي، إن «أبطال الجيش الوطني يسطرون حالياً بطولات خالدة في جبال مديرية نهم شرق العاصمة صنعاء، ويلقنون العدو دروساً لن ينساها».
وأضاف - وفقا لما نقله عنه مركز إعلام الجيش - أن «العدو (الميليشيات الحوثية) منهار ومعنوياته تحت الصفر».
وأوضح الخبي أن «عددا كبير من قيادات ميليشيات الحوثي لقيت حتفها في المعارك الأخيرة وأن أسراهم بالعشرات سلموا أنفسهم بمجرد وصول قوات الجيش الوطني إلى مواقعهم»، وأن «أغلب جثث الميليشيات ما زالت مرمية في الجبال والشعاب».
وأشار إلى أن «معنويات الجيش الوطني في جبهات نهم عالية وتبلغ عنان السماء خصوصاً بعد البطولات التي سطروها مؤخّراً في معركة العزة والكرامة والحرية ودفاعاً عن وطنهم الغالي». حسب تعبيره.
كما عبر اللواء الخبي عن «شكره وتقديره للقيادة السياسية والعسكرية ولقيادة تحالف دعم الشرعية على ما قدموه ويقدمونه من دعم وإسناد لقوات الجيش الوطني في مختلف الجبهات».
في السياق ذاته، دعا قائد العمليات المشتركة في الجيش اليمني اللواء الركن صغير حمود بن عزيز، الجيش الوطني إلى «التقدم نحو العاصمة صنعاء لاستعادتها من قبضة الميليشيات الحوثية الانقلابية المدعومة من إيران».
جاء ذلك خلال اطلاعه، الثلاثاء، وفقا لمركز إعلام الجيش، على مسرح العمليات القتالية في جبهات القتال بجبهة نهم شرق العاصمة صنعاء.
وقال اللواء بن عزيز، مخاطبا الجيش في رسالة صوتية بعثها للمقاتلين «يا أبطال الجيش اليمني المغاوير، تقدّموا على بركة الله نحو صنعاء، من أجل حقن دماء اليمنيين، وعودة النازحين إلى منازلهم، وتأمين الأطفال والنساء من بطش الميليشيات».
وأضاف: «أيها الأبطال في ميادين الشرف والبطولة، أنتم مشعل النور لعودة الأمن والاستقرار لليمن الحبيب، هذه المعركة الحاسمة للتخلص من الكهنوت الحوثي»، و«موعدنا صنعاء بإذن الله».
وكان عضو قيادة القوات المشتركة في الساحل الغربي، قائد ألوية حراس الجمهورية، العميد طارق محمد صالح، أبدى (الثلاثاء) الاستعداد لإسناد المعركة في مديرية نهم، وقال طارق صالح، وهو نجل شقيق الرئيس السابق علي عبد الله صالح، في تغريدة له على «تويتر»: «جاهزون لدعم وإسناد المعركة الوطنية التي يخوضها أبطال اليمن في نهم، بكل ما نستطيع وكل ما نملك».
وأضاف: «قلوبنا وعقولنا مع الأبطال الأشاوس في جبهة نهم، والذين يسجلون الآن صفحة لا بد أن تكون خالدة في معركة اليمنيين لاستعادة دولتهم وجمهوريتهم». داعيا «كل اليمنيين إلى التوحد خلف هذه المعركة».
في غضون ذلك، أفادت مصادر عسكرية يمنية بـ«سقوط قتلى وجرحى في صفوف ميليشيات الحوثي الانقلابية، الأربعاء، في معارك مع قوات الجيش الوطني وغارات مقاتلات تحالف دعم الشرعية في جبهات المتون والمصلوب والعقبة، وسط تكبيد الانقلابيين الخسائر البشرية والمادية».
وأكدت المصادر أن قوات الجيش الوطني، تصدت فجر الأربعاء، لهجوم شنته الميليشيات الحوثية على مواقع الجيش في جبهتي العقبة والمصلوب، ما أسفر عن اندلاع معارك وسط تبادل القصف، بالتزامن مع تصدي قوات الجيش لهجوم في جبهة العقبة.
وشنت مدفعية الجيش الوطني - بحسب الإعلام العسكري للجيش اليمني - قصفا استهدف مواقع وتعزيزات للميليشيات الانقلابية في جبهة العقبة وجبهة المتون، مع استهداف مقاتلات تحالف دعم الشرعية لتجمعات ومواقع الميليشيات الحوثية، ما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى في صفوف الميليشيات الحوثية وتدمير عدد من العتاد العسكري للانقلابيين.
إلى ذلك، قال المتحدث الرسمي باسم القوات المسلحة العميد الركن عبده مجلي، إن «القوات المسلحة تخوض معارك ميدانية ضد ميليشيات الحوثي المتمردة على امتداد مختلف الجبهات في صنعاء والجوف والبيضاء وصرواح بإسناد من طيران تحالف دعم الشرعية، وإن الميليشيات المتمردة تكبدت خسائر كبيرة في الأرواح والعتاد».
وأوضح مجلي بحسب ما نقله عنه الموقع الرسمي للجيش «سبتمبر. نت» أن «القوات المسلحة تمكنت خلال الساعات الماضية من القضاء على مجاميع ميليشيا الحوثي بعد عملية عسكرية وأهمها استعادة السيطرة على سلسة جبال جرشب، وكذلك عملية استدراج محكم في (حريب – نهم) ومواقع أخرى شرق العاصمة صنعاء وإفشال محاولات تسلل لبعض المواقع في جبهة الغيل بمحافظة الجوف والتعامل مع محاولة عناصر الميليشيا التسلل إلى قرب نقطة الكسارة لعرقلة الطريق العام الرابط بين مأرب والجوف، حيث تم القضاء على تلك العناصر التي سقطت بين قتيل وجريح وتم القبض على عدد آخر وفرار البقية».
وذكر أن «الدفاعات الجوية تمكنت من إسقاط طائرتين مسيرتين تابعتين لميليشيا الحوثي على أطراف محافظة مأرب وأخرى في جبهة نهم بصنعاء»، مشيرا إلى أن «تصعيد الميليشيا لعمليات استهداف المساجد والمواقع الآهلة بالسكان والأعيان المدنية تأتي ردا على الهزائم التي تتلقاها في مختلف الجبهات القتالية وتؤكد النزعة الانتقامية لتلك الميليشيا ضد الشعب اليمني عبر الإذلال والكهنوت والخراب».
وأكد العميد مجلي «إلقاء القبض على عدد من المغرر بهم من عناصر الميليشيا وأنه تم نقل بعضهم لتلقي العلاج في المستشفيات»، في الوقت الذي دعا فيه «منظمة الصليب الأحمر الدولية إلى انتشال جثث الصرعى من ميليشيا الحوثي».
ودعا المقدم الدوة المواطنين إلى «أخذ الحيطة والحذر وعدم التجول في الإمكان التي يشتبه بأنها مزروعة بالألغام وتحذير أطفالهم من اللعب فيها حتى لا تتكرر الحادثة».
كما ناشد الجهات المختصة والبرنامج الوطني للتعامل مع الألغام والبرنامج السعودي مسام، إلى «سرعة النزول إلى المناطق المحررة وتطهيرها من مخلفات ميليشيات الحوثي حتى لا تتكرر المآسي يوما بعد آخر».
وفي سياق متصل، ذكر مصدر الجيش اليمني أنه جرى ضبط خليتين تعملان لصالح ميليشيا الحوثي في مأرب، ونقل موقع وزارة الداخلية اليمنية عن مصدر أمني قوله إن «الخليتين كانتا تعمل على رصد تحركات الجيش، وتصحيح إحداثيات لصواريخ العدو»، موضحا أن الخليتين ضبطت عناصرهما متلبسين وبحوزتهم خرائط إحداثيات وأجهزة اتصالات مرتبطة بالميليشيات في صرواح.


مقالات ذات صلة

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

المشرق العربي عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح خلال الاجتماع (سبأ)

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

دعا عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح إلى ما أسماه «وحدة المعركة»، والجاهزية الكاملة والاستعداد لتحرير العاصمة اليمنية صنعاء من قبضة الميليشيات الحوثية.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي جانب من اجتماع سابق في عمّان بين ممثلي الحكومة اليمنية والحوثيين خاص بملف الأسرى والمحتجزين (مكتب المبعوث الأممي)

واشنطن تفرض عقوبات على عبد القادر المرتضى واللجنة الحوثية لشؤون السجناء

تعهَّدت واشنطن بمواصلة تعزيز جهود مساءلة مرتكبي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في اليمن، بمَن فيهم «مسؤولو الحوثيين».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي من عرض عسكري ألزم الحوثيون طلبة جامعيين على المشاركة فيه (إعلام حوثي)

حملة حوثية لتطييف التعليم في الجامعات الخاصة

بدأت الجماعة الحوثية فرض نفوذها العقائدي على التعليم الجامعي الخاص بإلزامه بمقررات طائفية، وإجبار أكاديمييه على المشاركة في فعاليات مذهبية، وتجنيد طلابه للتجسس.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني (سبأ)

​وزير الإعلام اليمني: الأيام المقبلة مليئة بالمفاجآت

عقب التطورات السورية يرى وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني أن المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة تحمل الأمل والحرية

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي خلال عام أُجريت أكثر من 200 ألف عملية جراحية في المستشفيات اليمنية (الأمم المتحدة)

شراكة البنك الدولي و«الصحة العالمية» تمنع انهيار خدمات 100 مستشفى يمني

يدعم البنك الدولي مبادرة لمنظمة الصحة العالمية، بالتعاون مع الحكومة اليمنية، لمنع المستشفيات اليمنية من الانهيار بتأثيرات الحرب.

محمد ناصر (تعز)

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».