مقتل قيادي في «الحرس الثوري» برصاص مجهولين في الأحواز

القیادي في «الحرس الثوري» عبد المحسن مجدمي قتل بنيران مسلحين في الأحواز مساء الثلاثاء (شبكات التواصل)
القیادي في «الحرس الثوري» عبد المحسن مجدمي قتل بنيران مسلحين في الأحواز مساء الثلاثاء (شبكات التواصل)
TT

مقتل قيادي في «الحرس الثوري» برصاص مجهولين في الأحواز

القیادي في «الحرس الثوري» عبد المحسن مجدمي قتل بنيران مسلحين في الأحواز مساء الثلاثاء (شبكات التواصل)
القیادي في «الحرس الثوري» عبد المحسن مجدمي قتل بنيران مسلحين في الأحواز مساء الثلاثاء (شبكات التواصل)

أفادت وكالة «رويترز» بأن مسلحين اثنين قتلا بالرصاص قياديا في ميليشيا «باسيج» التابعة لـ«لحرس الثوري» الإيراني، كان حليفا لقائد «فيلق القدس» الذراع الخارجية في «الحرس الثوري» قاسم سليماني الذي قتلته الولايات المتحدة في ضربة جوية بطائرة مُسيرة في العراق.
ونقلت الوكالة عن وسائل إعلام إيرانية أن عبد المحسن مجدمي، قائد ميليشيا «باسيج» في بلدة دورخوين في إقليم الأحواز بجنوب غربي إيران قُتل أمام منزله برصاص مسلحين اثنين مجهولين يستقلان دراجة نارية أمس الثلاثاء.
وميليشيا «باسيج» إحدى الأذرع الخمسة لجهاز «الحرس الثوري»، وهو القوة الأمنية الأكبر والأكثر تسليحا في إيران وصنفته الولايات المتحدة على قائمة المنظمات الإرهابية في أبريل (نيسان) الماضي.
من جهتها، أفادت وكالة أنباء «فارس» التابعة لـ«الحرس الثوري» بأن «دراجين مسلّحَين بكلاشنيكوف وبندقية» قتلا مجدمي أمام منزله في مدينة دورخوين الواقعة على بعد 70 كيلومترا جنوب مدينة الأحواز. ونشرت الوكالة صورة له بزي «الحرس الثوري» الإيراني.
وأوضحت وكالة الصحافة الفرنسية نقلا عن «فارس» أن التحقيقات جارية للكشف عن الفاعلين، علما بأن أي جهة لم تتبنَّ عملية القتل. ولكن «فارس» لمحت إلى اتهام «المجموعة الأحوازية» وهي التسمية التي تطلقها وسائل الإعلام الإيرانية على أحزاب عربية مناوئة للنظام الإيراني ويملك بعضها نشاطا مسلحا يستهدف أجهزة الأمن وقوات «الحرس الثوري».
ومن جانبها، قالت وكالة «إرنا» الرسمية إنه لم تعلن أي جهة على الفور مسؤوليتها عن الهجوم. ووصفت مجدمي بأنه «أحد حماة الضريح» في إشارة استخدمت لوصف أعضاء القوى الأمنية الذين قاتلوا في الآونة الأخيرة في العراق وسوريا وتستخدم مؤخرا لقتلى «الحرس الثوري» و«الباسيج» في الاحتجاجات التي تشهدها إيران، لكن الوكالة لم توضح إذا ما كان قاتل مع «فيلق القدس» خارج الأراضي الإيرانية.
وقُتل سليماني، الذي كان يقود ميليشيا متعددة الجنسيات لبسط نفوذ إيران في الشرق الأوسط، في مطار بغداد يوم الثالث من يناير (كانون الثاني)، الأمر الذي دفع إيران لإطلاق صواريخ على قوات أميركية في العراق في تصعيد للمواجهة بينهما بخصوص البرنامج النووي لطهران وقضايا أمنية أوسع في المنطقة.
وتقع بلدة دور خوين التابعة لقضاء الفلاحية (شادكان)، في جنوب غربي الأحواز وهي على بعد خمسين كيلومترا من مدينة معشور التي سقط فيها نحو 150 شخصا بنيران «الحرس الثوري» في احتجاجات نوفمبر (تشرين الثاني)، في أكبر حصيلة في احتجاجات نوفمبر، من بين 1500 شخص قتلوا بعد أوامر من المرشد الإيراني علي خامنئي لإخماد الاحتجاجات، بحسب ما نقلت وكالة «رويترز» عن ثلاثة مسؤولين بوزارة الداخلية الإيرانية.
والأحواز ذات الأغلبية السكانية العربية، محافظة منتجة للنفط تعدّ من الأكثر فقرا في إيران، وكانت إحدى أبرز المناطق الإيرانية التي شهدت احتجاجات في أواسط نوفمبر ردا على ارتفاع أسعار المحروقات.
وترفض طهران التقارير الأجنبية عن أعداد القتلى وتصفها بأنها «محض أكاذيب»، لكنها حتى الآن تمتنع عن نشر أي إحصائية رسمية من القتلى والجرحى والمعتقلين. وفرضت الولايات المتحدة عقوبات على جنرال بـ«الحرس الثوري» في الأحواز، يقود وحدات تتهمها واشنطن بالمسؤولية عن قتل محتجين مناهضين للحكومة في نوفمبر.



كاتب إسرائيلي يقترح دعوة الجولاني للصلاة في الأقصى

أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
TT

كاتب إسرائيلي يقترح دعوة الجولاني للصلاة في الأقصى

أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)

في الوقت الذي يُجمع السياسيون الإسرائيليون على الشكوك إزاء سياسة القادة الجدد لسوريا ما بعد بشار الأسد، ويُحذِّرون من سيطرة الفكر المتطرف ويساندون العمليات الحربية التي قام بها الجيش الإسرائيلي لتحطيم الجيش السوري، ويعدّونها «خطوة دفاعية ضرورية لمواجهة هذه الاحتمالات والأخطار»، بادر الكاتب والمؤرخ آفي شيلون إلى طرح مبادرة على الحكومة الإسرائيلية أن توجِّه دعوة إلى قائد الحكم الجديد في دمشق، أبو محمد الجولاني (أحمد الشرع) إلى زيارة القدس والصلاة في المسجد الأقصى.

وقال د. شيلون، وهو مؤلف عدة كتب في السيرة الذاتية لقادة إسرائيليين ومُحاضر في جامعات أميركية وإسرائيلية، إن «سقوط سوريا، إلى جانب وقف النار المحفوظ تجاه (حزب الله) المهزوم في الشمال، والشائعات عن صفقة -وإن كانت جزئية- لتحرير المخطوفين في غزة، يضع إسرائيل، لأول مرة منذ 7 أكتوبر (تشرين الأول) في موقف تفوق استراتيجي. فإذا كان يبدو في بداية الحرب أن الحديث يدور تقريباً عن حرب الأيام الستة للعرب وأن إسرائيل فقدت من قوتها بعد أن هوجمت من الشمال والجنوب والشرق... يبدو الآن أن الجرة انقلبت رأساً على عقب. السؤال الآن هو: ما العمل في ضوء التفوق الاستراتيجي؟

مستوطنون يقتحمون «الأقصى» (أرشيفية - وفا)

وأضاف شيلون، في صحيفة «هآرتس»، الخميس: «لقد سبق لإسرائيل أن وقفت أمام تفوق مشابه، وفي حينه أيضاً لم يُستغَل كما ينبغي. في 2011 بدأ الربيع العربي الذي أدى إلى انهيار دول عربية، فيما وجدت إسرائيل نفسها جزيرة استقرار وقوة في منطقة عاصفة. (حزب الله) أخذ يغرق في حينه في الحرب الأهلية في سوريا لكن بدلاً من استغلال الوضع ومهاجمته فضَّلت إسرائيل الانتظار حتى تعاظمت قوته وفي النهاية هاجمنا. الربيع العربي جلب أيضاً فرصاً سياسية. لكن بدلاً من الدفع قدماً بتسوية مع الفلسطينيين فيما نحن في موقف تفوق والعالم العربي في ضعفه، اختار نتنياهو التباهي في تلك السنين بما سمّاه (العصر الذهبي) لإسرائيل، واتهم معارضيه بأنهم (محللون). المسألة الفلسطينية دُحرت بالفعل في حينه إلى الزاوية إلى أن تفجرت علينا بوحشية في 7 أكتوبر. هكذا حصل بحيث إنه باستثناء (اتفاقات إبراهام)، التي هي الأخرى تحققت بقدر كبير بفضل إدارة ترمب السابقة، إسرائيل لم تستغل الربيع العربي لصالح مستقبلها».

ومن هنا استنتج الكاتب أن على إسرائيل أن تستغل هذه المرة ضعف المحور الإيراني والتطلع إلى صفقة كاملة في غزة تعيد كل المخطوفين مقابل إنهاء الحرب، بالتوازي مع تغيير حكم «حماس»، المنهار على أي حال، إلى سلطة فلسطينية خاضعة للرقابة، إلى جانب وجود دول عربية هناك. بالتوازي ينبغي التوجه إلى الفلسطينيين بعرض لاستئناف محادثات السلام. نعم، الآن بالتحديد، حين يكون واضحاً للفلسطينيين أيضاً أن «حماس» فشلت وأعداء إسرائيل في ضعفهم، من المجدي مرة أخرى تحريك المسيرة السياسية. كما أن الأمر سيساعد على تحسين صورتنا في العالم. ويمكن التفكير أيضاً في مبادرة جريئة تجاه سوريا الجديدة، فمنذ الآن الإيرانيون والروس والأتراك والأميركيون يحاولون تحقيق نفوذ على الحكم، فلماذا إذن لا نفاجأ نحن بدعوة الجولاني لزيارة القدس، بما في ذلك الصلاة في الأقصى، مثل زيارة أنور السادات في 1977؟ فإذا كان هذا يبدو شيئاً من الخيال، فإنه يمكنه أيضاً أن يكون مبادرة حتى أهم من زيارة السادات، وذلك لأنه إذا ما استجاب الجولاني للدعوة فإنها يمكنها ان تشكل مصالحة مع العالم الإسلامي وليس فقط مع دولة سوريا.