إسرائيل وافقت على 56 طلب بناء وأصدرت 1485 أمر هدم في الضفة الغربية

اعترف جيش الاحتلال الإسرائيلي بأنه، خلال السنوات الثلاث الماضية، لم يصادق سوى على 56 تصريح بناء للفلسطينيين في المنطقة «ج» في الضفة الغربية، من أصل 1485 طلبا قدمها الفلسطينيون، بينها 35 طلبا قدمها الاحتلال باسمهم لغرض تهجير عرب الجهالين. وعمليا، لم يوافق سوى على 21 تصريح بناء قدمها الفلسطينيون بإدارتهم، ليكون قد رفض بشكل فعلي 98.6 في المائة من الطلبات، في السنوات 2016 - 2018، وخلال الفترة نفسها، أصدر الاحتلال 2147 أمرا لهدم مبان فلسطينية في المنطقة نفسها، بحجة البناء غير المرخص.
ووردت هذه المعطيات في تقرير لدائرة «الإدارة المدنية» التابعة للجيش الإسرائيلي، بناء على طلب المنظمة الحقوقية الإسرائيلية «يِمكوم». وجاء فيها أنه تم تنفيذ 90 أمر هدم من هذه البيوت حتى الآن، مع أن إحصائيات منظمة «بتسيلم» الإسرائيلية لحقوق الإنسان، قالت إن عدد البيوت التي هدمت في هذه الفترة بلغ 290.
والمنطقة «ج» هي أكبر المناطق في الضفة الغربية، إذ تشكل 60 في المائة من مساحتها. وحسب اتفاقيات أوسلو، هناك منطقة «أ» التي تقع تحت السيطرة الإدارية والمدنية للسلطة الفلسطينية، ومنطقة «ب» التي تقع إداريا تحت مسؤولية السلطة الفلسطينية وأمنيا تحت سيطرة إسرائيل وكلتاهما تشكلان 40 في المائة من مساحة الضفة الغربية. ومنذ أن وقعت الاتفاقيات، تمتنع إسرائيل عن إصدار رخص بناء للفلسطينيين فيها إلا في حالات نادرة، بينما هي تتيح للمستوطنات البناء بأرقام كبيرة جدا. وعلى سبيل المثال رفضت منح عرب الجهالين، جنوبي شرق القدس، أي تصريح بناء على أراضيهم. وأصدرت أوامر هدم لجميع بيوتهم. وأقرت لهم تصاريح بناء 35 بيتا في منطقة العيزرية، التي تريد ترحيلهم إليها، لأنها تخطط لتوسيع مستعمرة «معاليه أدوميم» على حساب أراضيهم.
وجاء في معطيات «الإدارة المدنية» أنها كانت تصادق على جميع طلبات البناء تقريبا (96 في المائة - 97 في المائة) بشكل إيجابي في السنوات الأولى التي أعقبت احتلال العام 1967 للضفة الغربية، ولكن هذه النسبة انخفضت إلى 32 في المائة في العام 1988، ولكن، منذ العام 2000 وحتى العام 2018، قدم الفلسطينيون 6532 طلبا للحصول على تصاريح بناء في المنطقة «ج»، وتمت المصادقة على 210 طلبات فقط، أي بنسبة 3.2 في المائة. وحتى هذه كانت عبارة عن طلبات للحصول على تصاريح لمبان قائمة، وصدرت ضدها أوامر هدم.
ويقول مركّز المنطقة «ج» في منظمة «بِمكوم»، ألون كوهين - ليفشيتس، إنه «كلما ازداد الاهتمام الإسرائيلي بالضفة الغربية، ومستوطناتها اليهودية، انخفض عدد تصاريح البناء للفلسطينيين. والغريب أن هذا حدث بعد اتفاقيات أوسلو، بالذات؛ حيث حدث انخفاض دراماتيكي». وأضاف: «السياسة الإسرائيلية تلحق ضررا بحوالي 240 قرية فلسطينية لكي تمنح الامتيازات لحوالي 200 مستوطنة يهودية. ونتيجة لذلك، باتت مساحة البلدات التي بإمكان الفلسطينيين البناء فيها بصورة قانونية وفي نطاق مخططات مصادق عليها، فقط 0.5 في المائة من المنطقة «ج»، تضم 27 بلدة فقط توجد لها خرائط هيكلية اليوم، بينما مساحة المخططات المتاحة للمستوطنات تبلغ 26 في المائة.
وكانت منظمة «بتسيلم» قد ذكرت في تقرير لها قبل أسبوع أنه منذ العام 2006 وحتى نهاية 2019 هدمت إسرائيل ما لا يقل عن 1. 525 وحدة سكنية تابعة لفلسطينيين في الضفة الغربية (لا يشمل القدس الشرقية)، ما أدى إلى تشريد ما لا يقل عن 6660 فلسطينيا من ضمنهم 3342 قاصرا.