تركيا: حفتر هو «المشكلة الوحيدة» أمام تحقيق السلام في ليبيا

TT

تركيا: حفتر هو «المشكلة الوحيدة» أمام تحقيق السلام في ليبيا

قال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، أمس، إن المشير خليفة حفتر هو «العائق الوحيد» أمام التوصل إلى اتفاق سلام في ليبيا، ودافع عن تعاون أنقرة المثير للجدل مع موسكو لإنهاء النزاعين في ليبيا وسوريا.
وأضاف وزير الخارجية التركي خلال جلسة ضمن «منتدى دافوس» الاقتصادي العالمي، أمس، أن بلاده على استعداد للعمل مع الجميع في ليبيا، ولفت إلى أنها لم ترسل بعد قوات لدعم حكومة الوفاق الوطني برئاسة فائز السراج، بل أرسلت بعض المستشارين والمدربين العسكريين فقط، مشدداً على أن بلاده «مستعدة للعمل مع الجميع في ليبيا... روسيا الآن طرف في ليبيا، وتركيا تدعم السراج، وروسيا تدعم خليفة حفتر (قائد الجيش الوطني الليبي)... ونحن بحاجة للتعاون مع جميع الحلفاء لكي تكون هناك هدنة مستمرة، وقد نجحنا حتى الآن».
وعدّ جاويش أوغلو أن المشكلة الأساسية في ليبيا تتمثل في حفتر، قائلاً إنه «لم يوقّع على البيان المشترك في موسكو، ولم يقدم تعهدات صريحة في برلين، أمّا حكومة فائز السراج فإنها تصرفت بطريقة بنّاءة في كلا المسارين». ونفى وزير الخارجية التركي أن يكون لبلاده وجود عسكري كبير في ليبيا، مشيراً إلى أن «تعاون تركيا مع روسيا أثمر نتائج، بخلاف التعاون مع الدول الأوروبية». وقال بهذا الخصوص: «لدينا حضور عسكري محدود جداً فيما يخص ليبيا... ولدينا مستشارون عسكريون ومدربون فقط حالياً، وننتظر الالتزام بوقف إطلاق النار... ومهام العسكريين الأتراك هناك ينحصر معظمها في تدريب القوات التابعة لحكومة الوفاق الوطني».
وأضاف جاويش أوغلو أن دعم بعض الدول الأوروبية، مثل فرنسا، لحفتر يعرقل مسيرة الحل السياسي للأزمة الليبية، وقال: «لم نتمكن من الاتفاق مع حلفائنا الأوروبيين، لأن فرنسا وآخرين يدعمون حفتر، في حين أصبحت روسيا طرفاً فاعلاً في النزاع، لذلك تعاونا معها لضمان وقف إطلاق النار هناك، وهذا المسار نجح».
وتابع جاويش أوغلو موضحاً أن «جميع الأطراف التزمت في مؤتمر برلين بهدنة، أو وقف إطلاق نار مستدام، وقبل به السراج أيضاً. لكن حفتر لم يصدر أي إعلان حوله، كما أنه لم يوقع على اتفاق وقف إطلاق النار في موسكو»، مشيراً إلى أن «تركيا تعهدت كغيرها من المشاركين في مؤتمر برلين بعدم إرسال قوات أو أسلحة إلى ليبيا، ما دام وقف إطلاق النار مستمراً».
ورغم تصريحات المسؤولين الأتراك بشأن عدم إرسال قوات إلى ليبيا، فإن تقارير تؤكد أن تركيا أرسلت حتى الآن نحو 2500 مقاتل من الفصائل السورية الموالية لها لدعم الميليشيات التي تقاتل ضد الجيش الوطني الليبي، فضلاً عن الأسلحة والمعدات العسكرية.



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.