رغم أن اللاعب الإنجليزي الشاب توسين أدارابيو خرج معاراً من مانشستر سيتي مرة أخرى، لكنه لا يزال يركز على حلم الطفولة، الذي يقول عنه: «في غضون خمس سنوات، أود أن أكون قائد مانشستر سيتي وأن أفوز بلقب الدوري الإنجليزي الممتاز ولقب دوري أبطال أوروبا. بالتأكيد يمكن أن يحدث ذلك».
ورغم أن اللاعب البالغ من العمر 22 عاماً يتميز بالطموح الكبير، فإنه يدرك جيداً أنه بحاجة للعمل بكل قوة من أجل الوصول إلى القمة. وبينما كان أدارابيو يجلس على مقاعد فخمة في فندق «ذا مير» في مقاطعة تشيشير، تحدث عن الانتقال إلى بلاكبيرن روفزر على سبيل الإعارة لمدة عام بعدما لعب الموسم السابق لنادي وست بروميتش ألبيون على سبيل الإعارة أيضاً، قائلاً: «لقد شعرت بأنني بحاجة للانتقال إلى نادٍ آخر ولعب مزيد من المباريات وإثبات ما يمكنني القيام به».
وأضاف: «كان هدفي دائماً هو العودة إلى مانشستر سيتي وأن أكون لاعباً أساسياً في صفوف هذا الفريق. لقد شعرت بأنني بحاجة إلى الخروج مرة أخرى، لأنني كنت ألعب معظم فترات الموسم الماضي في مركز الظهير الأيمن، ولم أتمكن من إظهار ما يمكنني فعله».
ومع وست بورميتش ألبيون، لعب أدارابيو 36 مباراة، بما في ذلك الدقائق الأخيرة من مباراة الدور نصف النهائي لملحق الصعود للدوري الإنجليزي الممتاز أمام أستون فيلا، وهي المباراة التي حسمها أستون فيلا بقيادة مديره الفني دين سميث بركلات الترجيح. لكن أدارابيو عانى من عدم الاستقرار في وست بروميتش ألبيون، الذي تولى قيادته مديران فنيان في موسم (2018 - 2019) دارين مور وجيمس شان، وبالتالي، لم تكن هذه التجربة هي الأفضل بالنسبة لهذا اللاعب الشاب.
يقول أدارابيو: «كانت هناك بعض الإيجابيات وبعض السلبيات لهذه التجربة، فقد كنت ألعب في مركز الظهير الأيمن، وهو ليس مركزي الأصلي، لذا لم أستمتع باللعب لأن هذا ليس هو المركز الذي يساعدني على تقديم أفضل ما لدي، لكنني على أي حال تعلمت الكثير من هذه التجربة».وفي ديسمبر (كانون الأول) من الموسم الماضي، زعم نجم مانشستر سيتي رحيم سترلينغ أن إحدى الصحف نشرت خبراً بطريقة عنصرية عن أدارابيو، عندما قالت إن اللاعب الشاب قام بشراء منزل بقيمة 2.5 مليون جنيه إسترليني لأمه «رغم أنه لم يبدأ أي مباراة في الدوري الإنجليزي الممتاز». وأشار سترلينغ إلى أن الصحيفة تناولت خبراً مماثلاً عن لاعب آخر - من أصحاب البشرة البيضاء - من لاعبي مانشستر سيتي، وهو فيل فودين، ولكن بطريقة مختلفة تماماً عن طريقة تناولها لخبر أدارابيو، حيث قالت الصحيفة إن فودين قام بشراء منزل بمليوني جنيه إسترليني لأمه «لكي يبني مستقبله».
وقد شهد الموسم الحالي تعرض العديد من اللاعبين لإساءات عنصرية، بما في ذلك نجما مانشستر يونايتد بول بوغبا وماركوس راشفورد، والظهير الأيمن لليفربول ترينت ألكسندر أرنولد، ولاعب ريدينغ، ياكو ميتي.
وكان أدارابيو واضحاً للغاية عندما سئل عما إذا كانت حدة العنصرية قد قلت منذ تصريحات سترلينغ في هذا الشأن، حيث قال المدافع الشاب: «لن أقول إن هذه التصريحات لم تحدث أي فرق، لكنني في الحقيقة لم أرَ الكثير من التغيير في هذا الشأن. وحتى لو كان هناك تغيير خلال الأشهر الأخيرة، فإن هذا التغيير يتمثل في أن العنصرية قد أصبحت أسوأ مما كانت عليه في السابق».
وأضاف: «بعض الناس يريدون التحدث علناً عن العنصرية، وأعتقد أن هذه هي الطريقة الصحيحة لمواجهة هذه المشكلة. يتعين عليك أن تتحدث وأن تكشف عن رأيك وأن تحاول القضاء على العنصرية. وهناك لاعبون آخرون يريدون فقط ممارسة اللعبة دون الحديث عن أي أشياء أخرى».
وكان أدارابيو قد شارك في أول مباراة له مع مانشستر سيتي عندما كان في التاسعة عشرة من عمره تحت قيادة المدير الفني السابق مانويل بليغريني، وهي المباراة التي خسرها مانشستر سيتي أمام تشيلسي في كأس الاتحاد الإنجليزي بخمسة أهداف مقابل هدف وحيد في فبراير (شباط) 2016. واختار بليغريني ثلاثة لاعبين آخرين عمر كل منهم 19 عاماً، بيرسانت سيلينا، وديفيد فوبالا، وأليكس غارسيا، بالإضافة إلى مانو غارسيا (18 عاماً)، للمشاركة في التشكيلة الأساسية لهذه المباراة احتجاجاً على جدول المباريات المضغوط الذي أجبر الفريق على خوض لقاء تشيلسي يوم الأحد قبل السفر إلى أوكرانيا لمواجهة دينامو كييف يوم الأربعاء التالي.
وقدم أدارابيو مستويات جيدة في هذه المباراة وفرض رقابة لصيقة على مهاجم تشيلسي آنذاك، دييغو كوستا، لكنه لم يشارك في أي مباراة أخرى في ذلك الموسم. وفي العام التالي، شارك أدارابيو بديلاً في الدقيقة 89 في كأس رابطة الأندية الإنجليزية المحترفة أمام سوانزي سيتي، ثم لعب مباراتين في دوري أبطال أوروبا (لمدة 30 دقيقة)، قبل أول ظهور له في التشكيلة الأساسية لمانشستر سيتي في بطولة دوري أبطال أوروبا، عندما لعب أمام سلتيك الأسكوتلندي على ملعب الاتحاد، وهي المباراة التي انتهت بالتعادل بهدف لكل فريق.
وفي موسم 2017 - 2018، لعب أدارابيو أربع مباريات - مباراتين في كأس رابطة الأندية الإنجليزية المحترفة ومباراتين في دوري أبطال أوروبا - لكن الدقيقة الأخيرة من المباراة التي خسرها مانشستر سيتي أمام بازل السويسري بهدفين مقابل هدف وحيد في السابع من مارس (آذار) 2018 كانت هي آخر دقيقة لعبها المدافع الشاب تحت قيادة المدير الفني الإسباني جوسيب غوارديولا.
ودائماً ما كان أدارابيو أحد أبرز اللاعبين في فرق مانشستر سيتي في فئاته العمرية المختلفة، حيث لعب لفرق الناشئين بالنادي تحت 14 عاماً و18 عاماً، كما لعب في صفوف المنتخب الإنجليزي تحت 16 عاماً. ورغم أن غوارديولا قد فشل في شراء مدافع ليحل محل المدافع البلجيكي فنسنت كومباني، الذي رحل عن الفريق في نهاية الموسم الماضي، فإنه لم يعتمد على خدمات أدارابيو وقرر إعارته مرة أخرى لنادي بلاكبيرن روفرز. ويعاني مانشستر سيتي بشكل واضح في النواحي الدفاعية بعد إصابة مدافعه الأساسي إيمريك لابورت التي أبعدته عن الملاعب لفترة طويلة، فضلاً عن التراجع الواضح في مستوى جون ستونز، الذي تعرض هو الآخر لأكثر من إصابة.
ولم يقرر غوارديولا استدعاء أدارابيو لسد العجز الواضح في خط دفاع الفريق، وبالتالي فإن المدافع الشاب غير متأكد من مستقبله مع سيتي، ويقول عن ذلك: «في الحقيقة، لم يكن هناك تواصل كبير معهم حتى الآن. هناك مدير مسؤول عن صفقات الإعارة، وهو جوليون ليسكوت، الذي يخرج من النادي ويتابع بعض المباريات ويرى كيف ألعب ويقدم تقريراً للنادي. وإذا كانوا يريدون أن أعود لمانشستر سيتي فأنا على أتم الاستعداد لذلك».
ويتطلع المدافع الشاب لتمديد عقده مع سيتي والذي سينتهي في صيف 2021. رغم أن الأداء الذي يقدمه مع بلاكبيرن روفرز جعله محط أنظار العديد من الأندية الأخرى. وبعد انتقاله إلى بلاكبيرن روفرز في يوليو (تموز) الماضي، شارك مع الفريق في 18 مباراة بعد أن تعرض للإصابة في أول مباراة له بالموسم.
يقول أدارابيو عن ذلك: «تعرضت للإصابة التي أبعدتني عن المشاركة في بعض المباريات، لكنني أستمتع بوقتي هنا. أنا ألعب بشكل جيد وأشارك في الكثير من الدقائق. دوري الدرجة الأولى بطولة قوية وصعبة لكنها ممتعة».
وأشاد المدير الفني لبلاكبيرن روفرز، توني موبراي، بقدرات أدارابيو، الذي يصل طوله إلى 1.96 متراً، وبراعته في ضربات الرأس، فضلاً عن قدرته على التمرير الدقيق لأنه قادم من مدرسة مانشستر سيتي، وأشار المدير الفني الإنجليزي إلى أن هذا اللاعب الشاب سيكون له مستقبل كبير لو حافظ على تواضعه وعمل بكل قوة من أجل تطوير مستواه.
وعندما نعرف أسماء اللاعبين الذين كان أدارابيو يعشقهم وهو صغير، سوف نكتشف أنه يميل بصورة كبيرة إلى صناعة اللعب، حيث يقول: «كنت أحب الطريقة التي يلعب بها باتريك فييرا ورونالدو وزيدان وستيفن جيرارد. لقد استمتعت بنشأتي في منطقة والي رينج، فهو مكان جميل، وكان أشقائي يلعبون كرة القدم طوال اليوم في الشوارع».
وتم اكتشاف أدارابيو، وهو الأصغر بين ثلاثة أشقاء، من قبل كشافي مانشستر سيتي وهو في الخامسة من عمره. يقول أدارابيو عن ذلك: «كنت ألعب في فريق تشارلتون سبورتس المحلي، الذي لم يعد موجوداً الآن. وتم اختياري وتدربت في مدرسة بارس وود الثانوية، ثم انتقلت إلى مدرسة والي رينج الثانوية، حيث توجد ملاعب صغيرة لكرة القدم الخماسية».
ويحتل نادي بلاكبيرن روفرز المركز الثالث عشر في جدول ترتيب دوري الدرجة الأولى، بفارق خمس نقاط عن المراكز المؤهلة لملحق الصعود للدوري الإنجليزي الممتاز. يقول أدارابيو: «يمكن أن تتحول الأمور بسرعة كبيرة في أي وقت في هذه المسابقة، لذلك نحن بحاجة فقط لتحقيق نتائج جيدة».
أدارابيو: إعارتي إلى بلاكبيرن ليست نهاية مسيرتي مع مانشستر سيتي
المدافع الشاب أكد أنه سيعود للدوري الممتاز ويتطلع للفوز باللقب مع غوارديولا
أدارابيو: إعارتي إلى بلاكبيرن ليست نهاية مسيرتي مع مانشستر سيتي
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة