دراسة تؤكد العلاقة بين الضغوط والشيب المبكر

صورة نشرتها جامعة هارفارد للرئيس الأميركي السابق باراك أوباما في بداية ونهاية رئاسته
صورة نشرتها جامعة هارفارد للرئيس الأميركي السابق باراك أوباما في بداية ونهاية رئاسته
TT

دراسة تؤكد العلاقة بين الضغوط والشيب المبكر

صورة نشرتها جامعة هارفارد للرئيس الأميركي السابق باراك أوباما في بداية ونهاية رئاسته
صورة نشرتها جامعة هارفارد للرئيس الأميركي السابق باراك أوباما في بداية ونهاية رئاسته

أكدت دراسة أجراها باحثون في جامعة هارفارد الأميركية أن التعرض للضغوط له علاقة بالشيب المبكر حيث إنه يسرع من تحول لون الشعر الطبيعي إلى الرمادي أو الأبيض.
ووفقاً لصحيفة «غارديان» البريطانية، وجد باحثون خلال الدراسة التي نشرتها مجلة «نيتشر» العلمية، أن الأعصاب تفرز هرمون يطلق عليه «نورادرينالين»، أو «نورإيبينيفرين»، يزيل الخلايا المسؤولة عن صباغة الشعر عندما تشعر بالتوتر الناتج عن القتال أو الطيران.
وتوصل الباحثون لهذه النتيجة بعد إجراء سلسلة من التجارب على فئران تعرضت لضغوط لمدة 4 ساعات يومياً ولعدة أيام، مثل إجراء تغيرات سريعة في الإضاءة وتغيير وضع أقفاصها.
واشتبه الباحثون في البداية أن التعرض للضغوط أثّر على مناعة الخلايا المسؤولة عن صبغ الشعر، لكنهم استبعدوا ذلك عندما اكتشفوا أن الفئران لا تملك خلايا مناعية وشعرها يشيب، فانتقلوا إلى فرضية أخرى وهي أن هرمون الكورتيزول الذي يُفرز بسبب الضغوط قد يكون المتسبب في عملية التحول، لكن الفئران لا تمتلك هذا الهرمون.
وذكرت الصحيفة البريطانية أن الباحثون توصلوا في النهاية أن إفراز هرمون «نورادرينالين»، أو «نورإيبينيفرين» هو الذي يؤدي لتلك التغيرات في لون الشعر لأن إفراز كميات كبيرة منه يحول طبيعة الخلايا المسؤولة عن صبغ لون الشعر، ومن ثم تتوقف عن الحفاظ على لون الشعر الأساسي.
وعلق البروفسور كريستوفر ديبمان، عالم الأحياء بجامعة فرجينيا الأميركية على نتائج الدراسة بقوله إنه يعتقد أن لها تداعيات عميقة على تفكير العلماء بشأن الخلايا الجذعية والتعرض للضغوط والشيخوخة.
وتابع أنها مثل أي دراسة جيدة، فإنها تطرح كثيراً من الأسئلة، وقد تمثل نقطة انطلاق مهمة.



علاج فعّال يساعد الأطفال على التخلص من الكوابيس

العلاج أسهم في تقليل عدد الكوابيس لدى الأطفال (جامعة يوتا)
العلاج أسهم في تقليل عدد الكوابيس لدى الأطفال (جامعة يوتا)
TT

علاج فعّال يساعد الأطفال على التخلص من الكوابيس

العلاج أسهم في تقليل عدد الكوابيس لدى الأطفال (جامعة يوتا)
العلاج أسهم في تقليل عدد الكوابيس لدى الأطفال (جامعة يوتا)

كشفت دراسة أميركية أن علاجاً مبتكراً للأطفال الذين يعانون من الكوابيس المزمنة أسهم في تقليل عدد الكوابيس وشدّة التوتر الناتج عنها بشكل كبير، وزاد من عدد الليالي التي ينام فيها الأطفال دون استيقاظ.

وأوضح الباحثون من جامعتي أوكلاهوما وتولسا، أن دراستهما تُعد أول تجربة سريرية تختبر فاعلية علاج مخصصٍ للكوابيس لدى الأطفال، ما يمثل خطوة نحو التعامل مع الكوابيس كاضطراب مستقل، وليس مجرد عَرَضٍ لمشكلات نفسية أخرى، ونُشرت النتائج، الجمعة، في دورية «Frontiers in Sleep».

وتُعد الكوابيس عند الأطفال أحلاماً مزعجة تحمل مشاهد مخيفة أو مؤلمة توقظ الطفل من نومه. ورغم أنها مشكلة شائعة، فإنها تؤثر بشكل كبير على الصحة النفسية والجسدية للأطفال، إذ تُسبب خوفاً من النوم، والأرق، والاستيقاظ المتكرر، وهذه الاضطرابات تنعكس سلباً على المزاج، والسلوك، والأداء الدراسي، وتزيد من مستويات القلق والتوتر.

ورغم أن الكوابيس قد تكون مرتبطة باضطرابات نفسية أو تجارب مؤلمة، مثل اضطراب ما بعد الصدمة، فإنها لا تختفي بالضرورة مع علاج تلك المشكلات، ما يتطلب علاجات موجهة خصيصاً للتعامل مع الكوابيس كاضطراب مستقل.

ويعتمد العلاج الجديد على تعديل تقنيات العلاج المعرفي السلوكي واستراتيجيات الاسترخاء وإدارة التوتر، المستخدمة لدى الكبار الذين يعانون من الأحلام المزعجة، لتناسب الأطفال.

ويتضمّن البرنامج 5 جلسات أسبوعية تفاعلية مصمّمة لتعزيز فهم الأطفال لأهمية النوم الصحي وتأثيره الإيجابي على الصحة النفسية والجسدية، إلى جانب تطوير عادات نوم جيدة.

ويشمل العلاج أيضاً تدريب الأطفال على «إعادة كتابة» كوابيسهم وتحويلها إلى قصص إيجابية، ما يقلّل من الخوف ويعزز شعورهم بالسيطرة على أحلامهم.

ويستعين البرنامج بأدوات تعليمية مبتكرة، لتوضيح تأثير قلّة النوم على الأداء العقلي، وأغطية وسائد، وأقلام تُستخدم لكتابة أفكار إيجابية قبل النوم.

وأُجريت التجربة على 46 طفلاً تتراوح أعمارهم بين 6 و17 عاماً في ولاية أوكلاهوما الأميركية، يعانون من كوابيس مستمرة لمدة لا تقل عن 6 أشهر.

وأظهرت النتائج انخفاضاً ملحوظاً في عدد الكوابيس ومستوى التوتر الناتج عنها لدى الأطفال الذين تلقوا العلاج مقارنة بالمجموعة الضابطة. كما أُبلغ عن انخفاض الأفكار الانتحارية المتعلقة بالكوابيس، حيث انخفض عدد الأطفال الذين أظهروا هذه الأفكار بشكل كبير في المجموعة العلاجية.

ووفق الباحثين، فإن «الكوابيس قد تُحاصر الأطفال في دائرة مغلقة من القلق والإرهاق، ما يؤثر سلباً على حياتهم اليومية»، مشيرين إلى أن العلاج الجديد يمكن أن يُحدث تحولاً كبيراً في تحسين جودة حياة الأطفال.

ويأمل الباحثون في إجراء تجارب موسعة تشمل أطفالاً من ثقافات مختلفة، مع دراسة إدراج فحص الكوابيس بوصفها جزءاً من الرعاية الأولية للأطفال، ما يمثل خطوة جديدة في تحسين صحة الأطفال النفسية والجسدية.