«السيادة» السوداني يعيّن 3 وزراء دولة في الحكومة الانتقالية

«السيادة» السوداني يعيّن 3 وزراء دولة في الحكومة الانتقالية
TT

«السيادة» السوداني يعيّن 3 وزراء دولة في الحكومة الانتقالية

«السيادة» السوداني يعيّن 3 وزراء دولة في الحكومة الانتقالية

انضم ثلاثة وزراء دولة للطاقم الحاكم في السودان، بعد اعتمادهم رسمياً من قبل مجلس السيادة الانتقالي، أول من أمس، في وزارت الخارجية والبنية التحتية والعمل.
وقال عضو مجلس والمتحدث باسمه، محمد الفكي سليمان، لـ«الشرق الأوسط»، إن المجلس أجاز توصية رئيس الوزراء، عبد الله حمدوك، بتعيين كل من عمر قمر الدين وزير دولة بالخارجية، واستيفن أمين بوزارة العمل، وحازم إيهاب للبنية التحتية. وتتزايد الضغوط الشعبية على مجلسي السيادة والوزراء، لإكمال هياكل السلطة الانتقالية في السودان، بتشكيل المجلس التشريعي وتعيين ولاة مدنيين للولايات، الخطوة التي تأخرت كثيراً نتيجة لإصرار الحركات المسلحة على إرجائها لحين التوقيع على اتفاق السلام النهائي. وتواجه الحكومة الانتقالية أوضاعاً اقتصادية متأزمة في العاصمة والولايات، من غلاء المعيشة، وأزمات في المواصلات، ورغيف الخبز، يعزوها البعض لعدم إكمال مؤسسات الحكم المدني. وتنادي العديد من الأجسام النقابية والمهنية المنضوية تحت مظلة تجمع المهنيين السودانيين، بالتعجيل بالإطاحة ببقايا النظام المعزول الذي لا يزال يسيطر على مفاصل الحكومات في الولايات.
وتتردد قوى «إعلان الحرية والتغيير»، ائتلاف الأحزاب الحاكم في السودان، في اتخاذ خطوة تشكيل البرلمان الانتقالي، وتعيين الولاة، خشية التأثير على عملية السلام.
من جهة ثانية، توقع المتحدث باسم المجلس المركزي لقوى «التغيير»، إبراهيم الشيخ، إبرام اتفاق السلام بين الحكومة الانتقالية والحركات المسلحة، منتصف فبراير (شباط) المقبل. وقال الشيخ خلال منبر سياسي بولاية غرب دارفور، إن الأوضاع المعيشية الصعبة من أن أبرز القضايا التي تواجه الحكومة الانتقالية. وأضاف أن قوى «الحرية والتغيير» مهتمة بعدد من الملفات الأساسية في الوقت الراهن، أهمها ملف الحرب والسلام بكل تعقيداته وتداعياته.
في غضون ذلك، تدخل المفاوضات مراحل متقدمة، حيث انخرط وفدا الحكومة و«الحركة الشعبية شمال»، بقيادة مالك عقار، أمس، في الاجتماع الأول لمناقشة ملف الترتيبات الأمنية.
وترأس الوفد الحكومي، وزير الدفاع، الفريق أول ركن جمال الدين عمر، ومن جانب «الحركة الشعبية» عدد من قياداتها ذات الصلة بملف الترتيبات الأمنية. ويناقش ملف الترتيبات الأمنية، الذي يعتبر من القضايا المعقدة، توفيق أوضاع مقاتلي الحركات المسلحة وعملية الدمج والتسريح، في القوات النظامية، وفق برنامج تشارك فيه الأمم المتحدة. وتطالب الحركات المسلحة بإعادة هيكلة الجيش السوداني، ودمج كل القوات المسلحة وقوات الدعم السريع، ومقاتليها، في جيش وطني واحد بعقيدة جديدة.
من جهته، اعتبر المتحدث باسم القوات المسلحة السودانية، عامر محمد الحسن، في حديث تلفزيوني، أمس، وصول أطراف التفاوض إلى بند الترتيبات الأمنية مؤشراً على التقدم الكبير الذي أحرزته المفاوضات. وأكد الحسن أن هيكلة القوات المسلحة مهمة لتحقيق جاهزيتها لحماية البلاد.
في غضون ذلك، ألقت السلطات السودانية القبض على مدير هيئة الموانئ البحرية الأسبق، جلال شلية، في قضايا فساد مالي وإداري في ميناء بورتسودان. وقال مصدر نيابي لـ«الشرق الأوسط»، إن أمر القبض صدر عن لجنة التحقيق والتحري المكلفة من النيابة العامة في مخالفات شركة الخطوط البحرية وهيئة الموانئ البحرية.
وأضاف المصدر، الذي فضل حجب اسمه، أن اللجنة حققت مع عدد من مديري الموانئ البحرية، وتواصل تحرياتها مع كبار المسؤولين في مخالفات إدارية بمينائي بورتسودان وسواكن والمنافذ البحرية الأخرى.
وقال المصدر النيابي إن اللجنة باشرت، منذ تكوينها، العمل وفق اختصاصاتها في التحقيق والتحري ببيع وإيجار، أو مقايضة الخطوط البحرية، ومراجعة العقودات والشركات في الموانئ البحرية.



تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
TT

تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)

وضع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي سيناريو متشائماً لتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن إذا ما استمر الصراع الحالي، وقال إن البلد سيفقد نحو 90 مليار دولار خلال الـ16 عاماً المقبلة، لكنه وفي حال تحقيق السلام توقع العودة إلى ما كان قبل الحرب خلال مدة لا تزيد على عشرة أعوام.

وفي بيان وزعه مكتب البرنامج الأممي في اليمن، ذكر أن هذا البلد واحد من أكثر البلدان «عُرضة لتغير المناخ على وجه الأرض»، ولديه أعلى معدلات سوء التغذية في العالم بين النساء والأطفال. ولهذا فإنه، وفي حال استمر سيناريو تدهور الأراضي، سيفقد بحلول عام 2040 نحو 90 مليار دولار من الناتج المحلي الإجمالي التراكمي، وسيعاني 2.6 مليون شخص آخر من نقص التغذية.

اليمن من أكثر البلدان عرضة لتغير المناخ على وجه الأرض (إعلام محلي)

وتوقع التقرير الخاص بتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن أن تعود البلاد إلى مستويات ما قبل الصراع من التنمية البشرية في غضون عشر سنوات فقط، إذا ما تم إنهاء الصراع، وتحسين الحكم وتنفيذ تدابير التنمية البشرية المستهدفة.

وفي إطار هذا السيناريو، يذكر البرنامج الأممي أنه، بحلول عام 2060 سيتم انتشال 33 مليون شخص من براثن الفقر، ولن يعاني 16 مليون شخص من سوء التغذية، وسيتم إنتاج أكثر من 500 مليار دولار من الناتج الاقتصادي التراكمي الإضافي.

تحذير من الجوع

من خلال هذا التحليل الجديد، يرى البرنامج الأممي أن تغير المناخ، والأراضي، والأمن الغذائي، والسلام كلها مرتبطة. وحذّر من ترك هذه الأمور، وقال إن تدهور الأراضي الزائد بسبب الصراع في اليمن سيؤثر سلباً على الزراعة وسبل العيش، مما يؤدي إلى الجوع الجماعي، وتقويض جهود التعافي.

وقالت زينة علي أحمد، الممثلة المقيمة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في اليمن، إنه يجب العمل لاستعادة إمكانات اليمن الزراعية، ومعالجة عجز التنمية البشرية.

تقلبات الطقس تؤثر على الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية في اليمن (إعلام محلي)

بدورها، ذكرت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) أن النصف الثاني من شهر ديسمبر (كانون الأول) الحالي يُنذر بظروف جافة في اليمن مع هطول أمطار ضئيلة في المناطق الساحلية على طول البحر الأحمر وخليج عدن، كما ستتقلب درجات الحرارة، مع ليالٍ باردة مع احتمالية الصقيع في المرتفعات، في حين ستشهد المناطق المنخفضة والساحلية أياماً أكثر دفئاً وليالي أكثر برودة.

ونبهت المنظمة إلى أن أنماط الطقس هذه قد تؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وتضع ضغوطاً إضافية على المحاصيل والمراعي، وتشكل تحديات لسبل العيش الزراعية، وطالبت الأرصاد الجوية الزراعية بضرورة إصدار التحذيرات في الوقت المناسب للتخفيف من المخاطر المرتبطة بالصقيع.

ووفق نشرة الإنذار المبكر والأرصاد الجوية الزراعية التابعة للمنظمة، فإن استمرار الظروف الجافة قد يؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وزيادة خطر فترات الجفاف المطولة في المناطق التي تعتمد على الزراعة.

ومن المتوقع أيضاً - بحسب النشرة - أن تتلقى المناطق الساحلية والمناطق الداخلية المنخفضة في المناطق الشرقية وجزر سقطرى القليل جداً من الأمطار خلال هذه الفترة.

تقلبات متنوعة

وبشأن تقلبات درجات الحرارة وخطر الصقيع، توقعت النشرة أن يشهد اليمن تقلبات متنوعة في درجات الحرارة بسبب تضاريسه المتنوعة، ففي المناطق المرتفعة، تكون درجات الحرارة أثناء النهار معتدلة، تتراوح بين 18 و24 درجة مئوية، بينما قد تنخفض درجات الحرارة ليلاً بشكل حاد إلى ما بين 0 و6 درجات مئوية.

وتوقعت النشرة الأممية حدوث الصقيع في مناطق معينة، خاصة في جبل النبي شعيب (صنعاء)، ومنطقة الأشمور (عمران)، وعنس، والحدا، ومدينة ذمار (شرق ووسط ذمار)، والمناطق الجبلية في وسط البيضاء. بالإضافة إلى ذلك، من المتوقع حدوث صقيع صحراوي في المناطق الصحراوية الوسطى، بما في ذلك محافظات الجوف وحضرموت وشبوة.

بالسلام يمكن لليمن أن يعود إلى ما كان عليه قبل الحرب (إعلام محلي)

ونبهت النشرة إلى أن هذه الظروف قد تؤثر على صحة الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية، وسبل العيش المحلية في المرتفعات، وتوقعت أن تؤدي الظروف الجافة المستمرة في البلاد إلى استنزاف رطوبة التربة بشكل أكبر، مما يزيد من إجهاد الغطاء النباتي، ويقلل من توفر الأعلاف، خاصة في المناطق القاحلة وشبه القاحلة.

وذكرت أن إنتاجية محاصيل الحبوب أيضاً ستعاني في المناطق التي تعتمد على الرطوبة المتبقية من انخفاض الغلة بسبب قلة هطول الأمطار، وانخفاض درجات الحرارة، بالإضافة إلى ذلك، تتطلب المناطق الزراعية البيئية الساحلية التي تزرع محاصيل، مثل الطماطم والبصل، الري المنتظم بسبب معدلات التبخر العالية، وهطول الأمطار المحدودة.

وفيما يخص الثروة الحيوانية، حذّرت النشرة من تأثيرات سلبية لليالي الباردة في المرتفعات، ومحدودية المراعي في المناطق القاحلة، على صحة الثروة الحيوانية وإنتاجيتها، مما يستلزم التغذية التكميلية والتدخلات الصحية.