بن علوي في طهران في ثاني زيارة خلال شهر

وزير الخارجية الإيراني يستقبل نظيره العماني في طهران أمس (إرنا)
وزير الخارجية الإيراني يستقبل نظيره العماني في طهران أمس (إرنا)
TT

بن علوي في طهران في ثاني زيارة خلال شهر

وزير الخارجية الإيراني يستقبل نظيره العماني في طهران أمس (إرنا)
وزير الخارجية الإيراني يستقبل نظيره العماني في طهران أمس (إرنا)

أجرى وزير الخارجية العُماني يوسف بن علوي «مشاورات» مع وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف في طهران، أمس، وتناولت «ملف العلاقات الثنائية بين البلدين والتطورات الإقليمية والقضايا ذات الاهتمام المشترك»، بحسب وكالة الأنباء العمانية.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية عباس موسوي إن محادثات الجانبين تأتي استمرارا للمحادثات الدورية والمستمرة بين البلدين حول التعاون الثنائي وأهم القضايا ذات الاهتمام المشترك.
ووصفت وكالة «إيسنا» الحكومية زيارة وزير الشؤون الخارجية العماني بـ«القصيرة» وفي سياق «المشاورات السياسية بين البلدين». وقالت الوكالة إن الوزيرين تبادلا وجهات النظر حول آخر التطورات الإقليمية، دون أن تقدم تفاصيل.
والاثنين، كان المتحدث باسم الخارجية الإيرانية عباس موسوي قد أعلن عن زيارة أحد المسؤولين الإقليميين طهران من دون الكشف عن هويته.
وكانت المشاورات هي الثانية لوزير الخارجية العماني بمبنى وزارة الخارجية الإيرانية في طهران خلال الشهر الحالي، بعد لقاء سريع جرى بين ظريف وبن علوي، الجمعة، في مسقط، أثناء عودته إلى إيران من نيودلهي، التي زارها للمشاركة في منتدى «رايسينا» الدولي، وذلك لإجراء مباحثات سريعة بين الوزير ظريف ونظيره الكندي فرانسوا - فيليب شامبين لبحث إسقاط إيران طائرة ركاب أوكرانية.
وخلال مشاركة بن علوي في منتدى «حوار طهران»، الذي انعقد في السابع من الشهر الحالي أجرى الوزير العماني جولة مباحثات مع القادة الإيرانيين، تركزت على جهود خفض التوتر المتصاعد بين الولايات المتحدة وإيران، بعد مقتل قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني بضربة أميركية في بغداد.
وكشف بن علوي عن أن الولايات المتحدة على «تواصل دائم» مع سلطنة عمان، وعبّرت عن «رغبتها في خفض التصعيد». ونقلت وكالة «إيرنا» الإيرانية عن بن علوي قوله خلال زيارته الأخيرة لطهران إن «الأميركيين وفي اتصالاتهم الدائمة بنا، يسعون باستمرار إلى الحد من التوتر، ونحن أيضا نسعى جميعاً إلى تحقيق الاستقرار الحقيقي في المنطقة».
وتسعى سلطنة عُمان التي تلعب منذ 40 عاماً دور الوساطة بين الولايات المتحدة وإيران، لتقريب وجهات النظر بين البلدين ونقل رسائل التواصل الدبلوماسي.
كما تضطلع السلطنة بجهود لتقريب وجهات النظر بين الفرقاء اليمينيين في وقت تنشط المساعي لوضع حل سياسي للحرب في اليمن.



قلق أميركي من سعي إيران لإعادة حضورها العسكري في سوريا

عناصر من الميليشيات الإيرانية في سوريا (المرصد السوري لحقوق الإنسان)
عناصر من الميليشيات الإيرانية في سوريا (المرصد السوري لحقوق الإنسان)
TT

قلق أميركي من سعي إيران لإعادة حضورها العسكري في سوريا

عناصر من الميليشيات الإيرانية في سوريا (المرصد السوري لحقوق الإنسان)
عناصر من الميليشيات الإيرانية في سوريا (المرصد السوري لحقوق الإنسان)

تخشى الولايات المتحدة من محاولات إيران لاستعادة حضورها العسكري في سوريا، بما في ذلك خط إمداد «حزب الله»، رغم سحبها الكبير لقواتها من الأراضي السورية بعد انهيار نظام الأسد، الشهر الماضي، في ضربة لاستراتيجيتها الإقليمية، وفقاً لمسؤولين غربيين وإقليميين.

وقال مسؤول أميركي رفيع لصحيفة «وول ستريت جورنال» إن الانسحاب الإيراني من سوريا يمثل نهاية لجهود طهران الإقليمية لنشر النفوذ وشن حروب بالوكالة ضد أميركا وإسرائيل، حيث فر أعضاء في «فيلق القدس»، وتم تفكيك الميليشيات.

وأنفقت إيران مليارات الدولارات لدعم الأسد خلال الحرب، وأرسلت قوات من «الحرس الثوري» إلى سوريا؛ لمساعدة حليفها على البقاء في السلطة.

بدأت إيران بسحب قواتها بعد انهيار الجيش السوري في أواخر العام الماضي، في ظل ضربات إسرائيلية متواصلة، وكانت غاضبة من الأسد الذي ظل غائباً خلال صراعها مع إسرائيل.

وامتدت شبكة إيران في سوريا من الشرق لنقل الأسلحة والمقاتلين إلى حدود لبنان لتسليح «حزب الله».

وقال مسؤولون غربيون وعرب إن معظم المقاتلين المدعومين من إيران في شرق سوريا، بينهم ضباط من «الحرس الثوري»، فروا إلى القائم بالعراق، بينما هرب بعض الإيرانيين المقيمين في دمشق إلى طهران، ومقاتلو «حزب الله» عبروا إلى لبنان.

وقالت باربرا ليف، المسؤولة عن شؤون الشرق الأوسط في وزارة الخارجية الأميركية، عن مغادرة القوات الإيرانية من سوريا: «إلى حد كبير، نعم... إنه أمر استثنائي».

الرئيس السوري بشار الأسد في لقاء مع وزير الخارجية الإيراني خلال زيارته لسوريا في 2 ديسمبر 2024 (د.ب.أ)

وقالت ليف إن سوريا أصبحت الآن أرضاً معادية لإيران، وأضافت: «هذا لا يعني أنهم لن يحاولوا العودة، لكن الأوضاع هناك معادية للغاية».

وهاجم المرشد الإيراني، علي خامنئي، الأسبوع الماضي، الانتقادات لحضور إيران الإقليمي، قائلاً: «بعض الأشخاص بسبب افتقارهم للفهم وقلة الوعي والتحليل الصحيح للقضايا يقولون إن الدماء التي أريقت في سبيل الدفاع عن الأضرحة قد ذهبت هدراً». وأضاف: «هذا التصور خطأ كبير؛ لأنه لولا قتال الجنرال سليماني ومدافعي الأضرحة لما بقي أثر من المراقد المقدسة، سواء السيدة زينب أو حتى كربلاء والنجف».

وقال دبلوماسيون غربيون إن العسكريين الإيرانيين وحلفاءهم أُجبروا على ترك كمية كبيرة من المعدات والذخائر العسكرية في أثناء هروبهم، وجرى تدميرها لاحقاً بواسطة إسرائيل، أو تم الاستيلاء عليها من قبل «هيئة تحرير الشام» وجماعات أخرى.

وقال مسؤول سابق في «البنتاغون» إن انهيار نظام الأسد قلل من تأثير إيران في المنطقة، وقدرتها على دعم الجماعات المسلحة لتحقيق أهدافها الإقليمية.

في الأيام الأخيرة، أفادت تقارير بأن إيران حاولت زيادة شحنات النقود إلى «حزب الله» في لبنان، وتم تأخير وتفتيش رحلة دبلوماسية إيرانية لدى وصولها إلى بيروت.

صورة نشرها موقع البرلمان الإيراني من سلامي خلال جلسة مغلقة حول سوريا ديسمبر الماضي

ويعتقد المسؤولون الأميركيون أن إيران ستسعى لإعادة الجسر البري، ولكن من غير المحتمل أن تسمح الحكومة السورية الجديدة لـ«الحرس الثوري» الإيراني بتجديد وجوده العسكري بسبب دعمه للأسد.

وفي نهاية ديسمبر (كانون الأول)، توقع خامنئي ظهور «قوة شريفة في سوريا»، قائلاً إن «الشباب الشجعان والغيارى في سوريا سيقومون بطرد إسرائيل».

ویخشی المسؤولون الأمیركيون من أن إيران قد تحاول إعادة نفوذها في سوريا على المدى الطويل، عبر تفعيل الشبكات القديمة، واستغلال عدم الاستقرار في البلد.

قال أندرو تابيلر، المدير السابق لسوريا في مجلس الأمن القومي: «هذا فشل كارثي لإيران. حجم الكارثة سيعتمد على ما إذا كانت سوريا ستظل موحدة»، وأضاف: «قد تجد إيران طريقاٌ للعودة بفضل الانقسامات الطائفية التي لا تزال غير محلولة في ظل النظام الجديد».