انطلاق مشاورات {الأوروبي} لبحث «حل سياسي» للأزمة الليبية

TT

انطلاق مشاورات {الأوروبي} لبحث «حل سياسي» للأزمة الليبية

بدأت الاتصالات بين الدول الأعضاء في التكتل الأوروبي الموحد لإطلاق مشاورات حول الملف الليبي من أجل إعداد مقترحات حول مساهمة الاتحاد الأوروبي في التوصل إلى حل سياسي للأزمة الليبية، بحسب ما أفادت مصادر في بروكسل لـ«الشرق الأوسط» أمس.
وقال منسق السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، أمس، إن مشاورات إعداد مقترحات حول مساهمة الاتحاد في إيجاد حل سياسي للأزمة الليبية، ودعم عملية وقف إطلاق النار وحظر السلاح في ليبيا «ستبدأ على مستوى سفراء الدول الأعضاء»، معرباً بوريل عن أمله في التوصل إلى هذه المقترحات قبل اجتماع وزراء الخارجية الشهر القادم.
وفرض الملف الليبي نفسه على أجواء المؤتمر الصحافي الختامي لاجتماعات قادة الاتحاد التي احتضنتها بروكسل أول من أمس، خاصة أنها تأتي بعد ساعات من انتهاء مؤتمر برلين حول ليبيا، وقد اتفق الوزراء خلالها على أن مهمة «صوفيا» البحرية قبالة السواحل الليبية «يمكن أن تلعب دوراً كبيراً في مساهمة الاتحاد الأوروبي في مراقبة وقف إطلاق النار في ليبيا، وحظر الأسلحة المفروض من طرف مجلس الأمن. وفي هذا السياق، رفض بوريل الربط بين إعادة تفعيل مهمة «صوفيا» الأوروبية البحرية ووقف إطلاق النار في ليبيا، معتبراً ما حدث حتى الآن «هو هدنة، ولا بد من وقف فعلي لإطلاق النار».
وحسب البيان الختامي للاجتماع، فقد قال المجلس الوزاري الأوروبي إن وزراء خارجية دول الاتحاد ناقشوا كيف يمكن أن يشارك التكتل الموحد بقوة أكبر في العمل على إيجاد حل سياسي، لا سيما المساعدة في تنفيذ وقف إطلاق النار المتفق عليه، وفرض حظر الأسلحة على ليبيا.
وبهذا الخصوص قال جوزيب بوريل: «سنبدأ العمل على مستوى سفراء الدول الأعضاء لإعداد مقترحات حول كيفية مساهمة الاتحاد الأوروبي في الملف الليبي، ونأمل أن نصل إلى هذا الأمر قبل الاجتماع الوزاري القادم الشهر المقبل... وستكون هناك اجتماعات عسكرية ليبية حول هذه النقطة قريبا»، مؤكدا أنه لن تتم إعادة تفعيل عملية (صوفيا) البحرية من أجل مراقبة احترام الحظر الأممي على تدفق السلاح تجاه ليبيا. وأوضح بوريل أنه «بالنسبة لجزء من الرأي العام الإيطالي فإن عملية (صوفيا) ترتبط بالقضايا المتعلقة بالمهاجرين حصراً... ولا أحد يتذكر أن العملية البحرية صُممت أيضاً للسيطرة على تدفق الأسلحة نحو ليبيا».



انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
TT

انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)

شيّعت جماعة الحوثيين خلال الأسبوع الماضي 17 قتيلاً من عناصرها العسكريين، الذين سقطوا على خطوط التماس مع القوات الحكومية في جبهات الساحل الغربي ومأرب وتعز والضالع، منهم 8 عناصر سقطوا خلال 3 أيام، دون الكشف عن مكان وزمان مقتلهم.

وفقاً للنسخة الحوثية من وكالة «سبأ»، شيّعت الجماعة في العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء كلاً من: ملازم أول رشاد محمد الرشيدي، وملازم ثانٍ هاشم الهجوه، وملازم ثانٍ محمد الحاكم.

تشييع قتلى حوثيين في ضواحي صنعاء (إعلام حوثي)

وسبق ذلك تشييع الجماعة 5 من عناصرها، وهم العقيد صالح محمد مطر، والنقيب هيمان سعيد الدرين، والمساعد أحمد علي العدار، والرائد هلال الحداد، وملازم أول ناجي دورم.

تأتي هذه الخسائر متوازية مع إقرار الجماعة خلال الشهر الماضي بخسائر كبيرة في صفوف عناصرها، ينتحل أغلبهم رتباً عسكرية مختلفة، وذلك جراء خروقها الميدانية وهجماتها المتكررة ضد مواقع القوات الحكومية في عدة جبهات.

وطبقاً لإحصائية يمنية أعدّها ونشرها موقع «يمن فيوتشر»، فقد خسرت الجماعة خلال نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، 31 من مقاتليها، أغلبهم ضباط، سقطوا في مواجهات مع القوات الحكومية.

وشيّع الانقلابيون الحوثيون جثامين هؤلاء المقاتلين في صنعاء ومحافظة حجة، دون تحديد مكان وزمان مصرعهم.

وأكدت الإحصائية أن قتلى الجماعة خلال نوفمبر يُمثل انخفاضاً بنسبة 6 في المائة، مقارنة بالشهر السابق الذي شهد سقوط 33 مقاتلاً، ولفتت إلى أن ما نسبته 94 في المائة من إجمالي قتلى الجماعة الذين سقطوا خلال الشهر ذاته هم من القيادات الميدانية، ويحملون رتباً رفيعة، بينهم ضابط برتبة عميد، وآخر برتبة مقدم، و6 برتبة رائد، و3 برتبة نقيب، و 13 برتبة ملازم، و5 مساعدين، واثنان بلا رتب.

وكشفت الإحصائية عن أن إجمالي عدد قتلى الجماعة في 11 شهراً ماضياً بلغ 539 مقاتلاً، بينهم 494 سقطوا في مواجهات مباشرة مع القوات الحكومية، بينما قضى 45 آخرون في غارات جوية غربية.

152 قتيلاً

وتقدر مصادر عسكرية يمنية أن أكثر من 152 مقاتلاً حوثياً لقوا مصرعهم على أيدي القوات الحكومية بمختلف الجبهات خلال سبتمبر (أيلول) وأكتوبر (تشرين الأول) الماضيين، منهم 85 قيادياً وعنصراً قُتلوا بضربات أميركية.

وشهد سبتمبر المنصرم تسجيل رابع أعلى معدل لقتلى الجماعة في الجبهات منذ بداية العام الحالي، إذ بلغ عددهم، وفق إحصائية محلية، نحو 46 عنصراً، معظمهم من حاملي الرتب العالية.

الحوثيون استغلوا الحرب في غزة لتجنيد عشرات الآلاف من المقاتلين (إكس)

وبحسب المصادر، تُحِيط الجماعة الحوثية خسائرها البشرية بمزيد من التكتم، خشية أن يؤدي إشاعة ذلك إلى إحجام المجندين الجدد عن الالتحاق بصفوفها.

ونتيجة سقوط مزيد من عناصر الجماعة، تشير المصادر إلى مواصلة الجماعة تعزيز جبهاتها بمقاتلين جُدد جرى استقطابهم عبر برامج التعبئة الأخيرة ذات المنحى الطائفي والدورات العسكرية، تحت مزاعم مناصرة «القضية الفلسطينية».

وكان زعيم الجماعة الحوثية أقرّ في وقت سابق بسقوط ما يزيد عن 73 قتيلاً، وإصابة 181 آخرين، بجروح منذ بدء الهجمات التي تزعم الجماعة أنها داعمة للشعب الفلسطيني.

وسبق أن رصدت تقارير يمنية مقتل نحو 917 عنصراً حوثياً في عدة جبهات خلال العام المنصرم، أغلبهم ينتحلون رتباً عسكرية متنوعة، في مواجهات مع القوات الحكومية.