تفاؤل حيال حركة السوق العقارية في دبي خلال عام 2020

5 آلاف صفقة نفذت في شهر واحد تعطي ملامح انتعاش

تقرير لشركة «تشيسترتنس» العقارية يشير إلى أن سوق العقارات في دبي تستعيد عافيتها نتيجة التباطؤ الملحوظ في انخفاض أسعار الشقق السكنية (الشرق الأوسط)
تقرير لشركة «تشيسترتنس» العقارية يشير إلى أن سوق العقارات في دبي تستعيد عافيتها نتيجة التباطؤ الملحوظ في انخفاض أسعار الشقق السكنية (الشرق الأوسط)
TT

تفاؤل حيال حركة السوق العقارية في دبي خلال عام 2020

تقرير لشركة «تشيسترتنس» العقارية يشير إلى أن سوق العقارات في دبي تستعيد عافيتها نتيجة التباطؤ الملحوظ في انخفاض أسعار الشقق السكنية (الشرق الأوسط)
تقرير لشركة «تشيسترتنس» العقارية يشير إلى أن سوق العقارات في دبي تستعيد عافيتها نتيجة التباطؤ الملحوظ في انخفاض أسعار الشقق السكنية (الشرق الأوسط)

توقعت شركة عقارية في الإمارات أن تبدأ السوق العقارية في دبي بالانتعاش مجدداً عام 2020، مدفوعة بمعرض «إكسبو 2020 دبي»، والمبادرات الحكومية الجديدة، وخطط السداد المرنة التي يقدمها المطورون العقاريون، إضافة إلى المرونة التي باتت تتحلى بها المؤسسات المالية.
وقالت شركة «سيفن تايدز» لتطوير المشاريع الفندقية والسكنية والتجارية، إنه من المتوقع ظهور أولى علامات الانتعاش في الربع الأخير من عام 2019 الذي شهد تسجيل ما يقرب من 5 آلاف صفقة عقارية في شهر أكتوبر (تشرين الأول) الماضي وحده، وهو أعلى معدل لمبيعات العقارات منذ عام 2008، وذلك وفقاً لتقرير شركة «بروبرتي فايندر» الذي يستند إلى إحصائيات دائرة الأراضي والأملاك في دبي.
وأضافت الشركة في تقرير لها صدر أمس، أن دبي تمتلك اليوم واحداً من أسرع الاقتصادات نمواً في المنطقة، وتستهدف نمو الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 3.8 في المائة خلال عام 2020، بالتزامن مع تزايد عدد السكان الذين يقدر بأن يصل إلى 2.8 مليون نسمة هذا العام على أن يرتفع إلى 3.4 مليون نسمة بحلول عام 2030. موضحة، إن هذه العوامل مجتمعة إلى جانب الاستقرار السياسي والتنوع الاقتصادي، تعزز من مكانة دبي بصفتها وجهة جاذبة للمستثمرين الإقليميين والعالميين على المديين القصير والبعيد.
وقال عبد الله بن سليم، الرئيس التنفيذي لشركة «سيفن تايدز»: «مع بدء العد التنازلي لانطلاقة معرض (إكسبو 2020 دبي) بعد أقل من 10 أشهر من الآن، تستعد دبي وحدها لاستقبال أكثر من 14 مليون زائر من خارج الإمارات خلال فترة المعرض. وفي هذا الإطار، من المتوقع أن يشكل هذا الحدث الدولي الضخم حافزاً كبيراً لتنشيط الاقتصاد، وتوليد عائدات هائلة تقدر بنحو 122 مليار درهم (33.2 مليار دولار) على مدار العقد المقبل - بمعدل 12 مليار درهم (3.2 مليار دولار) سنوياً - فضلاً عن توفير نحو مليون فرصة عمل خلال الفترة ذاتها، وهو ما سينعكس بشكلٍ إيجابي على واقع القطاع العقاري في الإمارة». وأكمل ابن سليم: «ومع ذلك، فإن الإرث الدائم لمعرض (إكسبو 2020 دبي) من منظور القطاع العقاري سيتجسد على أرض الواقع عندما يعود الزوار الدوليون مجدداً إلى دبي بغرض الاستثمار والعيش والعمل فيها على المدى المتوسط إلى البعيد».
وقالت الشركة، إنه لا يخفى على أحد أن أسعار العقارات شهدت انخفاضاً ملحوظاً على مدى السنوات القليلة الماضية، وما من شك أن الزيادة غير المدروسة للعرض ساهمت في تراجع الأسعار. وفي ضوء ذلك، من المنتظر أن يصل إجمالي عدد الوحدات السكنية المتاحة في السوق إلى 637 ألف وحدة سكنية مع نهاية عام 2020، أي أكثر بنسبة 10 في المائة عن السنوات الأخيرة.
وللحد من هذه التقلبات وحالة عدم الاستقرار التي تشهدها السوق العقارية، تم تشكيل لجنة عليا للتخطيط العقاري في دبي العام الماضي؛ بهدف إيجاد التوازن الصحيح بين العرض والطلب، حيث كُلّفت اللجنة بتخطيط القطاع العقاري في الإمارة ووضع استراتيجية واضحة ومدروسة لضمان عدم تكرار المشاريع العقارية وإضافة القيمة الحقيقية لاقتصاد دبي، وكذلك تجنب منافسة المطورين الكبار من الشركات الرئيسية شبه الحكومية لصغار المستثمرين.
وأكمل الرئيس التنفيذي لـ«سيفن تايدز»: «على الرغم من المخاوف المستمرة بشأن ديناميكية العرض والطلب في السوق، فإن التحدي الأكبر يتمثل في المنافسة التي تواجه المطورين، وذلك عندما نستعد لدخول عام 2021»، وزاد: «وعلى الرغم من القلق حيال ديناميكية العرض والطلب، فإنه من الضرورة بمكان أن ندرك جيداً أن المنافسة في حد ذاتها صحية للغاية وتخلق المزيد من الفرص وتفتح آفاقاً جديدة للابتكار، وهو أحد الأهداف الرئيسية للجنة العليا للتخطيط العقاري التي تسعى إلى تعزيز القدرة التنافسية في قطاع العقارات ككل، وتحفيز المطورين باستمرار لتقديم مشاريع جديدة ومبتكرة، والتي من شأنها أن تعزز من مكانة دبي ودولة الإمارات على خريطة القطاع العقاري إن جاز التعبير على مستوى العالم».
وأضاف: «في السنوات الأخيرة، وصلت السوق إلى حالة من النضج بالتزامن مع التطور التكنولوجي أيضاً. نحن نعيش اليوم في عصر رقمي يتسم بالشفافية، مع وجود تغير ملحوظ في خطط المستثمرين الذين باتوا يستغرقون وقتاً أكثر في دراسة الخيارات المتاحة أمامهم؛ لذا يحتاج المطورون بدورهم إلى أن يكونوا أكثر إبداعاً كي يتمكنوا من بيع عقاراتهم بسعرٍ أعلى، كما يتوجب عليهم تطوير مشاريع سكنية جذابة أكثر ابتكاراً لا يستهدفون من خلالها المستثمرين فقط، بل المستخدمين النهائيين أيضاً».
وتابع ابن سليم: «إن الرسالة الرئيسية التي أود أن أوجهها لكلٍّ من المطورين والمستثمرين على حد سواء هذا العام، هي أن التوقعات بالنسبة لسوق العقارات السكنية في دبي تبدو إيجابية ومحفزة للغاية على المدى المتوسط إلى البعيد، ولا سيما إذا ما تضافرت جهود الجهات الحكومية مع القطاع المصرفي والمطورين للعمل معاً في هذا الإطار». وأكد «يمكن للحكومة مواصلة دعم وتحفيز السوق العقارية من خلال تطوير اللوائح وطرح مبادرات جديدة ومبتكرة، بالإضافة إلى استمرار تطوير البنية التحتية. في حين يكمن دور البنوك في تقديم معدلات فائدة تنافسية وتخفيف القيود ومنح المزيد من التسهيلات للحصول على القروض. بينما يحتاج المطورون من جانبهم إلى التركيز على تقديم مشاريع بجودة عالية في مواقع حيوية وبمواصفات فريدة وأسعار تنافسية مع توفير عائدات جذابة، وإيجاد التوازن الصحيح الذي من شأنه أن يعزز من مكانة دبي كسوق عقارية مفضّلة عام 2020».
من جهته، قال تقرير لشركة «تشيسترتنس» العقارية، إن سوق العقارات في دبي تستعيد عافيتها نتيجة للتباطؤ الملحوظ في انخفاض أسعار الشقق السكنية، وكذلك استقرار معدلات الإيجار، حيث سجلت قيمة التصرفات العقارية لهذا العام حركة قوية على مستوى الوحدات السكنية المكتملة بزيادة قدرها 60 في المائة بالمقارنة مع عام 2018، في حين شهدت الوحدات السكنية على المخطط زيادة بنسبة 99 في المائة خلال الفترة ذاتها. كما ازداد حجم التصرفات العقارية بشكلٍ ملحوظ عام 2019، وذلك للوحدات السكنية المكتملة والوحدات على المخطط بواقع 39 في المائة و68 في المائة على التوالي بالمقارنة مع عام 2018.
وقال التقرير، إنه في ظل وجود علامات على استعادة السوق ثقة المستثمرين مجدداً، لا تزال الزيادة في المعروض تسهم بشكلٍ رئيسي في انخفاض أسعار العقارات السكنية في الإمارة. ففي عام 2019، تم تسليم 45 ألف وحدة سكنية مكتملة، وهو الرقم الأعلى المسجل في السنوات الخمس الأخيرة، مع توقعات تشير إلى تسليم نحو 90 ألف وحدة سكنية إضافية عام 2020.
وقال كريس هوبدن، رئيس الاستشارات الاستراتيجية لدى «تشيسترتنس» الشرق الأوسط وشمال أفريقيا: «تشير المعطيات التي شهدتها سوق العقارات في دبي في الربع الأخير من عام 2019 إلى حالة من التفاؤل لعام 2020 بفضل تباطؤ انخفاض أسعار العقارات ومحافظة معدلات الإيجار على استقرارها في هذا الربع. كما جاء تشكيل اللجنة العليا للتخطيط العقاري لتدعم من انتعاش السوق، حيث ساهمت في ارتفاع مبيعات الوحدات العقارية بنسبة 134 في المائة بعد أيام من تشكيلها، وزيادة الاستثمار الأجنبي المباشر بنسبة 135 في المائة خلال ذات الشهر».
وأضاف هوبدن: «نظراً لعدد الوحدات السكنية المقرر تسليمها عام 2020، فإنه من غير المحتمل أن تتعافى الأسعار على المدى القصير في الإمارة».
وزاد: «على الرغم من الظروف الصعبة والتحديات التي يواجهها أصحاب العقارات نظراً لانخفاض الإيجارات، فإن النظرة العامة عن السوق العقارية في دبي على المدى الطويل تبدو إيجابية، حيث تقدم أبرز 10 مجمعات سكنية عائدات تتراوح ما بين 6 في المائة و9.5 في المائة. بعبارة أخرى، أعلى من عوائد الإيجار الرئيسية في المدن العالمية الكبرى مثل لندن أو هونغ كونغ التي تقل فيها العائدات حالياً عن 5 في المائة».



«كوفيد ـ 19» يوقف إجراءات تسليم المساكن في السودان

ينتظر أن ينطلق برنامج التوعية والتثقيف بالسكن الرأسي لرفع الوعي بهذا النوع من البناء
ينتظر أن ينطلق برنامج التوعية والتثقيف بالسكن الرأسي لرفع الوعي بهذا النوع من البناء
TT

«كوفيد ـ 19» يوقف إجراءات تسليم المساكن في السودان

ينتظر أن ينطلق برنامج التوعية والتثقيف بالسكن الرأسي لرفع الوعي بهذا النوع من البناء
ينتظر أن ينطلق برنامج التوعية والتثقيف بالسكن الرأسي لرفع الوعي بهذا النوع من البناء

في وقت تجري فيه الاستعدادات لعقد اجتماع بين الصندوق القومي للإسكان ووزارة المالية والتخطيط الاقتصادي وبنك السودان، لبحث سبل توفير تمويل لمشروعات الإسكان للمواطنين عبر قروض طويلة الأجل، ألغت الحكومة أول من أمس، وأوقفت، إجراءات تسليم المساكن للموطنين والتقديم لها، خوفاً من حدوث إصابات بـ«كورونا»، أثناء الاصطفاف للتقديم والتسلم.
وكان الصندوق القومي للإسكان قد طرح مباني سكنية جاهزة للمواطنين في معظم المناطق الطرفية بالعاصمة الخرطوم، وبقية الولايات، وذلك ضمن مشروع السودان لتوفير المأوى للمواطنين، الذي سيبدأ بـ100 ألف وحدة سكنية لذوي الدخل المحدود. وقد بدأ المشروع بفئة العمال في القطاعات الحكومية في جميع ولايات السودان العام الماضي، بواقع 5 آلاف منزل للمرحلة الأولى، تسدد بالتقسيط على مدى 7 سنوات. ويتضمن مشروع إسكان عمال السودان 40 مدينة سكنية في جميع مدن البلاد، لصالح محدودي الدخل، ويستفيد من المشروع في عامه الأول أكثر من مليونين.
وقد أقام المواطنون مواقع أمام مقر الصندوق القومي للإسكان، وباتوا يتجمعون يومياً بأعداد كبيرة، ما سبب إزعاجاً لدى إدارة الصندوق والشارع العام، وذلك بعد قرار سياسي من والي ولاية الخرطوم، لدعوة المواطنين للتقديم للحصول على سكن شعبي.
ووفقاً للدكتور عبد الرحمن الطيب أيوبيه الأمين العام المكلف للصندوق القومي للإسكان والتعمير في السودان لـ«الشرق الأوسط» حول دواعي إصدار قرار بوقف إجراءات التسليم والتقديم للإسكان الشعبي، وعما إذا كان «كورونا» هو السبب، أوضح أن تلك التجمعات تسببت في زحام شديد، حيث نصب المتقدمون للوحدات السكنية خياماً أمام مقر الصندوق في شارع الجمهورية، بعد قرار الوالي في وقت سابق من العام الماضي بدعوة المواطنين للتقديم. وظلت تلك التجمعات مصدر إزعاج وإرباك للسلطات، ولم تتعامل معهم إدارة الصندوق، إلى أن جاء قرار الوالي الأخير بمنع هذه التجمعات خوفاً من عدوى «كورونا» الذي ينشط في الزحام.
وبين أيوبيه أن الخطة الإسكانية لا تحتاج لتجمعات أمام مباني الجهات المختصة، حيث هناك ترتيبات وإجراءات للتقديم والتسلم تتم عبر منافذ صناديق الإسكان في البلاد، وعندما تكون هناك وحدات جاهزة للتسليم يتم الإعلان عنها عبر الصحف اليومية، موضحاً أن كل ولاية لديها مكاتب إدارية في كل ولايات السودان، وتتبع الإجراءات نفسها المعمول بها في العاصمة.
ولم يخفِ أيوبيه أزمة السكن في البلاد، والفجوة في المساكن والوحدات السكنية، والمقدرة بنحو مليوني وحدة سكنية في ولاية الخرطوم فقط، لكنه أشار إلى أن لديهم خطة مدروسة لإنشاء 40 ألف مدينة سكنية، تم الفراغ من نسبة عالية في العاصمة الخرطوم، بجانب 10 آلاف وحدة سكنية.
وقال إن هذه المشاريع الإسكانية ستغطي فجوة كبيرة في السكن الشعبي والاقتصادي في البلاد، موضحاً أن العقبة أمام تنفيذها هو التمويل، لكنها كمشاريع جاهزة للتنفيذ والتطبيق، مشيراً إلى أن لديهم جهوداً محلية ودولية لتوفير التمويل لهذه المشاريع.
وقال إن اجتماعاً سيتم بين الصندوق القومي للإسكان وبنك السودان المركزي ووزارة المالية والتخطيط الاقتصادي، لتوفير الضمانات بالنسبة للتمويل الخارجي واعتماد مبالغ للإسكان من الاحتياطي القانوني للمصارف المحلية.
وأكد الدكتور عبد الرحمن على أهمية التنسيق والتعاون المشترك بين الجهات المعنية لإنفاذ المشروع القومي للمأوى، وتوفير السكن للشرائح المستهدفة، مجدداً أن أبواب السودان مشرعة للاستثمار في مجال الإسكان. وأشار إلى أن الصندوق القومي للإسكان سيشارك في معرض أكسبو في دبي في أكتوبر (تشرين الأول) المقبل، وذلك بجناح يعرض فيه الفرص الاستثمارية في السكن والوحدات السكنية في السودان، وسيتم عرض كل الفرص الجاهزة والمتاحة في العاصمة والولايات.
وقال إن هناك آثاراً متوقعة من قرار رفع العقوبات الاقتصادية الأميركية على البلاد، ومن المتوقع أن يسهم كثيرا في إنعاش سوق العقارات واستقطاب رؤوس أموال لصالح التوسع في مشروعات الإسكان. وأبان أن الصندوق استطاع خلال السنوات الماضية إحداث جسور للتعاون مع دول ومنظمات واتحادات ومؤسسات مختلفة، وحالت العقوبات دون استثمارها بالشكل المطلوب، مشيرا إلى أن جهودهم ستتواصل للاستفادة من الخبرات والموارد المالية المتاحة عبر القروض والمنح والاستثمارات.
وأكمل الصندوق القومي للإسكان في السودان تحديد المواقع والدراسات لمشروع المأوى القومي ومنازل العمال، حيث ستشيد المنازل بأنماط مختلفة من السكن الاقتصادي، الشعبي، الاستثماري، الريفي، والمنتج، بتمويل من البنوك العاملة في البلاد، وفق خطة الصندوق.
وقد طرحت إدارة الصندوق عطاءات منذ بداية العام الجاري لتنفيذ مدن سكنية، كما دعت المستثمرين إلى الدخول في شراكات للاستثمار العقاري بالولايات لتوفير المأوى للشرائح المستهدفة، إلا أن التمويل وقف عثرة أمام تلك المشاريع.
وطرح الصندوق القومي للإسكان في ولاية الخرطوم أن يطرح حالياً نحو 10 آلاف وحدة سكنية لمحدودي الدخل والفئويين والمهنيين في مدن العاصمة الثلاث، كما يطرح العديد من الفرص المتاحة في مجال الإسكان والتطوير العقاري، حيث تم الانتهاء من تجهيز 5 آلاف شقة و15 ألفا للسكن الاقتصادي في مدن الخرطوم الثلاث.
وتم تزويد تلك المساكن بخدمات الكهرباء والطرق والمدارس وبعض المرافق الأخرى، بهدف تسهيل وتوفير تكلفة البناء للأسرة، حيث تتصاعد أسعار مواد البناء في البلاد بشكل جنوني تماشياً مع الارتفاع الذي يشهده الدولار مقابل الجنيه السوداني والأوضاع الاقتصادية المتردية التي تمر بها البلاد حالياً.
يذكر أن الصندوق القومي للإسكان لديه خطة لتوسيع قاعدة السكن لمحدودي الدخل، عبر الإسكان الرأسي، الذي يتكون من مجمعات سكنية، كل مجمع يضم بناية من 7 أدوار، ويتكون الطابق من 10 شقق سكنية، بمساحات من 180 إلى 300 متر مربع.
ويتوقع الصندوق أن يجد مشروع الإسكان الرأسي والشقق، رواجاً وإقبالاً في أوساط السودانيين محدودي الدخل، خاصة أنه أقل تكلفة وأصبح كثير من السودانيين يفضلونه على السكن الأفقي، الأمر الذي دفع الصندوق لتنفيذ برامج إعلامية لرفع مستوى وعي وثقافة المواطنين للتعامل مع السكن الجماعي والتعاون فيما بينهم.
ووفقاً لمسؤول في الصندوق القومي للإسكان فإن برنامج التوعية والتثقيف بالسكن الرأسي، يتضمن كيفية المحافظة على خدمات البناية، ورفع وعيهم بهذا النوع من البناء، حتى تتحول الخرطوم إلى عاصمة حضارية وجاذبة. وأضاف المصدر أن برنامج التوعية بالسكن في الشقق ودوره في تقليل تكلفة السكن، سيتولاه فريق من اتحاد مراكز الخدمات الصحافية، الذي يضم جميع وسائل الإعلام المحلية، مما سيوسع قاعدة انتشار الحملات الإعلامية للسكن الرأسي.
تغير ثقافة المواطن السوداني من السكن التقليدي (الحوش) إلى مساحات صغيرة مغلقة لا تطل على الشارع أو الجيران، ليس أمرا هينا. وبين أن خطوة الصندوق الحالية للاعتماد على السكن الرأسي مهمة لأنها تزيل كثيرا من المفاهيم المغلوطة عن السكن في الشقق السكنية.
يذكر أن الصندوق القومي للإسكان عام 2018 بدأ بالتعاون مع شركة هيتكو البريطانية للاستثمار، لتنفيذ مشروع الإسكان الفئوي الرأسي، الذي يستهدف بناء 50 ألف وحدة سكنية بالعاصمة الخرطوم، وكذلك مشروع لبناء أكبر مسجد في السودان، بمساحة 5 كيلومترات، وبناء 3 آلاف شقة ومحلات تجارية.