سلطات نيويورك تتوصل إلى تسوية مع شركة عقارية لتعويض المستأجرين عن منازل متهالكة

ستقوم «فيجن» بسداد مبلغ 600 ألف دولار كتعويض للمستأجرين وأسرهم الذين يعيشون حالياً في 58 منزلاً متهالكاً تملكها الشركة في نيويورك
ستقوم «فيجن» بسداد مبلغ 600 ألف دولار كتعويض للمستأجرين وأسرهم الذين يعيشون حالياً في 58 منزلاً متهالكاً تملكها الشركة في نيويورك
TT

سلطات نيويورك تتوصل إلى تسوية مع شركة عقارية لتعويض المستأجرين عن منازل متهالكة

ستقوم «فيجن» بسداد مبلغ 600 ألف دولار كتعويض للمستأجرين وأسرهم الذين يعيشون حالياً في 58 منزلاً متهالكاً تملكها الشركة في نيويورك
ستقوم «فيجن» بسداد مبلغ 600 ألف دولار كتعويض للمستأجرين وأسرهم الذين يعيشون حالياً في 58 منزلاً متهالكاً تملكها الشركة في نيويورك

تسعى إحدى الشركات العقارية التي تدير أعمالاً بنظام «الاستئجار بغرض التملك» إلى تحسين صورتها بعد أن اتهمتها الجهات التنظيمية في ولايتي نيويورك وبنسلفانيا بالانخراط في ممارسات بيع جشعة. وتمكنت شركة «فيجن بروبتي مانجمنت» مؤخراً من اجتياز إحدى العقبات التي اعترضت عملية الإصلاح التشغيلية، وذلك بالتوصل إلى تسوية مبدئية مع النائب العام في نيويورك وكذلك مع «إدارة الخدمات المالية» في الولاية.
وبحسب الاتفاقية التي تتطلب موافقة قاضٍ فيدرالي، ستقوم الشركة بسداد مبلغ 600 ألف دولار كتعويض للمستأجرين وأسرهم الذين يعيشون حالياً في 58 منزلاً متهالكاً تملكها الشركة في نيويورك. وكان صندوق التحوط «التلايا كابيتال مانجمنت» الذي قدم في وقت سابق تمويلا لشركة فيجن قد وافق على دفع مبلغ 2.77 مليون دولار للجهات التنظيمية في نيويورك على سبيل التعويض للسكان.
وقد حرمت عملية التسوية الشركة أيضاً من الانخراط في أي أعمال تجارية عقارية سكنية في نيويورك مستقبلاً.
وبحسب ليندا أ. ليسويل، المشرفة على إدارة الخدمات المالية، فإن الاتفاقية «جاءت لترد حقوق بعض السكان في نيويورك الذين وقعوا ضحية للممارسات الجشعة للشركة». وقد رفضت الشركة التعليق على الإجراء.
وكان المسؤولون في نيويورك قد اتهموا الشركة بتسويق منازل متهالكة للمستأجرين، مستغلين اتفاقيات إيجار خادعة طالبتهم بمقتضاها بإجراء جميع الإصلاحات المطلوبة. ووعدت عقود الإيجار المستأجرين بفرصة شراء منازلهم بعد سبع سنوات من الإيجار، لكن غالباً ما انتهى الأمر بإخلاء المستأجرين أو هجر منازلهم المتهالكة بعد أن تكبدوا آلاف الدولارات في عمليات إصلاح بلا طائل.
جاءت عملية التسوية قبيل السماح لشركة «فيجن» بتصحيح مسارها في مجال تأجير المنازل التقليدية من خلال الاندماج مع شركة أخرى هي «إف تي آي نتورك» قبل عيد الميلاد مباشرة، وقد وافقت شركة «فيجن» على بيع 3000 منزل إلى شركة «إف تي آي» في صفقة بلغت قيمتها 350 مليون دولار.
لكن كان لشركة إف تي آي نتورك مشكلاتها الخاصة أيضا. فقبل أيام قليلة من الإعلان عن البيع، أوقفت بورصة نيويورك الأميركية التداول في أسهم شركة «إف تي آي» وحذفت أسهمها بعد أن وجدت أن الشركة قد تورطت في عمليات «تتعارض مع المصلحة العامة». وحتى الوسيط الذي توسط في دمج شركتي «فيجن» و«إف تي آي» واجه اتهامات مؤخرا بالاحتيال من قبل منظمين ببورصة الأوراق المالية.
وذكرت شركة إف تي آي في بيان لها أنها واثقة من أن جميع الدعاوى الجارية مع «فيجن» سيجري حلها بحلول 30 مارس (آذار) وقالت إنها ستطعن في قرار البورصة حذف أسهمها من التداول. وأشار خبراء العقارات إلى أنهم قد حذروا من ممارسات بعرض الشركات مثل «فجين» شراء منازل متهالكة بنظام «الإيجار بغرض التملك»، وهو النظام الذي تزايدت شعبيته في الأحياء ذات الدخل المنخفض، حيث يصعب على المقترضين الحصول على ما يسمى برهون صغيرة للمنازل التي تقل قيمتها عن 100 ألف دولار.
الجدير بالذكر أن «فيجن» واجهت دعاوى قضائية مماثلة في ولايات «ويسكونسن» و«أوهايو» و«نيوجيرسي» اتهمتها بالجشع. قبل عامين، توقفت شركة فاني مي عن بيع المنازل لشركة «فيجن» ولغيرها من الشركات بسبب شكاوى من ممارستها مشابهة.
وفي ولاية بنسلفانيا، حيث تملك شركة فيجن نحو 600 منزل، قدم مكتب المدعي العام طلباً للحصول على أمر قضائي بداية الشهر الماضي لمنع مبيعات الشركة إلى أن يتأكد من أن السكان الذين يعيشون في تلك المنازل لم يتعرضوا للأذى من عملية الإيجار بغرض التملك. ومن المقرر أن يعقد قاضٍ بولاية بنسلفانيا جلسة استماع بشأن هذا الطلب الأسبوع المقبل.
وقال المدعي العام لولاية بنسلفانيا في بيان: «رغم سعادتي بتوقف شركة فيجن عن العمل بنظام الإيجار بغرض التمليك، فإنني لن أتوقف عن تحقيق العدالة فيما فعلته في ولاية بنسلفانيا»، مضيفا «لقد استهدفت هذه الشركة مجتمعات ذوي الدخل المنخفض والأقليات، ووعدت بتحقيق حلم تملك منزل، لكنها قدمت مساكن متداعية وغير قابلة للإصلاح».
- خدمة «نيويورك تايمز»



تأثيرات «كورونا» تظهر على العقارات المصرية

سوق العقارات المصرية تأثرت بالمخاوف من انشار الفيروس
سوق العقارات المصرية تأثرت بالمخاوف من انشار الفيروس
TT

تأثيرات «كورونا» تظهر على العقارات المصرية

سوق العقارات المصرية تأثرت بالمخاوف من انشار الفيروس
سوق العقارات المصرية تأثرت بالمخاوف من انشار الفيروس

بعد الانتشار المتزايد لفيروس «كورونا المستجد» في معظم أنحاء العالم، يحذّر خبراء الاقتصاد من التداعيات السلبية التي يشهدها الاقتصاد العالمي خصوصاً بعد الإجراءات الاحترازية التي اتخذتها الدول ومن بينها إغلاق الحدود وتعليق الرحلات الجوية والبحرية، وهو ما امتد بدوره إلى قطاع العقارات في مصر، حيث تشهد السوق العقارية في البلاد حالياً تراجعاً في نسب المبيعات، بالإضافة إلى إلغاء فعاليات ومؤتمرات تسويقية عقارية.
ويؤكد مستثمرون عقاريون مصريون من بينهم المهندس ممدوح بدر الدين، رئيس مجلس إدارة شعبة الاستثمار العقاري بالاتحاد العام للغرف التجارية، أن «القطاعات الاقتصادية تشهد تباطؤاً وجموداً حاداً في الآونة الأخيرة، وهذا سيكون له تبعاته على سوق العقار»، ويقول لـ«الشرق الأوسط»: «أتوقع أن تخرج مصر من الأزمة سريعاً، وبأقل الخسائر نتيجة للإجراءات الاحترازية التي اتخذتها أخيراً للحد من انتشار المرض».
وشهدت سوق مبيعات العقارات في مصر «تراجعاً نسبياً منذ بداية أزمة كورونا»، وفق الخبير والمسوق العقاري محمود سامي، الذي قدّر «نسبة التراجع في مستويات البيع والشراء، بنسبة تتراوح من 20 إلى 30%، في بداية الأزمة، لتصل إلى 50% مع نهاية الأسبوع الماضي، مع اتخاذ مصر وعدد من الدول العربية إجراءات احترازية جريئة للحد من انتشار المرض».
ورغم أن مؤشرات الطلب على شراء العقارات التي تقاس وفق حجم الطلب على المواقع الإلكترونية المخصصة لبيع وشراء العقارات، لم تعكس هذا التراجع في شهر فبراير (شباط) الماضي، وفقاً لمؤشر موقع «عقار ماب» المتخصص في السوق العقارية، بعدما سجل ثبات مستوى الطلب على العقارات في شهري يناير (كانون الثاني) وفبراير الماضيين، لكن المؤشر أوضح أنه «كان هناك تزايد في الطلب في النصف الأول من شهر فبراير، إلا أن هذا التزايد تراجع في الأسبوعين الأخيرين ليستقر المؤشر عند نفس معدل الشهر السابق»، ولا توجد إحصائيات واضحة عن شهر مارس (آذار) الجاري، والذي تفاقمت فيه أزمة «كورونا».
وعكس ما يؤكده المسوق العقاري محمود سامي، من وجود تراجع في نسب مبيعات العقارات في مصر، يقول الدكتور ماجد عبد العظيم، أستاذ الاقتصاد والخبير العقاري، أن «السوق العقارية في مصر لم تتأثر حتى الآن بأزمة (كورونا)»، وأضاف لـ«الشرق الأوسط»: «لا يوجد ارتباط بين فيروس (كورونا) والعقارات، فمن يريد شراء شقة سيفعل ذلك»، مشيراً إلى أن «السوق العقارية المصرية تعاني من حالة ركود بدأت منذ نحو أربعة أشهر، وتظهر ملامحها في العروض التسويقية التي تقدمها شركات العقارات، ومن بينها زيادة عمولة المسوقين العقاريين، والإعلان عن تسهيلات في السداد تصل إلى عشر سنوات من دون مقدم، والدفعة الأولى بعد التسلم»، لافتاً إلى أن «حالة الركود هذه سببها الرئيسي زيادة المعروض، وارتفاع الأسعار بشكل مبالغ فيه».
ورغم أن العاملين في التسويق العقاري لا ينكرون وجود حالة ركود في السوق، فإنهم يرون أن المسألة تزايدت مع الخوف من انتشار «كورونا»، حتى حدث «انكماش في السوق العقارية»، على حد تعبير سامي الذي أوضح أن «شركات التسويق العقاري تأقلمت مع حالة الركود، ونفّذت عمليات إعادة هيكلة وتقليص لعدد الموظفين والمقرات»، مضيفاً: «ما نشهده الآن مختلف، فهناك حالة شلل لم نشهدها من قبل إلا مع ثورتي 30 يونيو (حزيران) 2013، و25 يناير 2011. وإن كان ما نشهده حالياً أكثر حدة، فهناك إلغاء لحجوزات ومواعيد معاينات للوحدات العقارية، وتأجيل لقرارات الشراء بشكل عام حتى انتهاء الأزمة واتضاح الرؤية».
ولا يقتصر تأثير انتشار «كورونا» على حركة البيع والشراء في قطاع العقارات، بل من المتوقع أن «ينعكس التأثير على اقتصاد الشركات العقارية واستثماراتها» حسب بدر الدين، الذي أشار إلى أن «قطاع النفط تأثر بصورة كبيرة خصوصاً بعد إصرار منظمة (أوبك) على عدم تقليل إنتاجها، ليهبط سعر البرميل إلى أقل من 30 دولاراً، ما سبب خسائر للمستثمرين والصناديق العالمية، وترتبت على ذلك انخفاضات في أسعار مواد البناء وبالتالي فإن أي مستثمر لديه مخزون من هذه السلع، سيحقق خسائر بلا شك».
وتماشياً مع قرارات الحكومة المصرية إلغاء التجمعات، تم تأجيل مؤتمر ومعرض «سيتي سكيب مصر للتسويق العقاري»، الذي يعده الخبراء أحد أكبر معارض التسويق العقاري في مصر، والذي كان من المقرر عقده في منتصف الشهر الجاري، لتكتفي الشركات العقارية بالعروض التسويقية التي تقدمها وتعلن عنها إلكترونياً أو تلفزيونياً.
والتأجيل يحمي شركات العقارات من خسائر متوقعة، نظراً لصعوبة حضور العملاء، مما سيؤثر بشكل سلبي على صورة القطاع العقاري، حسب بدر الدين.
ويخشى العاملون في السوق العقارية من استمرار الأزمة فترة طويلة، وهو ما سيؤدي إلى خسائر كبيرة في القطاع، قد تضطر الشركات إلى عمليات إعادة هيكلة وتخفيض عمالة -على حد تعبير سامي- الذي قال إن «الشركات تأقلمت مع انخفاض المبيعات خلال الشهور الماضية، لكن لو استمر الوضع الحالي لمدة شهر، فالمسألة ستكون صعبة وقد تؤدي إلى إغلاق شركات وتسريح موظفين، حيث ستحتاج كل شركة إلى تخفيض نفقاتها بنسبة 40% على الأقل».
ورغم تأكيدات عبد العظيم أنه لا يوجد تأثير لأزمة «كورونا» على السوق العقارية حتى الآن، فإنه يقول: «إذا تفاقمت أزمة (كورونا) فستكون لها تأثيرات على جوانب الحياة كافة، ومنها العقارات»، وهو ما يؤكده بدر الدين بقوله إن «العالم كله سيشهد تراجعاً في معدلات النمو الاقتصادي».