أويحيى يواجه متاعب جديدة أمام القضاء الجزائري

إجراءات لرفع الحصانة عن برلماني بعد اتهامه بالفساد

TT

أويحيى يواجه متاعب جديدة أمام القضاء الجزائري

يواجه رئيس الوزراء الجزائري السابق، أحمد أويحيى، المسجون بتهم فساد، متاعب جديدة مع القضاء هو ووزير الصناعة والدبلوماسي السابق يوسف يوسفي، المسجون كذلك بتهم فساد، وذلك على خلفية استدعائهما أمس أمام المحكمة العليا لمساءلتهما حول تسهيلات وقروض أعطيت لرجل أعمال كبير يوجد بدوره في السجن.
وقال مصدر قضائي لـ«الشرق الأوسط» إن وزير الأشغال العمومية سابقاً عمر غول، المسجون على ذمة التحقيق منذ 5 أشهر، استدعي هو أيضاً إلى المحكمة العليا في القضية نفسها؛ حيث عهد التحقيق في ملف «الفساد في عهد الرئيس عبد العزيز بوتفليقة»، إلى 4 قضاة، يعدّون من أكفأ القضاة في مجال محاربة الفساد، بحسب المصدر نفسه الذي أوضح أن التحقيق مع المسؤولين الثلاثة البارزين، خلال فترة حكم بوتفليقة (1999 - 2019)، تناول مصنع تركيب السيارات التابع لرجل الأعمال محيي الدين طحكوت.
ورجح المصدر القضائي توجيه تهم جديدة للمسؤولين الثلاثة السابقين، تخص «استغلال الوظيفة الحكومية لأغراض خاصة»، و«تقديم تسهيلات غير مشروعة لصالح رجل أعمال». وسجن طحكوت مع شقيقه ونجله الأكبر، وهم يسيّرون مصنعاً لتركيب سيارات كورية، كما يديرون منذ سنوات طويلة، وبشكل حصري، أكبر مؤسسة لنقل طلاب الجامعات.
وأطلق البرلمان، أمس، ترتيبات لرفع الحصانة عن النائب عبد القادر واعلي بغرض متابعته في وقائع تخص مرحلة توليه وزارة الأشغال العمومية (2017)، وهي مرتبطة بفساد. وتلقى رئيس البرلمان سليمان شنين طلباً من وزير العدل بلقاسم زغماتي بشأن واعلي، الذي ينتمي لحزب «جبهة التحرير الوطني» الذي يوجد زعيماه السابقان، محمد جميعي وجمال ولد عباس، في السجن. وفقد عدد من النواب وهم في نفس الوقت رجال أعمال، الحصانة وتم سجنهم.
ودانت محكمة في العاصمة، مطلع ديسمبر (كانون الأول) الماضي، أويحيى بـ15 سنة سجناً ويوسفي بـ10 سنوات سجناً في قضايا فساد أهمها قضية «التمويل الخفي لحملة الولاية الخامسة» للرئيس السابق. وتمت إدانة رئيس الوزراء سابقاً عبد المالك سلال بـ12 سنة سجناً، فيما صدرت أحكام أخرى ثقيلة ضد وزراء سابقين ورجال أعمال. أما عمر غول فلم تتم محاكمته بعد، وكان من أكثر المتحمسين لاستمرار بوتفليقة في الحكم. وأحضر القاضي السعيد بوتفليقة، شقيق الرئيس السابق، من سجنه العسكري إلى جلسة محاكمة أويحيى وسلال وبقية الوزراء، بعد أن ذكر اسمه في ملف «تمويل الولاية الخامسة»، غير أنه رفض الرد على أسئلته.
ودان القضاء العسكري السعيد بوتفليقة في سبتمبر (أيلول) الماضي بـ15 سنة سجناً بتهمة «التآمر على سلطة الدولة» و«التآمر على الجيش». وأنزل القضاء نفس العقوبة بناء على نفس التهمتين، ضد مديري المخابرات السابقين الفريق محمد مدين (توفيق) واللواء بشير طرطاق، ومرشحة «رئاسية» عام 2014 لويزة حنون. وحكم القضاء العسكري أيضاً ولكن غيابياً، بـ20 سنة سجناً ضد وزير الدفاع السابق اللواء خالد نزار اللاجئ حالياً في إسبانيا.
وغالبية المسؤولين الحكوميين الذين سجنهم القضاء، اتهمتهم المحكمة العليا بـ«منح امتيازات غير مبررة في مجال الصفقات العمومية والعقود، وتبديد أموال عمومية وإساءة استغلال الوظيفة وتعارض المصالح». واتهمت المحكمة أيضاً رجال أعمال بـ«التربّح غير المشروع». وبحسب التحقيقات القضائية التي أجريت في ملفات الفساد الكبيرة، فقد حصل 5 رجال أعمال (مسجونون منذ أشهر) على قروض من البنوك الحكومية وتسهيلات استثمارية تتمثل في إطلاق مشروعات كبيرة لتركيب السيارات. وأقصي الكثير من الناشطين في هذا الميدان، برفض ملفاتهم من طرف «المجلس الوطني للاستثمار» الذي يرأسه رئيس الوزراء، وهو من يمنح التراخيص لإطلاق المشروعات الممولة من طرف الدولة، كلياً أو جزئياً.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».