«النواب الأردني» يوافق على مقترح قانون يمنع استيراد الغاز من إسرائيل

صوت مجلس النواب بالأغلبية اليوم الاحد على مقترح مشروع قانون يحظر استيراد الغاز من إسرائيل (بترا)
صوت مجلس النواب بالأغلبية اليوم الاحد على مقترح مشروع قانون يحظر استيراد الغاز من إسرائيل (بترا)
TT

«النواب الأردني» يوافق على مقترح قانون يمنع استيراد الغاز من إسرائيل

صوت مجلس النواب بالأغلبية اليوم الاحد على مقترح مشروع قانون يحظر استيراد الغاز من إسرائيل (بترا)
صوت مجلس النواب بالأغلبية اليوم الاحد على مقترح مشروع قانون يحظر استيراد الغاز من إسرائيل (بترا)

وافق مجلس النواب الأردني بالإجماع، أمس (الأحد)، على إحالة مقترح لسن قانون يمنع استيراد الغاز من إسرائيل، في محاولة أخيرة لقطع الطريق على الاتفاقية التي تسببت بسلسلة ردود أفعال شعبية واسعة.
وكانت شركة الكهرباء الوطنية (نيبكو) أعلنت قبل نحو أسبوعين عن بدء الضخ التجريبي للغاز الإسرائيلي، بواسطة شركة «نوبل إنيرجي» الأميركية، وهو ما دفع نواب لتوقيع مذكرة طرح الثقة بحكومة عمر الرزاز.
وبموجب قرار المجلس، أمس، فعلى الحكومة أن تعيد مشروع قانون منع استيراد الغاز من إسرائيل إلى مجلس النواب خلال الدورة الحالية (الأخيرة من عمر المجلس الحالي الثامن عشر)، أو التي تليها، ليناقش النواب بنود القانون وإقرارها، على أن انتهاء عمر المجلس الحالي في 10 مايو (أيار) المقبل قد يحرر الحكومة من التزامها بإحالة القانون على المجلس الجديد.
ومنح مقترح مشروع القانون صفة الاستعجال، إلا أن ذلك لا يعتبر ملزماً للحكومة وفقاً للنصوص الدستورية، فيما يمكن للنواب المناورة بالتهديد بسحب الثقة من الحكومة، الأمر المستبعد سياسياً أيضاً لما قد يترتب عليه من فرصة لحلّ المجلس. وأمام ردود فعل شعبية على مواقع التواصل الاجتماعي، قلل ناشطون من أهمية الخطوة النيابية، التي اعتبروها لن تنسحب على الاتفاقية بأثر رجعي، كما أن القانون يمنع الحكومة من استيراد الغاز، لكنه لا يمنع الشركات التي تساهم فيها الحكومة من التعامل مع إسرائيل.
وبعد ساعات قليلة من الإحالة، أوضحت رئيسة ديوان الرأي والتشريع الأردني فداء الحمود، في تصريحات صحافية، المراحل الدستورية التي لا بد أن يمر بها أي مشروع قانون، مبينة أنه في حال موافقة الحكومة على تحويل المقترح إلى مشروع قانون يوافق عليه مجلس الوزراء، لا بد من إرساله إلى الديوان للصياغة والتأكد من عدم تعارضه مع الدستور والاتفاقيات الدولية المصادق عليها، ليحال مرة أخرى إلى مجلس الوزراء للمصادقة عليه، ومن ثم إلى النواب مجدداً.
وُوجهت الاتفاقية برفض شعبي مبكّر لها، فيما حمّل الشارع الأردني عبر عدة مسيرات حكومة عمر الرزاز الحالية مسؤولية «تسليم قرار الطاقة الوطني للعدو الإسرائيلي، واتهام المسؤولين عن الاتفاقية بالخيانة»، وسط مطالبات بإسقاط الحكومة على خلفية إصرارها على عدم الاستجابة للمطالب الشعبية.
ويتضمن نص مشروع القانون المقترح، المحول إلى اللجنة القانونية، الذي اطلعت «الشرق الأوسط» على نسخة منه، 3 بنود، أهمها البند الثاني الذي ينص على أنه بالرغم مما ينص عليه أي قانون آخر، فإنه يحظر على أي من وزارات ومؤسسات الدولة أو الشركات المملوكة لها، أن تقوم باستيراد الغاز أو أي من المشتقات البترولية من الكيان الصهيوني.
ووصف بعض النواب خلال الجلسة أمس، قرار الإحالة بـ«التاريخي»، رغم ضعف فرص مضي مشروع القانون قدماً، وقال النائب في البرلمان خليل عطية: «إنه فعلاً يوم تاريخي يسجل لهذا المجلس الكريم»، مشيراً إلى ضرورة إضافة منع كل الشركات أمام الاستيراد.
ونوّه رئيس مجلس النواب عاطف الطراونة، أن البرلمان سيكون شريكاً مع الحكومة في القانون، وقال إن البرلمان لا يعترف بإسرائيل، لكنه تمت الإشارة لها، لأن الحكومات تعترف بها، ولذلك وردت كلمة «إسرائيل» في نص المقترح. وشهدت اللحظات الأخيرة قبيل جلسة الأحد، «كولسات» نيابية لسحب فتيل مذكرة حجب الثقة، التي وقع عليها نواب كتلة الإصلاح، الذراع النيابية لجماعة «الإخوان المسلمين» غير المرخصة في البلاد، ما دفع رئيس الكتلة عبد الله العكايلة لإصدار بيان ليلة السبت تراجع فيه عن مطالب كتلته بحجب الثقة ودعم مقترح القانون، والتمسك بموقف المجلس الرافض للاتفاقية.
وكان حراك نيابي يسعى إلى حجب الثقة عن الحكومة قبيل الجلسة، قاده نواب الحركة الإسلامية، إلا أن الحكومة استنفرت لاستيعاب الغضبة النيابية من خلال موافقتها على تسلم مذكرة نيابية وقع عليها 65 نائباً تطالب بإصدار قانون يمنع استيراد الغاز، وهي الخطوة التي كانت ترفضها الحكومة، كما علمت «الشرق الأوسط» من مصادر حكومية مطلعة. لكن، فور توقيع مذكرة حجب الثقة أعادت الحكومة تقديرها للربع الأخير من عمر المجلس، واحتمالات حجبه الثقة تحت تأثير ضغط الشارع، واقتراب موعد حل المجلس والذهاب لانتخابات مزمع عقدها في الصيف المقبل.
وعقد في وقت سابق اجتماع حضرته مراجع سياسية وأمنية، استمعت لتقدير رئيس مجلس النواب مسألة اتفاقية الغاز مع إسرائيل، والذي حذر من المضي بمذكرة حجب الثقة، في حين أن الدستور خول المجلس بإصدار تشريع يقطع الطريق على المزاودات بطرح الثقة بالحكومة في آخر دورة برلمانية، كسباً لشعبية الشارع وتأييدهم لتيار سياسي بعينه، في حين لفت الطراونة نظر الحكومة إلى قدرتها على تحسين شروط الاتفاقية من خلال القانون، ومحاولة الانفكاك منها أمام هيئات التحكيم الدولية.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».