«مسام» ينزع 4 آلاف لغم حوثي ومتفجرات منذ بداية العام

TT

«مسام» ينزع 4 آلاف لغم حوثي ومتفجرات منذ بداية العام

أعلن مدير عام مشروع «مسام» لنزع الألغام أسامة القصيبي، أن «الفرق الهندسية نَزعت منذ بداية شهر يناير (كانون الثاني) الحالي 4141 لغماً وذخيرة غير منفجرة». وأضاف أن «الفرق الهندسية التابعة للمشروع نزعت خلال الأسبوع الثالث 1286 لغماً وعبوة ناسفة وذخيرة غير منفجرة، ونزعت خلال الأسبوع الماضي 908 ذخائر غير منفجرة و13 عبوة ناسفة».
وأشار مدير المركز، وهو أحد المشروعات السعودية الإنسانية اللافتة في اليمن، إلى أن «فرق (مسام) الميدانية نزعت خلال الأسبوع الثالث من هذا الشهر 354 لغماً مضاداً للدبابات و11 لغماً مضاداً للأفراد»، لافتاً إلى أن «مجموع ما تم نزعه منذ انطلاق المشروع أواخر يونيو (حزيران) 2018 حتى 16 يناير الجاري بلغ 124286 لغماً وذخيرة غير منفجرة وعبوة ناسفة».
وفي السياق، وبينما تواصل ميليشيا الحوثي زراعة الألغام، التي باتت أبرز أسلحتها، فلا تنسحب هذه الجماعة من مكان حتى تجعله مكاناً منكوباً بآلاف الألغام والعبوات الناسفة؛ حيث حولت مديريات الساحل الغربي إلى واحد من أكبر حقول الألغام في العالم، يكافح المشروع السعودي «مسام» في الصحاري والجبال لتأمين حياة اليمنيين والتخفيف من حجم المأساة التي خلّفتها ألغام الحوثيين في أجسادهم ومشاعرهم وتمكينهم من العودة إلى مناطقهم بشكل آمن. وذكرت «مسام»، عبر موقعها الإلكتروني، أنه «في منطقة الرمة التابعة لمديرية المخا، في الساحل الغربي غرب تعز، تمكن مشروع (مسام) من إعادة الأمل لـ3 آلاف أسرة نازحة، بعد أن تم تأمين مساكنهم ومزارعهم من آلاف الألغام والعبوات الناسفة». ونقل الموقع عن قائد «الفريق 17 مسام» العقيد حسان سالم الجهوري، تأكيده أن «منطقة الرمة من أكبر المناطق في مديرية المخا الموبوءة بالألغام بشكل كثيف وعشوائي، وهي عبارة عن تجمعات سكنية تصل مساحتها إلى 20 كيلومتراً مربعاً، وفيها أكثر من 250 مزرعة».
وقال إن «فريقه باشر العمل في منطقة الرمة في يوليو (تموز) 2018 وتمكن حتى الآن من تطهير أكثر من 14 حقلاً ومنطقة ملغومة، وإن إجمالي ما تم نزعه من تلك الحقول يصل إلى 2500 لغم وعبوة ناسفة، وإن الفريق استطاع خلال فترة عمله تطبيع الحياة، وإعادة أكثر من 3 آلاف أسرة نازحة إلى منازلهم سالمين».
وأضاف أن «جميع الألغام التي تم نزعها من منطقة الرمة هي ألغام أرضية إيرانية الصنع استهدفت بها ميليشيات الحوثي حياة المدنيين ومصادر عيشهم، ووصل فريقه إلى منطقة الرمة وهي خالية من السكان بشكل كامل بسبب الألغام التي فتكت بحياة مئات منهم».
وأشار إلى أن «الحقل الذي يعمل فريقه حالياً على تأمينه هو الحقل رقم 10 وتصل مساحته إلى 55 ألف متر مربع، نزع الفريق منه حتى الآن 150 لغماً مضاداً للأفراد».
ولأكثر من عامين ظلت منطقة الرمة المأهولة بالسكان شبه ميتة بسبب المآسي التي خلفتها الألغام بحق المدنيين، فكان النزوح هو الخيار الوحيد أمام السكان المحليين لتأمين حياتهم من الموت المدفون تحت الأرض. وبدوره، قال الشيخ القلعوم محمد زيد، شيخ منطقة الرمة، إن «الحوثيين أرادوا بألغامهم القضاء على كل من تطئ قدمه الأرض، سواء أكان بشراً أم من الحيوان»، وإن «الألغام تسببت في مقتل العشرات من المواطنين أثناء محاولتهم النزوح من ويلات الحرب وإرهاب الموت المدفون».
وأضاف أن «كثيراً من المواطنين اختار مشقة النزوح هرباً بأنفسهم وأطفالهم وعائلاتهم من مصائد الموت التي تتربص بهم»، مشيراً إلى أن الحوثيين حوّلوا المنطقة إلى كتلة من المتفجرات، مؤكداً أن «فرق (مسام) الهندسية أعادت الأمل للسكان المحليين، ومكنتهم من العودة إلى منازلهم ومزارعهم لتتحول حقول الموت إلى حقول حياة».
إلى ذلك، قالت وكالة الأنباء اليمينة الرسمية (سبأ) إن مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية وزع، أمس (الأحد)، بالتعاون مع ائتلاف الخير للإغاثة الإنسانية، 900 سلة غذائية للنازحين داخلياً، والنازحين من محافظات الحديدة وتعز وإب إلى مديريتي الضالع وقعطبة بمحافظة الضالع، وإنه «استفاد من السلال الغذائية 6300 فرد في مناطق كريزة، الجمرك، القرين، العشري، المدهور، جلاس، خوبر، القطيش، اللكمة السوداء، سهدة الشرقية، سهدة الغربية، عفش، النقيل، الصدرين».


مقالات ذات صلة

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

العالم العربي مقاتلون حوثيون جدد جرى تدريبهم وإعدادهم أخيراً بمزاعم مناصرة قطاع غزة (إعلام حوثي)

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

لجأت الجماعة الحوثية إلى مواجهة مخاوفها من مصير نظام الأسد في سوريا بأعمال اختطاف وتصعيد لعمليات استقطاب وتطييف واسعة وحشد مقاتلين

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح خلال الاجتماع (سبأ)

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

دعا عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح إلى ما أسماه «وحدة المعركة»، والجاهزية الكاملة والاستعداد لتحرير العاصمة اليمنية صنعاء من قبضة الميليشيات الحوثية.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي جانب من اجتماع سابق في عمّان بين ممثلي الحكومة اليمنية والحوثيين خاص بملف الأسرى والمحتجزين (مكتب المبعوث الأممي)

واشنطن تفرض عقوبات على عبد القادر المرتضى واللجنة الحوثية لشؤون السجناء

تعهَّدت واشنطن بمواصلة تعزيز جهود مساءلة مرتكبي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في اليمن، بمَن فيهم «مسؤولو الحوثيين».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي من عرض عسكري ألزم الحوثيون طلبة جامعيين على المشاركة فيه (إعلام حوثي)

حملة حوثية لتطييف التعليم في الجامعات الخاصة

بدأت الجماعة الحوثية فرض نفوذها العقائدي على التعليم الجامعي الخاص بإلزامه بمقررات طائفية، وإجبار أكاديمييه على المشاركة في فعاليات مذهبية، وتجنيد طلابه للتجسس.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني (سبأ)

​وزير الإعلام اليمني: الأيام المقبلة مليئة بالمفاجآت

عقب التطورات السورية يرى وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني أن المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة تحمل الأمل والحرية

عبد الهادي حبتور (الرياض)

​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
TT

​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)

انخفض إنتاج وتصدير العسل في اليمن خلال السنوات الخمس الأخيرة بنسبة تصل إلى 50 في المائة بسبب تغيرات المناخ، وارتفاع درجة الحرارة، إلى جانب آثار الحرب التي أشعلها الحوثيون، وذلك طبقاً لما جاء في دراسة دولية حديثة.

وأظهرت الدراسة التي نُفّذت لصالح اللجنة الدولية للصليب الأحمر أنه خلال السنوات الخمس الماضية، وفي المناطق ذات الطقس الحار، انخفض تعداد مستعمرات النحل بنسبة 10 - 15 في المائة في حين تسبب الصراع أيضاً في انخفاض إنتاج العسل وصادراته بأكثر من 50 في المائة، إذ تركت سنوات من الصراع المسلح والعنف والصعوبات الاقتصادية سكان البلاد يكافحون من أجل التكيف، مما دفع الخدمات الأساسية إلى حافة الانهيار.

100 ألف أسرة يمنية تعتمد في معيشتها على عائدات بيع العسل (إعلام محلي)

ومع تأكيد معدّي الدراسة أن تربية النحل ليست حيوية للأمن الغذائي في اليمن فحسب، بل إنها أيضاً مصدر دخل لنحو 100 ألف أسرة، أوضحوا أن تغير المناخ يؤثر بشدة على تربية النحل، مما يتسبب في زيادة الإجهاد الحراري، وتقليل إنتاج العسل.

وأشارت الدراسة إلى أن هطول الأمطار غير المنتظمة والحرارة الشديدة تؤثران سلباً على مستعمرات النحل، مما يؤدي إلى انخفاض البحث عن الرحيق وتعطيل دورات الإزهار، وأن هذه التغييرات أدت إلى انخفاض إنتاج العسل في المناطق الأكثر حرارة، وأدت إلى إجهاد سبل عيش مربي النحل.

تغيرات المناخ

في حين تتفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن، ويعتمد 70 في المائة من السكان على المساعدات، ويعيش أكثر من 80 في المائة تحت خط الفقر، توقعت الدراسة أن يؤدي تغير المناخ إلى ارتفاع درجات الحرارة في هذا البلد بمقدار 1.2 - 3.3 درجة مئوية بحلول عام 2060، وأن تزداد درجات الحرارة القصوى، حيث ستصبح الأيام الأكثر سخونة بحلول نهاية هذا القرن بمقدار 3 - 7 درجات مئوية عما هي عليه اليوم.

شابة يمنية تروج لأحد أنواع العسل في مهرجان بصنعاء (إعلام محلي)

وإذ ينبه معدّو الدراسة إلى أن اليمن سيشهد أحداثاً جوية أكثر شدة، بما في ذلك الفيضانات الشديدة، والجفاف، وزيادة وتيرة العواصف؛ وفق ما ذكر مركز المناخ، ذكروا أنه بالنسبة لمربي النحل في اليمن، أصبحت حالات الجفاف وانخفاض مستويات هطول الأمطار شائعة بشكل زائد. وقد أدى هذا إلى زيادة ندرة المياه، التي يقول مربو النحل إنها التحدي المحلي الرئيس لأي إنتاج زراعي، بما في ذلك تربية النحل.

ووفق بيانات الدراسة، تبع ذلك الوضع اتجاه هبوطي مماثل فيما يتعلق بتوفر الغذاء للنحل، إذ يعتمد مربو النحل على النباتات البرية بصفتها مصدراً للغذاء، والتي أصبحت نادرة بشكل زائد في السنوات العشر الماضية، ولم يعد النحل يجد الكمية نفسها أو الجودة من الرحيق في الأزهار.

وبسبب تدهور مصادر المياه والغذاء المحلية، يساور القلق - بحسب الدراسة - من اضطرار النحل إلى إنفاق مزيد من الطاقة والوقت في البحث عن هذين المصدرين اللذين يدعمان الحياة.

وبحسب هذه النتائج، فإن قيام النحل بمفرده بالبحث عن الماء والطعام والطيران لفترات أطول من الزمن وإلى مسافات أبعد يؤدي إلى قلة الإنتاج.

وذكرت الدراسة أنه من ناحية أخرى، فإن زيادة حجم الأمطار بسبب تغير المناخ تؤدي إلى حدوث فيضانات عنيفة بشكل متكرر. وقد أدى هذا إلى تدمير مستعمرات النحل بأكملها، وترك النحّالين من دون مستعمرة واحدة في بعض المحافظات، مثل حضرموت وشبوة.

برنامج للدعم

لأن تأثيرات تغير المناخ على المجتمعات المتضررة من الصراع في اليمن تشكل تحدياً عاجلاً وحاسماً لعمل اللجنة الدولية للصليب الأحمر الإنساني، أفادت اللجنة بأنها اتخذت منذ عام 2021 خطوات لتوسيع نطاق سبل العيش القائمة على الزراعة للنازحين داخلياً المتضررين من النزاع، والعائدين والأسر المضيفة لمعالجة دعم الدخل، وتنويع سبل العيش، ومن بينها مشروع تربية النحل المتكامل.

الأمطار الغزيرة تؤدي إلى تدمير مستعمرات النحل في اليمن (إعلام محلي)

ويقدم البرنامج فرصة لدمج الأنشطة الخاصة بالمناخ التي تدعم المجتمعات لتكون أكثر قدرة على الصمود في مواجهة تغير المناخ، ومعالجة تأثير الصراع أيضاً. ومن ضمنها معلومات عن تغير المناخ وتأثيراته، وبعض الأمثلة على تدابير التكيف لتربية النحل، مثل استخدام الظل لحماية خلايا النحل من أشعة الشمس، وزيادة وعي النحالين بتغير المناخ مع المساعدة في تحديث مهاراتهم.

واستجابة لارتفاع درجات الحرارة الناجم عن تغير المناخ، وزيادة حالات الجفاف التي أسهمت في إزالة الغابات والتصحر، نفذت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أيضاً برنامجاً لتعزيز قدرة المؤسسات المحلية على تحسين شبكة مشاتل أنشطة التشجير في خمس محافظات، لإنتاج وتوزيع أكثر من 600 ألف شتلة لتوفير العلف على مدار العام للنحل.