انطلقت في العاصمة السعودية، الرياض، أمس، فعاليات مؤتمر مجموعة «تواصل الفكر» (T20)، التابعة لمجموعة العشرين، وسط دعوات بإعادة هيكلة منظمات دولية، على رأسها مجلس الأمن الدولي ومنظمة التجارة العالمية.
ودعا الأمير تركي الفيصل رئيس مركز الملك فيصل للدراسات والبحوث الإسلامية، دول العالم، إلى ممارسة مزيد من الضغوط على الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن لإعادة هيكلة هذه المؤسسة الدولية المهمة، على حد تعبيره.
وقال الفيصل على هامش افتتاح مؤتمر مجموعة «تواصل الفكر» (T20)، «هناك حاجة إلى إعادة هيكلة مجلس الأمن ليكون فعالاً أكثر مما هو عليه اليوم، الدول الخمس الدائمة العضوية لديها خلافات واختلافات في العديد من قضايا العالم، ولذلك مجلس الأمن مقيد بها، وبكل ما تراه هذه الدول ضد مبادئها».
وضرب الأمير تركي أمثلة لقضايا عالمية وصراعات لا تزال مفتوحة من دون حلول لبعضها، منذ عقود، رغم وجود قرارات من مجلس الأمن بشأنها، مشيراً إلى الصراع حول سوريا، والصراع العربي الإسرائيلي، وقضية كشمير. وتابع: «مثلاً الصراع العربي الإسرائيلي هناك قرارات من مجلس الأمن تضع خريطة حل الدولتين وإخراج الاحتلال الإسرائيلي من الأراضي العربية، لكن كان هناك الكثير من قرارات حق النقض (الفيتو) لمنع تطبيق هذه القرارات، وهذا مثال على مصالح بعض الدول الخمس، لذلك يحتاج هذا المجلس للهيكلة لحماية تطبيق القرارات التي يصدرها».
وفي رده على تساؤل أحد الحضور، عمّا إذا كان يعتقد فعلاً بموافقة الدول الخمس دائمة العضوية على أي عملية إصلاح لمجلس الأمن، وسحب النفوذ الذي تتمتع به تلك الدول، أجاب الأمير تركي الفيصل: «الدول الخمس لن توافق على أي عملية هيكلة لمجلس الأمن، فالأمر مطروح على الطاولة منذ فترة، عندما يكون شخص مريض ويريد إعطاءه دواءً مذاقه مر ربما يجبره، أعتقد أن على بقية دول العالم ممارسة الضغط على الدول الخمس للقيام بعملية الإصلاح، ولا أعتقد أن من المفيد إنشاء مؤسسات أخرى تنافس الأمم المتحدة».
وأكد أن التعددية هي الطريق للوصول لعالم مزدهر، لافتاً إلى أن استضافة السعودية قمة العشرين من المبشرات في تعزيز التعددية والتصدّي للتحديات العالمية التي لا يمكن التصدي لها من خلال العمل المنفرد.
ونوّه إلى أن على مجموعة العشرين أن تحدد معايير تحظى بقبول واسع النطاق، وأن تقدم توصيات لقادة المجموعة حول مدى الالتزام بالتعهدات المختلفة.
وتطرق رئيس مركز الملك فيصل للدراسات والبحوث الإسلامية، إلى الدور الصيني ومبادرة بكين بشأن طريق الحرير، وأثر ذلك على العالم، وقال: «ما تقوم به الصين يمكن أن يساعد المجتمع الدولي، فهي تعتزم مساعدة الدول، ليس فقط في مجال البنية التحتية، بل بالتجارة عبر طريق الحرير، وهذا أمر جيد، كما نعلم هناك الكثير من مذكرات التفاهم وقعت بين السعودية والصين لبناء الشراكة في إطار هذه المبادرة ونتطلع لرؤية المزيد».
وحذّر تركي الفيصل من أن التفكير في المصالح الشخصية لدى بعض الدول يمثل عائقاً أمام التعاون متعدد الأطراف، مشيراً إلى أن «رؤية 2030» مثال رائع يشرح كيف للناس أن يضعوا أهدافهم لأنفسهم في بلادهم، ويتطوروا، ويصبحوا أعضاء فاعلين في خدمة البشرية.
إلى ذلك، أكد الدكتور فهد التركي رئيس «مجموعة الفكر 20»، أن السعودية تسعى إلى تحقيق مستقبل يسوده الازدهار الاقتصادي والاستدامة والشمول، ولذلك ركّزت في أهدافها على المناخ والبيئة، من خلال التركيز على الاقتصاد الدائري منخفض الانبعاثات الكربونية لتحقيق الأهداف المناخية، وكذلك على تمكين المرأة وإعداد الشباب من أجل مجتمع أكثر شمولية، مع التعددية والتنمية الاقتصادية والتمويل، وذلك من خلال توفير الرخاء عبر التعاون الدولي والتنمية الاقتصادية والاستدامة المالية.
وذكر فيصل الإبراهيم نائب وزير الاقتصاد والتخطيط السعودي، أن انعقاد قمة العشرين في السعودية يمثل فرصة كبيرة ليتعلم الكل من الآخر، مشيراً إلى أن التعاون الفعال يبدأ بين الدول الأعضاء في مجموعة العشرين، وأن النقاشات التي تجريها مجموعة «تواصل الفكر» (T20) سيكون لها دور فعال في ترسيخ هذا التعاون.
ولفت عبد العزيز الرشيد مساعد وزير المالية للشؤون المالية الدولية، إلى أن الازدهار الذي شهده الاقتصاد العالمي خلال العقود الماضية، كان نتاجاً للدور العظيم الذي لعبته المنظمات الدولية متعددة الأطراف، لا سيما خلال الثمانينات الميلادية.
وأضاف أن المنظمات الدولية المتعلقة بالمالية أكثر نجاحاً من المنظمات الأخرى. وقال: «ما نراه في منظمة التجارة العالمية اليوم يوضح كيف يكون التعاون صبعاً (...) المنظمة اليوم أقل تأثيراً عن السابق، نعتقد أنه خلال الرئاسة السعودية ستكون هناك مقترحات لكيفية وضع إطار زمني لإعادة هيكلة منظمة التجارة العالمية».
إلى ذلك، تطرق الدكتور فهد الدوسري نائب محافظ مؤسسة النقد العربي السعودي، إلى بعض الأمثلة للتعاون متعدد الأطراف، منها قضية التغير المناخي، والتجارة الدولية، وصندوق النقد الدولي الذي يعمل على استقرار الاقتصادات، حسب وصفه.
وتابع: «نعيش في عالم متفاعل، ولا يمكننا أن نكون بمعزل عما يحدث في المنطقة والعالم، وأي حدث نتفاعل معه، الحمائية التجارية بين الولايات المتحدة والصين كلفت الاقتصاد العالمي نحو 700 مليار دولار، ومنطقتنا تتأثر بالاقتصاد العالمي، وعليه يتوجب علينا فهم ماهية الاقتصاد العالمي والقرارات الصادرة في مناطق مختلفة».
ويناقش المؤتمر، على مدى يومين، مجموعة من القضايا الأساسية التي تشمل المناخ والطاقة والهجرة والشباب والابتكار والتكنولوجيا وتعددية الأطراف والتنمية الاقتصادية والتمويل والأمن الغذائي، وإمكانية الحصول على المياه.
انطلاق اجتماعات «T20» في السعودية وسط دعوات لإعادة هيكلة منظمات دولية
على رأسها مجلس الأمن ومنظمة التجارة العالمية
انطلاق اجتماعات «T20» في السعودية وسط دعوات لإعادة هيكلة منظمات دولية
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة