مساعٍ في إسرائيل لإبعاد مرشحة عن «القائمة العربية»

TT

مساعٍ في إسرائيل لإبعاد مرشحة عن «القائمة العربية»

قالت مصادر إسرائيلية إن أعضاء كنيست في الأحزاب الإسرائيلية الكبيرة، ينوون تقديم طلبات رسمية للجنة الانتخابات المركزية لاستبعاد مرشحة من القائمة العربية «المشتركة» بدعوى «دعمها للإرهاب». وبحسب القناة 12 للتلفزيون الإسرائيلي، فإن عضو الكنيست أوفير كاتز من حزب «الليكود» اليميني بزعامة نتنياهو يعمل من أجل تقديم طلب رسمي إلى لجنة الانتخابات المركزية لاستبعاد النائبة البرلمانية، هبة يزبك، المرشحة عن القائمة «المشتركة»، بدعوى «دعمها للإرهاب». وأضافت القناة أن أعضاء تحالف حزب «أزرق أبيض» بزعامة الجنرال بيني غانتس في اللجنة سيدعمون هذا الطلب، فيما هددت القائمة «المشتركة» بأن «خطوة كهذه ستكون لها عواقب».
ونظراً إلى وزن كتلة «أزرق أبيض» داخل لجنة الانتخابات المركزية، حيث يحتل أعضاؤها ربع مقاعد اللجنة، فإن دعمهم لطلب الليكود، سيؤثر بصورة كبيرة على قرار اللجنة. وأشارت القناة إلى أن يزبك كانت قد أعربت عن أسفها لاغتيال سمير القنطار المعروف بـ«عميد الأسرى المحررين اللبنانيين»، واصفة إياه بـ«الشهيد»، وترحيبها براوي سلطاني الذي أدين بالتواصل مع منظمة «حزب الله». وكانت رئيسة المحكمة العليا الإسرائيلية القاضية استير هايس، قد أشارت في السابق إلى أنه إذا تم التقدم بالطلب للمحكمة لاستبعاد يزبك من الترشح للكنيست «ربما تتم الموافقة عليه».
وتحتل يزبك مقعداً متقدماً في القائمة (رقم 8)، فيما يتوقع أن تحصل القائمة على 14 مقعداً في الكنيست (البرلمان الإسرائيلي). وأكدت القناة الإسرائيلية أن دعم تحالف «أزرق أبيض» بزعامة بني غانتس للطلب له تبعات كبيرة، وأهمها تدهور علاقة التحالف مع القائمة «المشتركة» التي أوصى 10 من أعضائها لصالح غانتس بتشكيل الحكومة في الانتخابات الأخيرة. وأضافت القناة أنه من المتوقع أن يقدم عوديد فورير من حزب «يسرائيل بيتينو» أيضاً طلباً إلى لجنة الانتخابات المركزية برفض ترشيح يزبك.
وقال فورير: «لا يمكن لأولئك الذين أعربوا علناً عن دعمهم للإرهابيين والناشطين الإرهابيين الاستمتاع بملذات الديمقراطية الإسرائيلية التي تسعى إلى القضاء عليها. أدعو جميع أعضاء الأحزاب الصهيونية إلى الانضمام إلى حزب يسرائيل بيتينو والتقدم بطلب لرفض الدعم الإرهابي».
وقال عضو الكنيست من القائمة «المشتركة» أحمد الطيبي إن «دعم تحالف أزرق أبيض لاستبعاد يزبك سيُنظر إليه بشدة، وسيكون تطوراً خطيراً وسلبياً»، دون الخوض في تفاصيل. وأضاف: «أساند زميلتي في القائمة هبة يزبك، إنها نائبة نشيطة وتخدم منتخبيها بأمانة». وتابع: «ما نقل عنها كان قبل دخولها الكنيست».
وعدّ الحزب الشيوعي الإسرائيلي والجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة تحرك «يسرائيل بيتينو» جزءاً من المساعي الرامية إلى تحجيم الوزن السياسي للمواطنين العرب في إسرائيل. وأضاف الحزب الشيوعي أن موقف حزب «أزرق أبيض» في هذا الصدد يندرج ضمن محاولتهم لمغازلة اليمين، بدلاً من طرح بديل سياسي. ولن يؤدي هذا إلا إلى تقوية اليمين وتعزيز هيمنته السياسية. وتابع: «لقد آن الأوان أن يفهم الجميع أنّ ضرب شرعية المواطنين العرب يصبّ في مصلحة استمرار حكم اليمين برئاسة بنيامين نتنياهو». وردت النائبة يزبك بقولها إن «جميع هذه الادعاءات قد ردتها في الماضي لجنة الانتخابات نفسها والمحكمة العليا»، مضيفة أن حزب «يسرائيل بيتينو» يطرح ذلك لأهداف شعبوية فقط.



اللاجئون الفلسطينيون يعودون إلى مخيم «اليرموك» في سوريا

اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
TT

اللاجئون الفلسطينيون يعودون إلى مخيم «اليرموك» في سوريا

اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)

كان مخيم اليرموك للاجئين في سوريا، الذي يقع خارج دمشق، يُعدّ عاصمة الشتات الفلسطيني قبل أن تؤدي الحرب إلى تقليصه لمجموعة من المباني المدمرة.

سيطر على المخيم، وفقاً لوكالة «أسوشييتد برس»، مجموعة من الجماعات المسلحة ثم تعرض للقصف من الجو، وأصبح خالياً تقريباً منذ عام 2018، والمباني التي لم تدمرها القنابل هدمت أو نهبها اللصوص.

رويداً رويداً، بدأ سكان المخيم في العودة إليه، وبعد سقوط الرئيس السوري السابق بشار الأسد في 8 ديسمبر (كانون الأول)، يأمل الكثيرون في أن يتمكنوا من العودة.

في الوقت نفسه، لا يزال اللاجئون الفلسطينيون في سوريا، الذين يبلغ عددهم نحو 450 ألف شخص، غير متأكدين من وضعهم في النظام الجديد.

أطفال يلعبون أمام منازل مدمرة بمخيم اليرموك للاجئين في سوريا (أ.ف.ب)

وتساءل السفير الفلسطيني لدى سوريا، سمير الرفاعي: «كيف ستتعامل القيادة السورية الجديدة مع القضية الفلسطينية؟»، وتابع: «ليس لدينا أي فكرة لأننا لم نتواصل مع بعضنا بعضاً حتى الآن».

بعد أيام من انهيار حكومة الأسد، مشت النساء في مجموعات عبر شوارع اليرموك، بينما كان الأطفال يلعبون بين الأنقاض. مرت الدراجات النارية والدراجات الهوائية والسيارات أحياناً بين المباني المدمرة. في إحدى المناطق الأقل تضرراً، كان سوق الفواكه والخضراوات يعمل بكثافة.

عاد بعض الأشخاص لأول مرة منذ سنوات للتحقق من منازلهم. آخرون كانوا قد عادوا سابقاً ولكنهم يفكرون الآن فقط في إعادة البناء والعودة بشكل دائم.

غادر أحمد الحسين المخيم في عام 2011، بعد فترة وجيزة من بداية الانتفاضة ضد الحكومة التي تحولت إلى حرب أهلية، وقبل بضعة أشهر، عاد للإقامة مع أقاربه في جزء غير مدمر من المخيم بسبب ارتفاع الإيجارات في أماكن أخرى، والآن يأمل في إعادة بناء منزله.

هيكل إحدى ألعاب الملاهي في مخيم اليرموك بسوريا (أ.ف.ب)

قال الحسين: «تحت حكم الأسد، لم يكن من السهل الحصول على إذن من الأجهزة الأمنية لدخول المخيم. كان عليك الجلوس على طاولة والإجابة عن أسئلة مثل: مَن هي والدتك؟ مَن هو والدك؟ مَن في عائلتك تم اعتقاله؟ عشرون ألف سؤال للحصول على الموافقة».

وأشار إلى إن الناس الذين كانوا مترددين يرغبون في العودة الآن، ومن بينهم ابنه الذي هرب إلى ألمانيا.

جاءت تغريد حلاوي مع امرأتين أخريين، يوم الخميس، للتحقق من منازلهن. وتحدثن بحسرة عن الأيام التي كانت فيها شوارع المخيم تعج بالحياة حتى الساعة الثالثة أو الرابعة صباحاً.

قالت تغريد: «أشعر بأن فلسطين هنا، حتى لو كنت بعيدة عنها»، مضيفة: «حتى مع كل هذا الدمار، أشعر وكأنها الجنة. آمل أن يعود الجميع، جميع الذين غادروا البلاد أو يعيشون في مناطق أخرى».

بني مخيم اليرموك في عام 1957 للاجئين الفلسطينيين، لكنه تطور ليصبح ضاحية نابضة بالحياة حيث استقر العديد من السوريين من الطبقة العاملة به. قبل الحرب، كان يعيش فيه نحو 1.2 مليون شخص، بما في ذلك 160 ألف فلسطيني، وفقاً لوكالة الأمم المتحدة للاجئين الفلسطينيين (الأونروا). اليوم، يضم المخيم نحو 8 آلاف لاجئ فلسطيني ممن بقوا أو عادوا.

لا يحصل اللاجئون الفلسطينيون في سوريا على الجنسية، للحفاظ على حقهم في العودة إلى مدنهم وقراهم التي أُجبروا على مغادرتها في فلسطين عام 1948.

لكن، على عكس لبنان المجاورة، حيث يُمنع الفلسطينيون من التملك أو العمل في العديد من المهن، كان للفلسطينيين في سوريا تاريخياً جميع حقوق المواطنين باستثناء حق التصويت والترشح للمناصب.

في الوقت نفسه، كانت للفصائل الفلسطينية علاقة معقدة مع السلطات السورية. كان الرئيس السوري الأسبق حافظ الأسد وزعيم «منظمة التحرير الفلسطينية»، ياسر عرفات، خصمين. وسُجن العديد من الفلسطينيين بسبب انتمائهم لحركة «فتح» التابعة لعرفات.

قال محمود دخنوس، معلم متقاعد عاد إلى «اليرموك» للتحقق من منزله، إنه كان يُستدعى كثيراً للاستجواب من قبل أجهزة الاستخبارات السورية.

وأضاف متحدثاً عن عائلة الأسد: «على الرغم من ادعاءاتهم بأنهم مع (المقاومة) الفلسطينية، في الإعلام كانوا كذلك، لكن على الأرض كانت الحقيقة شيئاً آخر».

وبالنسبة لحكام البلاد الجدد، قال: «نحتاج إلى مزيد من الوقت للحكم على موقفهم تجاه الفلسطينيين في سوريا. لكن العلامات حتى الآن خلال هذا الأسبوع، المواقف والمقترحات التي يتم طرحها من قبل الحكومة الجديدة جيدة للشعب والمواطنين».

حاولت الفصائل الفلسطينية في اليرموك البقاء محايدة عندما اندلع الصراع في سوريا، ولكن بحلول أواخر 2012، انجر المخيم إلى الصراع ووقفت فصائل مختلفة على جوانب متعارضة.

عرفات في حديث مع حافظ الأسد خلال احتفالات ذكرى الثورة الليبية في طرابلس عام 1989 (أ.ف.ب)

منذ سقوط الأسد، كانت الفصائل تسعى لتوطيد علاقتها مع الحكومة الجديدة. قالت مجموعة من الفصائل الفلسطينية، في بيان يوم الأربعاء، إنها شكلت هيئة برئاسة السفير الفلسطيني لإدارة العلاقات مع السلطات الجديدة في سوريا.

ولم تعلق القيادة الجديدة، التي ترأسها «هيئة تحرير الشام»، رسمياً على وضع اللاجئين الفلسطينيين.

قدمت الحكومة السورية المؤقتة، الجمعة، شكوى إلى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة تدين دخول القوات الإسرائيلية للأراضي السورية في مرتفعات الجولان وقصفها لعدة مناطق في سوريا.

لكن زعيم «هيئة تحرير الشام»، أحمد الشرع، المعروف سابقاً باسم «أبو محمد الجولاني»، قال إن الإدارة الجديدة لا تسعى إلى صراع مع إسرائيل.

وقال الرفاعي إن قوات الأمن الحكومية الجديدة دخلت مكاتب ثلاث فصائل فلسطينية وأزالت الأسلحة الموجودة هناك، لكن لم يتضح ما إذا كان هناك قرار رسمي لنزع سلاح الجماعات الفلسطينية.