محاولتا طعن في القدس والخليل... وقوات الاحتلال تعتقل امرأة وشاباً

TT

محاولتا طعن في القدس والخليل... وقوات الاحتلال تعتقل امرأة وشاباً

قال الجيش الإسرائيلي إنه أحبط، أمس، عمليتي طعن؛ واحدة في القدس، والثانية في الخليل في الضفة الغربية، واعتقل سيدة وشاباً على خلفية ذلك. وأعلن الجيش أن فلسطينياً في الخليل نجح في إصابة أحد المستوطنين بجراح طفيفة قبل اعتقاله. وأضاف أنه اعتقل فلسطينياً بعد أن طعن أحد المستوطنين بآلة حادة. وقال الجيش الإسرائيلي، في بيان، «لقد اعتقلت قوات الجيش بمساعدة مواطن كان في مكان بالقرب من مدينة الخليل، بعد قيامه بطعن مواطن إسرائيلي. تم نقل المصاب لتلقي العلاج في المستشفى».
وشوهد مسعفون إسرائيليون يقدمون إسعافات أولية لأحد المستوطنين بالقرب من أحد الحواجز العسكرية الإسرائيلية في حي جابر شرق المسجد الإبراهيمي الشريف بمدينة الخليل. وهرع عشرات من جنود الاحتلال إلى المكان، وقاموا بإغلاق المنطقة، ومنعوا حركة المواطنين.
وقالت وسائل إعلام إسرائيلية إن المستوطن يبلغ من العمر 22 عاماً، وأصيب بجروح متوسطة بعد تعرضه للطعن بالقرب من مستوطنة «كريات أربع» شرق مدينة الخليل جنوب الضفة الغربية، وجاءت العملية بعد ساعات قليلة من اعتقال قوات الاحتلال سيدة فلسطينية قرب باب العامود في القدس المحتلة، بتهمة محاولتها تنفيذ عملية طعن.
واعتدى جنود الاحتلال بالضرب على السيدة قبل اعتقالها، وقالت الشرطة الإسرائيلية إنها اعتقلت سيدة من بلدة أبو ديس، شرق القدس، بعد محاولتها تنفيذ عملية طعن في منطقة باب العامود بالقدس. وحسب قناة «13» العبرية، فإن المعتقلة سيدة تبلغ من العمر 52 عاماً، وتم نقلها إلى مركز التحقيق في شارع صلاح الدين. ونفت وسائل إعلام محلية، نقلاً عن شهود عيان، اتهامات الشرطة الإسرائيلية، واتهموا أفراد الشرطة بمحاولة الاعتداء على المواطنة المقدسية. لكن ناطقاً عسكرياً إسرائيلياً أكد أن قوات شرطة حرس الحدود الإسرائيلية الموجودة في محيط باب العامود في القدس الشرقية، اعتقلت السيدة، لأنها «حاولت تنفيذ عملية طعن ضد أفراد حرس الحدود في المكان».
ولم تتمكن السيدة من تنفيذ العملية، ولم تقع إصابات وسط عناصر الأمن الإسرائيليين، غير أن أحد الجنود أصيب بجراح طفيفة برأسه جراء تعرضه للرشق بحجارة. وجاءت العمليتان في ظل تصاعد التوتر في القدس والخليل بسبب اقتحامات متزايدة للمسجد الأقصى، واعتداءات على الحرم الإبراهيمي.
وأدى الآلاف صلاة الفجر في المسجد الأقصى، والحرم الإبراهيمي، تلبية لنداء نشطاء ضمن حملة «نفير الفجر» في المسجد الأقصى والمسجد الإبراهيمي. وشارك الآلاف من المصلين في أداء صلاة فجر الجمعة، في المسجد الأقصى والحرم الإبراهيمي للأسبوع الثاني على التوالي.
وأصيب مصلون بالأعيرة المطاطية ورضوض بعد اعتداء قوات الاحتلال عليهم في ساحات المسجد الأقصى، خلال تفريغه من المصلين فجر الجمعة. وأدى الآلاف من الفلسطينيين صلاة الفجر في مساجد قطاع غزة، لإسناد المصلين في المسجدين الأقصى في القدس والإبراهيمي في الخليل.
وتعزز محاولات الطعن مخاوف إسرائيلية حول تدهور أمني محتمل. وكشف تقرير استخباري إسرائيلي، قبل أيام، عن هشاشة الوضع الأمني في الضفة الغربية، مؤكداً أن حالة الهدوء النسبي التي ظهرت في عام 2019 مخادعة. وبين التقرير الذي أعده «مركز معلومات الاستخبارات والإرهاب» أن الهدوء النسبي في الضفة الغربية العام الماضي «خداع»، وهو نتائج لجهود مشتركة لأجهزة أمن الاحتلال والتعاون الأمني مع أجهزة الأمن الفلسطينية. وجاء في التقرير أن العام الماضي شهد انخفاضاً في عدد العمليات المنفذة، وهي 34 عملية، بينما نقل عن رئيس جهاز «الشاباك» قوله، إنه جرى إحباط تنفيذ 450 عملية كبيرة خلال العام الماضي، ونسبة كبيرة منها كانت بتوجيهات من نشطاء «حماس» في قطاع غزة، حيث تقوم حركة «حماس» بجهود مضنية سعياً لنقل تجربتها العسكرية في قطاع غزة للضفة الغربية.
وحول الأسباب الأخرى التي تقف خلف انخفاض العمليات في العام الماضي، لفت التقرير إلى أن ذلك يعود لعدة أسباب، من بينها انشغال المواطن الفلسطيني، وإشغاله، في لقمة العيش، بالإضافة لعدم مبالاة الشارع الفلسطيني بمحاولات إخراجه في مظاهرات في مناسبات وطنية فلسطينية وغيرها. ومع ذلك شدد التقرير على استمرار الشارع الفلسطيني في دعم منفذي العمليات، ورفع مكانتهم داخل المجتمع، ومنحهم الغطاء والإيواء حال تنفيذهم للعمليات ومساعدتهم في الهرب من قوات الجيش، حيث يحظى منفذو العمليات بإعجاب كبير لدى شريحة كبيرة في المجتمع الفلسطيني، ويتحولون إلى نموذج يحتذى به، ويحاول آخرون استلهام تجربتهم وتقليدهم.



أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
TT

أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)

دفعت الأحداث المتسارعة التي شهدتها سوريا الحوثيين إلى إطلاق العشرات من المعتقلين على ذمة التخطيط للاحتفال بالذكرى السنوية لإسقاط أسلافهم في شمال اليمن، في خطوة تؤكد المصادر أنها تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية ومواجهة الدعوات لاستنساخ التجربة السورية في تحرير صنعاء.

وذكرت مصادر سياسية في إب وصنعاء لـ«الشرق الأوسط» أن الحوثيين أطلقوا دفعة جديدة من المعتقلين المنحدرين من محافظة إب (193 كيلومتراً جنوب صنعاء) بعد مضي ثلاثة أشهر على اعتقالهم بتهمة الدعوة للاحتفال بالذكرى السنوية للإطاحة بنظام حكم الإمامة في شمال البلاد عام 1962.

الكثيري والحذيفي بعد ساعات من إطلاق سراحهما من المعتقل الحوثي (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن معتقلين آخرين من صنعاء تم إطلاق سراحهم أيضاً، ورأت أن هذه الخطوة تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية على إثر انكشاف حجم الجرائم التي ظهرت في سجون النظام السوري، الذي كان حليفاً للحوثيين.

وبحسب هذه المصادر، تم إطلاق سراح محمد الكثيري، وهو أول المعتقلين في محافظة إب، ومعه الناشط الحوثي سابقاً رداد الحذيفي، كما أُطلق سراح المراهق أمجد مرعي، والكاتب سعيد الحيمي، والطيار الحربي مقبل الكوكباني، مع مجموعة من المعتقلين الذين تم نقلهم إلى السجون السرية لمخابرات الحوثيين في صنعاء.

وتوقعت المصادر أن يقوم الحوثيون خلال الأيام المقبلة بإطلاق دفعة من قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» الذين اعتقلوا للأسباب ذاتها.

امتصاص النقمة

كان الحوثيون، وفقاً للمصادر السياسية، يرفضون حتى وقت قريب إطلاق سراح المعتقلين الذين يُقدر عددهم بالمئات، وأغلبهم من محافظة إب، ومن بينهم قيادات في جناح حزب «المؤتمر الشعبي»، أمضوا أكثر من ثلاثة أشهر في المعتقل واتُهموا بالتخطيط لإشاعة الفوضى في مناطق حكم الجماعة من خلال دعوة السكان للاحتفال بذكرى الإطاحة بنظام حكم الإمامة.

تعنت حوثي بشأن إطلاق سراح قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن الجهود التي بذلتها قيادة جناح حزب «المؤتمر» المتحالف شكليّاً مع الحوثيين، وكذلك الناشطون والمثقفون والشخصيات الاجتماعية، وصلت إلى طريق مسدود بسبب رفض مخابرات الحوثيين الاستجابة لطلب إطلاق سراح هؤلاء المعتقلين، على الرغم أنه لا يوجد نص قانوني يجرم الاحتفال بذكرى الثورة (26 سبتمبر 1962) أو رفع العلم الوطني، فضلاً عن أن الجماعة فشلت في إثبات أي تهمة على المعتقلين عدا منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي تدعو للاحتفال بالمناسبة ورفع الأعلام.

وتذكر المصادر أنه عقب الإطاحة بنظام الرئيس السوري بشار الأسد وانكشاف حجم الانتهاكات والجرائم التي كانت تُمارس في سجونه، ووسط دعوات من أنصار الحكومة المعترف بها دولياً لإسقاط حكم الحوثيين على غرار ما حدث في سوريا وتفكك المحور الإيراني في المنطقة، سارعت الجماعة إلى ترتيب إطلاق الدفعات الجديدة من المعتقلين من خلال تكليف محافظي المحافظات باستلامهم والالتزام نيابة عنهم بعدم الاحتفال بذكرى الإطاحة بالإمامة أو رفع العلم الوطني، في مسعى لامتصاص النقمة الشعبية وتحسين صورتها أمام الرأي العام.

مراهق أمضى 3 أشهر في المعتقل الحوثي بسبب رفع العلم اليمني (إعلام محلي)

ورغم انقسام اليمنيين بشأن التوجهات الدينية للحكام الجدد في سوريا، أجمعت النخب اليمنية على المطالبة بتكرار سيناريو سقوط دمشق في بلادهم، وانتزاع العاصمة المختطفة صنعاء من يد الحوثيين، بوصفهم أحد مكونات المحور التابع لإيران.

وخلافاً لحالة التوجس التي يعيشها الحوثيون ومخاوفهم من أن يكونوا الهدف المقبل، أظهر قطاع عريض من اليمنيين، سواء في الشوارع أو على مواقع التواصل الاجتماعي، ارتياحاً للإطاحة بنظام الحكم في سوريا، ورأوا أن ذلك يزيد من الآمال بقرب إنهاء سيطرة الحوثيين على أجزاء من شمال البلاد، ودعوا الحكومة إلى استغلال هذا المناخ والتفاعل الشعبي للهجوم على مناطق سيطرة الحوثيين.