سعيد الماروق: أحب الطعام الذي تحضره زوجتي

أصبح يميل إلى النكهات الحارة بعدما فقد حاسة التذوق

المخرج اللبناني سعيد الماروق تغير مذاقه بعد إصابته بمرض السرطان
المخرج اللبناني سعيد الماروق تغير مذاقه بعد إصابته بمرض السرطان
TT

سعيد الماروق: أحب الطعام الذي تحضره زوجتي

المخرج اللبناني سعيد الماروق تغير مذاقه بعد إصابته بمرض السرطان
المخرج اللبناني سعيد الماروق تغير مذاقه بعد إصابته بمرض السرطان

يعد سعيد الماروق من المخرجين اللبنانيين الذين ذاع صيتهم في لبنان والعالمين الغربي والعربي. فهو شارك في إخراج أفلام أميركية وأخرى مصرية كما أن له باعاً طويلاً بأعمال الفيديو كليب الغنائية المصورة والتي تعاون فيها مع أهم أسماء المطربين في لبنان والعالم العربي. إصابته بمرض السرطان منذ عدة سنوات علّمته دروساً كثيرة، كما جعلته يستمتع بكل لحظة يعيشها إثر شفائه منه. ويتذكر أنه خلال تلك الفترة فقد حاسة التذوق مما دفع بزوجته جيهان إلى تحضير وجبات طعام له تحمل مذاقاً حاداً كي لا يتأثر بالأمر ويشعر بالانزعاج. واليوم يتناول الماروق ما لذ وطاب من المآكل، خصوصاً تلك التي تحضرها له زوجته لأن نفسها طيب كما يقول.
- أحب الأكلات اللبنانية الأصيلة والتي قلة من نساء اليوم تجيد تحضيرها. ولكن ولحظي السعيد تجيد زوجتي هذا النوع من الأطباق بحيث أنتظر تذوقها بحماس الأطفال. ومن أكثر الأطباق التي أحبها من يديها الملوخية مع الدجاج والكفتة بالفرن فهي تتمتع بنفس طيب يلقي بأثره على أي وجبة طعام تحضرها وأعرف فوراً أنها هي من قامت بإعداده حتى لو قدّم لي بين مئات أطباق أخرى لأنها تتمتع بـ«نفس طيب».
- ليس لدي مكان أو مطعم أفضله أكثر من غيره وأحياناً يصطحبني الأصدقاء وزوجتي إلى مطعم غير معروف في قرية أو بلدة ما فأتلذذ بالأكلات التي يقدمها لأنها تنطبع بنكهة أكلات البيت. فالموضوع ليس موضوع مطعم معين بقدر ما هو قصة تحضير طبق على الأصول.
- خلال رحلات السفر أحرص على تناول الأكلات الشعبية والمعروفة في كل بلد أزوره. وأبحث دائماً عن المميز منها والتي لا فكرة عندي عنها. وإذا ما يئست من إيجاد طلبي أركن إلى الأطباق العالمية التي نصادفها في أي بلد والمعروفة بـ«ستاندارد». ولكن إذا ما خيرت خلال السفر بين مطبخ وآخر فلا أتردد في تسمية الهندي منها. والمطاعم الهندية الموجودة في الخارج يختلف مذاق أكلاتها تماماً عن تلك التي تحضر في لبنان ولذلك لا أفوت فرصة تناول هذا الطعام وأنا في الخارج.
- مطابخ كثيرة عالمية ومحلية أحبها وأفضلها عن غيرها ويأتي المطبخ اللبناني في الطليعة فهو برأيي يحمل تنوعاً كبيراً لا نجده في مطابخ أخرى وما يميزه عن غيره أنه غني بمكونات لا يمكننا الحصول عليها إلا في بلادنا. ومن المطابخ الأخرى التي تجذبني أيضاً، الإيطالية والشرق أوسطية بشكل عام. فهذا الأخير أيضاً يملك لائحة طويلة ومنوعة من الأطباق التي يسيل لها اللعاب.
- آخر مطعم زرته في بيروت «بابل» المعروف بأطباقه اللبنانية والموقعة بلمسة حديثة لا نستطيع تذوقها إلا في هذا المطعم. وأزوره أحياناً أكثر من مرة في الأسبوع الواحد، خصوصاً إذا كنت موجوداً بقربه أو لدي اجتماع عمل أعقده فيه.
- من المطاعم التي أحب أن أدعو إليها الأصدقاء هو «ساكس» في وسط بيروت. فأطباقه لذيذة جداً وتخرج عن المألوف بطريقة تقديمها. كما أن أجواء الموسيقى الـ«غروفي» التي تسوده عادة تضفي على الجلسات فيه الدفء والخصوصية.
- تناول اللحوم على أنواعها أمر يستهويني ولذلك لا أفرق في خياراتي بين اللحوم الحمراء وتلك البيضاء كالسمك والدجاج. فالأهم هو أن تكون طريقة إعدادها جيدة وعلى المستوى المطلوب فهذا يكفيني كي أطلبها من دون تردد. وأضيفي على اللحوم هذه طبق حلوى البقلاوة فهناك علاقة وطيدة بيني وبينها.
- علاقتي مع المطبخ تطورت بعد إصابتي بالمرض إذ صرت أحب أن أمضي في أركانه ساعات طويلة أحضر الطعام لي ولأفراد عائلتي. فلقد أصبح الطبخ هواية جديدة لي بحيث يمضي الوقت معها بسرعة وبفرح. وأتذكر جيداً خلال فترة المرض بأني فقدت حاسة التذوق بحيث صرت لا أفرق بين طعم وآخر وبين الحلو والمالح، وخصوصاً خلال العلاج الكيميائي. وصارت زوجتي جيهان تحرص على تحضير أطباق وأكلات حادة الطعم كي أستطيع تذوقها. وبقي هذا الأمر يلازمني لفترة طويلة حتى بعيد شفائي من المرض.
- أحاول التخفيف قدر الإمكان من تناول الموالح والسكريات فهما معروفان بتسمية شهيرة «السمّان الأبيضان». وكذلك التخفيف من تناول كميات كبيرة منهما ينعكس إيجاباً على الصحة بشكل عام.
- أكره مذاق الملفوف والقرع فلا أحب تناولهما لا مسلوقين ولا مطبوخين ولا بأي شكل من الأشكال.


مقالات ذات صلة

البطاطا الحلوة... وصفات جديدة لمواجهة برودة الطقس

مذاقات غلاش محشو بالبطاطا الحلوة من الشيف أميرة حسن (الشرق الأوسط)

البطاطا الحلوة... وصفات جديدة لمواجهة برودة الطقس

البطاطا الحلوة بلونها البرتقالي، تُمثِّل إضافةً حقيقيةً لأي وصفة، لا سيما في المناسبات المختلفة. إذ يمكنك الاستمتاع بهذا الطبق في جميع الأوقات

نادية عبد الحليم (القاهرة)
مذاقات برغر دجاج لشيف أحمد إسماعيل (الشرق الأوسط)

كيف تحصل على برغر صحي ولذيذ في المنزل؟

عندما نفكر في الوجبات السريعة، تكون تلك الشريحة اللذيذة من اللحم التي تضمّها قطعتان من الخبز، والممتزجة بالقليل من الخضراوات والصلصات، أول ما يتبادر إلى أذهاننا

نادية عبد الحليم (القاهرة)
مذاقات فطور مصري (إنستغرام)

«ألذ»... أكل بيت مصري في مطعم

ألذ الأطباق هي تلك التي تذكرك بمذاق الأكل المنزلي، فهناك إجماع على أن النَفَس في الطهي بالمنزل يزيد من نكهة الطبق

جوسلين إيليا (لندن)
مذاقات 
شوكولاته مع الفراولة (الشرق الأوسط)

ودّع العام بوصفات مبتكرة للشوكولاته البيضاء

تُعرف الشوكولاته البيضاء بقوامها الحريري الكريمي، ونكهتها الحلوة، وعلى الرغم من أن البعض يُطلِق عليها اسم الشوكولاته «المزيفة»

نادية عبد الحليم (القاهرة)
مذاقات طاولة العيد مزينة بالشموع (إنستغرام)

5 أفكار لأطباق جديدة وسريعة لرأس السنة

تحتار ربّات المنزل ماذا يحضّرن من أطباق بمناسبة أعياد الميلاد ورأس السنة؛ فهي مائدة يجب أن تتفوّق بأفكارها وكيفية تقديمها عن بقية أيام السنة.

فيفيان حداد (بيروت)

ما قصة «الفوندو» وأين تأكله في جنيف؟

ديكورات جميلة وتقليدية (الشرق الاوسط)
ديكورات جميلة وتقليدية (الشرق الاوسط)
TT

ما قصة «الفوندو» وأين تأكله في جنيف؟

ديكورات جميلة وتقليدية (الشرق الاوسط)
ديكورات جميلة وتقليدية (الشرق الاوسط)

إذا كنت من محبي الأجبان فستكون سويسرا من عناوين الأكل المناسبة لك؛ لأنها تزخر بأنواع تُعد ولا تُحصى من الأجبان، بعضها يصلح للأكل بارداً ومباشرة، والأصناف الأخرى تُؤكل سائحة، ولذا يُطلق عليها اسم «فوندو» أو «ذائبة».

من أشهر الأجبان السويسرية: «الفاشرين» Vacherin، و«الغرويير»، و«الراكليت»، و«الإيمينتال»، ويبقى طبق «الفوندو» الأشهر على الإطلاق، لا سيما في فصل الشتاء؛ لأنه يلمّ شمل العائلة حوله، وترتكز فكرته على المشاركة، والنوع الأفضل منه يُطلق عليه اسم «مواتييه مواتييه»، ويعني «نصف - نصف»، وهذه التسمية جاءت من مزج نصف كمية من جبن «الفاشرين»، والنصف الآخر من جبن «الإيمينتال»، يُؤكل ذائباً بعد وضعه في إناء خاص على نار خافتة، يتناوله الذوّاقة عن طريق تغميس مكعبات لذيذة من الخبز الطازج وبطاطس مسلوقة صغيرة الحجم في الجبن إلى جانب البصل والخيار المخلل.

جلسة خارجية تناسب فصل الصيف (الشرق الاوسط)

عندما تزور مدينة جنيف لا بد أن تتوجه إلى القسم العتيق منها حيث تنتشر المقاهي والمطاعم المعروفة فيها، وبالقرب من الكاتدرائية لن يغفل عنك مطعم «ليه أرمور» Les Armures، المعروف كونه أقدم المطاعم السويسرية في جنيف، ويقدّم ألذ الأطباق التقليدية، على رأسها: «الراكليت»، و«الفوندو»، واللحم المجفف، و«الروستي» (عبارة عن شرائح بطاطس مع الجبن).

يستوقفك أولاً ديكور المطعم الذي يأخذك في رحلة تاريخية، بدءاً من الأثاث الخشبي الداكن، ومروراً بالجدران الحجرية النافرة، والأسقف المدعّمة بالخشب والمليئة بالرسومات، وانتهاء بصور الشخصيات الشهيرة التي زارت المطعم وأكلت فيه، مثل: الرئيس السابق بيل كلينتون، ويُقال إنه كان من بين المطاعم المفضلة لديه، وقام بتجربة الطعام فيه خلال إحدى زياراته لجنيف في التسعينات.

جانب من المطعم الاقدم في جنيف (الشرق الاوسط)

يعود تاريخ البناء إلى القرن السابع عشر، وفيه نوع خاص من الدفء؛ لأن أجواءه مريحة، ويقصده الذوّاقة من أهل المدينة، إلى جانب السياح والزوار من مدن سويسرية وفرنسية مجاورة وأرجاء المعمورة كافّة. يتبع المطعم فندقاً من فئة «بوتيك»، يحمل الاسم نفسه، ويحتل زاوية جميلة من القسم القديم من جنيف، تشاهد من شرفات الغرف ماضي المدينة وحاضرها في أجواء من الراحة. ويقدّم المطعم باحة خارجية لمحبي مراقبة حركة الناس من حولهم، وهذه الجلسة يزيد الطلب عليها في فصل الصيف، ولو أن الجلوس في الداخل قد يكون أجمل، نسبة لتاريخ المبنى وروعة الديكورات الموجودة وقطع الأثاث الأثرية. ويُعدّ المطعم أيضاً عنواناً للرومانسية ورجال الأعمال وجميع الباحثين عن الأجواء السويسرية التقليدية والهدوء.

ديكور تقليدي ومريح (الشرق الاوسط)

ميزة المطعم أنه يركّز على استخدام المواد محلية الصنع، لكي تكون طازجة ولذيذة، تساعد على جعل نكهة أي طبق، ومهما كان بسيطاً، مميزة وفريدة. الحجز في المطعم ضروري خصوصاً خلال عطلة نهاية الأسبوع. أسعاره ليست رخيصة، وقد تتناول «الفوندو» بسعر أقل في مطعم آخر في جنيف، ولكن يبقى لـ«Les Armures» سحره الخاص، كما أنه يتميّز بالخدمة السريعة والجيدة.

فوندو الجبن من أشهر الاطباق السويسرية (الشرق الاوسط)

ما قصة «الفوندو» السويسري؟

«الفوندو» السويسري هو طبق تقليدي من أطباق الجبن المميزة التي يعود أصلها إلى المناطق الجبلية والريفية في جبال الألب السويسرية، ويُعد اليوم رمزاً من رموز المطبخ السويسري. يعتمد هذا الطبق على فكرة بسيطة، ولكنها فريدة؛ إذ تتم إذابة الجبن (عادة مزيج من عدة أنواع مثل «غرويير» و«إيمينتال») في قدر خاص، يُدعى «كاكلون» Caquelon، ويُوضع فوق موقد صغير للحفاظ على حرارة الجبن. يُغمس الخبز في الجبن المذاب باستخدام شوكات طويلة، مما يمنح كل قطعة خبز طعماً دافئاً وغنياً.

مبنى "ليه أرمور" من الخارج (الشرق الاوسط)

كان «الفوندو» يُعد حلاً عملياً لمواجهة ظروف الشتاء القاسية، حيث كانت الأسر السويسرية تعتمد بشكل كبير على الأجبان والخبز غذاء أساساً، ومع قسوة الشتاء وندرة المؤن، كانت الأجبان القديمة التي أصبحت صلبة وإعادة استخدامها بتلك الطريقة تُذاب. وقد أضاف المزارعون لاحقاً قليلاً من النبيذ الأبيض وبعض التوابل لتحسين الطعم وتسهيل عملية إذابة الجبن.

مع مرور الوقت، ازداد انتشار «الفوندو» ليصبح طبقاً سويسرياً تقليدياً ورمزاً وطنياً، خصوصاً بعد أن روّج له الاتحاد السويسري لتجار الجبن في ثلاثينات القرن العشرين. جرى تقديم «الفوندو» في الفعاليات الدولية والمعارض الكبرى، مثل «المعرض الوطني السويسري» عام 1939؛ مما ساعد في التعريف به دولياً. أصبح «الفوندو» في منتصف القرن العشرين جزءاً من الثقافة السويسرية، وجذب اهتمام السياح الذين يبحثون عن تجربة الطهي السويسرية التقليدية.

من أقدم مطاعم جنيف (الشرق الاوسط)

هناك أنواع مختلفة من «الفوندو»، تعتمد على المكونات الأساسية:

• «فوندو الجبن»: الأكثر شيوعاً، ويُستخدم فيه عادة خليط من أنواع الجبن السويسري، مثل: «غرويير»، و«إيمينتال»، والقليل من جوزة الطيب.

• «فوندو الشوكولاته»: نوع حلو تتم فيه إذابة الشوكولاته مع الكريمة، ويُقدّم مع قطع من الفواكه أو قطع من البسكويت.

• «فوندو اللحم» (فوندو بورغينيون): يعتمد على غمر قطع اللحم في قدر من الزيت الساخن أو المرق، وتُغمس قطع اللحم بعد طهيها في صلصات متنوعة.

اليوم، يُعد «الفوندو» تجربة طعام اجتماعية مميزة؛ حيث يلتف الأصدقاء أو العائلة حول القدر الدافئ، ويتبادلون أطراف الحديث في أثناء غمس الخبز أو اللحم أو الفواكه؛ مما يعزّز من روح المشاركة والألفة.