معارك حلب تحتدم.. والجيش الحر يصد تقدم قوات النظام

قال مقاتلو المعارضة السورية، أمس، إنّهم صدوا هجمات شنتها قوات نظام الرئيس السوري بشار الأسد، حاولت إطباق الحصار على مدينة حلب، شمال سوريا، مما أدّى لمقتل عشرات العناصر من الطرفين. فيما وثّق ناشطون مقتل وإصابة عشرات آخرين جراء قصف الطيران بصواريخ فراغية بلدة بالا في الغوطة الشرقية بريف دمشق.
وأفادت مصادر في الجيش الحر بأن مقاتليه شنّوا «عملية كبيرة» ليل الجمعة - السبت لاستعادة مواقع كانوا خسروها خلال الأيام الماضية لمنع القوات النظامية من تحقيق مزيد من التقدم، مما يهدد بحصار مدينة حلب. وقالت المصادر لـ«الشرق الأوسط»: «كل الفصائل شاركت في العملية وحققنا تقدما وإصابات بالغة في صفوف قوات النظام والميليشيات التي تقاتل إلى جانبه».
وأشار المرصد السوري لحقوق الإنسان إلى أن مقاتلي المعارضة المتمركزة شمال حلب شنّوا ضربات لتأمين خطوط إمداداتهم إلى المدينة، بعد التقدم الذي أحرزه الجيش النظامي أخيرا. وأوضح أن حدة المعارك اشتدت في جميع أنحاء منطقة حندرات غداة مقتل 15 عنصرا من قوات النظام والميليشيات الموالية له فضلا عن 12 مقاتلا من المعارضة. وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن، لوكالة الصحافة الفرنسية، إن مقاتلي المعارضة المنتمين إلى عدة ألوية «يحاولون طرد الجيش من التلال التي استعادها في الأيام الأخيرة»، لافتا إلى أنه «في حال سيطرت القوات النظامية على كامل المنطقة فإن ذلك سيخضع المناطق التابعة للمعارضة في حلب للحصار التام».
وأشار المرصد إلى اشتباكات عنيفة دارت على أطراف مخيم حندرات بين الكتائب المقاتلة والكتائب الإسلامية و«جبهة أنصار الدين» و«جبهة النصرة» من جهة، وقوات النظام مدعمة بقوات الدفاع الوطني و«لواء القدس الفلسطيني» ومقاتلي «حزب الله» ومقاتلين شيعة من جنسيات إيرانية وأفغانية من جهة أخرى.
بدوره، أفاد «مكتب أخبار سوريا» باشتباكات اندلعت بين جنود الجيش السوري النظامي ومقاتلي المعارضة المسلحة، في منطقتي حندرات وسيفات، سيطرت على أثرها المعارضة على نقاط استراتيجية في المدينة. ونقل المكتب عن الناشط أبو العبد الحلبي، قوله إن «فصائل معارضة تابعة للجيش السوري الحر والجبهة الإسلامية استهدفت عدّة نقاط تتحصن فيها قوات النظام بالمدافع والدبابات، والقذائف محلية الصنع، مما أدى إلى مقتل عدد من العناصر»، لافتا إلى «قصف عنيف شنّه كلّ من الطيران الحربي والمروحي التابع للجيش النظامي والمدفعية المتمركزة في حي الراموسة على مناطق سيطرة المعارضة في حلب، أسهم في تخفيف الضغط على عناصره وعناصر الميليشيات التي تقاتل إلى جانبه».
وأشار مصدر عسكري في الجيش الحر لـ«مكتب أخبار سوريا» إلى أنّهم رصدوا على أجهزة البث اللاسلكي الخاصة بالجيش النظامي «تهديد القادة للعناصر التي تحاول الانسحاب من المنطقة بالتصفية على الفور»، معتبرا أن السبب الرئيس وراء ذلك هو الضغط العسكري من قبل المعارضة على قوات النظام في المنطقة.
وبالتزامن، أفاد ناشطون بقصف قوات النظام مناطق في قرية بنان الحص في ريف حلب الجنوبي، في حين ألقى الطيران المروحي ببرميلين متفجرين بعد منتصف ليل الجمعة - السبت على مناطق في محيط مطار كويرس الحربي الذي يحاصره مقاتلو تنظيم «داعش».
وفي حمص، قال ناشطون إن قوات النظام المتمركزة في البساتين القريبة من حي الوعر «استهدفت طرقات الحي الخاضع لسيطرة المعارضة بالقناصات، مما تسبب في تعطل حركة المدنيين وتوقف السير على الطرقات المستهدفة في الحي المحاصر». وأوضحوا أن «ستة مدنيين أصيبوا في حي الوعر نتيجة استهداف قوات النظام المتمركزة على أطراف الحي أبنية سكنية بالأسطوانات المتفجرة وقذائف الهاون، مما تسبب في دمارٍ بمنازل المدنيين».
وفي غضون ذلك، أفادت «الشبكة السورية لحقوق الإنسان» بأن أكثر من عشر غارات جوية استهدفت مدينة اللطامنة وبلدة كفرزيتا وقريتي الصياد ولطمين بريف مدينة حماة الشمالي، إضافة إلى قرية عطشان في الريف الشرقي للمدينة. وقالت شبكة «سوريا مباشر» التابعة للمعارضة إن ثمانية أشخاص قتلوا وأصيب أكثر من ثلاثين آخرين جراء قصف الطيران بصواريخ فراغية بلدة بالا في الغوطة الشرقية بريف دمشق.
واستهدف الطيران الحربي مدينة خان شيخون الخاضعة لسيطرة قوات المعارضة بريف إدلب الجنوبي بالصواريخ «مما أدى إلى سقوط ضحايا في صفوف المدنيين ودمار في الأبنية السكنية»، بحسب ناشطين في المدينة.