إردوغان: ما يجري في إدلب دليل على عدم التزام النظام بوقف إطلاق النار

تبادل الاتهامات بين فصيلين سوريين معارضين بشأن تفجير شرق الفرات

بعد غارة على كفرناها في ريف حلب شمال سوريا أمس (أ.ف.ب)
بعد غارة على كفرناها في ريف حلب شمال سوريا أمس (أ.ف.ب)
TT

إردوغان: ما يجري في إدلب دليل على عدم التزام النظام بوقف إطلاق النار

بعد غارة على كفرناها في ريف حلب شمال سوريا أمس (أ.ف.ب)
بعد غارة على كفرناها في ريف حلب شمال سوريا أمس (أ.ف.ب)

اعتبر الرئيس التركي رجب طيب إردوغان ما يجري في محافظة إدلب «دليلاً واضحاً جداً» على عدم التزام النظام السوري بالخطوة التي اتخذتها بلاده مع روسيا لوقف إطلاق النار.
وقال إردوغان، في تصريحات أمس (الجمعة)، إن النظام يواصل انتهاكاته لوقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه بين تركيا وروسيا والذي دخل حيز التنفيذ الأحد الماضي. واستأنفت طائرات روسيا والنظام قصف مناطق مدنية خاضعة للمعارضة بعد يومين من البدء الرسمي يوم الأحد الماضي، لوقف لإطلاق النار اتفقت عليه تركيا وروسيا ووصل القصف ذروته ليل الأربعاء – الخميس؛ ما خلف عشرات القتلى والمصابين.
وحذرت الأمم المتحدة من استمرار تدهور الوضع الإنساني في محافظة إدلب الواقعة في شمال غربي سوريا جراء هجمات النظام المدعوم من روسيا وإيران. وقال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، في أحدث تقاريره، إن الوضع الإنساني مستمر في التدهور نتيجة تصاعد الأعمال القتالية.
وذكر ديفيد سوانسون، المتحدث الإقليمي للأمم المتحدة عن سوريا، أن الموجة الأخيرة من النزوح تعقّد الوضع الإنساني المتردي بالفعل على الأرض في إدلب.
ونفت وزارة الدفاع الروسية، أول من أمس، تقارير إعلامية عن أن الطيران الروسي قصف أهدافاً مدنية في محافظة إدلب، قائلة إنه لم ينفذ أي طلعات جوية منذ تطبيق وقف إطلاق النار.
وقال عمال إنقاذ وسكان، أول من أمس، إن طائرات سورية وروسية قصفت مدينة معرة النعمان المدمرة، وهي أحد المراكز الحضرية الرئيسية في المحافظة وتقع على طريق سريعة رئيسية يسيطر عليها مسلحو المعارضة.
وكان «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أفاد باندلاع اشتباكات جنوب مدينة معرة النعمان في ريف إدلب الجنوبي، تزامنت مع غارات سورية وروسية كثيفة، أسفرت عن مقتل 18 مدنياً على الأقل، بينهم طفلان وعنصر من الخوذ البيضاء (الدفاع المدني في مناطق سيطرة الفصائل).
وذكر «المرصد»، أن غارات قوات النظام على مدينة إدلب، استهدفت المنطقة الصناعية وسوق الهال فيها خلال وقت الذروة.
وقالت الأمم المتحدة، إن نحو 350 ألف سوري معظمهم نساء وأطفال نزحوا من إدلب منذ أوائل ديسمبر (كانون الأول) الماضي إلى مناطق قرب حدود تركيا.
وبحث المتحدث باسم الرئاسة التركية، إبراهيم كالين، التطورات في إدلب، في اتصال هاتفي الليلة قبل الماضية، مع مستشار الأمن القومي الأميركي روبرت أوبراين، وأكدا أهمية الالتزام بوقف إطلاق النار بالمنطقة، بحسب بيان صدر عن الرئاسة التركية.
من ناحية أخرى، قال الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، إن مقتل 3 جنود أتراك في منطقة عملية «نبع السلام» العسكرية التركية في شمال شرقي سوريا في هجوم بسيارة مفخخة لن تبقى دون رد، مضيفاً: «لا يمكننا أن نبقي هذا الهجوم دون رد».
وقتل 3 جنود أتراك في هجوم بسيارة مفخخة أثناء قيامهم بعمليات تفتيش للسيارات في شمال شرقي سوريا ليل أول من أمس. وقالت وزارة الدفاع التركية، إن الهجوم وقع في بلدة سولوك على بعد 10 كيلومترات إلى الجنوب الشرقي من مدينة تل أبيض السورية على الحدود مع تركيا.
وتقع سولوك وتل أبيض في منطقة سيطرت عليها تركيا ومقاتلو المعارضة السورية الموالون لها، في توغل عبر الحدود بدأ في 9 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي ضد وحدات حماية الشعب الكردية.
والأربعاء قبل الماضي، قتل 4 جنود أتراك جراء تفجير سيارة مفخخة في منطقة عملية «نبع السلام» شمال شرقي سوريا.
وتتهم وزارة الدفاع التركية والجيش الوطني السوري المكون من فصائل موالية لتركيا، وحدات حماية الشعب الكردية، التي تقود تحالف «قوات سوريا الديمقراطية» (قسد) بالوقوف خلف هذه التفجيرات. وقالت وزارة الدفاع التركية، الأربعاء، إن قوات الجيش التركي قامت بإتلاف عبوات يدوية في منطقة نبع السلام، وإن الجيش يواصل عمليات التمشيط، والبحث عن المتفجرات في المنطقة.
من جهته، دعا فصيل يتبع للجيش الوطني السوري المعارض فصائل المعارضة للتدخل لوقف التصعيد «حقناً للدماء مع إحدى الفصائل على خلفية تفجير سيارة مفخخة في مقر للجيش الوطني في بلدة سلوك بريف الرقة الشمالي أول من أمس (الخميس)».
وأصدرت الفرقة 20 التابعة للجيش الوطني أمس بياناً نفت فيه علاقتها بإدخال سيارة مفخخة إلى مقر لفصيل أحرار الشرقية في بلدة سلوك تسبب بمقتل 5 عناصر من أحرار الشرقية بينهم القيادي ثابت الهويش أبو عبد الرحمن الأمني، إضافة إلى ثلاثة من الجيش التركي».
واتهم البيان «وحدات حماية الشعب (الكردية) التي تمثل العمود الفقري لقوات سوريا الديمقراطية (قسد) هي من أرسلت السيارتين من الرقة».
ويعتبر الانفجار الذي وقع الخميس هو أول انفجار يستهدف مقراً عسكرياً لفصائل المعارض التي تسيطر على مناطق شرق الفرات في حين انفجرت أكثر من 15 سيارة مفخخة في منطقتي رأس العين وتل أبيض راح ضحيتها عشرات القتلى والجرحى.



اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
TT

اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)

استبعدت الحكومة اليمنية تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم، داعية إيران إلى رفع يدها عن البلاد ووقف تسليح الجماعة، كما حمّلت المجتمع الدولي مسؤولية التهاون مع الانقلابيين، وعدم تنفيذ اتفاق «استوكهولم» بما فيه اتفاق «الحديدة».

التصريحات اليمنية جاءت في بيان الحكومة خلال أحدث اجتماع لمجلس الأمن في شأن اليمن؛ إذ أكد المندوب الدائم لدى الأمم المتحدة، عبد الله السعدي، أن السلام في بلاده «لا يمكن أن يتحقق دون وجود شريك حقيقي يتخلّى عن خيار الحرب، ويؤمن بالحقوق والمواطنة المتساوية، ويتخلّى عن العنف بوصفه وسيلة لفرض أجنداته السياسية، ويضع مصالح الشعب اليمني فوق كل اعتبار».

وحمّلت الحكومة اليمنية الحوثيين المسؤولية عن عدم تحقيق السلام، واتهمتهم برفض كل الجهود الإقليمية والدولية الرامية إلى إنهاء الأزمة اليمنية، وعدم رغبتهم في السلام وانخراطهم بجدية مع هذه الجهود، مع الاستمرار في تعنتهم وتصعيدهم العسكري في مختلف الجبهات وحربهم الاقتصادية الممنهجة ضد الشعب.

وأكد السعدي، في البيان اليمني، التزام الحكومة بمسار السلام الشامل والعادل والمستدام المبني على مرجعيات الحل السياسي المتفق عليها، وهي المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل، وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، وفي مقدمتها القرار «2216».

عنصر حوثي يحمل صاروخاً وهمياً خلال حشد في صنعاء (رويترز)

وجدّد المندوب اليمني دعم الحكومة لجهود المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة، هانس غروندبرغ، وكل المبادرات والمقترحات الهادفة لتسوية الأزمة، وثمّن عالياً الجهود التي تبذلها السعودية وسلطنة عمان لإحياء العملية السياسية، بما يؤدي إلى تحقيق الحل السياسي، وإنهاء الصراع، واستعادة الأمن والاستقرار.

تهديد الملاحة

وفيما يتعلق بالهجمات الحوثية في البحر الأحمر وخليج عدن، أشار المندوب اليمني لدى الأمم المتحدة إلى أن ذلك لم يعدّ يشكّل تهديداً لليمن واستقراره فحسب، بل يُمثّل تهديداً خطراً على الأمن والسلم الإقليميين والدوليين، وحرية الملاحة البحرية والتجارة الدولية، وهروباً من استحقاقات السلام.

وقال السعدي إن هذا التهديد ليس بالأمر الجديد، ولم يأتِ من فراغ، وإنما جاء نتيجة تجاهل المجتمع الدولي لتحذيرات الحكومة اليمنية منذ سنوات من خطر تقويض الميليشيات الحوثية لاتفاق «استوكهولم»، بما في ذلك اتفاق الحديدة، واستمرار سيطرتها على المدينة وموانيها، واستخدامها منصةً لاستهداف طرق الملاحة الدولية والسفن التجارية، وإطلاق الصواريخ والمسيرات والألغام البحرية، وتهريب الأسلحة في انتهاك لتدابير الجزاءات المنشأة بموجب قرار مجلس الأمن «2140»، والقرارات اللاحقة ذات الصلة.

حرائق على متن ناقلة النفط اليونانية «سونيون» جراء هجمات حوثية (رويترز)

واتهم البيان اليمني الجماعة الحوثية، ومن خلفها النظام الإيراني، بالسعي لزعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة، وتهديد خطوط الملاحة الدولية، وعصب الاقتصاد العالمي، وتقويض مبادرات وجهود التهدئة، وإفشال الحلول السلمية للأزمة اليمنية، وتدمير مقدرات الشعب اليمني، وإطالة أمد الحرب، ومفاقمة الأزمة الإنسانية، وعرقلة إحراز أي تقدم في عملية السلام التي تقودها الأمم المتحدة.

وقال السعدي: «على إيران رفع يدها عن اليمن، واحترام سيادته وهويته، وتمكين أبنائه من بناء دولتهم وصنع مستقبلهم الأفضل الذي يستحقونه جميعاً»، ووصف استمرار طهران في إمداد الميليشيات الحوثية بالخبراء والتدريب والأسلحة، بما في ذلك، الصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة، بأنه «يمثل انتهاكاً صريحاً لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، لا سيما القرارين (2216) و(2140)، واستخفافاً بجهود المجتمع الدولي».