الحكومة المصرية تؤكد استمرار دعم «رغيف الخبز» مراعاة لمحدودي الدخل

TT

الحكومة المصرية تؤكد استمرار دعم «رغيف الخبز» مراعاة لمحدودي الدخل

أكدت الحكومة المصرية أنه «لا توجد أي نية لرفع الدعم عن رغيف الخبز»، وأنها «مستمرة في توصيل رغيف الخبز المدعم للمواطنين على بطاقات التموين بخمسة قروش، دون أي زيادة، وذلك في إطار حرص الدولة للتيسير على المواطنين ومراعاة محدودي الدخل».
وقال «المركز الإعلامي لمجلس الوزراء المصري»، أمس، إن «الأجهزة الرقابية التابعة لوزارة التموين والتجارة الداخلية تقوم بحملات دورية بكافة محافظات مصر، للتأكد من مدى التزام المخابز بصرف الحصة المقررة للمواطنين من الخبز، المدعم بالأسعار المحددة، ويتم اتخاذ الإجراءات اللازمة ضد المخالفين والمتلاعبين، كما يتم توقيع الغرامات اللازمة على المخابز، التي لا تلتزم بالمواصفات المحددة لرغيف الخبز».
من جانبها، أوضحت وزارة التموين أن «الحكومة بصدد دراسة منظومة تحويل الدعم العيني إلى الدعم النقدي المشروط، وذلك بالتنسيق مع عدد من الجهات المعنية، للاتفاق على الآليات الخاصة بتنفيذها، وتهدف هذه المنظومة إلى الحد من تسرب الدعم، وضمان وصوله إلى مستحقيه، مع استمرار تحمل الدولة فرق التكلفة في سعر رغيف الخبز، واستمرار بيع رغيف الخبز للمواطنين بـخمسة قروش فقط، دون أي تغيير».
وتأتي تأكيدات الحكومة المصرية على استمرار دعم «رغيف الخبز» في إطار تفنيدها عدداً من الإشاعات التي انتشرت لدى الرأي العام على صفحات التواصل الاجتماعي خلال الفترة الماضية. ورصد «المركز الإعلامي لمجلس الوزراء»، في تقريره الدوري لرصد الإشاعات، 10 إشاعات انتشرت في ثمانية أيام، تضمنت تداول عملات ورقية «مزيفة»، ونقص الأدوية بالمعهد القومي للأورام، ورفض المستشفيات الجامعية استقبال الحالات المرضية الخطرة.
وقال بيان حكومي أمس، رداً على أنباء بتداول عملات ورقية مزيفة فئة 200 جنيه، إنه «لا صحة لتداول عملات ورقية مزيفة فئة الـ(200 جنيه) أو أي فئات أخرى، وعملية إنتاج عملات النقد الورقية تتم وفقاً لأحدث الطرق التكنولوجية، وتخضع لعمليات تأمينية متطورة في جميع مراحلها، وذلك في إطار حرص البنك المركزي على مواكبة التطورات الدولية المستمرة في تأمين أوراق النقد المصرية المصدرة».
وبخصوص ما تردد حول نقص الأدوية بالمعهد القومي للأورام، أكدت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، أن «المعهد يقوم بتوفير كافة الأدوية اللازمة للمترددين عليه لتلقي العلاج، والمخزون الاستراتيجي لأدوية الأورام بالمعهد آمن ومطمئن»، لافتة إلى أنه «جار تنفيذ أكبر عملية تطوير للمعهد القومي للأورام منذ نشأته، وذلك وفقاً لأحدث النظم العالمية في القطاع الصحي، بهدف زيادة الطاقة الاستيعابية للمعهد بنسبة 30 في المائة، وتحسين الخدمة الطبية المقدمة للمترددين».
كما تناولت أنباء بشأن رفض المستشفيات الجامعية استقبال الحالات المرضية الخطرة، نتيجة وجود عجز في الأجهزة والمعدات الطبية والأدوية، وقد نفت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي ذلك، مؤكدة أن «كافة المستشفيات الجامعية بمختلف محافظات مصر تعمل بشكل طبيعي، وبكامل طاقتها لاستقبال جميع الحالات المرضية، وتقديم الخدمات الطبية المتميزة لهم»، ولفت إلى أنه يجري تنفيذ خطة تطوير لمستشفيات الطوارئ في 110 مستشفيات جامعية على مستوى مصر، والعمل على رفع كفاءتها من أجل زيادة الطاقة الاستيعابية.
في غضون ذلك، وجه الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء المصري، «بأهمية الالتزام بتحقيق عناصر الجودة فيما يتم تنفيذه من أعمال تصنيع أثاث المقار الحكومية في العاصمة الإدارية الجديدة، وإيجاد بيئة العمل المتطورة والمحفزة، مع ضرورة الالتزام بالتوقيتات الزمنية المقررة للتنفيذ».
وعقد رئيس مجلس الوزراء المصري، اجتماعاً أمس، مع الفريق عبد المنعم التراس، رئيس مجلس إدارة الهيئة العربية للتصنيع، لمتابعة موقف تأثيث مقار الوزارات بالعاصمة الإدارية. وتناول الاجتماع عرض نماذج لكافة القطع اللازمة من الأثاث، والمخططات العامة للتصاميم الداخلية للمقار الحكومية، ومختلف التجهيزات الأخرى. وتم التأكيد على «ضرورة تحقيق الأهداف الرامية لأن يكون الانتقال إلى العاصمة الجديدة مقترناً بتغيير بيئة العمل، وأساليبه على نحو متطور ينعكس على الأداء الحكومي بصورة عامة». وتخطط الحكومة لنقل وزاراتها المختلفة وموظفيها إلى العاصمة الجديدة، وبدء عملهم بحلول منتصف العام الجاري، فيما يشرع مستثمرون في بناء أحياء سكنية وتعليمية مترامية.



تهمة التخابر مع الغرب وإسرائيل وسيلة الحوثيين لإرهاب السكان

وقفة للجماعة الحوثية في وسط العاصمة صنعاء ضد الضربات الأميركية البريطانية على مواقعها (أ.ب)
وقفة للجماعة الحوثية في وسط العاصمة صنعاء ضد الضربات الأميركية البريطانية على مواقعها (أ.ب)
TT

تهمة التخابر مع الغرب وإسرائيل وسيلة الحوثيين لإرهاب السكان

وقفة للجماعة الحوثية في وسط العاصمة صنعاء ضد الضربات الأميركية البريطانية على مواقعها (أ.ب)
وقفة للجماعة الحوثية في وسط العاصمة صنعاء ضد الضربات الأميركية البريطانية على مواقعها (أ.ب)

أفرجت الجماعة الحوثية عن عدد ممن اختطفتهم، على خلفية احتفالاتهم بعيد الثورة اليمنية في سبتمبر (أيلول) الماضي، لكنها اختطفت خلال الأيام الماضية المئات من سكان معقلها الرئيسي في صعدة، ووجَّهت اتهامات لهم بالتجسس، بالتزامن مع بث اعترافات خلية مزعومة، واختطاف موظف سابق في السفارة الأميركية.

وذكرت مصادر محلية في محافظة صعدة (242 كيلومتراً شمال صنعاء)، أن الجماعة الحوثية تنفِّذ منذ عدة أيام حملة اختطافات واسعة طالت مئات المدنيين من منازلهم أو مقار أعمالهم وأنشطتهم التجارية، وتقتادهم إلى جهات مجهولة، بتهمة التخابر مع الغرب وإسرائيل، مع إلزام أقاربهم بالصمت، وعدم التحدُّث عن تلك الإجراءات إلى وسائل الإعلام، أو عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

وقدرت المصادر عدد المختطَفين بأكثر من 300 شخص من مديريات مختلفة في المحافظة التي تُعدّ معقل الجماعة، بينهم عشرات النساء، وشملت حملة المداهمات منازل عائلات أقارب وأصدقاء عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني، عثمان مجلي، الذي ينتمي إلى صعدة.

فعالية حوثية في صعدة التي تشهد حملة اختطافات واسعة لسكان تتهمم الجماعة بالتجسس (إعلام حوثي)

ورجحت المصادر أن اختطاف النساء يأتي بغرض استخدامهن رهائن لابتزاز أقاربهن الذين لم تتمكن الجماعة من الوصول إليهم، أو لإقامتهم خارج مناطق سيطرتها، ولإجبار من اختُطفنَ من أقاربهم على الاعتراف بما يُطلب منهن. وسبق للجماعة الحوثية اتهام حميد مجلي، شقيق عضو مجلس القيادة الرئاسي، أواخر الشهر الماضي، بتنفيذ أنشطة تجسسية ضدها، منذ نحو عقدين لصالح دول عربية وغربية.

إلى ذلك، اختطفت الجماعة الحوثية، الاثنين الماضي، موظفاً سابقاً في سفارة الولايات المتحدة في صنعاء، من منزله دون إبداء الأسباب.

وبحسب مصادر محلية في صنعاء؛ فإن عدداً من العربات العسكرية التابعة للجماعة الحوثية، وعليها عشرات المسلحين، حاصرت مقر إقامة رياض السعيدي، الموظف الأمني السابق لدى السفارة الأميركية في صنعاء، واقتحمت مجموعة كبيرة منهم، بينها عناصر من الشرطة النسائية للجماعة، المعروفة بـ«الزينبيات»، منزله واقتادته إلى جهة غير معلومة.

مسلحون حوثيون يحاصرون منزل موظف أمني في السفارة الأميركية في صنعاء قبل اختطافه (إكس)

وعبث المسلحون و«الزينبيات» بمحتويات منزل السعيدي خلال تفتيش دقيق له، وتعمدوا تحطيم أثاثه ومقتنياته، وتسببوا بالهلع لعائلته وجيرانه.

إفراج عن مختطَفين

أفرجت الجماعة الحوثية عن الشيخ القبلي (أمين راجح)، من أبناء محافظة إب، بعد 4 أشهر من اختطافه، كما أفرجت عن عدد آخر من المختطفين الذين لم توجه لهم أي اتهامات خلال فترة احتجازهم.

وراجح هو أحد قياديي حزب «المؤتمر الشعبي» الذين اختطفتهم الجماعة الحوثية إلى جانب عدد كبير من الناشطين السياسيين وطلاب وشباب وعمال وموظفين عمومين، خلال سبتمبر (أيلول) الماضي، على خلفية احتفالهم بثورة «26 سبتمبر» 1962.

مخاوف متزايدة لدى اليمنيين من توسيع حملات الترهيب الحوثية بحجة مواجهة إسرائيل (أ.ب)

ومن بين المفرَج عنهم صاحب محل تجاري أكَّد لـ«الشرق الأوسط» أنه لم يعلم التهمة التي اختُطِف بسببها؛ كونه تعرض للاختطاف في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، أي بعد شهرين من حملة الاختطافات التي طالت المحتفلين بذكرى الثورة اليمنية.

وذكر أن الوسطاء الذين سعوا لمحاولة الإفراج عنه لم يعرفوا بدورهم سبب اختطافه؛ حيث كان قادة أجهزة أمن الجماعة يخبرونهم في كل مرة بتهمة غير واضحة أو مبرَّرة، حتى جرى الإفراج عنه بعد إلزامه بكتابة تعهُّد بعدم مزاولة أي أنشطة تخدم أجندة خارجية.

خلية تجسس مزعومة

بثَّت الجماعة الحوثية، عبر وسائل إعلامها، اعترافات لما زعمت أنها خلية تجسسية جديدة، وربطت تلك الخلية المزعومة بما سمته «معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس»، في مواجهة الغرب وإسرائيل.

وطبقاً لأجهزة أمن الجماعة، فإن الخلية المزعومة كانت تسعى لإنشاء بنك أهداف، ورصد ومراقبة المواقع والمنشآت التابعة للقوة الصاروخية، والطيران المسيَّر، وبعض المواقع العسكرية والأمنية، بالإضافة إلى رصد ومراقبة أماكن ومنازل وتحركات بعض القيادات.

خلال الأشهر الماضية زعمت الجماعة الحوثية ضبط عدد كبير من خلايا التجسس (إعلام حوثي)

ودأبت الجماعة، خلال الفترة الماضية، على الإعلان عن ضبط خلايا تجسسية لصالح الغرب وإسرائيل، كما بثَّت اعترافات لموظفين محليين في المنظمات الأممية والدولية والسفارات بممارسة أنشطة تجسسية، وهي الاعترافات التي أثارت التهكُّم، لكون ما أُجبر المختطفون على الاعتراف به يندرج ضمن مهامهم الوظيفية المتعارف عليها ضمن أنشطة المنظمات والسفارات.

وسبق للجماعة أن أطلقت تحذيرات خلال الأيام الماضية للسكان من الحديث أو نشر معلومات عن مواقعها والمنشآت التي تسيطر عليها، وعن منازل ومقار سكن ووجود قادتها.

تأتي هذه الإجراءات في ظل مخاوف الجماعة من استهداف كبار قياداتها على غرار ما جرى لقادة «حزب الله» اللبناني، في سبتمبر (أيلول) الماضي، وفي إطار المواجهة المستمرة بينها وإسرائيل والولايات المتحدة وبريطانيا، بعد هجماتها على طرق الملاحة الدولية في البحر الأحمر، والهجمات الصاروخية باتجاه إسرائيل.