اجتماعات وزراء الإعلام العرب تدعو لفضح جرائم إسرائيل

توصية لدعم الدور الإعلامي في الترويج للخطاب الديني الوسطي ومكافحة الإرهاب

جانب من اجتماعات المكتب التنفيذي لمجلس وزراء الإعلام العرب (وام)
جانب من اجتماعات المكتب التنفيذي لمجلس وزراء الإعلام العرب (وام)
TT

اجتماعات وزراء الإعلام العرب تدعو لفضح جرائم إسرائيل

جانب من اجتماعات المكتب التنفيذي لمجلس وزراء الإعلام العرب (وام)
جانب من اجتماعات المكتب التنفيذي لمجلس وزراء الإعلام العرب (وام)

أقرّ المكتب التنفيذي لمجلس وزراء الإعلام العرب جملة من التوصيات، في اجتماعه الأخير، بمدينة دبي.
وركّزت التوصيات على أهمية دور الإعلام في القضايا المصيرية، والمسؤولية الكبيرة المُلقاة على عاتق الإعلاميين، في الوقت الراهن، ومدى التأثير الإيجابي والحاجة إلى الخطاب الإعلامي الرصين والموضوعي المبني على المصداقية.
وأوصى المكتب التنفيذي باعتماد تكليف بعثات الجامعة العربية في الخارج، وعلى وجه الخصوص اللجان الإعلامية، وبمواصلة الجهود لمخاطبة وسائل الإعلام المختلفة في هذه الدول، لشرح ما يجري على الأراضي العربية المحتلة من انتهاك وتهويد لمدينة القدس، وفضح جرائم الاحتلال الإسرائيلي بحق الإعلاميين والمؤسسات الإعلامية، ودعوة كلّ من اتحاد إذاعات الدول العربية واتحاد وكالات الأنباء العربية لمواصلة جهودهما في تكثيف الأخبار المتعلقة بالقدس الشريف وممارسات دولة الاحتلال، من خلال التبادل الإخباري مع الدول الأوروبية والأفريقية والآسيوية، وبما يخدم القضية الفلسطينية.
كما اعتمد اجتماع المكتب التنفيذي لمجلس وزراء الإعلام العرب تقرير وتوصيات ورشة العمل حول «دور الإعلام في الترويج للخطاب الديني الوسطي ومكافحة الإرهاب»، التي عُقدت في نوفمبر (تشرين الثاني) 2019 بدبي، وتكليف الأمانة العامة متابعة تنفيذ توصياتها. وكذلك الموافقة على طلب العراق استضافة ورشة العمل حول دور الإعلام في الترويج للخطاب الديني، بعد تحسّن الأوضاع داخلها، وتكليف الأمانة الفنية لمجلس وزراء الإعلام العرب التنسيق للإعداد لهذه الورشة. كما تمّت الموافقة، في إطار قرار مجلس الجامعة على المستوى الوزاري - الدورة العادية، بشأن دعم جهود العراق إزاء المطالبة بالحصص المائية من دول الجوار، والتأكيد على أهمية الأمن المائي العربي في استقرار وأمن شعوب دول المنطقة، والتركيز على عدالة المطالبات العراقية لإنقاذ البيئة العراقية من الجفاف والتصحّر، وما يصاحبهما من تأثيرات سلبية على الأحياء المائية والنباتية والحيوانية فيها.
وبعد الاطلاع على مذكرة العرض المُقدمة من الأمانة العامة بخصوص توصيات الدورة العادية (94) للجنة الدائمة للإعلام العربي، بشأن «ميثاق الشرف الإعلامي العربي»، تم إقرار الطلب من وزارات الإعلام أو الجهات المعنية بالإعلام في الدول العربية ووسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمقروءة والجمعيات والنقابات المهنية والإعلاميين والصحافيين العرب بالعمل على تفعيل ما جاء بميثاق الشرف الإعلامي العربي من مبادئ وأهداف تكرّس الالتزام بالأمانة والموضوعية، وتحري الدقة والمصداقية فيما يبثه الإعلام العربي بجميع أشكاله من بيانات ومعلومات وأخبار وضرورة الحصول عليها من مصادرها الأساسية، وضرورة تعميق روح التسامح والتآخي، ونبذ كل دعاوى التحيز والتمييز والتعصب.
كما اعتمد الاجتماع الختامي تقرير توصيات الاجتماع الثاني لفريق الخبراء المعني بالخريطة الإعلامية العربية للتنمية المستدامة 2030، وتكليف الأمانة العامة (إدارة الأمانة الفنية لمجلس وزراء الإعلام العرب) متابعة تنفيذ توصياته، واعتمد اجتماعات الأمانة العامة لجامعة الدول العربية المنعقدة في دبي، مع اعتماد المكتب التنفيذي لمجلس وزراء الإعلام العرب للتوصيات النهائية المقترحة من «لجنة الإعلام إلكتروني»، و«اللجنة العادية الدائمة للإعلام العربي»، وفيها تمت الموافقة على المشروعين المقدمين من «الهيئة العربية للبث الفضائي»، والموافقة على «مدونة سلوك للإعلام الإلكتروني» التي أعدّتها لجنة من الخبراء والأكاديميين والجمعيات الأهلية الإعلامية، بالتعاون مع الأمانة العامة لجامعة الدول العربية، وتكليف الأمانة الفنية لمجلس وزراء الإعلام العرب تعميمها على الدول الأعضاء للاسترشاد بها والاستفادة منها.
وجرت الموافقة خلال الاجتماع على دعوة البحرين لاستضافة الحلقة النقاشية البحثية حول موضوع «التربية الإعلامية»، التي ستُعقد خلال النصف الأول من عام 2020، كما أضيف خلال الاجتماع لجدول التوصيات النهائية مقترح تقدمت به السعودية حول تشكيل فريق عمل بعضويتها ومشاركة ممثلين من وزارات الإعلام في الدول العربية والمنظمات والاتحادات ذات العلاقة، للعمل على تطوير استراتيجية موحدة للتعامل مع جميع شركات الإعلام الدولية، واعتمد المجلس التنفيذي التوصية المقدمة على أن تتضمن مهام فريق العمل تقديم توصيات كفيلة بحفظ حقوق الدول العربية، إضافة إلى اقتراح آلية مناسبة للتعامل مع تناول وكالات الأنباء ووسائل الإعلام العالمية للمواضيع المتعلقة بالدول العربية، والشؤون الإعلامية الدولية، بما يضمن بناء صورة ذهنية عالمية سليمة وصحيحة عن الدول العربية.



«سوريو مصر» يفضلون التريث قبل اتخاذ قرار العودة

لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
TT

«سوريو مصر» يفضلون التريث قبل اتخاذ قرار العودة

لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)

بعد مرور نحو أسبوع على سقوط نظام بشار الأسد في سوريا، يفضل اللاجئون والمهاجرون السوريون في مصر التريث والصبر قبل اتخاذ قرار العودة إلى بلادهم التي تمر بمرحلة انتقالية يشوبها الكثير من الغموض.

ويتيح تغيير نظام الأسد وتولي فصائل المعارضة السورية السلطة الانتقالية، الفرصة لعودة المهاجرين دون ملاحقات أمنية، وفق أعضاء بالجالية السورية بمصر، غير أن المفوضية العامة لشؤون اللاجئين في القاهرة ترى أنه «من المبكر التفكير في عودة اللاجئين المسجلين لديها، إلى البلاد حالياً».

وازدادت أعداد السوريين في مصر، على مدى أكثر من عقد، مدفوعة بالتطورات السياسية والأمنية في الداخل السوري؛ إذ ارتفع عدد السوريين المسجلين لدى مفوضية اللاجئين إلى نحو 148 ألف لاجئ، غير أن تلك البيانات لا تعكس العدد الحقيقي للجالية السورية بمصر؛ إذ تشير المنظمة الدولية للهجرة إلى أن تعدادهم يصل إلى 1.5 مليون.

ولم تغير تطورات الأوضاع السياسية والأمنية في الداخل السوري من وضعية اللاجئين السوريين بمصر حتى الآن، حسب مسؤولة العلاقات الخارجية بمكتب مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في القاهرة، كريستين بشاي، التي قالت في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إن «السوريين المسجلين كلاجئين لدى المفوضية يتلقون خدماتهم بشكل طبيعي»، مشيرة إلى أنه «لا يوجد أي إجراءات حالية لمراجعة ملف اللاجئين المقيمين بمصر، تمهيداً لعودتهم».

وتعتقد بشاي أنه «من المبكر الحديث عن ملف العودة الطوعية للاجئين السوريين لبلادهم»، وأشارت إلى إفادة صادرة عن المفوضية العامة لشؤون اللاجئين مؤخراً، تدعو السوريين في الخارج لـ«التريث والصبر قبل اتخاذ قرار العودة لبلادهم».

وكانت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين قد نصحت المهاجرين السوريين في الخارج «بضرورة التحلي بالصبر واليقظة، مع قضية العودة لديارهم». وقالت، في إفادة لها الأسبوع الماضي، إن «ملايين اللاجئين يواصلون تقييم الأوضاع قبل اتخاذ قرار العودة»، وأشارت إلى أن «الصبر ضروري، على أمل اتخاذ التطورات على الأرض منحى إيجابياً، ما يتيح العودة الطوعية والآمنة والمستدامة».

ووعدت المفوضية، في بيانها، بـ«مراقبة التطورات بسوريا، مع الانخراط مع مجتمعات اللاجئين، لدعم الدول في مجال العودة الطوعية والمنظمة، وإنهاء أزمة النزوح القسري الأكبر في العالم»، وأشارت في الوقت نفسه إلى أن «الاحتياجات الإغاثية داخل سوريا لا تزال هائلة، في ظل البنية التحتية المتهالكة، واعتماد أكثر من 90 في المائة من السكان على المساعدات الإنسانية».

وحسب مسؤولة العلاقات الخارجية بمكتب مفوضية اللاجئين في القاهرة، يمثل اللاجئون السوريون المسجلون لدى المفوضية نحو 17 في المائة من تعداد اللاجئين في مصر، بواقع 148 ألف لاجئ سوري، من نحو 863 ألف لاجئ من أكثر من 60 جنسية. ويأتي ترتيبهم الثاني بعد السودانيين.

وباعتقاد مدير عام مؤسسة «سوريا الغد»، ملهم الخن، (مؤسسة إغاثية معنية بدعم اللاجئين السوريين في مصر)، أن «قضية عودة المهاجرين ما زال يحيطها الغموض»، مشيراً إلى «وجود تخوفات من شرائح عديدة من الأسر السورية من التطورات الأمنية والسياسية الداخلية»، ورجّح «استمرار فترة عدم اليقين خلال الفترة الانتقالية الحالية، لنحو 3 أشهر، لحين وضوح الرؤية واستقرار الأوضاع».

ويفرق الخن، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، بين 3 مواقف للمهاجرين السوريين في مصر، تجاه مسألة العودة لبلادهم، وقال إن «هناك فئة المستثمرين، وأصحاب الأعمال، وهؤلاء تحظى أوضاعهم باستقرار ولديهم إقامة قانونية، وفرص عودتهم ضئيلة».

والفئة الثانية، حسب الخن، «الشباب الهاربون من التجنيد الإجباري والمطلوبون أمنياً، وهؤلاء لديهم رغبة عاجلة للعودة، خصوصاً الذين تركوا أسرهم في سوريا»، أما الثالثة فتضم «العائلات السورية، وهؤلاء فرص تفكيرهم في العودة ضعيفة، نظراً لارتباط أغلبهم بتعليم أبنائهم في المدارس والجامعات المصرية، وفقدان عدد كبير منهم منازلهم بسوريا».

وارتبط الوجود السوري في مصر باستثمارات عديدة، أبرزها في مجال المطاعم التي انتشرت في مدن مصرية مختلفة.

ورأى كثير من مستخدمي مواقع «السوشيال ميديا» في مصر، أن التغيير في سوريا يمثّل فرصة لعودة السوريين لبلادهم، وتعددت التفاعلات التي تطالب بعودتهم مرة أخرى، وعدم استضافة أعداد جديدة بالبلاد.

وتتيح مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، مساعدات لراغبي العودة الطوعية من اللاجئين، تشمل «التأكد من أن العودة تتم في ظروف آمنة، والتأكد من أن الأوضاع في البلد الأصلي آمنة»، إلى جانب «تقديم دعم نقدي لتغطية النفقات الأساسية والسفر»، حسب مكتب مفوضية اللاجئين في مصر.

ويرى مسؤول الائتلاف الوطني السوري، عادل الحلواني، (مقيم بمصر)، أن ملف عودة المهاجرين «ليس أولوية في الوقت الراهن»، مشيراً إلى أن «جميع السوريين يترقبون التطورات الداخلية في بلادهم، والهدف الأساسي هو عبور سوريا الفترة الانتقالية بشكل آمن»، معتبراً أنه «عندما يستشعر المهاجرون استقرار الأوضاع الداخلية، سيعودون طواعية».

وأوضح الحلواني، لـ«الشرق الأوسط»، أن «حالة الضبابية بالمشهد الداخلي، تدفع الكثيرين للتريث قبل العودة»، وقال إن «الشباب لديهم رغبة أكثر في العودة حالياً»، منوهاً بـ«وجود شريحة من المهاجرين صدرت بحقهم غرامات لمخالفة شروط الإقامة بمصر، وفي حاجة للدعم لإنهاء تلك المخالفات».

وتدعم السلطات المصرية «العودة الآمنة للاجئين السوريين إلى بلادهم»، وأشارت الخارجية المصرية، في إفادة لها الأسبوع الماضي، إلى أن «القاهرة ستواصل العمل مع الشركاء الإقليميين والدوليين لتقديم يد العون والعمل على إنهاء معاناة الشعب السوري الممتدة، وإعادة الإعمار، ودعم عودة اللاجئين، والتوصل للاستقرار الذي يستحقه الشعب السوري».