تجدد الاحتجاجات في بيروت أمام مجلس النواب ومنزل ريا الحسن

TT

تجدد الاحتجاجات في بيروت أمام مجلس النواب ومنزل ريا الحسن

تجددت المظاهرات مساء أمس، وتركزت أمام مصرف لبنان في منطقة الحمراء، وأمام منزل وزيرة الداخلية ريا الحسن، وأمام المجلس النيابي، وسط تبادل الاتهامات حول تعامل القوى الأمنية مع المتظاهرين بعنف خلال فض الاعتصامات في اليومين السابقين.
وأفادت «الوكالة الوطنية للإعلام» الرسمية بأن محتجين تجمعوا عند مدخل مجلس النواب، ورددوا الشعارات المطلبية والرافضة للحكومة المزمع تشكيلها. كما أقفل محتجون طريق فردان عند دار الطائفة الدرزية بالإطارات والمستوعبات. وأفيد أن إشكالاً حصل أمام مصرف لبنان بين المحتجين الذين قطعوا الطريق وعدد من السائقين الذين أصروا على المرور.
ونفذت «نساء من أجل لبنان» اعتصاماً مساء، أمام منزل وزيرة الداخلية في حكومة تصريف الأعمال ريا الحسن في وادي أبو جميل، لمطالبتها «بوقف سياسة استخدام العنف المفرط والممنهج الذي تمارسه القوى الأمنية ضد أولادهن، احتراماً لحقهم المشروع بالتظاهر وللمطالبة بحقوقهم الأساسية للعيش في وطنهم بكرامة». كما طالب المشاركون في الوقفة «بالمحاسبة الفورية لكل عنصر من عناصر القوى الأمنية قام بممارسة العنف لقمع التظاهر المشروع».
وأفرجت السلطات اللبنانية أمس عن عدد كبير من الموقوفين الذين كانت القوى الأمنية أوقفتهم خلال المواجهات أمام ثكنة الحلو في بيروت، ليل أول من أمس، وأبقت على 6 فقط لقيامهم بأعمال عنفية أو لأسباب أخرى مثل وجود مذكرات توقيف في حقهم.
وأعطى النائب العام لدى محكمة التمييز القاضي غسان عويدات إشارة إلى الأجهزة المختصة بتخلية جميع الموقوفين في أحداث الشغب في شارع الحمرا وأمام ثكنة الحلو باستثناء عدد قليل، إما لقيامهم بأعمال عنفية وإما لأسباب أخرى مثل وجود مذكرات توقيف في حقهم. والتقى نقيب المحامين ملحم خلف النائب العام التمييزي، وأكد التوجّه إلى إطلاق جميع المحتجزين. وتحدثت معلومات عن الإفراج عن الموقوفين باستثناء الموقوفين الستة، وقال بعض الموقوفين المُفرج عنهم في تصريحات للإعلام إنهم تعرضوا للضرب.
وكانت مجموعة من المحتجين نفذت اعتصاماً، أمام قصر العدل في بيروت، احتجاجاً على ما وصفوه بـ«التوقيفات التعسفية التي حصلت على خلفية أحداث الشغب في شارع الحمرا، أول من أمس، والأعمال المماثلة أمام ثكنة الحلو ليل الأربعاء»، وبلغ عدد الموقوفين 110، من بينهم 4 قاصرين.
وخلال النهار، فضّ متظاهرو «الحراك المدني» اعتصامهم أمام قصر العدل في بيروت، وانسحبت قوة مكافحة الشغب من المكان، فيما توجه المعتصمون وبينهم عدد من المحامين إلى أمام ثكنة الحلو لمواكبة إجراءات تخلية موقوفي حوادث الحمراء وثكنة الحلو.
ونفذ أساتذة من الجامعة الأميركية في بيروت وقفة استنكار وتضامن مع المحتجين أمام مدخل الجامعة الرئيسي، منددين بالتوقيفات التي حصلت في حق المحتجين والناشطين والإعلاميين. وجاءت الوقفة رفضاً لاستعمال القوى الأمنية للعنف وقمع المتظاهرين السلميين وتضامناً مع جميع الموقوفين في المخافر من جميع الأعمار والجنسيات؛ خصوصاً طلاب الجامعة الأميركية في بيروت الذين كانوا يتظاهرون ويعتصمون سلمياً.
وفي طرابلس نفذ طلاب جامعيون وقفة احتجاجية أمام سرايا طرابلس احتجاجاً على العنف الذي تتبعه القوى الأمنية مع المحتجين، وارتفعت هتافات ضد وزيرة الداخلية ريا الحسن.
وتواصلت التحركات أمس في سياق «أسبوع الغضب» الذي دعت إليه الانتفاضة الشعبية، تصدّرها طلاب المدارس والجامعات. وفي ساحل كسروان، تجمع عدد من الطلاب أمام مركز تاهاتف في جونية، وأقفلوا المدخل ومنعوا دخول الموظفين والمواطنين، مطلقين الهتافات والشعارات، فيما اعتصم الطلاب أمام مبنى شركة «ألفا» للهاتف الجوال في جبيل، وأقفلوا أبوابه، ومنعوا الموظفين من أداء عملهم. كما أقفلوا شركة «تاتش» في المدينة. وفي منطقة الجديدة في المتن، قُطعت الطريق عند الساحة العامة، كما قطعت طرقات أخرى في الشمال والبقاع.



غروندبرغ في صنعاء لحض الحوثيين على السلام وإطلاق المعتقلين

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
TT

غروندبرغ في صنعاء لحض الحوثيين على السلام وإطلاق المعتقلين

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)

بعد غياب عن صنعاء دام أكثر من 18 شهراً وصل المبعوث الأممي هانس غروندبرغ إلى العاصمة اليمنية المختطفة، الاثنين، في سياق جهوده لحض الحوثيين على السلام وإطلاق سراح الموظفين الأمميين والعاملين الإنسانيين في المنظمات الدولية والمحلية.

وجاءت الزيارة بعد أن اختتم المبعوث الأممي نقاشات في مسقط، مع مسؤولين عمانيين، وشملت محمد عبد السلام المتحدث الرسمي باسم الجماعة الحوثية وكبير مفاوضيها، أملاً في إحداث اختراق في جدار الأزمة اليمنية التي تجمدت المساعي لحلها عقب انخراط الجماعة في التصعيد الإقليمي المرتبط بالحرب في غزة ومهاجمة السفن في البحر الأحمر وخليج عدن.

وفي بيان صادر عن مكتب غروندبرغ، أفاد بأنه وصل إلى صنعاء عقب اجتماعاته في مسقط، في إطار جهوده المستمرة لحث الحوثيين على اتخاذ إجراءات ملموسة وجوهرية لدفع عملية السلام إلى الأمام.

وأضاف البيان أن الزيارة جزء من جهود المبعوث لدعم إطلاق سراح المعتقلين تعسفياً من موظفي الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية والمجتمع المدني والبعثات الدبلوماسية.

صورة خلال زيارة غروندبرغ إلى صنعاء قبل أكثر من 18 شهراً (الأمم المتحدة)

وأوضح غروندبرغ أنه يخطط «لعقد سلسلة من الاجتماعات الوطنية والإقليمية في الأيام المقبلة في إطار جهود الوساطة التي يبذلها».

وكان المبعوث الأممي اختتم زيارة إلى مسقط، التقى خلالها بوكيل وزارة الخارجية وعدد من كبار المسؤولين العمانيين، وناقش معهم «الجهود المتضافرة لتعزيز السلام في اليمن».

كما التقى المتحدث باسم الحوثيين، وحضه (بحسب ما صدر عن مكتبه) على «اتخاذ إجراءات ملموسة لتمهيد الطريق لعملية سياسية»، مع تشديده على أهمية «خفض التصعيد، بما في ذلك الإفراج الفوري وغير المشروط عن المعتقلين من موظفي الأمم المتحدة والمجتمع المدني والبعثات الدبلوماسية باعتباره أمراً ضرورياً لإظهار الالتزام بجهود السلام».

قناعة أممية

وعلى الرغم من التحديات العديدة التي يواجهها المبعوث الأممي هانس غروندبرغ، فإنه لا يزال متمسكاً بقناعته بأن تحقيق السلام الدائم في اليمن لا يمكن أن يتم إلا من خلال المشاركة المستمرة والمركزة في القضايا الجوهرية مثل الاقتصاد، ووقف إطلاق النار على مستوى البلاد، وعملية سياسية شاملة.

وكانت أحدث إحاطة للمبعوث أمام مجلس الأمن ركزت على اعتقالات الحوثيين للموظفين الأمميين والإغاثيين، وتسليح الاقتصاد في اليمن، مع التأكيد على أن الحلّ السلمي وتنفيذ خريطة طريق تحقق السلام ليس أمراً مستحيلاً، على الرغم من التصعيد الحوثي البحري والبري والردود العسكرية الغربية.

وأشار غروندبرغ في إحاطته إلى مرور 6 أشهر على بدء الحوثيين اعتقالات تعسفية استهدفت موظفين من المنظمات الدولية والوطنية، والبعثات الدبلوماسية، ومنظمات المجتمع المدني، وقطاعات الأعمال الخاصة.

الحوثيون اعتقلوا عشرات الموظفين الأمميين والعاملين في المنظمات الدولية والمحلية بتهم التجسس (إ.ب.أ)

وقال إن العشرات بمن فيهم أحد أعضاء مكتبه لا يزالون رهن الاحتجاز التعسفي، «بل إن البعض يُحرم من أبسط الحقوق الإنسانية، مثل إجراء مكالمة هاتفية مع عائلاتهم». وفق تعبيره.

ووصف المبعوث الأممي هذه الاعتقالات التعسفية بأنها «تشكل انتهاكاً صارخاً للحقوق الإنسانية الأساسية»، وشدّد على الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المعتقلين، مع تعويله على دعم مجلس الأمن لتوصيل هذه الرسالة.

يشار إلى أن اليمنيين كانوا يتطلعون في آخر 2023 إلى حدوث انفراجة في مسار السلام بعد موافقة الحوثيين والحكومة الشرعية على خريطة طريق توسطت فيها السعودية وعمان، إلا أن هذه الآمال تبددت مع تصعيد الحوثيين وشن هجماتهم ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن.

ويحّمل مجلس القيادة الرئاسي اليمني، الجماعة المدعومة من إيران مسؤولية تعطيل مسار السلام ويقول رئيس المجلس رشاد العليمي إنه ليس لدى الجماعة سوى «الحرب والدمار بوصفهما خياراً صفرياً».