متطرفون يهود يحاولون إحراق محل تجاري وبيت في قرية عربية قرب الناصرة

TT

متطرفون يهود يحاولون إحراق محل تجاري وبيت في قرية عربية قرب الناصرة

أقدم مجموعة من أربعة شبان من المتطرفين اليهود على إشعال النار في قرية الرينة المحاذية لمدينة الناصرة، وتهديد بيوت تقوم فوق المجمع التجاري. وقد وثقت كاميرات المراقبة في المجمع هذا الاعتداء، فجر أمس الخميس، ويظهر فيه بعض المتطرفين اليهود وهم يحرقون لافتة كُتب عليها «الموت لأبناء الرينة، إلى جهنم».
وقد تصادف أن شعر صاحب العمارة، أنس ريناوي، بمحاولات المتطرفين، فراح يصرخ حتى فروا هاربين قبل اندلاع النيران بشكل كبير. وتمكن هو والجيران من إطفاء الحريق من دون إحداث أضرار. وشكا الرجل من أنه عندما اتصل بالشرطة، رفضت في البداية التعاون معه، فقال لهم: «لو كان الأمر ضد اليهود، لكانت الشرطة أغلقت كل الشوارع وشرعت في البحث عن الفاعلين». عندها تحرك عدد من عناصر الشرطة الذين وصلوا إلى المكان وشرعوا في التحقيق.
ولوحظ أن الشبان الأربعة حضروا إلى المكان بوجوه مكشوفة، وقد اعتمروا قبعات ووضعوا على أجسادهم أشرطة يستخدمها عادة مؤيدو فريق كرة القدم «بيتار القدس»، المعروف كفريق لديه كثير من المؤيدين العنصريين. فهذا الفريق الذي يحتل مكانة مرموقة في الدرجة العليا للدوري، التقى مساء أمس الخميس، فريق شباب الرينة، وهو فريق صاعد ومتواضع من الدرجة الثانية (أقل ثلاث درجات من العليا)، ضمن مباريات كأس الدولة. والاعتداء على الرينة جاء عشية هذه المباراة.
ومع أن الشرطة تعتقد بأن هؤلاء هم مجموعة من مؤيدي فريق القدس المهووسين، الذين نفذوا اعتداءهم ضمن «التعصب الكروي» لفريقهم، فإن القيادات السياسية للعرب في إسرائيل اعتبرته اعتداء عنصرياً منظماً لفرق الإرهاب اليهودي التي تعمل تحت شعار «تدفيع الثمن». فقادة هذه الفرق التي تنتمي لليمين الاستيطاني المتطرف، دأبوا على «الانتقام من العرب» كلما تعرضت السلطات الإسرائيلية الرسمية لهم. وفي يوم الأربعاء قامت قوة من الشرطة بهدم مبنى أقامه المستوطنون في بؤرة استيطان في الضفة الغربية، ويعتقد أن نشطاء تلك الفرق جاءوا إلى قرية الرينة ليُدفِّعوا أهلها الثمن.
المعروف أن فرق «تدفيع الثمن» زادت من اعتداءاتها على القرى العربية في الشهور الأخيرة بشكل ملحوظ. وحسب حركة «تاج مئير»، اليهودية التي تحارب فرق الإرهاب المذكورة؛ بلغت الزيادة في الاعتداءات على العرب نسبة 150 في المائة. وفي الشهور الثلاثة الأخيرة من سنة 2019 تعرضت 13 بلدة عربية للاعتداء: في إسرائيل (جسر الزرقاء، والجش، وكفر قاسم، ومنشية زبدة، والزنغرية)، وفي الضفة الغربية (سنجيل، ودير إستيا، وكفر مالك، وسرتا، وعورتا، ودير قديس، ووادي بوخين، وعين يابوس).



مصر: وضع اللمسات النهائية لخطة إعمار غزة قبل انعقاد «القمة العربية»

نازحون من غزة يتجمعون في منطقة النصيرات للعودة إلى منازلهم في الجزء الشمالي من القطاع (أ.ف.ب)
نازحون من غزة يتجمعون في منطقة النصيرات للعودة إلى منازلهم في الجزء الشمالي من القطاع (أ.ف.ب)
TT

مصر: وضع اللمسات النهائية لخطة إعمار غزة قبل انعقاد «القمة العربية»

نازحون من غزة يتجمعون في منطقة النصيرات للعودة إلى منازلهم في الجزء الشمالي من القطاع (أ.ف.ب)
نازحون من غزة يتجمعون في منطقة النصيرات للعودة إلى منازلهم في الجزء الشمالي من القطاع (أ.ف.ب)

تعمل القاهرة على وضع اللمسات النهائية لخطة إعادة إعمار قطاع غزة المدمر جراء الحرب الإسرائيلية، «وتسعى للحصول على إجماع عليها»، تمهيداً لعرضها على القمة العربية الطارئة المقرر عقدها في 4 مارس (آذار) الحالي، بحسب ما أكد مصدر مصري مطلع لـ«الشرق الأوسط».

وأكدت الحكومة المصرية، السبت، في بيان رسمي، أنها أعدّت خطة «متكاملة للتعافي المبكر وإعادة إعمار قطاع غزة، مع الإبقاء على المواطنين الفلسطينيين في القطاع أثناء عملية إعادة الإعمار» بتوجيهات من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي.

وأوضحت أن رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي بحث، خلال اجتماع بالقاهرة مع نظيره الفلسطيني محمد مصطفى، ملامح الخطة وجهود التنسيق المشتركة للانتهاء من صياغتها قبيل عرضها على «القمة العربية الطارئة».

أيضاً قالت وزارة الخارجية المصرية، السبت، إن الوزير بدر عبد العاطي اجتمع مع رئيس الوزراء الفلسطيني الذي يشغل كذلك منصب وزير خارجية فلسطين لمناقشة آخر مستجدات الأوضاع في الأراضي الفلسطينية.

طفل فلسطيني يقف بالقرب من القمامة والمياه الراكدة في مخيم للنازحين في النصيرات وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)

وكان لافتاً في بيان «الخارجية المصرية» تضمنه أن الاجتماع ناقش «خطط» إعادة إعمار غزة في ظل وجود الفلسطينيين على أرضهم، لكن المصدر المصري المطلع أكد أن ما يجري إعداده «خطة واحدة من الجانب المصري، وتتم مناقشة جميع الأطراف الفاعلة حولها، وليس هناك أكثر من خطة».

وأشار المصدر إلى «حرص مصر على إطلاع الجانب الفلسطيني والتنسيق معه بشأن كل التفاصيل الخاصة بالخطة، حتى لا تحدث أي مفاجآت أو اعتراضات بزعم عدم معرفة أي بند في الخطة قبل اعتمادها من (القمة العربية)». ونوه المصدر كذلك بقيام «الخارجية المصرية» بالتنسيق مع الدول العربية بشأن بنود الخطة وكذلك مع المجتمع الدولي والمؤسسات الدولية الفاعلة لـ«حشد دعم وإجماع إقليمي ودولي على الخطة».

تجدر الإشارة إلى أن بيان الحكومة المصرية، السبت، أشار إلى مسألة «التنسيق مع المؤسسات الأممية الإنسانية للإسهام في جهود التعافي المبكر وإعادة الإعمار».

وبحسب المصدر، فإنه «من المهم إطلاع جميع الأطراف الفاعلة على التفاصيل، خاصة أن هناك دولاً ومؤسسات دولية ستسهم في تمويل تلك الخطة حال إقرارها، وتحتاج تلك الأطراف إلى الاطمئنان لجدوى ما ستدفعه أو تسهم فيه بالجهود».

المصدر المطلع أوضح أن «الخطة المقترحة من جانب مصر تعتمد في المقام الأول على بند رئيسي، يتمثل في إعادة بناء المنازل اللازمة لإقامة أهالي غزة بشكل عاجل وفي مدة لا تزيد على 3 سنوات، في حين تتم عملية إنشاء المؤسسات والمنشآت الأخرى اللازمة لمناحي الحياة بشكل تدريجي في فترة مماثلة قد تزيد أو تقل».

فلسطينيون خلال تجمعهم في وقت سابق بموقع غارة إسرائيلية على منزل بقطاع غزة (رويترز)

يشار إلى أن الخطة المصرية - العربية لإعادة إعمار غزة تأتي في مواجهة مقترح الرئيس الأميركي دونالد ترمب لتهجير أهالي القطاع إلى مصر والأردن، اللذين رفضا الاقتراح، وكذلك في مواجهة مقترحات أميركية أخرى كانت تتحدث عن إعادة الإعمار في فترة قد تصل إلى 15 عاماً.

وبحسب المصدر المصري المطلع، فإن «الخطة المصرية المقرر عرضها على (القمة العربية) تواجه حالياً عقبتين؛ الأولى تتمثل في كون الأطراف التي ستسهم بالتمويل متخوفة من مسألة احتمال تجدد القتال مرة أخرى وتدمير ما سيتم إعماره في ظل تمسك (حماس) بحق المقاومة، رغم تنازلها عن حق الإدارة، ورفض إسرائيل لوجود الحركة بالقطاع».

والعقبة الثانية، وفق المصدر، «تتمثل في أن اتفاق الهدنة نفسه بات مهدداً بالانهيار نظراً لتعثر المفاوضات الأخيرة التي تمت في القاهرة بشأنه».

واستضافت القاهرة، الجمعة، جولة مفاوضات جديدة شارك فيها وفدان من قطر وإسرائيل، بالإضافة إلى ممثلين للجانب الأميركي، وكانت تهدف للانتقال إلى المراحل التالية من اتفاق وقف إطلاق النار، لكن هذه الجولة التفاوضية انتهت دون التوصل لاتفاق بسبب الخلاف بين إسرائيل و«حماس»؛ حيث طلبت الأولى تمديد المرحلة الأولى من الاتفاق التي انتهت السبت، وتسلمها مزيداً من الرهائن مع عدم الانسحاب من قطاع غزة، وهو ما رفضته «حماس» واعتبرته انتهاكاً للبنود المتفق عليها في الهدنة.