أكاديمية تشيلسي... المركز النابض لتخريج المواهب

لامبارد عاد ليعتمد على أبناء النادي بعد عقدين لم يظهر خلالهما أيٌّ من اللاعبين بالفريق الأول

لاعبو تشيلسي الشباب تصدروا دوري تحت 23 عاماً بفضل مواهب الأكاديمية
لاعبو تشيلسي الشباب تصدروا دوري تحت 23 عاماً بفضل مواهب الأكاديمية
TT

أكاديمية تشيلسي... المركز النابض لتخريج المواهب

لاعبو تشيلسي الشباب تصدروا دوري تحت 23 عاماً بفضل مواهب الأكاديمية
لاعبو تشيلسي الشباب تصدروا دوري تحت 23 عاماً بفضل مواهب الأكاديمية

كلفت الدقائق الـ522 التي لعبها داني درنكووتر لحساب تشيلسي في إطار بطولة الدوري الممتاز، أكثر من 50 مليون جنيهاً إسترلينياً على امتداد ثلاث سنوات منذ انضمامه من ليستر سيتي. اليوم، بدأت الاستثمارات السخية التي ينفقها النادي على الأكاديمية التابعة له تؤتي عائدات أكبر. وخلال الموسم المحموم الحالي، لجأ المدير الفني فرانك لامبارد من جديد إلى تكوين فريق تشيلسي أقل من 23 عاماً، ووقع اختياره على طارق لامبتي، الظهير الأيمن البالغ 19 عاماً، ليضمه إلى الفريق الأول.
وبعد عقدين لم يكد يظهر خلالهما أي من اللاعبين من أبناء النادي لمرافقة جون تيري، شارك قرابة عشرة لاعبين من أبناء أكاديمية تشيلسي في الفريق الأول تحت قيادة لامبارد هذا الموسم. وكان فيكايو توموري، 22 عاماً، وريس جيمس، 20 عاماً، وميسون ماونت، 21 عاماً، وتامي أبراهام، 22 عاماً، قد عادوا جميعاً إلى النادي بعد مواسم ممتازة قضوها على سبيل الإعارة مع أندية مشاركة بدوري البطولة الإنجليزي، ليشاركوا في الدوري الممتاز، لينضموا بذلك إلى رفيقهم السابق بفريق أقل من 23 عاماً، كالوم هودسون أودوي، الذي لا يزال في الـ19 من عمره.
جدير بالذكر أن لدى تشيلسي 26 لاعباً خارج النادي على سبيل الإعارة، بينهم لاعبون يشكلون أصولاً قيمة للنادي مثل إيثان أمبادو وتيموي باكايوكو وكينيدي وفيكتور موزيس، الذي يشارك حالياً في فترة الإعارة الرابعة له -هذه المرة لدى نادي فناربغشة التركي، بعد أن شارك في 87 مباراة فقط بالدوري خلال ثماني سنوات مع النادي. وتتضمن مجموعة اللاعبين المعارين حالياً، قائد فريق تشيلسي تحت 23 عاماً، مارك غويهي، صاحب الجسد الرياضي الذي يشارك بمركز قلب الدفاع. وُلد غويهي في كوت ديفوار، وانضم إلى تشيلسي في الثامنة من عمره وتخرج اليوم في أكاديمية النادي لينضم إلى المنتخب الإنجليزي أقل من 21 عاماً. وكان غويهي قد وقّع عقد إعارة مع سوانزي سيتي هذا الأسبوع ومن المنتظر أن يخوض أول تجربة له مع كرة القدم للكبار في بطولة دوري البطولة الإنجليزية.
وتزامن صعود لاعبي أكاديمية تشيلسي مع حظر الانتقالات الذي فُرض على النادي. ومع رفع هذا الحظر الآن، ربما يشعر لامبارد بإغراء تجاه إغلاق نافذة الفرص في وجه لاعبي الأكاديمية، لكنّ الفريق الفني المعاون له يضم العديد من المدربين السابقين في الأكاديمية -وبينهم جودي موريس وإيدي نيوتن وجو إدواردز وكريس غونز- والذين يبدون مدركين تماماً لحجم المواهب التي يمتلكها تشيلسي.
أيضاً، يوجد فريق تشيلسي أقل من 23 عاماً في أيدٍ مألوفة، ذلك أن هذه المهارات الناشئة يتولى رعايتها آندي ميرز، الذي تعد مسيرته الرياضية مثالاً جيداً على كيف يمكن للاعبين التقدم عبر المستويات المختلفة بالنادي. كان ميرز قد انضم إلى تشيلسي عندما كان صبياً صغيراً، وتقدم عبر مستويات الأكاديمية وشارك في أكثر من 100 مباراة مع النادي، فاز خلالها ببطولتي كأس الاتحاد الإنجليزي وكأس الكؤوس الأوروبية.
ويتصدر فريق أقل من 23 عاماً الذي يتولى تدريبه، بطولة الدوري الممتاز 2. وفاز الفريق الأسبوع الماضي أمام توتنهام هوتسبر بنتيجة 1 - 0 في ستيفينيدج، حيث قدم هنري لورانس أداءً رائعاً، مثلما كان الحال مع بقية زملائه.
أمام توتنهام هوتسبر، تألق لورانس على نحو خاص على الجناح الأيمن، وصال وجال ذهاباً وإياباً على نحو مبهر، ونجح في التحرك سريعاً إلى الخلف للاضطلاع بمهام دفاعية واعترض الكرات على نحو جيد وناضل بقوة للاستحواذ على الكرة. حالياً، يبدو اللاعب نحيف القوام، لكنّ مجمل بنيته الجسدية توحي بأن جسده سينمو سريعاً. ويبدو اللاعب متوائماً بطبيعته في مركز خط الوسط، ومع ذلك حل لورانس محل لامبتي بالجناح الأيمن وبدا سعيداً بأن الجناح بأكمله كان تحت سيطرته عندما تحول ميرز إلى الاستعانة بثلاثة لاعبين في خط الدفاع. جدير بالذكر أن اللاعب أكمل عامه الـ18 في سبتمبر (أيلول) فقط، وشارك حتى الآن بالفعل في فرق أقل من 18 و19 و21 و23 عاماً، لكن بطبيعة الحال تبقى الخطوة الأخيرة هي الأكبر على الإطلاق.
الملاحظ أن النصف الأول من المباراة التي جرت على أرض ستيفينيدج كان هزيلاً وشكل نموذجاً لكل الجوانب الرديئة من كرة قدم أكاديميات أندية النخبة. خلال الشوط الأول، كان المشهد العام لفريقين جيدين من الناحية الفنية، لكنهما خفيفا الوزن ويلعبان كرة عقيمة في مناخ عام كئيب، بينما يشاهدهم في صمت مجموعة من الأهل والأصدقاء والكشافين. وغابت عن الشوط الأول الحدة والكثافة التي شهدها الملعب ذاته منذ أيام قلائل في أثناء مباراة نادي ستيفينيدج القابع في قاع بطولة دوري كرة القدم الإنجليزية والتي ناضل خلالها بالاعتماد على 10 لاعبين فقط في مواجهة كلوشستر، ناهيك بالحيوية والرؤية الثاقبة التي أبداها اللاعبون في محاولة حثيثة لجذب أنظار لامبارد أو مدرب توتنهام هوتسبر جوزيه مورينيو.
وبدا لاعب قلب خط الوسط، جورج مكيشران، الذي يبدو أشد نحافة حتى من شقيقه الأكبر جوش، كأنه لا ينوي مطلقاً مس أيٍّ من لاعبي توتنهام هوتسبر، ناهيك بالتداخل معهم بهدف الاستحواذ على الكرة. جدير بالذكر أن جورج شارك مع تشيلسي في 11 مباراة بالدوري الممتاز خلال خمس سنوات، ويلعب حالياً في صفوف برمنغهام سيتي.
من جهته، أدرك ميرز أن المباراة بحاجة لدفقة تحفيز، الأمر الذي حققه بالفعل بدفعه جون رسل. ونظراً لكونه أطول وأثقل وزناً من لاعبي الخصم، بدا رسل كأنه رجل في وسط مجموعة من الصبية -مثلما كان الحال مع روبين لوفتوس تشيك عندما لعب مع الفريق الثاني لتشيلسي منذ خمس سنوات. خلال المباراة، ألقى رسل بثقله خلف لاعبي الهجوم. وبسبب المخالفات المتكررة التي ارتكبها حصل على بطاقة صفراء، لكن سلوكه العدواني كان له الفضل في إضفاء حرارة وحماس على المباراة ونجحت قوته البدنية في إحداث حالة من الارتباك في خط وسط توتنهام هوتسبر.
وشارك رسل ولورانس بجانب أرماند برويا، المهاجم الواعد في صفوف تشيلسي والبالغ 18 عاماً وله جذور ألبانية، عبر الجناح الأيمن ليسجل هدف الفوز المتأخر لحساب تشيلسي.
من جانبه، منح لامبارد فرصة المشاركة للمرة الأولى في صفوف الفريق الأول لعدد من لاعبي أكاديمية النادي، بينهم لاعب خط وسط نادي رينجرز السابق بيلي غيلمور، ولاعب خط وسط منتخب إنجلترا لأقل من 19 عاماً تينو أنيورين، والمدافع الهولندي إيان ماستن. وفي تلك الأثناء، ثمة طلب كبير على كونور غالاهر، لاعب خط الوسط المتألق البالغ 19 عاماً، نظراً لأدائه الممتاز خلال فترة إعارته إلى تشارلتون. بوجه عام، تبدو هذه فترة مثمرة على نحو استثنائي في تاريخ أكاديمية تشيلسي، ويبدو أنها تأتي تعويضاً عن حقبتين مجدبتين.


مقالات ذات صلة

فوفانا سيغيب عن تشيلسي حتى نهاية الموسم

رياضة عالمية ويسلي فوفانا مدافع تشيلسي (يمين) سيغيب لنهاية الموسم (رويترز)

فوفانا سيغيب عن تشيلسي حتى نهاية الموسم

قال إنزو ماريسكا، مدرب تشيلسي، الجمعة، إن المدافع ويسلي فوفانا ربما يغيب عن الفريق حتى نهاية الموسم.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية هذا الفوز الثالث فقط لإبسويتش هذا الموسم (أ.ف.ب)

فوز إبسويتش على تشيلسي «علامة فارقة» للمشجعين

أشاد كيران ماكينا مدرب إبسويتش تاون بفريقه بعد ليلة مميزة فاز فيها على ملعبه لأول مرة في الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم منذ أكثر من عقدين من الزمن

«الشرق الأوسط» (إبسويتش (إنجلترا))
رياضة عالمية قلل ماريسكا باستمرار من فرص فريقه في الفوز باللقب (أ.ب)

ماريسكا «المصدوم»: لم يتوقع أحد هذه الخسارة لتشيلسي

وجه إبسويتش تاون ضربة قوية لآمال تشيلسي في الفوز بلقب الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم بفوزه 2 - صفر على ملعب بورتمان رود أمس الاثنين.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية هل جازف تشيلسي برفض صفقة رعاية قميصه؟

هل جازف تشيلسي برفض صفقة رعاية قميصه؟

هناك طريقتان للنظر في عدم توقيع تشيلسي على صفقة رعاية أمامية للقميص قبل بداية الموسم

The Athletic (لندن)
رياضة عالمية إنزو ماريسكا مدرب تشيلسي (أ.ف.ب)

ماريسكا: يجب على لاعبي تشيلسي التعافي من خسارة فولهام

قال إنزو ماريسكا، مدرب تشيلسي، إن فريقه يجب أن يتعافى من هزيمته في جولة عيد الميلاد أمام فولهام.

«الشرق الأوسط» (لندن)

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».