5 مهام عاجلة تنتظر المدرب الجديد سيتين في برشلونة

تحسين دفاعات الفريق والمنافسة على 3 جبهات اختبار ممنوع الفشل فيه

سيتين من مزارع الأبقار إلى «كامب نو» أشهر ملاعب كرة القدم في العالم (إ.ب.أ)
سيتين من مزارع الأبقار إلى «كامب نو» أشهر ملاعب كرة القدم في العالم (إ.ب.أ)
TT

5 مهام عاجلة تنتظر المدرب الجديد سيتين في برشلونة

سيتين من مزارع الأبقار إلى «كامب نو» أشهر ملاعب كرة القدم في العالم (إ.ب.أ)
سيتين من مزارع الأبقار إلى «كامب نو» أشهر ملاعب كرة القدم في العالم (إ.ب.أ)

كُلِّف كيكي سيتين لقيادة نادي برشلونة متصدر الدوري الإسباني لكرة القدم على ثلاث جبهات هذا الموسم بعد تعيينه خلفا للمتعثر إرنستو فالفيردي.
ويتصدر برشلونة ترتيب الدوري، وبلغ دور الـ16 من مسابقة دوري أبطال أوروبا، فيما يستهل مشواره في مسابقة الكأس المحلية ضد إيبيزا الأسبوع المقبل.
وقال رئيس النادي جوسيب بارتوميو إنه جلب سيتين لمنح الفريق دفعة إيجابية في منتصف الموسم وهناك الكثير من التحسينات التي يتعين عليه القيام بها.
بينما يأتي بعض التحديات التي تنتظر المدرب الجديد في ملعب «كامب نو».
تلقى برشلونة حتى الآن 23 هدفا في الدوري، أي نحو ضعف ما تلقاه وصيفه بفارق الأهداف ريال مدريد وأتلتيكو مدريد الثالث.
لم تتعلق مشكلته بالأخطاء الفردية بقدر ضعف إيقاعه في مواجهة الهجمات المرتدة.
نجحت الأندية بإيلام برشلونة في الهجمات المرتدة السريعة، وبدا لاعب الارتكاز سيرجيو بوسكيتس مكشوفا في أحيان كثيرة أمام رباعي خط الدفاع.
ومع بلوغ قلب الدفاع جيرار بيكيه الثالثة والثلاثين الشهر المقبل وصراع الفرنسي صامويل أومتيتي لاستعادة لياقته، قد يحتاج الفريق الكاتالوني إلى التعاقد مع لاعبين جدد في فترة الانتقالات المقبلة.
في هذه الأثناء، يتعين على سيتين، البالغ 61 عاما وغير المعروف بأساليبه الدفاعية، تمتين دفاعه.
بعد انضمامه مقابل 120 مليون يورو (135 مليون دولار أميركي) من أتلتيكو مدريد الصيف الماضي، كانت التوقعات مرتفعة حيال قدوم المهاجم الفرنسي أنطوان غريزمان؛ خصوصاً بعد فشل استعادة البرازيلي نيمار من باريس سان جيرمان بطل فرنسا. لكن بطل العالم لم يظهر سوى لمحات من أفضل مستوياته مع فريقه الجديد، وبشكل خاص لأنه لم يحصل بعد على فرصة اللعب في مركزه المفضل.
ولكي يزج به في تشكيلة تضم النجم الكبير الأرجنتيني ليونيل ميسي وصديقه الأوروغواياني لويس سواريز، اضطر فالفيردي لوضع بطل العالم على الجهة اليسرى، وفي الوقت الراهن لن يواجه سيتين هكذا مشكلة، نظرا لغياب سواريز لأربعة أشهر بسبب الإصابة في ركبته، قد يحقق غريزمان خلالها رغبته باللعب في قلب الهجوم.
ولم يتعاف فريق فالفيردي من كابوس الخروج في آخر موسمين من دوري أبطال أوروبا أمام روما الإيطالي وليفربول الإنجليزي.
في أنفيلد، تخوّف لاعبو برشلونة من تكرار ما حصل معهم في الموسم قبل الماضي، لكن المدافع بيكيه أقر أنهم استعادوا بسرعة تلك الذكريات.
خيّمت تلك المخاوف مجددا هذا الموسم، على غرار الهشاشة الدفاعية في مواجهة المرتدات والضعف تحت الضغط.
في نوفمبر (تشرين الثاني)، تلقى برشلونة ثلاثة أهداف في سبع دقائق فقط بالشوط الثاني، ليخسر أمام ليفانتي، فيما كان الهدفان المتأخران لمصلحة أتلتيكو الأسبوع الماضي بنصف نهائي الكأس السوبر في السعودية، بمثابة القشة التي أطاحت فالفيردي.
هنا أيضا، يتعين على سيتين العمل على تحسين الحالة النفسية للاعبيه.
تعيين سيتين بلسم جراح الجماهير الراغبة بأداء أفضل وربما لاعبي برشلونة الذين سئموا من الأداء المتضعضع تحت إشراف فالفيردي.
ألقى الأداء الهجومي السلس في أيام المدرب السابق جوسيب غوارديولا بثقله بعد الفترة التي قاد فيها النادي إلى أمجاد محلية وقارية وعالمية.
لكن مع وجود ميسي، وغريزمان، والفرنسي عثمان ديمبيلي، وجوردي ألبا، والهولندي فرنكي دي يونغ والبرازيلي آرثر، لا تخلو تشكيلة برشلونة من المواهب، وسيكون سيتين سعيدا للزج بهم ضمن عقيدته الهجومية.
وقال سيتين العام الماضي، حيث كان بلا عمل ومشاهدا فقط: «لاعبو برشلونة يستمتعون بالكرة بين أقدامهم أكثر من الركض خلفها»، وهو حديث يفترض أن يعجب أعضاء الفريق.
ويملك سيتين سمعة منح الشبان الفرصة، وسيجتمع مجددا مع جونيور فيربو القادم إلى برشلونة بعد تألقه تحت إشرافه في ريال بيتيس. لكن الظهير فيربو عانى لنيل فرصته مع فالفيردي الذي بدا مترددا في منح خريجي أكاديمية «لا ماسيا» وقتا وافرا مع الفريق الأول.
تلاشى ظهور المهاجم أنسو فاتي من غينيا بيساو بعد صعوده الصاروخي مطلع الموسم، فيما تعثر تقدم لاعب الوسط ريكي بويغ وأعير الثنائي لاعب الوسط كارليس ألينيا والظهير جوان ميراندا.
وتبدو الإمكانات كبيرة في أكاديمية النادي، لكن على سيتين التحلي بالشجاعة للعثور على مواهبها وترفيعها إلى الفريق الأول.
من المؤكد أن كيكي سيتين الذي التنقل بين مزارع الأبقار خلال العام الأخير يعيش حلم يفوق خياله بالظهور في واحد من أشهر ملاعب كرة القدم في العالم. وقضى سيتين معظم مسيرته التدريبية في الدرجات الأدنى في إسبانيا لذا لا يمكن لومه إذا شعر بالتوتر مع تولي قيادة فريق يزخر بمجموعة من أغلى المواهب في العالم.
لكن سيتين حريص على إظهار أن ماضيه التدريبي المتواضع لن يمنعه من ترك بصمة مع بطل إسبانيا في كامب نو.
وقال سيتين بعد توقيع العقد الممتد حتى يونيو (حزيران) 2022: «أمس كنت أمشي بالقرب من أبقار في بلدتي واليوم أدرب أفضل لاعبي العالم في ملعب برشلونة... إنه ناد عملاق ولا يمكن أن أجد فرصة أفضل من هذه ولم أتخيل نفسي هنا في أكثر أحلامي جموحا لذا أود التعبير عن امتناني لمنحي هذه الفرصة‭ ‬وأنا متحمس لخوض هذا التحدي».
وشكل اختيار سيتين مفاجأة نظرا لقلة شهرته خارج إسبانيا لكن سمعته وفلسفته الهجومية حمستا الجماهير التي تشعر بأن برشلونة فقد بريقه.
وتابع: «هدفي هو الفوز بكل شيء هنا وبالنسبة لي لا توجد وسيلة لتحقيق ذلك أفضل من التطور كل عام. أضمن طريق للفوز هو اللعب بشكل جيد ومن المهم تذكر ذلك».
وأوضح: «لدي أفكار واضحة جدا. أستمع إلى الجميع لكن من الصعب إقناعي بتغيير أساليبي. أنا أكبر مدافع عن فريقي وسأموت مع هذه الأفكار».
ونال سيتين أول فرصة للتدريب في الدرجة الأولى مع لاس بالماس في 2015 لكن أسهمه ارتفعت خلال قيادة ريال بيتيس لمدة عامين وتضمنت هذه الفترة الفوز 4 - 3 على برشلونة في كامب نو. وأكد المدرب أنه مهتم بأكاديمية المواهب بالنادي والتي تخرج منها ليونيل ميسي وسيرجيو بوسكيتس وجيرار بيكيه في السابق،
وقال: «أنا شغوف بضم لاعبين شبان. عندما ينضم لاعب شاب فإنه يجلب طاقة جديدة ويدرك اللاعبون الكبار أنه لا يمكنهم الاسترخاء».
وكان اختيار سيتين قد جاء في فترة كانت كل الترشيحات تميل إلى تعيين نجم الفريق السابق تشافي الذي يعمل حاليا مدربا للسد القطري، وتردد أن جوسيب ماريا بارتوميو رئيس النادي هو الذي عارض فكرة الاستعانة بالأخير.
لكن بارتوميو عاد أمس وأكد أن تشافي سيأتي عليه يوما لتدريب برشلونة، وقال: «تشافي سيكون يوما ما مدربا لبرشلونة، ليس لدي أدنى شك بذلك. هو يتمتع بالجدارة، شخص يفهم بشكل مثالي كرة القدم التي نقدمها، ولديه رغبة هائلة في شغل هذا المنصب».
وسبق لتشافي أن أكد مرارا أن تدريب برشلونة هو «حلم» بالنسبة إليه، وهو أمضى فيه الغالبية العظمى من مسيرته الكروية، قبل أن ينهيها لاعبا مع السد، ويتولى إدارته الفنية بدءا من صيف العام 2019.
وتطرق بارتوميو إلى تعيين سيتين بقوله: «أظهر في صفوف الفرق التي مر بها، إنه يحب كرة القدم الجميلة، وعلى الخصوص أنه يحب كرة القدم التي نحب رؤيتها (في برشلونة)، ولهذا السبب تم اختياره».
ويخوض برشلونة سباقا محموما في صدارة ترتيب الليغا مع غريمه ريال مدريد (يتساويان بالنقاط ويتقدم النادي الكاتالوني بفارق الأهداف)، كما يستعد لخوض الدور ثمن النهائي لمسابقة دوري أبطال أوروبا ضد نابولي الإيطالي بدءا من فبراير (شباط) المقبل.



مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».