مقتل ناشط برصاص مسلحين في الناصرية

إصابة 40 من المتظاهرين والقوات الأمنية في واسط

مظاهرة طلابية في النجف أول من أمس (أ.ف.ب)
مظاهرة طلابية في النجف أول من أمس (أ.ف.ب)
TT

مقتل ناشط برصاص مسلحين في الناصرية

مظاهرة طلابية في النجف أول من أمس (أ.ف.ب)
مظاهرة طلابية في النجف أول من أمس (أ.ف.ب)

أفاد شهود عيان، أمس، بمقتل ناشط عراقي برصاص مسلحين قرب منزله في إحدى المناطق جنوب مدينة الناصرية مركز محافظة ذي قار (375 كيلومتراً جنوب بغداد).
وقال الشهود لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) إن مسلحين مجهولين يستقلون دراجة نارية اغتالوا المتظاهر حسن هادي مهلهل بإطلاق 4 رصاصات عليه من مسدس كاتم للصوت، قرب منزله في ناحية العكيكة التابعة لقضاء سوق الشيوخ جنوب الناصرية، ولاذوا بالفرار.
وتشهد مدن المظاهرات في العراق عمليات اغتيال شبه يومية تطال المتظاهرين والناشطين المدنيين من قبل مجهولين باستخدام الرصاص الحي.
من ناحية ثانية، شهدت مدينة كربلاء العراقية أمس إضراباً تمثل في إغلاق الدوائر الحكومية والشوارع والجسور، استنكاراً لمقتل متظاهرين خلال الساعات الـ24 الماضية برصاص القوات الأمنية وسط المدينة. وقال شهود عيان إن متظاهرين شرعوا منذ ساعات الصباح الأولى في إغلاق الطرق والجسور الرئيسية بالإطارات، منعت حركة السيارات والتنقل بين الأحياء، مما أدى إلى عدم قدرة الموظفين على الوصول إلى مقار عملهم. وقامت مجاميع من المحتجين بإغلاق مباني جامعة كربلاء وجامعة أهل البيت الأهلية، ونصبوا سرادق اعتصام لمنع وصول الطلاب والانتظام بالدوام الرسمي.
وشملت عملية الإضراب حركة السيارات في مناطق وسط كربلاء، فيما شوهد المواطنون وهم يتوجهون إلى ساحة التظاهر للمشاركة في المظاهرات الاحتجاجية مشياً على الأقدام، في ظل انتشار أمني كبير، خصوصاً في محيط «ساحة التربية» مركز الاعتصامات والمظاهرات الاحتجاجية في كربلاء. وشهدت مدينة كربلاء الليلة قبل الماضية اضطرابات أدت إلى إحراق مقر «منظمة بدر» الشيعية بزعامة هادي العامري، وعدد من الأبنية والمطاعم.
وفي الكوت، مركز محافظة واسط (170 كلم جنوب شرقي بغداد) أصيب نحو 40 من المتظاهرين والقوات الأمنية بعد مصادمات بينهما في شارع الهورة وساحة الكوت، أمس، استخدمت القوات الأمنية خلالها الغازات المسيلة للدموع، فيما استخدم المتظاهرون الحجارة. وذكر شهود عيان أن المتظاهرين أحرقوا الإطارات وقطعوا الشوارع، وسط هتافات تندد بعنف القوات الأمنية ضد المتظاهرين السلميين. وأكد الشهود أن محافظة واسط تشهد إضراباً عن الدوام في الجامعات والمدارس الثانوية، وعدد من الدوائر الحكومية، للمطالبة بالشروع في تشكيل حكومة جديدة ونبذ العنف.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».