مصر: اكتشاف حصن عسكري وخزانات مياه تعود إلى عصر الرومان

أعلنت وزارة السياحة والآثار المصرية، الكشف عن بقايا حصن عسكري أثري وخزانات مياه ترجع إلى نهاية العصر الروماني، أثناء تنفيذ مشروع المنطقة الصناعية الجديدة بمنطقة شرق التفريعة، التابعة لمنطقة آثار شمال سيناء. الدكتور هشام حسين، مدير آثار شمال سيناء، قال لـ«الشرق الأوسط»، إن «الهيئة الهندسية للقوات المسلحة عثرت على شواهد أثرية خلال أعمال حفر وتنفيذ البنية الأساسية لمشروع المنطقة الصناعية بشرق بوسعيد، على بعد كيلومترين شرق نفق 23 يوليو (تموز) الجديد، وتم إبلاغ وزارة السياحة والآثار التي بدأت تنفيذ حفائر إنقاذ بالمنطقة». وعثرت بعثة الإنقاذ الأثري في البداية على خزانات مياه ضخمة، واستطاعت تحديد أبعاد التل الأثري، وخلال العمل عثرت على بقايا حصن عسكري تاريخي يرجع إلى نهاية العصر الروماني، وأعيد استخدامه في العصر البيزنطي وبداية العصر الإسلامي. وقال الدكتور أيمن عشماوي، رئيس قطاع الآثار المصرية بوزارة السياحة والآثار، في بيان صحافي، أمس، إن «التل الأثري المكتشف يوجد داخل منطقة طينية مغطاة بالملاحات، لذلك لم يتم الكشف عنه من قبل، لكن أعمال الحفر التي قامت بها الهيئة الهندسية بالمنطقة كشفت عنه»، مشيراً إلى أنه «تم وقف أعمال التجهيز والإنشاء بالمنطقة المحيطة بالكشف الأثري، وتحديد مسار جديد للمشروع، بعيداً عن نطاق الموقع الأثري الجديد، بالتنسيق مع الهيئة الهندسية للقوات المسلحة». وكشفت البعثة الأثرية عن مجموعة مترابطة ومتداخلة من خزانات المياه، التي تم تشييدها من الطوب الأحمر، وغطيت جدرانها بطبقة من الملاط، مصممة بتقسيمات وأبعاد وطرز معمارية مختلفة.
ووفقاً لمدير آثار شمال سيناء، فإن «خزانات المياه الأثرية المكتشفة تم استخدامها لتغذية المنطقة السكنية بالمياه، وتزويد القوافل التجارية والحصن بالمياه خلال تلك الفترة»، مشيراً إلى أن «منطقة الكشف كانت تغمر بالمياه خلال فترة الفيضان في السابق، وهذه الخزانات كانت تستخدم لتخزين مياه الفيضان واستخدامها فيما بعد، وتزويد السفن التجارية بها، خاصة أن المنطقة تقع بالقرب من ساحل البحر المتوسط». وأظهرت الدراسات المبدئية للتل الأثري أنه كان يضم قلعة عسكرية من الطوب الأحمر، استخدمت لحماية المدخل الشرقي لمصر خلال نهاية العصر الروماني، وأعيد استخدامها في العصر البيزنطي والإسلامي، كما تم استخدام المساحة الداخلية للقلعة العسكرية في إنشاء خزانات المياه.
وكشفت الحفائر عن برج الركن الجنوبي الغربي للقلعة العسكرية، وهو برج دائري الشكل، كما كشفت عن برجين من أبراج الضلع الشرقي للقلعة المشيدة على شكل حرف «U»، بحسب حسين، الذي أشار إلى أن «القلعة تعد نسخة مصغرة من قلعة بلوزويوم في تل الفرما الأثري»، مضيفاً أن «وزارة السياحة والآثار ستعمل خلال الفترة المقبلة على استكمال أعمال الحفائر بالمنطقة، وتجهيزها للزيارة السياحية»، ووصف المنطقة بأنها «واعدة جداً»؛ خصوصاً مع إنشاء المنطقة الصناعية بالقرب منها، بجانب تجهيز عدد من المناطق الأثرية السياحية في شمال سيناء، من بينها منطقة الفرما (البلوزيوم)؛ حيث يوجد تل المخزن الذي يشكل جزءاً من مسار العائلة المقدسة.