مسؤول «الحرس الثوري» في اليمن أفلت من مصير سليماني

النشرة الأميركية التي رصدت مكافأة للقبض على شهلائي (الخارجية الأميركية)
النشرة الأميركية التي رصدت مكافأة للقبض على شهلائي (الخارجية الأميركية)
TT

مسؤول «الحرس الثوري» في اليمن أفلت من مصير سليماني

النشرة الأميركية التي رصدت مكافأة للقبض على شهلائي (الخارجية الأميركية)
النشرة الأميركية التي رصدت مكافأة للقبض على شهلائي (الخارجية الأميركية)

كشف مسؤولون أميركيون أن مسؤول «فيلق القدس» في اليمن عبد الرضا شهلائي، نجا من ضربة أميركية في اليوم نفسه الذي قتل فيه قائده مهندس العمليات السرية لطهران في الخارج قاسم سُليماني وأعوانه، عقب وصولهم إلى مطار بغداد.
وورد اسم شهلائي في مُذكرة «سرية للغاية»، أعدّتها الاستخبارات الأميركية، ووقّع عليها روبرت أوبراين، مستشار الأمن القومي للبيت الأبيض، في قائمة الأهداف التي شملت كذلك منشأة طاقة إيرانية وسفينة مراقبة تستخدمها طهران للتضييق على ناقلات النفط في الخليج، وقياديين آخرين لقتلهم، بحسب صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية.
ونقل موقع «إنترسبت» عن مسؤول أميركي، أن الولايات المتحدة نفذت هجوماً مماثلاً لقتل شهلائي قرب صنعاء، غير أنه نجا من الهجوم بعد الاختباء، بينما قُتِل ضابط آخر في «فيلق القدس» برتبة أقل انكشف اسمه بعد إعلان التلفزيون الحكومي الإيراني مقتل عنصر في «فيلق القدس» يُدعى محمد ميرزا في «أحد حقول جبهة المقاومة»، من دون ذِكْر المكان.
وسلّط مايك بنس، نائب الرئيس الأميركي، في تغريدة على حسابه في «تويتر»، عقب مقتل سليماني، الضوء على أدوار «الحرس الثوري» الإيراني في اليمن، حيث ذكر أنه «تحت قيادة سليماني، نظّم (فيلق القدس) في اليمن (عمليات)، وأتاح إطلاق صواريخ أدت إلى مقتل العشرات في المنطقة». وأضاف أن إيران استهدفت أيضاً «مطارات مدنية في المملكة العربية السعودية».
وورد اسم شهلائي كأحد المطلوبين على القوائم الأميركية، في ديسمبر (كانون الأول) الماضي، حين نشر حساب «مكافأة من أجل العدالة»، على «تويتر» التابع لوزارة الخارجية الأميركية، صورة حديثة لقيادي «الحرس» المتهم بارتكاب جرائم إرهابية، منها تهريب أسلحة متطورة إلى الميليشيات الحوثية الإرهابية في اليمن.
وقالت مروى مزيد، أستاذة العلاقات الدولية في جامعة واشنطن بسياتل، إن «تقليص المد والنفوذ الإيراني سيحدث على مستوى الإقليم كله». وأضافت لـ«الشرق الأوسط» أن «استراتيجية الضغط الأميركية ستقلل من قدرة إيران اقتصادياً على دعم هذا التمدد في الدول التي يتركز فيها النفوذ الإيراني، ومقتل سُليماني أدى الغرض منه، وهو تقلص قدرة طهران تمويلياً ولوجيستياً وداخلياً».
وانكشف اسم شهلائي عام 2008، بعدما فرضت عليه واشنطن عقوبات لأدواره في العمليات ضد القوات الأميركية في العراق، قبل أن تتهمه، لاحقاً، بتنسيق مؤامرة 2011 لاغتيال السفير السعودي السابق لدى الولايات المتحدة عادل الجبير، في أحد مطاعم واشنطن.
وعقب بروز أدواره في العراق، انتقلت مهام شهلائي إلى اليمن، حيث أصبح مسؤولاً عن عناصر «فيلق القدس» المسؤولة عن دعم الميليشيات الحوثية.
وتحدث مسؤول أميركي عن أن إدارة ترمب فكرت في التخطيط لمقتل شهلائي قبل ثلاث سنوات، كوسيلة لردع وتقويض الدعم الإيراني المستمر للميليشيات الحوثية.
ورأت مزيد أنه لن تكون هجمات عسكرية أميركية كبرى الفترة المُقبلة، قائلة: «لن تكون أصلاً هناك حاجة كبيرة لأي عمليات متشابهة. وإن كان ليس هناك استبعاد تامّ أيضاً! كل الوسائل متاحة، إن لزم الأمر». وتابعت أن «هذه نهاية هذا الفصل من التدخل الإيراني المكثف في مختلف البلدان، كلبنان والعراق واليمن، وبدرجة أقل في هذه المرحلة، سوريا»، متوقعة أن تؤدي استراتيجية «الضغط القصوى» التي تمارسها واشنطن تجاه طهران إلى تغيير السلوك الإيراني.



الحوثيون يعلنون تفخيخ الناقلة اليونانية «سونيون» وتفجيرها

ناقلة النفط «سونيون» التي سبق أن هاجمها الحوثيون في البحر الأحمر أثناء انفجارها (لقطة من فيديو)
ناقلة النفط «سونيون» التي سبق أن هاجمها الحوثيون في البحر الأحمر أثناء انفجارها (لقطة من فيديو)
TT

الحوثيون يعلنون تفخيخ الناقلة اليونانية «سونيون» وتفجيرها

ناقلة النفط «سونيون» التي سبق أن هاجمها الحوثيون في البحر الأحمر أثناء انفجارها (لقطة من فيديو)
ناقلة النفط «سونيون» التي سبق أن هاجمها الحوثيون في البحر الأحمر أثناء انفجارها (لقطة من فيديو)

أعلنت جماعة «الحوثي» اليمنية، الخميس، أنها فخخت ثم فجرت ناقلة النفط «سونيون» التي سبق أن هاجموها في البحر الأحمر، ما تسبب باندلاع حرائق عدة على متنها.

وفي 21 أغسطس (آب)، تعرّضت السفينة التي ترفع علم اليونان، لهجوم نفّذه الحوثيون وأدى، بحسب هيئة عمليات التجارة البحرية البريطانية، إلى اندلاع حريق على متنها وفقدان قوة محرّكها. ودفع ذلك مهمة الاتحاد الأوروبي في المنطقة إلى إجلاء طاقمها المؤلف من 25 شخصاً.

ونشر الحوثيون على وسائل إعلام تابعة لهم، مساء الخميس، مقطع فيديو يُظهر شخصاً ملثماً ومسلحاً يعدّ جهاز تفخيخ على متن «سونيون». وسرعان ما يتمّ تفجيرها فتندلع حرائق عدة على متنها وتتصاعد أعمدة الدخان الأسود منها.

أحد عناصر جماعة «الحوثي» على سطح ناقلة النفط «سونيون» في البحر الأحمر (لقطة من فيديو)

وقال زعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي، في خطابه الأسبوعي، الخميس، إن قواته نفذت «عملية جريئة وشجاعة» هذا الأسبوع عبر «اقتحام» السفينة سونيون «وتدمير ما فيها من الشحنات واستهداف السفينة نفسها وتفخيخها وتفجيرها».

وأشار، وفقاً لوكالة الصحافة الفرنسية، إلى أن الناقلة «كانت تخالف قرار الحظر وتحمل شحنات للعدو الإسرائيلي».

وبحسب سلطة الموانئ اليونانية، فإن السفينة مملوكة لشركة «دلتا تانكرز» اليونانية للشحن، وقد أبحرت من العراق وكانت متجهة إلى ميناء قريب من أثينا.

ناقلة النفط «سونيون» التي سبق أن هاجمها الحوثيون في البحر الأحمر (لقطة من فيديو)

وأظهر الفيديو أيضاً أضراراً في هيكل السفينة، إضافة إلى أغراض مبعثرة داخل غرفة القيادة.

يأتي ذلك غداة إعلان بعثة إيران لدى «الأمم المتحدة» موافقة الحوثيين على إنقاذ الناقلة سونيون، التي تحمل 150 ألف طن من النفط، «نظراً للمخاوف الإنسانية والبيئية».

وكتب المتحدث باسم الحوثيين محمد عبد السلام، على منصة «إكس»، في وقت متأخر الأربعاء: «بعد تواصل جهات دولية عدة معنا، خصوصاً الأوروبية، تم السماح لهم بسحب سفينة النفط المحترقة سونيون».

ناقلة النفط «سونيون» التي سبق أن هاجمها الحوثيون في البحر الأحمر (لقطة من فيديو)

وأفادت مهمة «أسبيدس» الأوروبية في البحر الأحمر، الخميس، أن «(سونيون) مشتعلة منذ 23 أغسطس (آب)» مع «رصد حرائق في مواقع عدة على السطح الرئيسي للسفينة».

وأشارت إلى «عدم وجود تسرب نفطي، وأن السفينة لا تزال راسية ولا تنجرف». وأكدت، على منصة «إكس»، أنها تستعدّ «لتسهيل أي مسارات عمل، بالتنسيق مع السلطات الأوروبية والدول المجاورة، لتجنب أزمة بيئية كارثية».

ومنذ نوفمبر (تشرين الثاني)، يستهدف الحوثيون سفناً تجارية في البحر الأحمر وبحر العرب، ما يعدّونه دعماً للفلسطينيين في قطاع غزة، في ظل الحرب الدائرة منذ 7 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي بين الجيش الإسرائيلي وحركة «حماس».

وأثّرت هجمات الحوثيين على حركة الشحن في المنطقة الاستراتيجية، التي يمرّ عبرها 12 في المائة من التجارة العالمية.