تنظيم أميركي يجلب 10 آلاف من الشباب المسيحي إلى إسرائيل

في إطار مشروع لتحويلهم إلى «سفراء للدولة العبرية بين شعبهم»

TT

تنظيم أميركي يجلب 10 آلاف من الشباب المسيحي إلى إسرائيل

في احتفال جماهيري واسع، أعلن في القدس الغربية، أمس الجمعة، عن وجود تنظيم أميركي عمل بهدوء ومن دون ضجيج طيلة السنوات الخمس الماضية، على تجنيد شباب مسيحي من الولايات المتحدة إلى إسرائيل «حتى يصبحوا سفراء للدولة العبرية بين شعبهم».
ويدعى التنظيم «باسيجيس» (Passages)، وهو يعمل منذ سنة 2016 بين صفوف الشباب المسيحي الأميركي. وقد تم تأسيسه بمبادرة من رفكا كدرون، مستشارة رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو لشؤون «يهود الشتات والعالم المسيحي». وفي حينه، انطلقت حملة في الكنائس المسيحية في الولايات المتحدة لإعادة الشباب المسيحي إلى الكنيسة، إذ تبين أن هناك هبوطاً حاداً في نسبة الشباب الذين يعتبرون أنفسهم مؤمنين، من 78 في المائة إلى 65 في المائة. فقررت كدرون الانخراط في المشروع، عن طريق تنظيم رحلة لمدة 9 أيام في إسرائيل لشباب الكنيسة، يتعرفون خلالها على جذور المسيحية من جهة، والعلاقة بينها وبين اليهودية من جهة ثانية. ووافق منظمو الحملة، باعتبار الرحلة إلى إسرائيل أمراً مغرياً.
وأقامت كدرون شركة خاصة لتنظيم الرحلات من الولايات المتحدة. وقد نجحت في جلب ألوف الشباب الأميركي إلى إسرائيل، ويتوقع أن يصل عدد الزوار إلى 10 آلاف، حتى نهاية العام الجاري.
وشارك في الاحتفال الذي جرى أمس، رئيس الدولة رؤوبين رفلين، وسفير إسرائيل الأسبق في واشنطن، عضو الكنيست مايكل أورن، والسفير الأميركي الحالي في إسرائيل ديفيد فريدمان. وتم الكشف عن أن تنظيم «باسيجيس» يطرح مهامه على أنها «إحياء التوراة في نفوس المسيحيين».
وتشمل زيارات الشباب الأميركيين بيت لحم والقدس والناصرة، ليتعرفوا على الأماكن المقدسة لدى المسيحيين. ولكن إلى جانب ذلك يتم أخذهم إلى معالم يهودية وشحنهم بالدعاية لحكومة إسرائيل وسياستها في الشرق الأوسط والعالم، بغرض «تحويلهم إلى سفراء للدعاية الإسرائيلية بين شعوبهم»، كما تقول كدرون.
ويوجد اليوم في إسرائيل 600 شاب أميركي مسيحي في إطار هذا المشروع. وفي مؤتمرهم تلقوا تحيات التشجيع من عدة مسؤولين في إسرائيل.
وقد ألقى السفير فريدمان كلمة في المؤتمر، قال فيها إنه «في العصر الذي تتحول فيه الجامعات الأميركية إلى بؤر عداء لإسرائيل واليهود، توجد أهمية كبرى لقدوم الشباب المسيحي إلى أرض إسرائيل ليتعرفوا على حقيقتها».



اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
TT

اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)

استبعدت الحكومة اليمنية تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم، داعية إيران إلى رفع يدها عن البلاد ووقف تسليح الجماعة، كما حمّلت المجتمع الدولي مسؤولية التهاون مع الانقلابيين، وعدم تنفيذ اتفاق «استوكهولم» بما فيه اتفاق «الحديدة».

التصريحات اليمنية جاءت في بيان الحكومة خلال أحدث اجتماع لمجلس الأمن في شأن اليمن؛ إذ أكد المندوب الدائم لدى الأمم المتحدة، عبد الله السعدي، أن السلام في بلاده «لا يمكن أن يتحقق دون وجود شريك حقيقي يتخلّى عن خيار الحرب، ويؤمن بالحقوق والمواطنة المتساوية، ويتخلّى عن العنف بوصفه وسيلة لفرض أجنداته السياسية، ويضع مصالح الشعب اليمني فوق كل اعتبار».

وحمّلت الحكومة اليمنية الحوثيين المسؤولية عن عدم تحقيق السلام، واتهمتهم برفض كل الجهود الإقليمية والدولية الرامية إلى إنهاء الأزمة اليمنية، وعدم رغبتهم في السلام وانخراطهم بجدية مع هذه الجهود، مع الاستمرار في تعنتهم وتصعيدهم العسكري في مختلف الجبهات وحربهم الاقتصادية الممنهجة ضد الشعب.

وأكد السعدي، في البيان اليمني، التزام الحكومة بمسار السلام الشامل والعادل والمستدام المبني على مرجعيات الحل السياسي المتفق عليها، وهي المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل، وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، وفي مقدمتها القرار «2216».

عنصر حوثي يحمل صاروخاً وهمياً خلال حشد في صنعاء (رويترز)

وجدّد المندوب اليمني دعم الحكومة لجهود المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة، هانس غروندبرغ، وكل المبادرات والمقترحات الهادفة لتسوية الأزمة، وثمّن عالياً الجهود التي تبذلها السعودية وسلطنة عمان لإحياء العملية السياسية، بما يؤدي إلى تحقيق الحل السياسي، وإنهاء الصراع، واستعادة الأمن والاستقرار.

تهديد الملاحة

وفيما يتعلق بالهجمات الحوثية في البحر الأحمر وخليج عدن، أشار المندوب اليمني لدى الأمم المتحدة إلى أن ذلك لم يعدّ يشكّل تهديداً لليمن واستقراره فحسب، بل يُمثّل تهديداً خطراً على الأمن والسلم الإقليميين والدوليين، وحرية الملاحة البحرية والتجارة الدولية، وهروباً من استحقاقات السلام.

وقال السعدي إن هذا التهديد ليس بالأمر الجديد، ولم يأتِ من فراغ، وإنما جاء نتيجة تجاهل المجتمع الدولي لتحذيرات الحكومة اليمنية منذ سنوات من خطر تقويض الميليشيات الحوثية لاتفاق «استوكهولم»، بما في ذلك اتفاق الحديدة، واستمرار سيطرتها على المدينة وموانيها، واستخدامها منصةً لاستهداف طرق الملاحة الدولية والسفن التجارية، وإطلاق الصواريخ والمسيرات والألغام البحرية، وتهريب الأسلحة في انتهاك لتدابير الجزاءات المنشأة بموجب قرار مجلس الأمن «2140»، والقرارات اللاحقة ذات الصلة.

حرائق على متن ناقلة النفط اليونانية «سونيون» جراء هجمات حوثية (رويترز)

واتهم البيان اليمني الجماعة الحوثية، ومن خلفها النظام الإيراني، بالسعي لزعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة، وتهديد خطوط الملاحة الدولية، وعصب الاقتصاد العالمي، وتقويض مبادرات وجهود التهدئة، وإفشال الحلول السلمية للأزمة اليمنية، وتدمير مقدرات الشعب اليمني، وإطالة أمد الحرب، ومفاقمة الأزمة الإنسانية، وعرقلة إحراز أي تقدم في عملية السلام التي تقودها الأمم المتحدة.

وقال السعدي: «على إيران رفع يدها عن اليمن، واحترام سيادته وهويته، وتمكين أبنائه من بناء دولتهم وصنع مستقبلهم الأفضل الذي يستحقونه جميعاً»، ووصف استمرار طهران في إمداد الميليشيات الحوثية بالخبراء والتدريب والأسلحة، بما في ذلك، الصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة، بأنه «يمثل انتهاكاً صريحاً لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، لا سيما القرارين (2216) و(2140)، واستخفافاً بجهود المجتمع الدولي».